الإمارات تحصن أجيال المستقبل من مخاطر الإنترنت بإجراءات ومبادرات استباقية
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
نجحت دولة الإمارات في بناء منظومة متكاملة لتحصين وحماية الأطفال في فضاء العالم الرقمي عبر مجموعة من المبادرات والإجراءات الاستباقية التي جسدت التزامها الثابت بحماية أجيال المستقبل من جميع التأثيرات السلبية والمخاطر المحتملة نتيجة استخدامهم المتزايد للإنترنت.يأتي ذلك في ظل تصاعد القلق العالمي من حجم المخاطر التي يتعرض لها الأطفال خلال تصفحهم الإنترنت؛ إذ حذر تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمنظمة الأمم المتحدة من أن 70 % من الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 7 إلى 18 سنة قد رأوا محتوى غير لائق خلال تصفحهم الإنترنت لحل الواجبات المدرسية والحصول على البحوث، فضلا عن تعرضهم للتنمر.
وأشار التقرير الذي يأتي تزامنا مع "اليوم العالمي للإنترنت الآمن" إلى أن الأمر لم يقتصر على التنمر الإلكتروني والإساءة فقط، بل إن مخاطر الإنترنت تزايدت لتشمل أيضًا حالات من الابتزاز الإلكتروني للفتيات الصغار وتهديدهن بتسريب صور مفبركة لهن.
ومنذ ظهور الإنترنت والانتشار الواسع لاستخدام وسائط التواصل الاجتماعي بين جميع فئات المجتمع، أدركت دولة الإمارات ضرورة الإسراع في وضع خطة وقائية واتخاذ خطوات استباقية للحد من مخاطرهما المحتملة على شريحة الأطفال.وشكلت مبادرة "السلامة الرقمية للطفل" التي أطلقتها الإمارات في عام 2019 خطوة متقدمة في جهود توعية الأطفال وطلاب المدارس بتحديات العالم الرقمي، وتشجيعهم على استخدام الإنترنت بشكل إيجابي وآمن، وتوعية وتأهيل المعلمين والأهالي بأساليب مواجهة هذه التحديات بما يحقق السلامة الرقمية لأطفالهم.
وتهدف هذه المبادرة إلى توعية الأطفال في الفئة العمرية من 5 إلى 18 عاماً بأسس استخدام الإنترنت، وكيفية التصرف مع أي إساءة أو خطر محتمل، عبر تدريبهم على الاستخدام الآمن لمواقع الإنترنت وتطبيقات التواصل الاجتماعي والأجهزة الذكية.
وتشمل مبادرة "السلامة الرقمية للطفل" تطوير موارد تعليمية حول السلامة الرقمية، وتمكين الأطفال من أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، وتعريف الآباء والمعلمين بآليات تعزيز السلامة الرقمية للأطفال في المنازل والمجتمع المدرسي.بدورها توفر منصة "صنف" سبلاً لمعالجة إدمان الأطفال الألعاب الإلكترونية، حيث تتيح خدمة التواصل مع خط دعم جودة الحياة الرقمية عبر الاتصال بالرقم (80091)، الذي ينقل المشكلة إلى مستشارين لتقديم المساعدة والوصول إلى الحل الأمثل لمشكلات إدمان أطفال الألعاب الإلكترونية.
وتم إطلاق منصة "صنف" التي طُوِرت من قبل الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، ضمن مبادرات السياسة الوطنية لجودة الحياة الرقمية في الإمارات، لتكون منصة وأداة اختيار للألعاب الإلكترونية الآمنة، ويمكن تعريفها بأنها منصة لتصنيف وعرض مخاطر الألعاب الإلكترونية المتوافرة على مختلف منصات الألعاب، وتمنح الأهالي فرصة التعرف إلى الألعاب الإلكترونية ومحتواها وطبيعتها، قبل عرضها على الأطفال.وقانونيا، تنبه المشرع الإماراتي إلى أهمية حماية الأطفال وضمان سلامتهم في العالم الرقمي، وفقاً للقانون الاتحادي رقم 3 لسنة 2016 بشأن حقوق الطفل والمعروف بـ "قانون وديمة"، تنص المادة 29 من القانون بأنه يجب على شركات الاتصال ومزودي خدمات شبكة المعلومات الإلكترونية إبلاغ السلطات المختصة عن أية مواد لإباحية الأطفال يتم تداولها عبر مواقع وشبكة المعلومات الإلكترونية، ويجب تقديم المعلومات والبيانات عن الأشخاص أو الجهات أو المواقع التي تتداول هذه المواد أو تعمد إلى التغرير بالأطفال.ولم تقتصر جهود الإمارات في توسيع مظلة حماية الأطفال من مخاطر استخدام الإنترنت على الجانب المحلي، بل امتدت لتأخذ طابعا دوليا؛ إذ استضافت العاصمة أبوظبي في هذا الإطار، عام 2018، فعاليات مؤتمر "تحالف الأديان لأمن المجتمعات: كرامة الطفل في العالم الرقمي" الذي حشد أكثر من 450 من القيادات الدينية من شتى أنحاء العالم بهدف وضع رؤية عالمية مشتركة لتعزيز حماية المجتمعات، ولاسيما الأطفال، من جرائم الابتزاز عبر العالم الرقمي ومخاطر الشبكة العنكبوتية.
أخبار ذات صلةوتولت الإمارات ممثلة بوزارة الداخلية رئاسة فرقة العمل العالمية الافتراضية في عام 2015، كما شاركت في مؤتمر القوة العالمية الافتراضية "في.جي.تي" وهو تحالف دولي من وكالات إنفاذ القانون المكرسة وشركاء الصناعة، يعملون معا للحفاظ على سلامة الأطفال على الإنترنت.
وقد أسهمت الفرقة في إنقاذ مئات الأطفال في جميع أنحاء العالم من استغلال الأطفال عبر الإنترنت وتقديم مئات المجرمين للعدالة منذ عام 2003.
واستضافت الإمارات القمة العالمية الثانية لـ "ويبروتكت" عام 2015 في أبوظبي التي أسفرت عن اتفاق الحكومات والمنظمات على إنشاء استجابة وطنية منسقة للاستغلال الجنسي للأطفال على الإنترنت.
وفي يونيو 2017 انتخبت دولة الإمارات لقيادة اللجنة الدولية لحماية الأطفال عبر الإنترنت خلال مؤتمر الاتحاد الدولي للاتصالات في جنيف.
المصدر: وام
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات مخاطر الإنترنت الأطفال الألعاب الإلکترونیة العالم الرقمی
إقرأ أيضاً:
إنشاء معمل لحليب الأطفال من قبل شركة بريطانية
آخر تحديث: 3 يونيو 2025 - 11:08 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- وقع صندوق العراق للتنمية، امس الاثنين، مذكرة تفاهم مع شركة Agrium Capital البريطانية لإنشاء أول معمل حديث لإنتاج حليب الأطفال في العراق، فيما أشارت الشركة إلى أن إنتاج المعمل سيغطي 85% من حاجة السوق المحلي وبرأس مال يتجاوز 200 مليون دولار.وقال المدير التنفيذي لصندوق العراق للتنمية، محمد النجار، في كلمة له خلال مراسيم توقيع الاتفاقية: “قد يكون هذا المشروع له أهمية لمستقبل الشباب العراقي، حيث يشهد العراق زيادة سنوية في عدد الولادات التي تصل إلى مليون طفل“.وأشار إلى، أن “العديد من أنواع حليب الأطفال المستوردة لا تتمتع بقيمة غذائية عالية، لذلك نرى أن هذا المشروع بالغ الأهمية لصحة أطفال العراق ولأجيال المستقبل“.وأوضح، أن “المعمل سينشأ داخل العراق، وسيعتمد على المواد الأولية المحلية، بما في ذلك الحليب العراقي، لإنتاج حليب أطفال يحمل علامة تجارية متميزة، يتميز بقيمة غذائية عالية، مع التركيز على حليب الأطفال تحديداً وليس الحليب المجفف بشكل عام”، منوهاً الى أن “هناك مصنعاً سابقاً لإنتاج حليب الأطفال لكنه توقف عن العمل، وحالياً يتم استيراد الحليب بالكامل من الخارج“.وأضاف النجار، أن “المشكلة لا تكمن فقط في استيراد الحليب، بل في غياب منظومة متكاملة لمراقبة جودته، في حين أن وجود مصنع داخل العراق يتيح الاستفادة من الثروة الحيوانية الوطنية، ويضمن وجود رقابة نوعية فعالة“.ولفت إلى، أن “شركة Agrium Capital البريطانية تمتلك خبرة واسعة جداً في مجال إنتاج حليب الأطفال، ولديها مصانع في عدد من دول العالم، وستكون هذه الخطوة بداية لمسار طويل من التعاون في مجالات متعددة“.
من جانبه، قال المدير الإداري لشركة Agrium Capital البريطانية، رود باسيت: إن “شركتنا عالمية، وتنفذ مشاريع في مختلف دول العالم، ويعمل بها نحو 3000 موظف، ولدينا خبرة كبيرة في إنتاج حليب الأطفال، ونشغل عدداً من المعامل المتخصصة حول العالم“.وأضاف باسيت: “تركز شركتنا حالياً على مجالي الطاقة المتجددة والأمن الغذائي، لإيماننا العميق بأهمية بناء أنظمة غذائية متكاملة، بدءاً من المواد الأولية وصولاً إلى المستهلك النهائي”، مؤكداً أن “العراق يمثل شريكاً مهماً واستراتيجياً لصندوق التنمية، ونعمل على دعم القطاع الصناعي فيه بشكل خاص“.وأعرب باسيت عن فخره بالشراكة مع صندوق العراق للتنمية، مبيناً أن “المجموعة تعمل في العراق منذ 15 عاماً في مجالات تجارية مختلفة، ونؤمن بقدرتنا على تقديم الأفضل لهذا البلد“.وبين، أن “المعمل سيكون متطوراً جداً، بطاقة إنتاجية تصل إلى 25 ألف طن، وبرأسمال يتجاوز 200 مليون دولار، وهي طاقة كافية لتغطية ما بين 80 إلى 85% من احتياجات السوق العراقية”، مؤكداً أن “هذا المشروع هو الأول من نوعه للشركة في العراق، وسيتبعه عدد من المشاريع الأخرى“.