شبكة اخبار العراق:
2025-05-09@23:18:27 GMT

رائحةُ عسلٍ مُحترق

تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT

رائحةُ عسلٍ مُحترق

آخر تحديث: 8 فبراير 2024 - 12:36 م طالب عبد العزيز ‫النسوة اللواتي لم يكن جميلات حسب. المضيّفات، موظفات الدرجة الثالثة في مكاتب الطيران، السيّدات المهذبات، الصبوحات المساءات، اللواتي تقرض الكراسي الخضرُ أعمارَهن، منذ عقود أربعة، بطيئات يدخلن المبنى أوَّل الصباح، وصوت فيروز لا يني يطيحُ بشفاههن وأكتافهن، فلا يغادرنه إلا إذا طار النهار بجناح ساعتين.

ومثل فناجين القهوة الباردة، مثل قماشة المطبخ، غير المعتنى بها سيظل الوقت عاطلا في النوافذ والأبواب، وفي السراويل الجينز، التي تضيق كثيراً عند الخصر، وفي القفاطين السُّود أيضاً، وفي القبَّعات، سيظل وحيداً، ذلك الوقت، وعاطلا هناك، حتى عودة الباص، ذي السنونو الأخضر من جهة النهر. النسوّةُ اللواتي لم يكنَّ جميلاتٍ فحسب، يخبِّئن علبَ الماكياج في درّجٍ أخير، بمكاتبهنَّ،  تضوعُ في الليل منه رائحةُ عسلٍ محترق، ويأتي عليه نملٌ كثيرٌ وماء.السيّداتُ اللواتي يسمَّينَ المقاعدَ لنا الآنَ، ويبّصرننا بين آونة وأخرى، وتمتحنُ الشمسُ والساعاتُ المتأنّيةُ أكفَّهنَّ على الخشب والضَّوء، لم يُطلعننا على السَّلاسل الذَّهبِ التي بأعناقهنَّ، وتنطوي على كثيرٍ لم نبّصرهُ سحّاباتُ الاكمام الصغيرة، وفيما يُصلحُ الرجلُ ذو البذّلة الرّماديّة أمرَ كرسيِّه، لا يدلُّ ما بأصابعِهنَّ إلا على القليل من الحِنكةِ والصَّبر.هناك ما هو أجدرُ بالإطراءِ من مبنى لا تدخلهُ المباهجُ إلا متأخرةً.أوَ كلّما استعملت الرِّيحُ باباً تقصَّفَ الوقتُ بشعرهنَّ، وسقط من فم الصمت ملحٌ كثير؟ كلُّ قميص يتهربُ من النَّهار لا يأتي الليلُ عليه، وتموتُ من الضَّجر كلُّ شجرةٍ لا يلتئمُ  تحتها اثنانِ عاشقان.
الباصُ الأخيرُ الفارغُ العائدُ خِلْواً منهنَّ غرابٌ ميتٌ لم يضربه أحدٌ بحجر.بخطىً وئيدةٍ- لا يبالي البلاطُ بها- السيّداتُ الجميلاتُ الأنيقاتُ يقايضّنَ الزَّمن باللُّبانِ المرِّ وبالأسئلة، ومن عويناتٍ ما زلنَّ يعلّقنها يومئنَ إلى حاجبٍ عند الباب، نحيلٍ، يخرج مع الحقائب بأذرع المسافرين، ويأتي ضالته آخرَ الليل مخموراً. كلُّ رسمةٍ لم نرها بسيقانِهنَّ خضراءُ، وإنْ لم يمسسها ضوءٌ، ولم تنهشها نسورُ الأقاويل، وكلُّ سؤالٍ نتلعثمُ بالإجابة عنه مثلّثٌ تزدحمُ السُّنونواتُ عند مائه، ومن كلِّ حقيبة تنفتحُ يخرجُ طفلٌ لا يُشبهنا، ولا يُشبههنَّ، ففي حزم الأوراق التي تروح وتأتي، يتقرفصُ وقتٌ فائضٌ آخرُ لقتل النَّهار، وتنطبقُ على المعنى كلماتٌ وهمهمات.ثمةَ من تتحدثُ عن نزهةٍ على الشاطئ إذن، وأكثرُ من قاربٍ لم يفزعه الموجُ هناك. كان الحجرُ ضامناً، حتى أنَّ قدماً واحدةً لم تنزلقْ عليه، ولمّا يئنْ موعدُ ظهورُ الكواسج النَّهمةِ بعد، أما الضَّفادع التي لا صلةَ لها بالزَّبدِ فقد نقَّتْ طويلاً عند الثياب، التي تركنها. هنَّ ينعُمنَّ بالرِّيح الباردة، وتجلُدُ سيقانَهنُّ شمسٌ مائلةٌ، وأغصانُ صَفصافٍ وتوت. قواقعُ كسولةٌ تمرُّ، ودودٌ رخوٌ توطَّنَ بثنيّةِ الجينز عند الكاحل الابيض، لا الماءُ يقتله، ولا الفرغُ ينالُ منه. كانت نوافذُ الفندقِ -أشرعها الجندُ منذ أمسِ- تدلُّ عليهنَّ، والقواربُ التي لم ترخَ حبُالها بعد ويدخلها الغروبُ تدلُّ أيضاً، والحجرُ المنخورُ بالحجرِ وهتافِ الموج يترصدُ اسماءَهنَّ، وينأى.بحياءِ من أدَّبتها الثيابُ طويلاً  الشجرُ مادةُ الانتظار الأولى»: تقولُ إحداهُنَّ. كانت المركباتُ تمرُّ مثقلةً، بالسيدات اللواتي لم يكنَّ جميلاتٍ حسب، ومسرعةً هتافاتُ الشبابِ تجتازُ الحديقةَ إلى السُّوق، فلا التفاتةٌ في سياجٍ، ولا رسمةٌ على مبنى، ولا أرجوحةٌ في خيال. ولأنَّ الريحَ ما زالت تهبُّ، من جهة النهر، فقد اخرجنَّ الإيشارباتِ السُّودِ من الحقائب، وبأيديَ من وَهَنٍ وأخيلةٍ صرنَّ يومِئنَّ لقطاراتٍ لن تأتي، ويدثّرنَّ الشجنَ بالأملِ والليالي الباردة.
من الوقت المتراجع في الحياطين يأتي الضَّجر، ومن شِقٍّ غائرٍ في القميصِ الأسودِ، اسفلَ القلادة يدخل نهارٌ بأفاعٍ كثيرة، ولا يستجيبُ دُرجٌ في خَزانة الثياب، لكنَّه سيظلُّ عالقاً، بجوربٍ قديم، وبحمّالة صدرٍ صفراءَ ربّما..  تلك المسافة التي تفصل حبَّة البندق في فنجان القهوة عن الكلام، وهذه ارتعاشةُ الجسدِ العاشقِ تُفصحُ عنها نزلةُ البرد، وعن الخضابِ الزائفِ في اليد المتوهَمةِ أيضاً.. سأظلُّ واقفةً هنا، وإنْ لم يدخل من باب الجنون طائرُ الينابيع.السيدة التي لم تكن جميلة فحسب، بحذائِها الرياضيّ، الصَبُوحَةُ والمَسَّاءَة تُقسمُ انها لم تترك البابَ اخضرَ وراءَها، لكنَّ أصيصَ النرجس لم يحفل بالزمن المائل في تنّورتها ومن نافذته المطلة على البحر لم يقفز فجرٌ بجناحين أبيضين. السيدة التي تعقدُ شعرها بشريطٍ أسودَ، وتطلّسمُ كتفيها بإيشاربٍ ثقيلٍ.. لم تأبه لعينين تناوبتا على إضاعة النهار بوجهها. فهي تتركُ يدها على الطاولةِ منذ أمس، تبحثُ في حقائب المغادرين والعائدين عن عشبةٍ لم يأت بخبرها أحدٌ بعد.السيّدة التي لم تدخل من الباب الذي سُوّيتْ كتيبتُه بالدِّهان، ولم تُغرها أسطوانةُ المديح، ولم ترفع بوجه النَّدم أصبعاً واحداً، ويخفق قلمُ الكُحل بتسويةِ الظِّلال على جفنها ثانيةً، غاضبةً تنتفُ بذيلِ الكلمات، ومن هناك، من هناك حسب تأتي الريحُ من أجنحةِ المعنى بريش كثير، حيث لم يبقَ من رفيفِ الجسدِ على الرَّملِ سوى الغروب.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

القناة 12 : هناك فرصة سانحة للوصول إلى اختراق للصفقة

نقلت القناة 12 الإسرائيلية ، مساء الأربعاء 7 مايو 2025 ، عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن هناك فرصة سانحة للوصول إلى اختراق للصفقة مع وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة.

وبحسب القناة ، فإن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قال لعوائل الأسرى الإسرائيليين :" إذا دفعوا حتى يومنا هذا ثمن عدم إنهاء الحرب ، فبالتالي فإن الثمن اليوم سيكون أثقل بكثير بالنسبة لإسرائيل وليس فقط بالنسبة للرهائن".

وأضاف :" يبدو أن الرئيس ترامب عازم على التحرك نحو صفقة كبيرة مع السعودية حتى من دون مشاركة إسرائي".

وقال:" إن اتفاق وقف إطلاق النار مع الحوثيين مجرد معاينة وإذا لم تعد إسرائيل إلى رشدها فستخسر ، ولدينا أمل في أن تستفيد إسرائيل من القطار التاريخي الذي انطلق لكن الولايات المتحدة لن تنتظر في المحطة".

مفاوضات خلف الكواليس

من جهتها قالت هيئة البث الإسرائيلية ( كان 11) إنه لا يزال هناك مفاوضات تجرى خلف الكواليس ، حيث تتلقى حماس باستمرار عروضا محسّنة، ونتحدث هنا عن العرض المصري-القطري-الإسرائيلي، الذي يتضمن الإفراج عن عدد من الأسرى الأحياء، بضمانة أميركية بأن يتم في اليوم الأول من وقف إطلاق النار، بدء مفاوضات لإنهاء الحرب والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وتقول إسرائيل إنها بانتظار رد حماس".

بدوره قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، إن عدد الأسرى الإسرائيليين الأحياء في قطاع غزة يبلغ "بشكل مؤكد" 21، وهو الرقم ذاته الذي ذكره الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، خلافا للتقديرات الرسمية الإسرائيلية.

وتتناقض تصريحات نتنياهو مع ما كان قد صرّح به منسق ملف الأسرى والمفقودين، غال هيرش، التي قال فيها إن إسرائيل تُعرّف 24 من الأسرى على أنهم أحياء.

وقال نتنياهو، في مقطع مصوّر نشره، إن "ما نعلمه على وجه اليقين هو أن 21 من الأسرى أحياء. هناك ثلاثة آخرون لا نعرف إن كانوا أحياء أم لا، وما نقوله بشكل مؤكد هو 21".

وأضاف "لن نتخلى عن أي أحد، ولا حتى عن الثلاثة الآخرين".


 

ويأتي ذلك في ظل انسداد أفق المفاوضات بين إسرائيل وحركة "حماس" بشأن صفقة تبادل، وفي وقت يشتد فيه الضغط الأميركي قبيل زيارة دونالد ترامب إلى المنطقة، الأسبوع المقبل.

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع، مساء اليوم، إن مصر وقطر تضغطان على "حماس" في إطار المفاوضات، على وقع استعدادات إسرائيل لتوسيع عمليتها العسكرية في قطاع غزة.

وفي تصريح للصحافيين، مساء الأربعاء، ردّ ترامب على سؤال بشأن غزة بالقول: "سنرى ما سيحدث. هناك الكثير من الحديث عن غزة هذه الأيام؛ ستعرفون أكثر في غضون 24 ساعة".

وبحسب التقارير، فإن الصيغة المطروحة حاليًا للتفاوض، هي "الصيغة الإسرائيلية"، وتشمل الإفراج عن نصف عدد الأسرى الأحياء، مقابل وقف إطلاق النار لمدة 50 يومًا.

وفي إطار هذا المقترح، ترفض إسرائيل تقدم أي التزامات أو ضمانات بإنهاء الحرب أو انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية إصابة 4 إسرائيليين بعملية إطلاق نار قرب حاجز الريحان شمال الضفة نتنياهو يمثل اليوم للمرة الـ 29 أمام المحكمة المركزية في تل أبيب أثار جدلا بإسرائيل.. ترامب يكشف عن تراجع عدد الأسرى الأحياء في غزة الأكثر قراءة بالصور: حرائق إسرائيل تتوسع وتل أبيب تطلب مساعدة دولية الجيش الإسرائيلي يستعدّ لتصعيد غاراته وقصفه الليلة على غزة تفكيك 90% من بنية حزب الله العسكرية جنوب الليطاني هل يمكن التوصل إلى تسوية سلمية؟ عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • معجزة علمية.. كيف تشم الكلاب رائحة إصابة البشر بالسرطان؟
  • عاجل | الخارجية التركية: نحذر المواطنين من السفر إلى السودان إلا للضرورة وندعو الموجودين هناك إلى توخي الحذر
  • هل هناك دعاء لو قلته تقضى حاجتى؟.. أمين الفتوى يجيب
  • هل هناك زيادة قريبة على الحد الأدنى للأجور في تركيا؟
  • أخصائية: هناك فئتان من النساء في التعامل مع سن اليأس.. فيديو
  • القناة 12 : هناك فرصة سانحة للوصول إلى اختراق للصفقة
  • رئيس الوزراء: كان هناك تعمد للخلط بين قناة السويس كممر ملاحي وبين المنطقة الاقتصادية والأراضي التي نعمل على تنميتها
  • إنتشار رائحة كريهة في أحياء طرابلس... هذا مصدرها (صورة)
  • غدا .. شركة غاز مصر تحذر من انتشار رائحة الغاز في قويسنا بالمنوفية
  • إسرائيل تصحح خطأ ترامب.. هناك 24 أسير على قيد الحياة في غزة