موقع النيلين:
2025-12-08@09:51:09 GMT

استعادة الثقة في الاقتصاد أولا

تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT


أهم قضية ينبغى أن نعمل عليها جميعا فى هذه الأيام هى استعادة الثقة فى الاقتصاد المصرى وخصوصا النظام المصرفى الرسمى بعد الضربات الشديدة التى تعرض لها هذا الاقتصاد فى الشهور الأخيرة.
قد يسأل سائل وما هو المقصود باستعادة الثقة وكيف يتم ذلك؟!

المسألة ببساطة أنه ومع اشتداد الأزمة الاقتصادية خصوصا منذ اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، ونتيجة للتضخم العالمى الناجم عن كورونا أيضا فقد اضطرت الولايات المتحدة والدول الغربية لطباعة حوالى ١٥ تريليون دولار من دون إنتاج حقيقى، وبالتالى رفعت أسعار الفائدة حتى وصلت الآن إلى ٥٫٥٪، الأمر الذى دفع ٢٢ مليار دولار من الأموال الساخنة للخروج من السوق المصرية والتوجه للبنوك الغربية وتلك كانت أحد أهم أسباب الأزمة لكن ليس كل الأسباب، فالمؤكد أن هناك أسبابا داخلية ينبغى الاعتراف بها بشجاعة حتى نعالج المشكلة بصورة صحيحة وكاملة.

نعرف أن أحد أهم تجليات الأزمة الاقتصادية التى نعانى منها يتمثل فى انفلات سعر الدولار بحيث إنه وصل فى بعض الأحيان إلى أكثر من ٧٠ جنيها فى حين ظل سعره ثابتا فى السوق الرسمية عند حاجز أقل من ٣١ جنيها.السؤال: هل نلوم المواطن البسيط أو العادى أو المصرى العامل فى الخارج حينما لا يضع ما يملكه من عملات أجنبية فى البنوك أو لا يغيرها بالسعر الرسمى ويلجأ إلى السوق الموازية، خصوصا أن فرق السعر يفوق الـ١٠٠٪؟.
ظنى أن الإجابة هى لا، وبالتالى فالحل الصحيح قبل أن نلوم المصريين العاديين وليس تجار العملة أن نضمن لهم السعر العادل والحقيقى الموحد.

حينما يكون سعر الدولار داخل البنك مثل خارجه أو على الأقل أقل منه بقليل، وحينما يذهب التاجر للبنك ويطلب دولارات لتلبية حاجاته الأساسية الاستيرادية وبالسعر المعلن، فتلك هى أول وأهم خطوة فى استعادة ثقة السوق والمواطنين.
حينما يعرف المصرى المقيم فى الخارج أن السعر الذى سيحول به قيمة العملات الصعبة هو نفس السعر الموجود خارج البنك، فسوف يقبل راضيا على العودة للتحويلات الرسمية التى تراجعت بأكثر من الثلث. ووصلت إلى أكثر من ٣٢ مليار دولار تقريبا قبل الأزمة، وتراجعت الآن إلى حوالى ٢٠ مليار دولار فقط.

حينما تختفى السوق السوداء فلن يضطر المواطن العادى سواء كان يملك مائة دولار أو مائة مليون إلى وضعها تحت البلاطة أو فى بنك أجنبى أو فى أى مكان بخلاف البنوك المصرية أو تلك العاملة فى مصر بصورة شرعية.
أخطر ما حصل فى الفترة الماضية أن عددا كبيرا من المواطنين فقد الثقة فى النظام المصرفى، واضطر مجبرا فى أحيان كثيرة إلى اللجوء إلى قنوات وطرق غير شرعية وغير رسمية.
طبعا هناك جهات وقوى كثيرة تسعى إلى إغراق مصر فى أكبر قدر ممكن من المشكلات والأزمات، وتسعى بكل الطرق لتكفير المصريين بوطنهم واقتصادهم، حتى تتعثر مصر.
هؤلاء معروفون، لكن وقبل أن نلوم هؤلاء ــ وهم يستحقون كل اللوم ــ علينا أن نؤدى واجبنا ونحل المشكلة من جذورها وعبر سياسات صحيحة ومستدامة وحينما يحدث ذلك، فسوف تعود الثقة تدريجيا للاقتصاد المصرى وللبنوك الوطنية، ووقتها سيعود الدولار لحجمه الطبيعى بعيدا عن المضاربات.

ضربة البداية أن نضمن وجود حلول حقيقية لطبيعة الأزمة التى نواجهها، وأن نضمن تدفقا مستداما للعملات الأجنبية ووسائل تحقيق ذلك معروفة للجميع وأهمها أن نشجع الصناعة والزراعة وكل ما له صلة بالإنتاج الوطنى وكل المبادرات الخاصة بزيادة الدخل وتوفير فرص العمل عبر كل المجالات خصوصا التكنولوجيا الحديثة.أيضا من المهم أن نركز فى الفترة المقبلة على تقليل الاستيراد خصوصا لكل ما يمكن الاستغناء عنه، ولا أقصد بالطبع مستلزمات الإنتاج الأساسية. وأن نزيد الإنتاج المحلى بأكبر قدر ممكن.إذا حدث ذلك أو على الأقل بدأنا الطريق، فسوف نستغنى عن الدولارات إلا ما نذر، وإذا لم نفعل فقد نحل الأزمة مؤقتا ثم تنفجر مرة أخرى فى وجوهنا كما حدث أكثر من مرة.

عماد الدين حسين – الشروق نيوز

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الصين من الهامش إلي المركز

يقيس الاقتصاديون حجم الاقتصاد ويتتبعون تطوره من خلال حساب الناتج المحلي الإجمالي. ويُعرّفون الناتج المحلي الإجمالي الاسمي بأنه القيمة السوقية الإجمالية لجميع السلع والخدمات النهائية المُنتجة في بلد ما خلال عام.

ولكن إذا أردنا مقارنة الناتج المحلي الإجمالي لبلد بآخر، فإننا نواجه مشكلة تتعلق بتحويل أحد الناتجين المحليين إلى عملة أجنبية.
لنفترض أننا نريد مقارنة حجم الاقتصاد الصيني بحجم الاقتصاد الأمريكي. يمكننا قياس الناتج المحلي الإجمالي الصيني ثم تحويله إلى دولارات باستخدام سعر الصرف السائد في السوق. لكن المشكلة هنا هي أننا نحصل على مقارنات مختلفة تمامًا إذا تغير سعر الصرف، وفي هذه الحالة يتغير الحجم النسبي للاقتصاد الصيني حتى لو لم تتغير كمية السلع والخدمات التي ينتجها، وبالتالي نصل إلى مقارنة خاطئة.

ولكن هناك مشكلة أخرى. تذكر أننا نحسب الناتج المحلي الإجمالي بجمع قيمة السلع والخدمات المُنتجة في الاقتصاد خلال عام. لنفترض أن الاقتصاد الأمريكي ينتج ساندوتش هامبرغر واحد ويبيعه بعشرة دولارات، ففي هذه الحالة نضيف 10 دولارات إلى الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي كلما أنتجوا واحد بيرغر.

لنفترض الآن أن الصين تنتج أيضًا نفس الساندوتش بتطابق تام وتبيعه بدولارين. في هذه الحالة نضيف دولارين إلى الاقتصاد الصيني بينما نضيف 10 دولارات إلى الاقتصاد الأمريكي لإنتاج نفس الساندوتش بالضبط. الآن يمكنك أن ترى أن الناتج المحلي الإجمالي الاسمي غير مفيد في مقارنة الحجم الحقيقي للاقتصادات لانه يضيف للاقتصاد الأمريكي عشرة دولارات مقابل أثنين للصين نتيجة لإضافة نفس السلعة بنفس ألكم.

للتغلب على هذه المشكلة، يستخدم الاقتصاديون مقياس الناتج المحلي الإجمالي عند تعادل القوة الشرائية. يحسب هذا المقياس السلع المنتجة، وليس سعرها السوقي.
لإجراء مقارنة مفيدة، نحتاج إلى استخدام سعر صرف مختلف لمقارنة حجم الاقتصاد الصيني بالنسبة للاقتصاد الأمريكي. لذا، إذا كان كلا البلدين ينتج البيرغر فقط، ولا شيء غير ذلك، فسيكون سعر الصرف وفقًا لتعادل القوة الشرائية هو أن يوانًا صينيًا واحدًا يعادل خمسة دولارات أمريكية، لأن يوانين وعشرة دولارات أمريكية يمكنهما شراء نفس البيرغر.
لكن في الواقع، يُنتج كل اقتصاد آلاف السلع والخدمات. لهذا السبب، يختار الإحصائيون سلة سلع م بعناية ويحسبون تكلفة السلة في كل بلد. ثم يستخدمون تكلفة السلة في كل بلد لحساب سعر صرف تعادل القوة الشرائية، بنفس الطريقة التي حسبتُ بها سعر الصرف بافتراض أن الاقتصادين ينتجان الهامبرغر فقط.

سعر صرف تعادل القوة الشرائية هو سعر الصرف الذي يُساوي القوة الشرائية لعملتين، مما يجعل تكلفة سلة السلع متساوية في كلا البلدين بهدف مقارنة مستويات المعيشة والناتج الاقتصادي بدقة أكبر، من خلال استبعاد الاختلافات في مستويات الأسعار. الآن، يمكننا أن نسأل ما هي أكبر الاقتصادات في العالم.

إذا استخدمنا الناتج المحلي الإجمالي الخاطئ المُقاس بأسعار السوق وأسعار الصرف السوقية، فستكون الإجابة هي أن الاقتصاد الأمريكي هو الأكبر في العالم بقيمة 29.2 تريليون دولار في عام ٢٠٢٤. خلال العام نفسه، بلغ الناتج المحلي الإجمالي الاسمي للصين 18.7 تريليون دولار.

ولكن إذا استخدمنا الناتج المحلي الإجمالي الأكثر دقة المُقاس بكمية السلع والخدمات المُنتجة (وليس باستخدام أسعار السوق) في ذلك العام، بلغ الناتج المحلي الإجمالي للصين (محسوبا بمعادل القوة الشرائية) 37 تريليون دولار، مقارنةً بـ 30 تريليون دولار لأمريكا. هذا يجعل اقتصاد الصين أكبر بنحو 23% من الاقتصاد الأمريكي، والفجوة آخذة في الاتساع.
ولرؤية المعنى الحقيقي للمعجزة الصينية، لاحظ أنه في عام 1990، بلغ الناتج المحلي الإجمالي لأمريكا (معادل القوة الشرائية) 6 تريليونات دولار مقارنةً بـ 1.1 تريليون دولار للصين، وكان الاقتصاد الصيني يُعادل 18% فقط من الاقتصاد الأمريكي. وبحلول عام 2008، بلغ حجم الاقتصاد الصيني 62% من الاقتصاد الأمريكي. وبحلول عام 2014، تجاوزت الصين الولايات المتحدة الأمريكية بناتج محلي إجمالي بلغ 18.9 تريليون دولار مقارنةً بـ 18.3 تريليون دولار للولايات المتحدة. وبحلول نهاية عام 2025، سيكون حجم الاقتصاد الصيني أكبر من الاقتصاد الأمريكي بحوالي الثلث.

الصعود الصيني المذهل رغم أنه يبدو كمعجزة إلا أنه ليس انقطاعا وإنما عودة التاريخ إلي مساره إذ أحتلت الصين مركز الريادة الاقتصادية والعلمية لآلاف السنين ولم تتخلف إلا في المئتي عام قبل الثورة الشيوعية في منتصف القرن الماضي. وكان سبب تخلفها التدخل الأجنبي السافر من أوروبا واليابان إضافة إلي ضعف داخلي.

الآن دعونا نُميز بين القوة والرفاهية حسب نصيب الفرد من لناتج المحلي الإجمالي. لاحظ أن عدد سكان الصين يبلغ 1.4 مليار نسمة، بينما يبلغ عدد سكان أمريكا حوالي 340 مليون نسمة. هذا يعني أن متوسط ​​دخل الفرد في أمريكا أعلى مقارنةً بالصين.
لكن هناك مشكلة أخرى، وهي أن توزيع الدخل في الولايات المتحدة سيء للغاية، لذا فإن ارتفاع متوسط دخل الفرد قد يخفي بؤس ملايين الناس. تذكر: إذا كنت تجلس تحت شجرة مع أبجيقاتك وام جيقاتك، وكان متوسط ​​دخلكم الشهري هو مائتا دولار، ولكن إذا انضم إليكم إيلون ماسك فجأة تحت الشجرة، فسيرتفع متوسط ​​دخلك فجأة إلى بضعة مليارات من الدولارات. بمعنى آخر، إذا استحوذ عدد قليل من الناس على معظم الدخل في مجتمع ما، فإن متوسط ​​مستوى الدخل يصبح بلا معنى.

ولكن فيما يتعلق بالقوة في ساحة الملاكمة العالمية، سواء كانت اقتصادية أو تجارية أو سياسية أو عسكرية، فإن الناتج المحلي الإجمالي المطلق هو الأهم، وليس متوسط ​​الناتج المحلي الإجمالي أو متوسط ​​دخل الفرد. يمكن أن تكون الدولة غنية جدًا من حيث متوسط ​​الدخل، لكنها لا تتمتع بقوة سياسية أو اقتصادية أو عسكرية متناسبة – ومن الأمثلة على ذلك النرويج وسنغافورة وقطر وسويسرا، إلخ.
من ناحية أخري، الناتج المحلي الإجمالي عند تعادل القوة الشرائية هو المقياس الأمثل لمقارنة مستويات المعيشة بين الدول ورصد الفقر، وعدم المساواة، وقياس التقدم التنموي المنجز ومتابعة التحولات الاقتصادية طويلة المدى بناءً على الإنتاجية، وليس علي تقلبات أسعار العملات.

لكن ما زال الناتج المحلي الإجمالي الاسمي صالحا والأنسب لمقارنة وضع دولة ما في النظام المالي العالمي والتجارة الدولية، وأسواق النقد الأجنبي وأسواق الأسهم والثروة السيادية وحجم سوق الاستيراد والتصدير ولفهم عبء الديون بالعملات الأجنبية على دولة ما.
بالنسبة للسودان ولجميع دول الجنوب فان دروس النهضة الصينية هي الأنسب لنا لأنها حدثت في أمس قريب وفي هيمنة نفس الظرف العالمي الذي نعيشه بكل علاقات القوة وتوازنات الجيبوليتيك ولكن مع ذلك لا تتم دراسة التجربة الصينية بما يكفي ويتم تجاهلها ربما الإرتباط النخب بالغرب وبسبب أن التجربة الصينية تنسف كل المقدسات الإقتصادية والسياسية الليبرالية المهيمنة علي عقول النخب القائدة.
معتصم اقرع معتصم أقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

Promotion Content

أعشاب ونباتات           رجيم وأنظمة غذائية            لحوم وأسماك

2025/12/08 فيسبوك ‫X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة تحولات آلية دعاية تبرير الغزو2025/12/08 غياب الدولة وتمدد المليشيا… ا2025/12/08 سد النهضة : طريق مسدود2025/12/08 جيشنا المنقذ2025/12/07 إبراهيم شقلاوي يكتب: العربية/ الحدث .. من الإيقاف إلى إعادة الثقة2025/12/07 إسحق أحمد فضل الله يكتب: (كوشة تحت أضلعي)2025/12/07شاهد أيضاً إغلاق رأي ومقالات أطفال كلوقي: ضمير الانسانية الغائب ودموع النشطاء الزيف 2025/12/07

الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • الصين من الهامش إلي المركز
  • ماذا يحدث لجسمك عند شرب القهوة يومياً؟
  • ركود حاد وهلع في الأسواق الرقمية.. عام قاس يهز عرش العملات المشفرة
  • صفقة مذهلة على Galaxy Z Flip 7 مع 7 أعوام تحديثات… وسعر ينخفض بقوة لدى سامسونج
  • دعمًا لفلسطين .. الصين تتعهّد بتقديم 100 مليون دولار مساعدات إنسانية لغزة
  • أحمد سيد  : أزمة ثقة.. عقدة تعرقل انطلاق برنامج الطروحات بالبورصة
  • أغلى 5 هواتف ذكية في العالم 2025.. مواصفات خارقة مقابل السعر
  • إعادة تدوير الماضى
  • حينما يستدعي بعض السوريين نتنياهو!
  • كأس العرب.. منتخبنا يطارد استعادة الثقة وتجديد الآمال أمام «الفراعنة»