واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلى عدوانها على جنوب قطاع غزة ومدينة رفح الفلسطينية، فى انتهاكات صريحة لكل القوانين الدولية، وشنت غارات على شرقى رفح الفلسطينية، وتعمد جيش الاحتلال تفجير مربعات سكنية بأكملها فى قطاع غزة، الأمر الذى لاقى رفضاً وتحذيرات دولية.

وأعلنت الصحة الفلسطينية ارتفاع ضحايا العدوان على قطاع غزة إلى 28 ألفاً و473 شهيداً، و68 ألفاً و146 جريحاً منذ 7 أكتوبر الماضى، فيما قال التليفزيون الفلسطينى إن طائرات الاحتلال تنفذ غارات مكثفة على مناطق شمال رفح فى جنوب القطاع، وتم سماع دوى انفجارات عنيفة فى المناطق الغربية من رفح، وأسفرت العمليات عن استشهاد 100 شخص على الأقل، لافتة إلى أن الضربات استهدفت منطقة الشابورة فى جنوب غزة.

وقالت وسائل الإعلام الفلسطينية إن آليات الاحتلال الإسرائيلى تتمركز عند البوابة الشمالية لمجمع ناصر بخان يونس، وتطلب من النازحين الخروج منه، فيما استهدفت مدفعيته منطقتى الزيتون وتل الهوى جنوب وغرب غزة، لافتة إلى اندلاع حرائق داخل مدارس محيطة بمجمع ناصر، إثر إطلاق قذائف حارقة لإجبار النازحين على الخروج منه، ووقوع شهيد فى قصف طائرات مسيرة إسرائيلية على مجموعة من الفلسطينيين فى خان يونس.

ويعيش أكثر من مليون و300 ألف نازح فى رفح الفلسطينية، يحتمون فى آخر مكان بقطاع غزة، فيما تتواصل الغارات الجوية وقذائف المدفعية لاستهدافهم، ما أدى إلى استشهاد المئات منهم.

وقال السفير أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، إن مصر تسابق الزمن مع الجميع، سواء أمريكا أو قطر والجانبان الفلسطينى والإسرائيلى، فى محاولة منها للوصول للتهدئة وإفراغ الأزمة من عنفوانها الحالى، وحقن الدماء.

وأشار «أبوزيد»، فى تصريحات تليفزيونية، أمس، إلى أن هناك اتصالات أمنية وسياسية تتم لمنع قيام إسرائيل بعمليات واسعة النطاق فى رفح الفلسطينية، مؤكداً أن مصر تعمل على مدار الساعة لاحتواء الموقف، ووزير الخارجية سامح شكرى أكد أن معاهدة السلام مع إسرائيل استمرت لأربعة عقود وهناك التزام وأى حديث آخر غير مطروح للنقاش الآن.

وأوضح المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، أن مصر ترفض سيناريو التهجير، والدولة الفلسطينية وكافة الشعوب العربية يدعمون هذا الموقف، مضيفاً: «تصفية القضية الفلسطينية لن يقبل بها أى شخص، ومن الممكن أن تكون هناك إجراءات عملية لوقف هذا السيناريو».

من جانبه، قال الدكتور هيثم أبوسعيد، رئيس البعثة الأممية لحقوق الإنسان، فى تصريحات لقناة «القاهرة الإخبارية»: «لا نثق فى ادعاءات جيش الاحتلال، لإتاحة ممرات آمنة بغزة، فهو يمارس القتل المتعمد وعمليات التطهير العرقى بحق الأطفال والنساء فى القطاع، ومحاولة اجتياح إسرائيل لمدينة رفح الفلسطينية، تمثل تهديداً لحياة نحو 1.3 مليون نازح»، موضحاً أن إسرائيل تفرض حصاراً اقتصادياً على الفلسطينيين فى غزة ما أدى إلى انتشار المجاعة، كما تقطع الطرق المؤدية إلى أماكن توزيع المساعدات على أهالى غزة، وتستهدف ترحيل الفلسطينيين منها لبناء مستوطنات فى القطاع، وإلحاق الأذى الأكبر بالشعب الفلسطينى ومحو هويته. وأكد بشير جبر، مراسل «القاهرة الإخبارية» من المدينة، أن الاحتلال الإسرائيلى يدّعى أن رفح الفلسطينية منطقة آمنة وطلب من الفلسطينيين النزوح إليها، إلا أنّها باتت هى الأخرى مكاناً لجرائم الاحتلال الإسرائيلى، ومسرحاً لعدوانه المتواصل، مضيفاً: «ما زلنا نسمع صوت الانفجارات باستمرار وهى ناجمة عن الاستهداف المكثف من المدفعية الإسرائيلية للمناطق الشرقية برفح الفلسطينية، بالمئات من القذائف المدفعية التى ما زالت تتساقط منذ ساعات الصباح الأولى حتى الآن بمناطق جنوب غزة بالإضافة إلى غارات الطيران الإسرائيلى».

وتابع: «إسرائيل استهدفت منازل المواطنين والأراضى الزراعية ما خلف عشرات الشهداء والإصابات الذين نقلوا إلى المستشفى لتلقى العلاج».

وعلى مستوى ردود الفعل دولياً، قال الملك عبدالله الثانى العاهل الأردنى، إن الحرب الحالية فى غزة تعد من أكثر الحروب تدميراً فى التاريخ الحديث، ولا يمكن الوقوف متفرجين وترك الوضع يستمر، محذراً من أن أى هجوم إسرائيلى على رفح من شأنه أن يؤدى إلى كارثة إنسانية أخرى، فى ظل وجود أكثر من مليون شخص تم تهجيرهم إليها منذ بداية الحرب.

وأكد فى تصريحات صحفية مشتركة عقب قمة عقدها مع الرئيس الأمريكى جو بايدن، ضرورة وقف إطلاق النار بشكل دائم الآن، وأن الأردن ينظر إلى الخطر المحتمل بتهجير الفلسطينيين إلى خارج غزة والضفة الغربية بقلق شديد وهو أمر لا يمكن أن يتم السماح به، مشدداً على ضرورة استمرار تلقى وكالة «الأونروا» الدعم المطلوب للقيام بدورها ضمن تكليفها الأممى. وحثت «كندا» الاحتلال الإسرائيلى على عدم اجتياح رفح الفلسطينية، وأعربت عن قلقها من أن هذا العمل سيكون مدمراً للفلسطينيين، فيما قالت ميلانى جولى، وزيرة الخارجية البريطانية، فى تصريحات لها، إنها قلقة للغاية بشأن ما يحدث فى غزة وخاصةً فى رفح الفلسطينية، واصفة الهجوم عليها بأنه سيكون مدمراً للفلسطينيين، وأيضاً لأولئك الذين يسعون للحماية، لافتة إلى عقد محادثات مع وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن فى واشنطن لمناقشة الأمر.

وحذّر وزير خارجية النرويج، إسبن بارث إيدى، بشدة من قيام إسرائيل بعملية برية فى رفح جنوبى غزة، فى الوقت الذى دعت فيه الصين إسرائيل إلى وقف عملياتها العسكرية فى أقرب وقت ضد مدينة رفح، ومنع كارثة إنسانية أشد وقعاً.

وقالت الخارجية الصينية إن بكين تتابع عن كثب التطورات فى مدينة رفح الفلسطينية، وتدين كافة الأعمال التى تستهدف المدنيين وتنتهك القوانين الدولية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة رفح فلسطين الاحتلال الإسرائیلى رفح الفلسطینیة فى تصریحات فى رفح

إقرأ أيضاً:

خريطة صهيونية للمفاوضات تبقي رفح تحت الاحتلال وتكشف نوايا التهجير الجماعي

يمانيون |
كشفت مصادر إعلامية مطلعة، أن الكيان الصهيوني طرح خلال مفاوضات الدوحة غير المباشرة، خريطة تموضع عسكري جديدة تُبقي مدينة رفح بالكامل تحت الاحتلال، وتُمهّد عمليًا لتنفيذ خطة تهجير جماعي ممنهجة بحق مئات الآلاف من الفلسطينيين.

وبحسب التسريبات، فإن الخريطة الإسرائيلية المطروحة تُحول مدينة رفح إلى ما يشبه “مخيم تجميع سكاني” للنازحين، تمهيدًا لنقلهم لاحقًا إما إلى الأراضي المصرية أو عبر البحر، وهو ما يعتبره مراقبون تنفيذًا فعليًا لخطة “الترحيل الصامت”، وسط صمت دولي مريب.

الخريطة التي وصفها الإعلام العبري بأنها تمثل “إعادة تموضع” للجيش الإسرائيلي، تتضمن اقتطاع نحو 40% من مساحة قطاع غزة، تشمل أجزاء واسعة من بيت لاهيا، وقرية أم النصر، ومعظم بيت حانون، وكامل منطقة خزاعة، فيما تمتد شرقًا لتقترب من شارع السكة في أحياء التفاح والشجاعية والزيتون، وتصل إلى مشارف شارع صلاح الدين بدير البلح والقرارة.

وتكشف الخريطة عن نية الاحتلال إقامة منطقة عازلة بعمق 2 إلى 3 كيلومترات داخل غزة، تفرض واقعًا ديموغرافيًا جديدًا يمنع أكثر من 700 ألف فلسطيني من العودة إلى منازلهم، ويدفعهم قسرًا نحو رفح المحاصرة.

من جهتها، قالت القناة 12 العبرية إن مفاوضات الدوحة تشهد جمودًا بسبب رفض الاحتلال الانسحاب الكامل من القطاع، مشيرة إلى أن الخلاف الرئيسي يتمحور حول حدود مناطق السيطرة الإسرائيلية. وادعت القناة أن تل أبيب مستعدة للانسحاب من “محور موراغ” الفاصل بين رفح وخان يونس، لكنها تصر على إبقاء سيطرتها العسكرية والأمنية الكاملة على رفح، بذريعة الأمن.

وفي سياق متصل، أكدت القناة أن حكومة الاحتلال، بقيادة بنيامين نتنياهو، تخطط لإنشاء ما وصفتها بـ”مدينة إنسانية” تضم مئات آلاف النازحين في رفح، بعد إخضاعهم لفحص أمني صارم، وهو ما يراه مراقبون شكلاً من أشكال المعسكرات الجماعية تحت غطاء “الإغاثة”، وتهدف عمليًا لتجريد السكان من حق العودة وتحويلهم إلى لاجئين دائمين.

وفيما تطالب حركة حماس بعودة الجيش الإسرائيلي إلى مواقعه قبل 18 مارس الماضي، تتشبث حكومة نتنياهو بخطط الاحتلال والضم، خدمةً لأجندة يمينية متطرفة، حيث تتهمه المعارضة الصهيونية بالتهرب من صفقة شاملة لتبادل الأسرى، وسعيه لإطالة أمد الحرب لأغراض سياسية وشخصية.

وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار المفاوضات برعاية قطرية ومصرية وأمريكية، حيث يجري التحضير لزيارة مرتقبة للمبعوث الإسرائيلي ويتكوف إلى الدوحة، في محاولة جديدة لدفع المحادثات قدماً، رغم اتساع الفجوة بين مطالب الطرفين.

في غضون ذلك، تستمر آلة الحرب الصهيونية المدعومة أمريكيًا في ارتكاب جرائمها المفتوحة ضد قطاع غزة، ما أسفر منذ 7 أكتوبر 2023 عن سقوط أكثر من 195 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب عشرات الآلاف من المفقودين، والمجاعة التي حصدت أرواح العشرات من الأطفال.

ويقبع في سجون الاحتلال أكثر من 10,800 أسير فلسطيني، يُواجهون ظروفًا قاسية من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي المتعمد، بحسب تقارير حقوقية، بينما لا تزال الحكومة الصهيونية تقدّر وجود نحو 50 أسيرًا لديها في غزة، منهم 20 على قيد الحياة.

مقالات مشابهة

  • خريطة صهيونية للمفاوضات تبقي رفح تحت الاحتلال وتكشف نوايا التهجير الجماعي
  • وزير الخارجية الماليزي يؤكد ارتكاب إسرائيل لإبادة جماعية علنية في غزة
  • قيادي بحركة فتح: إسرائيل تتذرع بالأمن لعرقلة الدولة الفلسطينية
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: «نرحب بدعوة أسبانيا للاتحاد الأوروبي لتعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل»
  • هجوم لاذع من وزير الخارجية الماليزي على إسرائيل: "أوقفوا الاحتلال"
  • دعوة أوروبية ودبلوماسية عاجلة للتهدئة ووقف التصعيد في طرابلس
  • “إسرائيل” تُواصل ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة
  • فلسطين تدعو مجموعة السبع للضغط على إسرائيل كي تفرج عن أموال المقاصّة
  • FP: كيف توظف إسرائيل العصابات والفوضى لمحاولة التهجير القسري لسكان غزة؟
  • الاحتلال يعلن انتحار جندي جنوب فلسطين المحتلة