يختار ملايين الإندونيسيين رئيسا جديدا، الأربعاء، في الوقت الذي تطمح فيه ثالث أكبر ديمقراطية في العالم إلى أن تصبح قوة اقتصادية عالمية، بعد أكثر من 25 عاما من خروجها من حقبة استبدادية وحشية.

ويتنافس وزير الدفاع الإندونيسي الحالي، الذي اتهم بارتكاب فظائع تتعلق بحقوق الإنسان بصفته جنرالا سابقا، واثنين من المحافظين السابقين، على خلافة الرئيس، جوكو ويدودو، الذي لا يزال يحظى بشعبية كبيرة، وفقا لأسوشيتد برس.

ويعد التصويت في أرخبيل شاسع يضم 17 ألف جزيرة ممتدة عبر ثلاث مناطق زمنية، ويبلغ عدد سكانها 270 مليون نسمة، بمثابة كابوس لوجستي، حيث يتم إحضار صناديق الاقتراع البيضاء وأوراق الاقتراع على الحمير وعلى الأقدام في بعض المواقع النائية، وفقا لأسوشيتد برس.

ودعي ما يقرب من 205 ملايين ناخب للتوجه إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم الجديد ونوابهم في البرلمان وممثليهم في مجلس المناطق والمجالس المحلية. 

وفتحت أولى مراكز الاقتراع أبوابها أمام الناخبين في بابوا، المقاطعة الواقعة في أقصى شرق الأرخبيل.

ويستمر التصويت ست ساعات فقط، إذ من المفترض أن ينتهي في الساعة 13:00 (06,00 ت غ).

وبالإضافة إلى رئيسهم الجديد، ينتخب الإندونيسيون، الأربعاء،  أعضاء البرلمان البالغ عددهم 580 نائبا فضلا عن 20 ألف عضو في المجالس التمثيلية المناطقية والمحلية.

وتعتبر هذه الانتخابات تاليا من الأكبر في العالم.

ويبقى وزير الدفاع برابوو سوبيانتو الذي تعهد في حملته الانتخابية مواصلة إنجازات الرئيس المنتهية ولايته، جوكو ويدودو، أبرز مرشح.

وخسر الجنرال السابق البالغ 72 عاما أمام ويدودو في انتخابات 2014 و2019، غير أنه أصبح المرشح الأوفر حظا لقيادة ثالث أكبر ديموقراطية في العالم، بعدما نجح في تحسين صورته أمام الجمهور.

ويمنع الدستور في إندونيسيا ويدودو من الترشح لولاية ثالثة. وبلغت شعبية الرئيس المنتهية ولايته أعلى مستوياتها، العام الماضي، إذ أظهرت استطلاعات الرأي أنه سيفوز على الأرجح بانتخابات أخرى لو سمح له بالترشح من جديد.

ويخوض وزير الدفاع الانتخابات متحالفا مع راكا، النجل الأكبر لويدودو، الذي ترشح من جانبه لمنصب نائب الرئيس.

وتتوقع استطلاعات الرأي أن يفوز سوبيانتو على منافسيه، وهما حاكم جاكرتا السابق، أنيس باسويدان، وحاكم جاوا الوسطى السابق، غنجار برانوو.

وحصل سوبيانتو في آخر استطلاعات الرأي التي سبقت الانتخابات على 52 بالمئة، من نوايا التصويت، متقدما بفارق شاسع عن منافسيه.

ويتهم سوبيانتو من قبل منظمات غير حكومية وقادته العسكريين السابقين بإصدار أوامر بخطف ناشطين مؤيدين للديموقراطية في نهاية حكم الديكتاتور، سوهارتو، في أواخر التسعينات، لكن شخصيته الجديدة كـ"جد محبوب" تجتذب الناخبين الأصغر سنا، وفقا لفرانس برس.

وتعززت جاذبية سوبيانتو، القائد السابق للقوات الخاصة، بفضل صورته الجديدة على وسائل التواصل الاجتماعي وترشح نجل ويدودو معه لمنصب نائب رئيس.

وترتبط شهرة نجل ويدودو بوالده الذي أخرج إندونيسيا من جائحة كوفيد-19 سالمة نسبيا مع نمو نسبته 5 بالمئة.

وتعهد سوبيانتو مواصلة التنمية الاقتصادية الطموحة التي بدأها ويدودو وبناء البنية التحتية.

في المقابل، يروج باسويدان لنفسه كمعارض للحوكمة السيئة، فيما قدم برانوو خدمة الإنترنت بشكل مجاني للطلاب، واعتمد في حملته على التذكير بماضيه المتواضع، لكنهما عجزا عن مجاراة صعود نجم سوبيانتو.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

فضح محاباة أمريكا لـ إسرائيل.. رئيس الاستخبارات السعودية السابق: لن أزور أمريكا حتى يرحل ترامب

وجّه الأمير تركي الفيصل، السفير السعودي السابق في واشنطن ولندن، والرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العامة السعودية، انتقادات حادّة للسياسات الغربية تجاه الشرق الأوسط، مشددًا على ما وصفه بـ"انهيار النظام الدولي القائم على القواعد"، وتفشي ازدواجية المعايير، لاسيما في التعامل مع الملفين الإيراني والإسرائيلي.

وفي مقال تحليلي مطوّل، استعرض الأمير الفيصل جملة من المفارقات التي تفضح التحيّز الغربي، مشيرًا إلى أن إسرائيل، التي تمتلك أسلحة نووية مؤكدة، لم توقّع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ولم تخضع منشآتها النووية لأي تفتيش دولي.

 ورغم ذلك، لم تواجه أي عقوبات أو تدخلات، في حين تُهدد دول أخرى لمجرد وجود شبهات أو تصريحات سياسية.

ماذا يقصد ترامب برسالته إلى إيران حول العسل والخل؟إيران .. تمديد إلغاء الرحلات وإغلاق المجال الجوي شمالا وغربا وجنوباماكرون يحذر: انسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي يشكل السيناريو الأسوأ

ولفت إلى أن أولئك الذين يبررون الهجوم الإسرائيلي على إيران، بناءً على تصريحات بعض القادة الإيرانيين، يتجاهلون عن عمد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتكررة منذ عام 1996، والتي دعا فيها صراحة إلى إسقاط الحكومة الإيرانية، دون أن يتعرض لأي انتقاد دولي مماثل.

وقال الأمير الفيصل إن الهجوم الإسرائيلي غير المشروع على إيران، والدعم الغربي الصامت له، يعكس انحيازًا صارخًا لا يختلف عن الدعم الذي تحظى به إسرائيل في عدوانها المستمر على الفلسطينيين. 

وتابع قائلاً "الغرب يعاقب روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، بينما يغض الطرف عن الانتهاكات الإسرائيلية، وهذا ما يعكس تهاوي ما يسمى بـ(النظام القائم على القواعد)".

ورغم الانتقادات الموجهة للحكومات الغربية، أثنى الأمير الفيصل على الشعوب الغربية، التي وصفها بأنها "تتحرر من صمتها"، وتقف إلى جانب القضية الفلسطينية. 

وأشار إلى أن الدعم الشعبي المتزايد في أوروبا وأمريكا للفلسطينيين بات يؤثر تدريجيًا على مواقف قادة تلك الدول.

وفي تعليق مباشر على تصعيد الأزمة مع إيران، كشف الأمير الفيصل أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعطى الإذن بقصف ثلاثة مواقع نووية إيرانية، بناءً على تقديرات ووعود من رئيس الوزراء الإسرائيلي. 

وأضاف أن ترامب، الذي كان قد عارض الحرب على العراق قبل أكثر من 20 عامًا، عليه أن يتعلم من "قانون العواقب غير المقصودة" الذي ظهر جليًا في العراق وأفغانستان.

ودعا الفيصل إلى العودة إلى المسار الدبلوماسي، مطالبًا الرئيس ترامب بعدم الوقوع في فخ ازدواجية المعايير، والاستماع إلى شركاء السلام الحقيقيين في المنطقة، وتحديدًا في السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، الذين يسعون للاستقرار وليس للحرب.

وفي ختام مقاله، أعلن الأمير تركي الفيصل عن موقف رمزي احتجاجي، مستشهدًا بموقف والده الراحل الملك فيصل، الذي امتنع عن زيارة الولايات المتحدة بعد تراجع الرئيس هاري ترومان عن وعود سلفه بدعم القضية الفلسطينية. 

وقال "سأمتنع عن زيارة الولايات المتحدة إلى أن يغادر ترامب منصبه، كما فعل والدي مع ترومان".

ويعكس المقال رؤية سعودية ناضجة حيال التوترات المتصاعدة في المنطقة، ويؤكد على ضرورة تجنيب الشرق الأوسط مزيدًا من الحروب عبر العودة إلى الدبلوماسية، ووقف ازدواجية المعايير التي تهدد الأمن والاستقرار العالميين.

طباعة شارك الأمير تركي الفيصل واشنطن الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العامة السعودية الاستخبارات العامة السعودية أسلحة نووية الهجوم الإسرائيلي روسيا السفير السعودي امريكا اسرائيل الهجوم الإسرائيلي على إيران

مقالات مشابهة

  • فضح محاباة أمريكا لـ إسرائيل.. رئيس الاستخبارات السعودية السابق: لن أزور أمريكا حتى يرحل ترامب
  • رئيس قسم قسطرة قلب الأطفال بمستشفى الناس تشارك في أكبر مؤتمر عالمي عن «العيوب الهيكلية للقلب»
  • نصائح لاختيار الفرقة الموسيقية المناسبة لحفل زفافك
  • نائب رئيس حزب الحرية: نخوض الانتخابات البرلمانية ضمن قائمة مستقبل وطن والجبهة الوطنية
  • نائب رئيس حزب الحرية: نخوض انتخابات الشيوخ بـ 25 مرشحا و100 للنواب
  • نائب رئيس حزب الحرية: تمثيل الفئات المميزة دستوريا مستحيل حال الأخذ بالقائمة النسبية
  • نيويورك تايمز: نتنياهو يستعيد قوته في استطلاعات الرأي بعد ضرب إيران
  • الرئيس السيسي يُنصف أصحاب المعاشات.. قرار جمهوري انتظره الملايين
  • الرئيس الجديد لـ"اتحاد القدم": لا قرارات مُتسرعة بشأن الجهاز الفني لـ"الأحمر"
  • ليبيا ثالث أكبر شريك إفريقي لتركيا.. صادرات بـ2.5 مليار دولار وتعاون أمني مستمر