ندوة إعادة تدوير الألمنيوم توصي بتحسين العمليات المرتبطة بالقطاع

أوصت ندوة إعادة تدوير الألمنيوم الأولى في سلطنة عُمان بضرورة الاستفادة من عملية إعادة تدوير الألمنيوم والعمل فيها، لما لها من مزايا بيئية واقتصادية واعدة، وتشجيع الأفراد والمؤسسات للعمل في صناعة إعادة تدوير الألمنيوم، وتحسين العمليات المرتبطة بقطاع صناعة الألمنيوم وإعادة تدويره في سلطنة عُمان. وركزت ندوة إعادة تدوير الألمنيوم على مناقشة قطاع صناعة الألمنيوم وفرص إعادة تدويره في سلطنة عُمان والجوانب والتحديات المتعلقة بالقطاع.

وقال المهندس سعيد المسعودي الرئيس التنفيذي لشركة صحار ألمنيوم أثناء كلمته الافتتاحية: إن رؤية عمان 2040 تهدف إلى تعزيز التكامل بين قطاعات الشق العلوي والسفلي من أجل تعظيم مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي، مؤكدًا أن قطاع إعادة تدوير الألمنيوم يمكن أن يُسهم بدوره في دعم هذا التكامل. وأضاف: أظهرت الأبحاث والدراسات أن الألمنيوم يعد من الموارد المتاحة والمتوفرة يوميا حيث إن 75 % من إجمالي إنتاج الألمنيوم لا تزال قيد الاستخدام، وعلى مستوى العالم يتم إعادة تدوير أكثر من 30 مليون طن من مخلفات الألمنيوم كل عام مما يضمن مكانتها كواحدة من أكثر المواد المعادة تدويرها.

وفي سياق متصل قال نزار العريمي مدير دائرة البيئة بمحافظة شمال الباطنة: سعت هيئة البيئة بالتعاون مع الجهات المعنية إلى التوظيف الشامل لتقنية المعلومات، والعمل على القيام بعدد من الإجراءات التنظيمية بهدف إيجاد بيئة داعمة تحقق التكامل وإيجاد قنوات تدعم الاستفادة المثلى من هذه النفايات، وتشجيع الاستثمار بما يساهم في رفد الاقتصاد الوطني وتقديم خدمات تستجيب لاحتياجات وتطلعات المستفيدين، وبما يساهم في تطوير الأداء المؤسسي والخدمات المقدمة وتحسين الكفاءة التشغيلية للقطاع وزيادة الفاعلية والإنتاجية، ويساهم في تحسين الخدمات وتسهيل الحصول على البيانات، وبالتالي ضمان جودة الخدمات المقدمة وإحكام الرقابة على المؤسسات ذات العلاقة.

وأكد العريمي على الجهود الكبيرة من الجهات المعنية في الدولة لتحقيق تقدم ملموس في تقليل الانبعاثات الكربونية من الأنشطة النفطية والصناعية ذات الصلة مما ساعد في زيادة عدد مصانع إعادة التدوير إلى 69 مصنعًا بعد إصدار قرار 15/2021 مقارنة بــ 33 مصنعًا تم دعم استدامة تشغيلها، كما زاد معدل التغيير في إعادة تدوير النفايات بنسبة 37% مقارنة بعام 2020 قبل إصدار القرارات المنظمة لقطاع إعادة التدوير في 2021م.

وشهدت أعمال الندوة تقديم العديد من أوراق العمل والدراسات والتجارب في مجال صناعة الألمنيوم وتدويره، حيث استهلّت الندوة بورقة عمل قدمتها مارلين بيرترام، مديرة السيناريوهات والتنبؤات بالمعهد الدولي للألمنيوم، فيما قدّم الدكتور ماجد المحاربي، استاذ مشارك بجامعة السلطان قابوس، ورقة عمل حول دراسة سابقة لاستخدام الألمنيوم المعاد تدويره في بعض التجارب العلمية.

وتضمّنت الندوة بعض العروض التقديمية والجلسات النقاشية حول أحدث التوجهات والتحديات وفرص الأعمال في مجال إعادة تدوير الألمنيوم، بما في ذلك الفرص التي تستهدف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. كما سلّطت بعض أوراق العمل الضوء على أبرز ممارسات الاستدامة، وتأثيرات التقدّم التكنولوجي والصناعي على عمليات التدوير.

وفي تصريح لوسائل الإعلام قال المهندس نزار العريمي مدير إدارة البيئة بشمال الباطنة: إن إعادة التدوير من الأنشطة الاقتصادية المهمة ليس فقط في إعادة التدوير الألمنيوم وإنما لجميع المواد سواء البلاستيك أو الحديد أو الزجاج وغيرها من المواد، إذ إن لها أهمية اقتصادية كبيرة تسهم في خلق استثمارات للمصانع والشركات، وتوفير فرص عمل لأبناء المجتمع بالإضافة إلى التقليل من التلوث البيئي.

من ناحيته قال حمد بن حمود الجابري مدير أول محطة إنتاج الكهرباء والصيانة المركزية في شركة صحار ألمنيوم: يأتي الهدف من ندوة إعادة تدوير الألمنيوم؛ لتجميع الشركات المختصة بالتعاون مع هيئة البيئة لإيجاد حلول للتحديات التي تواجه إعادة تدوير الألمنيوم وتبادل الرؤى والأفكار حول هذه الصناعة، حيث حظيت الندوة بحضور خبراء ومختصين من معهد الألمنيوم العالمي والذي يعد بيت خبرة للمساعدة في طرح حلول لتجميع الألمنيوم ومناقشة الفرص الموجودة لإنتاجه لدعم الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل ودعم الشركات العمانية العاملة في قطاع إعادة التدوير.

وشارك في الندوة مجموعة من المتخصصين في مجال صناعة الألمنيوم وإدارة البيئة والحفاظ عليها وقطاع إدارة النفايات والصحة والبيئة والسلامة، بالإضافة إلى غيرهم في المجال التجاري بتقديم عروض مرئية.

والجدير بالذكر أن ندوة "إعادة تدوير الألمنيوم 2024 صياغة المستقبل" جاءت بتنظيم من شركة صحار ألمنيوم التي تُعد الأولى من نوعها في سلطنة عُمان برعاية سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري، رئيس هيئة البيئة، في فندق جي دبليو ماريوت، بمسقط. وتمثّل هذه الندوة، التي أُقيمت بالتعاون مع هيئة البيئة بمثابة منصة تجمع بين الجهات والمؤسسات المعنية بقطاع صناعة الألمنيوم في سلطنة عُمان، بالإضافة إلى مشاركة مجموعة من الشركات المحلية العاملة في مجال إعادة التدوير، وبحضور عدد من الأكاديميين.

المصدر: لجريدة عمان