توزيع الحبارى يزيد ارتباط الشباب بتراث الأجداد
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
أشاد فائزون بطرائد الحبارى، بمبادرة «توزيع الحبارى على الجمهور» التي دشنتها اللجنة المنظمة لبطولة «القلايل» للصيد التقليدي 2024 لأول مرة هذا العام على الجمهور في معسكر «القلايل» بمحمية «لعريق»، مؤكدين أنها ستزيد من ارتباط الشباب القطريين بتراث الآباء والأجداد وتدعم تربية طائر الحبارى على المستوى المحلي.
وأضاف المعاضيد، أن توزيع «الحبارى» على الجمهور الفائز يكون بعد إعلان نتيجة الفريق الفائز عن كل مجموعة في أيام الخروج، موضحا أن تقديم «الجبارى» بدأ من المجموعة الثانية حيث تم توزيع 15 طريدة من الحبارى على الجمهور خلال المجموعات الثانية والثالثة والرابعة.
وأوضح أنه من المقرر توزيع 20 طريدة أخرى على الجمهور عقب إعلان الفائز بالبيرق يوم 20 فبراير الجاري، مقدما الشكر لجميع الجهات المتعاونة في تقديم هذه الهدايا القيمة للجمهور، مما يحفظهم على الحضور بشكل دائم ويربطهم بالبطولة عاما بعد عام. وأوضح المعاضيد، شروط التسجيل في سحب الحبارى التي تتضمن إبراز البطاقة الشخصية الأصلية وحضور صاحبها عند التسجيل ووقت الإعلان والتسليم ولن يقبل التسجيل لشخص غير متواجد ولن تسلم الحبارى لشخص غير متواجد في حال عدم تواجد الشخص الفائز تلغى وتحول الجائزة لفائز آخر.
وأشار رئيس اللجنة المنظمة إلى أن البطولة أعلنت عن استلام الطرائد من الفرق التي ترغب في ذلك بهدف الحفاظ على المهددة منها بخطر الانقراض، موضحا شروط ذلك بأن يتم تسليم الطرائد إلى التحكيم الميداني «حية» في وقت المضحى ووقت المعشا، وتسليم الطرائد حية لا يؤثر على نتائج الفريق بالمنافسة ولا تحسب مكافأة عليها. ووجه المعاضيد شكره لمركز روضة الفرس على دعمهم للبطولة.
من جانبه، قال سلطان بن سعد المسيفري الفائز بطريدة من «الحبارى»، إن توزيع الحبارى على الجمهور مبادرة طيبة من اللجنة المنظمة للبطولة ومركز «روضة الفرس لإكثار طائر الحبارى» بهدف تحفيز الشباب على الحضور والتجمع اليوم الذي يعد أهم شيء في هذا الحدث حول تراث قديم يجب المحافظة عليه من الجميع.
وأضاف المسيفري أن الحضور إلى البطولة يساعد في لقاء الأصدقاء والأحبة لم يروا بعضهم من سنوات ويجمع بينهم حب هذه الهواية، معتبرا أن توزيع الحبارى يعد توثيقا للهوية التراثية الوطنية وستعود بالفائدة على الفائزين في تربيتها أو تدريب الطيور عليها أو لإعطائها كهدايا لأصدقاء مقربين يهوى هذا التراث.
فيما أشاد جاسم بن خليفة الحميدي الفائز بطريدة «الحبارى»، بالمبادرة المميزة التي يزيد من الإقبال على حضور البطولة ورفع أسهم بطولة القلايل بين محبي هذه الهواية، وخلقت أجواء رائعة خاصة بين الجمهور وحالة من التشويق والانتظار لسماع أسماء الفائزين، الأمر الذي يجعل الجميع فائزا بهذه اللمة الرائعة.
واعتبر الحميدي أن المبادرة تشجع أيضا المواطنين على إنتاج وتربية طائر الحبارى لأن وجوده يحافظ على التوازن البيئي بالدولة ويدفع لاستمرارية هواية المقناص داخل قطر.
بينما عبر غانم حسن النعيمي الفائز بطريدة من «الحبارى» عن سعادته الكبيرة للفوز بهذه الطريدة والتواجد في معسكر القلايل لأول مرة مع والده، مؤكدا أنه من محبي الصيد والصقور وسيستخدمها في تعليم الطير لديه على الهدد.
وقال النعيمي، إنه سعيد بالمجئ مع والده إلى بطولة القلايل ومشاهدة ما كان يصنعه الأجداد في الماضي الشغف والاهتمام بعالم الصقور ألهمنا ودفعنا إلى معرفة تربية أكثر أنواع الصقور أهمية في العالم، كما أن الطموح والاهتمام بتربية وإكثار الصقور وإطلاقها في البرية صار شغفا يقودنا إلى الطريق الصحيح للمعرفة».
كما قال محمد علي النشيره الفائز بطريدة من «الحبارى»، إن بطولة القلايل مميزة وابتكار أفكار جديدة تحفز الجمهور على الارتباط بالبطولة ما يعزز استمرارية تراث الآباء والأجداد، موضحا أنه سيقوم بتربية هذه الطريدة لديه في محميته الخاصة التي تضم أيضا صقورا مدربة.
ورأى النشيره أن اختيار الحبارى لتوزيعها على جمهور القلايل فكرة رائعة لارتباطها بالتراث والهوية القطرية، مما يساعد في إحيائه، بالإضافة إلى دور البطولة الكبيرة في هذا الجانب أيضا.
من جانبه، قدم حمد محمد المرازيق المري الفائز بطريدة من «الحبارى»، الشكر للجنة المنظمة للبطولة على جهودهم في الحفاظ على تراث الأجداد عبر»القلايل»، مؤكدا أنه يزور معسكر البطولة للمرة الثالثة مع أولاده كتشجيع وحبا في هذا التراث والهواية التي تحتاج إلى دعم من كل مواطن.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر بطولة القلايل اللجنة المنظمة الحبارى على على الجمهور
إقرأ أيضاً:
سلماه.. ارتباط الإنسان بالمكان رغم قسوة الطبيعة
بعيدًا عن الأنظار في قلب تلال بنية اللون تقع عند سفوح جبال الحجر الشرقية، يختفي كهف مجلس الجن الذي يُعد واحدًا من أعظم وأجمل العجائب الطبيعية، ويُعد ثالث أكبر الكهوف الجوفية في العالم، وفوق تجويف الكهف سكن أهالي سلماه منذ عشرات السنين كحراس للكهف.
ورغم قساوة التضاريس يظل الإنسان مجبولًا على الانتماء للمكان الذي نشأ فيه، إذ قُدَّ العُماني من صلابة الجبال وشموخها الذي يُطاول السماء، ولا غرابة إذن في استطاعة العُماني تطويع التضاريس الصلدة ليشق في جبالها طرقًا تكون شرايين تنقّلاته وتفاعلاته الحياتية، ويبني فوق قممها بيوت سكناه.
فريق جريدة "عمان" خاض مغامرة صعود الطرق الوعرة ذات المنحدرات الحادة للوصول إلى سلماه التي تجاور كهفًا مساحة أرضيته 58 ألف متر مربع وسعته 4 ملايين متر مكعب، وبطول يصل إلى 310 أمتار وبعرض 225 مترًا، ورغم ضخامة حجم كهف مجلس الجن إلا أنه من الصعوبة اكتشاف الكهف في هذه المساحة الشاسعة من النجد الجبلي الذي يتسم بكثرة تصدعاته وأخاديده، وكل ما يدل على وجوده من الخارج هو مجرد ثلاث فتحات تبدو غير ذات أهمية للناظر إليها.
وتفتح جريدة "عمان" ملف أولى حلقات "التنمية لا تعيق عزيمتها التضاريس الصلدة"، حيث محطتنا الأولى "سلماه" حيث المكان جزء لا يتجزأ من كيان الإنسان العُماني في سفوح الجبال، فهو مستودع ذكريات أيام الطفولة البريئة للقاطنين فيها، مستمدين التطلعات من شموخ الجبال، وتقف "سلماه" اليوم على موعد مع مشاريع تنموية خدمية منها وسياحية، استهلتها وزارة الإسكان والتخطيط العمراني بقرار نقل القاطنين فوق التجويف الصخري لكهف مجلس الجن إلى مخطط سكني متكامل لا يبعد سوى عشرات الأمتار من سكناهم الحالية، ويتضمن المخطط السكني المتكامل قيد التنفيذ حاليًا 24 قطعة أرض سكنية، يتم بناء 14 قطعة منها كوحدات سكنية، بالإضافة إلى بناء مجلس ومسجد ومحلات تجارية، ويمثل إيصال معدات ومواد البناء تحديًا كبيرًا في مثل هذه التضاريس التي ذُللت من أجل تنمية الإنسان في قمم جبال الحجر الشرقي.
قاطنو سلماه
وصف محمد بن عزان بن صباح الغداني العيش في سلماه بالصعبة، إلا أنه ارتبط بها منذ زمن طويل جدًّا بعد جد، ما تزال الطريق تمثل تحديًا كبيرًا للخروج والدخول للمنطقة، وقال: رغم ذلك سمعنا عن نية وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات شق طريق لقرى الجبل الأبيض، وهو نبأ يُثلج الصدر، إذ يُعزز هذا المشروع من التواصل بين قرى الجبل والقرى الأخرى، ونتمنى أن يبدأ الطريق من فنس باتجاه الجبل الأبيض.. مضيفًا: إن تربية الماشية هي مهنتنا منذ القدم، واختار الأجداد هذا الموقع نظرًا لارتفاعه وبعده عن التجمعات السكانية، وقد وصلتنا الكهرباء تقريبًا في عام 2014م.
وبيَّن سالم بن محمد الغداني، أن التنقل قديمًا ما بين سلماه وفنس كان يستغرق نحو 4 ساعات، ومع وجود طريق ترابي، ورغم وعورته، إلا أنه قلَّل مدة التنقل إلى ساعة واحدة، وإذا ما وُجد طريق مرصوف سيتيح التنقل أسهل ما بين سلماه و فنس، وكذلك سهولة التنقل بين قرى الجبل الأبيض، كما نرى أن تُراعى مسألة استدامة الطريق أثناء الأنواء المناخية لضمان استمرار ذهاب الطلبة لمدارسهم.
وأوضح أن المخطط السكني المتكامل الذي تنفذه وزارة الإسكان والتخطيط العمراني سوف يستوعب كل الأسر في سلماه بما فيها الأسر المركبة، بالإضافة إلى إنشاء مسجد ومجلس ومحلات تجارية، وكل المشاريع الخدمية والسياحية المُزمع البدء فيها بالمنطقة ستُسهم في تعزيز السياحة في سلماه خلال الفترة القادمة.
بينما أكد سعيد بن عزان الغداني أن الأبناء منتظمون دراسيًا بالمدارس الحكومية في قرية فنس بقريات، إذ تتحرك يوميًا 3 مركبات تحمل الطلبة صباحًا، ومركبتان أخريان ظهرًا، وتستغرق المسافة ما بين سلماه إلى المدرسة يوميًا نحو ساعة ذهابًا ومثلها إيابًا، ونتزود بالمياه من منطقة السليل من خلال استخدام ناقلات المياه.
وذكر أن كهف مجلس الجن، رغم أنه مجاور لسلماه، إلا أن 3 أشخاص فقط من القاطنين فيها استطاعوا النزول إلى الكهف، ورغم الحركة السياحية النشطة لزيارة الكهف، إلا أنه بالنسبة لنا لا نزال نجهل مكنونات هذا الموقع الذي تُشد إليه الرحال من أصقاع العالم.
مخطط سكني متكامل
والتقت جريدة "عمان"، خلال زيارتها لمنطقة سلماه، المهندس ماجد بن محمد الأخزمي، مدير مشروع المخطط السكني المتكامل بسلماه، ومهندس مشاريع بالمديرية العامة للإسكان الاجتماعي والمشاريع بوزارة الإسكان والتخطيط العمراني، الذي قال: إن المشروع يشمل إنشاء 14 وحدة سكنية متكاملة مكوّنة من طابق واحد، تضم كل وحدة 3 غرف نوم، ومجلسًا، ومرافق خدمية، إلى جانب مسجد يتكون من مُصلى للرجال وآخر للنساء، وغرفة للإمام، بالإضافة إلى محلات تجارية تخدم سكان المنطقة، وتبلغ المساحة الإجمالية لبناء كل وحدة سكنية حوالي 189 مترًا مربعًا، وبلغت التكلفة الإجمالية للمشروع مليونًا و277 ألفًا و745 ريالًا عمانيًا، ويقع المخطط في منطقة سلماه بولاية قريات، ويستهدف المشروع السكان القاطنين بالقرب من المدخل الرئيسي لكهف مجلس الجن، إذ يشمل المخطط الأساسي 24 قطعة أرض سكنية، ويجري حاليًا تنفيذ بناء لـ14 وحدة سكنية منها، وفقًا لخطة التنفيذ المعتمدة.
وأوضح أن المدة الزمنية المقدرة لإنجاز المشروع هي سنة ونصف، أي 18 شهرًا، ما يعادل تقريبًا 540 يومًا، حيث تم البدء في تنفيذ المشروع بتاريخ 15 أكتوبر 2024.
وأكد أن المخطط العام يضم 24 قطعة أرض، إذ لا توجد في الوقت الحالي خطط لإضافة وحدات سكنية جديدة، وغطى المشروع احتياجات جميع الأسر القاطنة في المنطقة، بما في ذلك الأسر المركبة، ويُترك تنفيذ ما تبقى من القطع حسب الحاجة المستقبلية.
الطبيعة الجبلية الصخرية
وبيَّن أن المشروع واجه العديد من التحديات، أهمها الطبيعة الجبلية الصخرية للمنطقة، ما جعل عمليات الحفر والتهيئة صعبة ومكلفة، وعدم وجود طريق مُمهد للوصول إلى الموقع، إذ يبعد عن أقرب طريق معبدة بمسافة تُقدَّر بحوالي 25 كيلومترًا، وكذلك افتقار المنطقة إلى مصادر المياه والكهرباء، مما تطلَّب توفير حلول مؤقتة لتشغيل الموقع، وصعوبة نقل المعدات ومواد البناء نظرًا لوعورة الطريق المؤدي إلى الموقع، بالإضافة إلى تأثر سير العمل بتقلُّبات الطقس، خاصة الرياح الشديدة بسبب ارتفاع الموقع، ورغبة الأهالي في البناء بنفس الموقع وعدم الانتقال إلى أماكن أخرى، ما تطلَّب تجاوبًا خاصًا من الجهات المعنية لتلبية مطالبهم في بيئتهم الأصلية.
وأضاف: من حيث اختيار الموقع، رُوعي في اختياره عدة معايير تخطيطية، من بينها ضمان سهولة الدخول والخروج من المنطقة رغم التضاريس، واختيار مواقع قريبة نسبيًا من مصادر الخدمات قدر الإمكان، بالإضافة إلى مراعاة استقرار التربة وسلامة الموقع من الناحية الجيولوجية، والحفاظ على تماسك النسيج الاجتماعي للسكان ضمن مخطط موحد ومنظم.
مضيفًا: إن الوزارة حرصت على الاستجابة لمطالبات السكان دون الإخلال بجوانبهم الاجتماعية والبيئية، وتم تصميم الوحدات بمساحات ملائمة، ضمن بيئة عمرانية تراعي عادات المجتمع المحلي، وقد أسهم المشروع في ضمان بقاء الأهالي بالقرب من مواقع أنشطتهم اليومية، دون الحاجة إلى الانتقال إلى مناطق أخرى بعيدة عن بيئتهم الأصلية، وقد تم إقرار نقل القاطنين في سلماه بناءً على عزم الحكومة تطوير المنطقة سياحيًا.
شريان مرصوف قيد التخطيط
وقال المهندس يوسف بن عبدالله المجيني، مدير عام الطرق والنقل البري بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات: طرحت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات المناقصة الاستشارية لتحديد مسار طريق الجبل الأبيض، إذ تم إسناد المشروع لأحد الاستشاريين المتخصصين في مثل هذه الأعمال، للقيام بدراسة وتحديد مسار طريق الجبل الأبيض من عدة مواقع.
وأكد أن أعمال التصميم في مراحلها النهائية لتربط هذه المسارات قرى الجبل الأبيض ببعضها، ويأتي هذا المشروع لتعزيز سهولة تنقل المواطنين، وليكون الجبل الأبيض مزارًا سياحيًا لما لهذا الجبل من طبيعة ومواقع تجذب السياحة وغيرها.
تطوير الكهف سياحيًا
وقال سلطان بن سليمان الخضوري، مدير الأصول بمجموعة "عُمران": تطوير كهف مجلس الجن يأتي ضمن جهود الجهات المعنية، بالتعاون مع مجموعة عُمران، لتعزيز مكانة سلطنة عُمان كوجهة رائدة في سياحة المغامرات، من خلال استثمار مقوماتها الطبيعية الفريدة وتقديم تجارب نوعية في مجالات السياحة الجيولوجية والبيئية.
وأوضح، أن مجموعة عُمران تعمل على تطوير الموقع بما يراعي خصوصيته ويُسهم في خلق تجربة سياحية متكاملة ومستدامة، تُعزز من قيمته الاقتصادية والتنموية، ويتضمن المشروع تشغيل الكهف والحفاظ على بيئته الطبيعية بالتعاون مع مشغلين متخصصين، إلى جانب تنفيذ خطة مستدامة لتنظيم برامج المغامرات.
وكانت مجموعة عُمران قد وقعت العام المنصرم اتفاقية عقد حق انتفاع مع وزارة التراث والسياحة لتطوير كهف مجلس الجن، لإقامة مشروع سياحي بيئي وتفعيل جوانب الموقع الضرورية مثل معدات الحماية الخاصة بسياحة المغامرات والخدمات التشغيلية، وبموجب العقد تتكفل مجموعة عُمران بالجوانب التشغيلية، بما في ذلك تعيين وتدريب المدربين والحفاظ على الحياة الفطرية داخل الكهف والبيئة المحيطة به، والتعاون مع مشغلين متخصصين لتطوير خطة مستدامة وطويلة الأمد لتفعيل الموقع، ويتضمن العقد في مرحلته الأولى قيام "عُمران" بتفعيل وتنظيم برامج المغامرات لزيارة كهف مجلس الجن، بينما سيتم في المرحلة الثانية إنشاء مركز للمعلومات، ومركز استقبال، ونُزُل بيئية.