«حضرة الدنيا».. الجفري يستشهد بعظمة مصر بعد افتتاح المتحف المصري الكبير
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
بالتزامن مع الحدث العالمي الذي شهده العالم بافتتاح المتحف المصري الكبير، استعاد الداعية الإسلامي الحبيب علي الجفري على صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك» كلمات المؤرخ الكبير ابن خلدون التي خلد فيها وصفه لمصر قبل أكثر من ستة قرون، في إشارة إلى أن الحضارة المصرية كانت — ولا تزال — منارة للعلم والإيمان والجمال الإنساني الخالد.
ربط الجفري بين افتتاح المتحف الذي يمثل خلاصة تاريخ الأمة المصرية، وبين رؤية العلماء والمفكرين الذين وصفوا مصر بأنها «حضرة الدنيا ومَدرَج البشر»، في تأكيد على أن مصر كانت دائمًا مركزًا للمعرفة وموئلًا للعلماء والحكماء.
القاهرة أوسع من كل خيال
في كلماته التي استشهد بها الجفري، قال ابن خلدون في وصفه لمصر:«فرأيت حضرةَ الدنيا، وبستانَ العالَمِ، ومَحشرَ الأمم، ومَدْرَجَ الذَّرِّ من البشر، وإيوانَ الإسلامِ، وكُرسيَّ المُلْكِ... تلوح القصور والأواوين في جوّها، وتزهر الحوانك والمدارس بآفاقها، وتضيء البدور والكواكب من علمائها».
وأكمل واصفًا جمال القاهرة بقوله:«إن الذي يتخيله الإنسان فإنما يراه دون الصورة التي تخيلها، لاتساع الخيال عن كل محسوس، إلا القاهرة، فإنها أوسع من كل ما يُتخَيَّلُ فيها».
تلك العبارات الخالدة جاءت كما وصفها الجفري لتؤكد أن جمال مصر ومعناها الحضاري يتجاوز حدود الزمان والمكان، وأنها تظل أرض الأمن والعلم والعطاء الإنساني المتجدد.
مصر عز الإسلام وأرض الأمن
وأشار الجفري إلى أن كبار علماء المغرب والأندلس الذين زاروا مصر، اتفقوا على مكانتها الفريدة بين الأمم، فنقل عنهم ابن خلدون قوله:
قال قاضي الجماعة بفاس أبو عبد الله المقري: «من لم يرها لم يعرف عز الإسلام».وقال قاضي العسكر بفاس أبو القاسم البرجي: «القاهرة أوسع من كل ما يُتخَيَّل فيها».وقال كبير علماء بجاية أبو العباس بن إدريس: «كأنما انطلق أهلها من الحساب، يشير إلى كثرة أممها وأمنهم العواقب».هذه الشهادات التي تعود إلى القرن الرابع عشر الميلادي، لا تزال تعكس الدهشة التي تثيرها مصر في قلوب زائريها، وتشهد على عمقها التاريخي والديني والعلمي.
افتتاح المتحف المصري الكبير
منارة للعلم والحضارة
واختتم الجفري منشوره بالتأكيد على أن ما وصفه ابن خلدون بالأمس يعيشه العالم اليوم مجددًا، مع افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي أعاد تسليط الضوء على مكانة مصر بين الأمم، كأرضٍ تجمع بين الإيمان والعلم والجمال والتاريخ.
ففي زمن التحديات، تأتي مثل هذه اللحظات لتقول — كما قال ابن خلدون — إن مصر هي حضرة الدنيا، وبستان العالم، ومَدرَجُ الأمم، وعزُّ الإسلام الذي لا يزول.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجفري المتحف المصري الكبير المتحف المتحف المصري مصر الإسلام ابن خلدون
إقرأ أيضاً:
الكوبرا المصرية.. رمز السيادة الذي يسطع مجددًا في يوم افتتاح المتحف المصري الكبير
تزامنا مع افتتاح المتحف المصري الكبير اليوم، والذي يُعد أضخم صرح حضاري وثقافي في العالم، صدرت نشرة توعوية للدكتور عاطف محمد كامل أحمد أستاذ الحياة البرية بجامعة عين شمس وسفير النوايا الحسنة وخبير التنوع البيولوجي ببرنامج الأمم المتحدة للتنمية - تناول فيها رمزية أفعى الكوبرا المصرية (Naja haje) في الحضارة الفرعونية، ودورها كأحد أهم رموز السيادة والحماية لدى المصريين القدماء.
وأوضح الدكتور عاطف محمد كامل، لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، أن الكوبرا المصرية كانت تمثل مصر السفلى، وتُعرف باسم الإلهة “وادجيت” التي كانت تُقدّس كرمز للحماية والنفوذ، مضيفًا أن المصريين القدماء أضافوا صورتها إلى التاج الملكي الموحد إلى جانب الإلهة “نخبت”، رمز مصر العليا، لتجسّد وحدة البلاد تحت راية واحدة.
وأشار الخبير الدولي إلى أن أفعى الكوبرا المصرية تُعد من أكثر الزواحف رهبة وجمالًا في آن واحد، إذ يتراوح طولها ما بين متر ونصف إلى مترين ونصف، وتتميز برأس كبير وجسم أسطواني، بينما يتنوع لونها بين درجات البني الداكن والفاتح، وقد يكون أسود تمامًا في بعض المناطق من شمال إفريقيا.
وبيّن أن سم الكوبرا المصرية يُعد من أشد السموم تأثيرًا على الجهاز العصبي، إذ يؤدي إلى شلل العضلات وتوقف القلب والرئتين في الحالات الخطيرة، مما يجعلها من أكثر الزواحف فتكًا في إفريقيا.
وتطرّق الدكتور عاطف إلى رمز الكوبرا في الثقافة المصرية القديمة، مؤكدًا أنها لم تكن مجرد كائن حي، بل رمزًا للهيبة والسيادة الملكية، ودليلًا على ارتباط المصريين بالطبيعة والتوازن البيئي منذ فجر التاريخ.
وتطرّق الدكتور عاطف إلى الجانب الأسطوري للكوبرا المصرية، موضحًا أن الملكة كليوباترا السابعة يُعتقد أنها أنهت حياتها بلدغة من كوبرا مصرية بعد سماعها نبأ وفاة القائد ماركوس أنطونيوس، إلا أن دراسات حديثة ترجّح أنها انتحرت باستخدام مزيج من العقاقير السامة وليس بلدغة أفعى، وهو ما يفتح بابًا جديدًا من الجدل العلمي حول نهاية آخر ملكات مصر القديمة.
وأكد الدكتور عاطف أن عودة رموز الحضارة المصرية القديمة للواجهة اليوم من خلال المتحف المصري الكبير، تمثل لحظة استثنائية في تاريخ مصر الحديث، حيث تُعرض مئات القطع الأثرية التي تحكي عن تلك الرموز التي شكّلت هوية المصريين على مر العصور، ومن بينها رمزية “الكوبرا” التي ما زالت شاهدة على قوة وخلود الحضارة المصرية.
اقرأ أيضاًمشاهدة حفل افتتاح المتحف المصري الكبير 2025 بث مباشر
مصطفى بكري مشيدا بـ افتتاح المتحف الكبير: مصر علمت العالم معنى الدولة والحضارة.. واليوم تستعيد أمجادها
عاجل.. الرئيس السيسي: أرحب بضيوف مصر من قادة العالم لنشهد سويا افتتاح المتحف المصري الكبير