بايدن مرتبك أمام إصرار إسرائيل على اجتياح رفح.. وهكذا تخطط واشنطن لعدم دفع الفاتورة
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
بين التزامه الذي لا جدال فيه تجاه إسرائيل، ومطالب الناخبين، واحتمال العواقب القانونية لمشاركتهم في جرائم الحرب، يتبنى الرئيس الأمريكي جو بايدن ومسؤولون رفيعو المستوى بإدارته الآن استراتيجية مشوشة ومرتبكة إزاء ما ترتكبه دولة الاحتلال في غزة وعدوانها المرتقب على رفح، جنوبي القطاع، والذي يضم الآن أكثر من مليون ونصف المليون نازح.
هكذا ترى حنا الشيخ، منسقة مشروع فلسطين بـ"المركز العربي واشنطن دي سي"، حيث تقول إن واشنطن "تستيقظ ببطء على العواقب الجيوسياسية والانتخابية والقانونية المحتملة للمشاركة في الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة".
ومع ذلك، فإن إدارة بايدن والمسؤولين رفيعي المستوى غير مستعدين لمطابقة هذا الإدراك بتغييرات سياسية ملموسة، تقول الكاتبة.
وبدلاً من ذلك، يأملون أن تكون التقارير عن الخلافات الشخصية بين بايدن ونتنياهو، والمطالبات الكلامية بحماية أرواح المدنيين كافية.
اقرأ أيضاً
إسرائيل تمنع المساعدات الغذائية الأمريكية عن غزة وتشعل معركة مع بايدن
خطورة عملية رفحوتقول الكاتبة إن عملية إسرائيل المرتقبة في رفح تثير عدة مخاوف، أبرزها تأثيرها الكارثي على حياة النازحين، وإمكانية نزوحهم الجماعي نحو سيناء المصرية، وهو ما قوبل بتهديدات من القاهرة وصلت إلى حد التلويح بإلغاء اتفاقية السلام مع تل أبيب.
وفي حين قد يكون من الصعب فهم ذلك، نظراً لعلاقات مصر الوثيقة مع الولايات المتحدة، الطرف الذي رعى المعاهدة ويستمر في القيام بذلك، فإنه يعكس خطورة الأمور المقبلة إذا شعرت مصر بالتهديد من تدفق مئات الآلاف من اللاجئين.
رسائل مختلطةوبينما دافعت الولايات المتحدة عن الهجمات الإسرائيلية على مواقع أخرى، ظهرت رسائل مختلطة هذه المرة من واشنطن، حيث يعرب الرئيس بايدن والمسؤولون عن مخاوفهم بشأن عدد غير مسبوق من القتلى واحتمال نزوح جماعي للفلسطينيين، مع الحفاظ على الالتزام بدعم هدف إسرائيل المتمثل في تدمير "حماس" على الرغم من الطبيعة المميتة للهجوم الإسرائيلي على المدنيين.
اقرأ أيضاً
فورين بوليسي: خطة بايدن الجديدة للشرق الأوسط لا تحمل جديدا
هدف تدمير "حماس"وترى الكاتبة أن أحد أبرز أسباب التشوش لدى إدارة بايدن إزاء عدوان إسرائيل الحالي على غزة هو التقديرات الاستخباراتية الأمريكية التي نوقشت مؤخرا مع أعضاء بالكونجرس، والتي تشير إلى أن إسرائيل لم تقترب بأي حال من الأحوال من هدفها المتمثل في تدمير "حماس"، وأن تدمير حركة المقاومة الفلسطينية هو "هدف غير واقعي".
ما سبق أثار المخاوف لدى المسؤولين الأمريكيين من مغبة الاستمرار في دعم حرب إسرائيل على غزة، رغم تداعياتها المتتالية وواقعها المخيب، تقول الكاتبة.
وترى الكاتبة أن الاعتراف الاستخباراتي الأمريكي بصعوبة تدمير "حماس" جزء من استراتيجية أوسع لإدارة الأزمات للمسؤولين الأمريكيين، الذين قد يضطرون إلى تحمل المسؤولية عن الإبادة الجماعية لأكثر من 28 ألف فلسطيني على الساحة الدولية، ومن المحتمل أنهم يخشون العواقب القانونية بعد قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.
سياسة كارثية أمريكيةوتعتبر الكاتبة أن هذه السياسة الكارثية الأمريكية تجاه القضية الأهم في الشرق الأوسط بدأت قبل هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث همشت مطالب الفلسطينيين.
وتضيف أن الفارق الرئيسي الآن هو مسألة الحجم، فقد أشعلت الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل حركة جماهيرية في الولايات المتحدة من المستحيل تجاهلها.
اقرأ أيضاً
ستريت جورنال: اقتراب اجتياح رفح يرفع علاقة بايدن ونتنياهو إلي نقطة الغليان
وفي نهاية المطاف، فشل المسؤولون الأمريكيون في توقع أن تمكين إسرائيل من ارتكاب انتهاكات بحق الشعب الفلسطيني من شأنه أن ينتقل إلى قرارات الناخبين أو يصبح مسؤولية قانونية.
وتتابع: من غير المستغرب أن هؤلاء المسؤولين فشلوا أيضًا في توقع قيام الجهات الفاعلة الإقليمية بتأكيد وجودها بما يتجاوز الإيماءات الرمزية وتحدي التحالف الأمريكي الإسرائيلي من خلال تعطيل التجارة العالمية، ومهاجمة القواعد الأمريكية، ومهاجمة إسرائيل.
المصدر | حنا الشيخ / المركز العربي واشنطن دي سي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: غزة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية رفح بايدن الإبادة الجماعية
إقرأ أيضاً:
الصين تعرب عن بالغ قلقها إزاء مشروع القبة الذهبية الأمريكية وتدعو واشنطن للتخلي عنه
الثورة نت/
حذرت الصين اليوم الأربعاء من أن مشروع “القبة الذهبية” الصاروخي الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، “يقوض الاستقرار العالمي”، ودعت الولايات المتحدة إلى التراجع عنه.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ في مؤتمر صحفي، إن هذا المشروع يحمل “تداعيات هجومية قوية” ويزيد من مخاطر عسكرة الفضاء الخارجي وسباق التسلح.
وأضاف: “إن الولايات المتحدة، في سعيها وراء سياسة “الولايات المتحدة أولا” مهووسة بالسعي إلى تحقيق أمنها المطلق، وهذا ينتهك مبدأ عدم المساس بأمن جميع الدول، ويقوض التوازن والاستقرار الاستراتيجي العالمي”.
وتابعت: “الصين قلقة للغاية حيال هذا الأمر ونحض الولايات المتحدة على التخلي عن تطوير ونشر نظام دفاع صاروخي عالمي في أقرب وقت ممكن”.
وكان ترامب أعلن أمس الثلاثاء أن الولايات المتحدة اتخذت القرار بشأن تصميم منظومة الدفاع الجوي الصاروخية “القبة الذهبية”، والتي ستتضمن أيضا صواريخ اعتراضية تطلق من الفضاء.
وأعرب ترامب عن اعتقاده بأن هذا النظام الذي يهدف إلى “منع التهديدات من الصين وروسيا”، سيكون جاهزا للتطبيق خلال عامين ونصف العام إلى ثلاثة أعوام.