أداة الذكاء الاصطناعي الجديدة لإنتاج الفيديو تثير القلق
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
أثار إعلان شركة "أوبن ايه آي" عن أداة جديدة للذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مقاطع فيديو مدتها دقيقة واحدة بمجرد طلب نصي، تساؤلات ومخاوف في قطاعات الابتكار الفني والإعلام، بعدما ساهمت الشركة الناشئة في انتشار الذكاء الاصطناعي من خلال برنامجها "تشات جي بي تي".
وتتمتع الأداة الجديدة المسماة "سورا" بقدرة على إنتاج "مشاهد مركّبة مع شخصيات عدة وأنواع معينة من الحركات وتفاصيل دقيقة" من خلال طلب بسيط بسطر واحد، بحسب الشركة التي أشارت إلى أوجه قصور حالية في البرنامج كاللغط بين اليسار واليمين.
ما هي ردود الأفعال الأولية في المجالات التي قد تتأثر بهذه الأداة؟
كشفت شركة "أوبن ايه آي"، مساء الخميس، لقطات الفيديو أنشأتها الأداة الجديدة منها مشهد لمخلوق خيالي بجانب شمعة، بينما تظهر صورة قريبة جداً من الواقع رجلاً يمشي في مساحة واسعة.
وتظهر، من خلال هذين المثالين، قدرة برنامج "سورا" على إحداث تغيير كبير في مجال إنشاء مقاطع الفيديو.
وفي حديث صحفي، يقول توماس بيلانغر، أحد مؤسسي شركة متخصصة في استخدام الصور و"تصميم الحركة"، "تابعنا تطور قطاع توليد الصور، وهو ما أوجد جدلا داخليا كبيرا، وردود فعل فورية أحياناً من جانب المبتكرين"، مضيفاً "ثمة من يشعرون أنه عبارة عن عاصفة لا يمكن إيقافها وتتقدم بسرعة كبيرة، وهناك أولئك الذين لم يعظموا من شأنه".
يضيف بيلانغر "لم يختبر أحد بعد منتج أوبن ايه آي الجديد. (...) لكن ما هو مؤكد أن أحداً لم يكن يتوقع هذه الأداة التكنولوجية في غضون أسابيع قليلة"، مضيفاً "سنجد في المستقبل طرقا مختلفة للابتكار".
ألعاب الفيديو
أما قطاع ألعاب الفيديو الذي قد يشهد تغييراً جذرياً نتيجة هذا التقدم التكنولوجي، فيظهر انقساماً في المرحلة الحالية.
فقد رحّبت شركة "يوبيسوفت" الفرنسية بما وصفته "تقدماً". وقال ناطق باسم الشركة "نستكشف هذه الإمكانات منذ مدة طويلة، وباعتبارنا مبتكرين للعوالم والقصص، نرى أنّ هناك عددا كبيرا من الفرص المستقبلية مفتوحة للاعبين وفرقنا، للتعبير عن مخيلتهم وابتكارهم بأمانة أكبر".
وقال مدير استوديو "ألكيمي" الذي يتخذ من مدينة "نانت" الفرنسية مقراً "أرى أنّ استخدام هذا البرنامج في الوقت الراهن هو أمر دقيق نوعاً ما. (...) لا أنوي استبدال زملائي الفنانين بهذه الأدوات"، مشددا على أن "الذكاء الاصطناعي يقتصر عمله على إعادة إنتاج أشياء أنجزها البشر".
لكنّه يؤكد أنّ هذه الأداة "المثيرة للإعجاب من الناحية البصرية"، قد تستخدمها استوديوهات الابتكار الصغيرة لإنتاج صور ذات طابع احترافي.
يتوقع بوجيه أنّ تجد "أدوات مثل سورا أو غيرها من الذكاء الاصطناعي التوليدي والتي تنتج مقاطع فيديو طريقها على المدى البعيد، وتحل مكان الأساليب التي نعتمدها في الابتكار".
وسائل الإعلام
يشير بازيل سيمون، وهو صحافي سابق وباحث حالياً في جامعة ستانفورد الأميركية، إلى "قفزة حصلت خلال العام الفائت وكانت مرعبة".
ويقول إنه يخشى كيفية استخدام هذه الأداة خلال الفترات الانتخابية ويبدي تخوفاً من أن يجد الجمهور نفسه في موقع "العاجز عن معرفة ما يمكن تصديقه".
ويبدي جوليان بان، مقدم برنامج "فري او فو" ("Vrai ou Faux") أي ("حقيقي أم زائف") المعني بالتدقيق في المعلومات عبر قناة "فرانس إنفو" "قلقاً"، ويقول "كان حتى اليوم من السهل جدا كشف الصور المزيفة، من خلال ملاحظة أن الوجوه متكررة في الخلفية مثلاً. لكن يبدو أن ما يوفره هذا البرنامج الجديد هو على مستوى آخر. ليس لدينا حل سحري".
ويضيف "يمكن وضع علامة على مقاطع الفيديو للإشارة إلى أنها مولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، ويمكن لـ"أوبن ايه آي" أن تحترم ذلك. لكن ماذا عن منافسين آخرين في المستقبل؟".
الإعلانات
وتوقعتةوكالات للإعلانات سبق أن تعاونت مع علامات تجارية عالمية أن "يتم إنشاء 80% من محتوى الماركات استناداً إلى أدوات الذكاء الاصطناعي، مما سيعيد التركيز على العبقرية الإبداعية، وسيتوقف الإنتاج عن كونه موضوعاً".
ومع أن ستيفاني لابورت، وهي مديرة ومؤسسة وكالة إعلانات، ترى أن الأداة يُرجّح أن "تغير القطاع بقوة"، فإنها تتوقع "تراجعاً من ناحية الإنتاج"، إذ ستلجأ شركات إلى هذه الأدوات الجديدة عندما تكون ميزانيتها متوسطة أو منخفضة.
وتعتبر أنّ قطاع المنتجات الفاخرة قد يشكل استثناءً لأنه "حساس جداً فيما يتعلق بجانب الأصالة. وقد تستخدم الماركات في هذا المجال الذكاء الاصطناعي بشكل محدود". أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: تشات جي بي تي الذكاء الاصطناعي أداة سورا مقاطع فيديو الذکاء الاصطناعی أوبن ایه آی هذه الأداة من خلال
إقرأ أيضاً:
جوجل تطلق أداة جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي
كشفت شركة جوجل عن إطلاق ميزة جديدة تحمل اسم «Catch Me Up» «أطلعني على المستجدات»، ضمن منصتي Google Drive وGoogle One للتخزين السحابي، وذلك في إطار تعزيز أدوات الإنتاجية والذكاء الاصطناعي.
تعتمد الميزة على نموذج الذكاء الاصطناعي Gemini المطور من قبل جوجل، وتهدف إلى تمكين المستخدمين من الحصول على ملخص ذكي وفوري لأحدث التغييرات التي طرأت على ملفاتهم، بما في ذلك التعديلات النصية والتعليقات، دون الحاجة إلى فتح الملفات يدويا.
تفاعل أكثر بمجهود أقل
الميزة الجديدة تدعم ملفات Docs وSheets وSlides، وتعمل كنسخة مطورة من قائمة «آخر المستندات»، لكنها تتخطى ذلك بتقديم سجل شخصي مبسط ومتكامل للتحديثات. وستظهر للمستخدمين عبر أيقونة صغيرة بجانب الملفات والمجلدات ذات الصلة، بالإضافة إلى وجودها في اللوحة الجانبية «Side Panel» حيث تتكامل قدرات Gemini الأخرى.
تحسين بيئة العمل التعاوني
في خطوة مشابهة لما قدمته مايكروسوفت من خلال دمج مساعدها الذكي Copilot في تطبيقات Office، تواصل جوجل توسيع نطاق Gemini داخل منظومتها السحابية، في مسعى واضح لتحسين بيئة العمل التعاوني وزيادة الإنتاجية.
وتتيح خاصية «Catch Me Up» لأعضاء الفرق معرفة أبرز المستجدات على مستوى الملفات، مما يسهل مواكبة سير العمل ويوفر وقتا ثمينا مهدرا في التنقل بين المستندات وتتبع التعديلات يدويا.
الفئات المؤهلة وتفاصيل الإطلاق
بدأ طرح الميزة بالفعل بشكل تدريجي اعتبارا من 3 يونيو 2025، ومن المتوقع أن تصل إلى جميع المستخدمين المؤهلين خلال هذا الشهر. وتشمل خطط الاشتراك التي ستحصل على الميزة:
* Google Workspace Business Standard وPlus
* Plus and Enterprise Standard
* Google One AI Premium
* Education Premium and Gemini Education
تحديثات فورية دون الحاجة للفتح
ورغم أن Google Drive يوفّر مسبقا تبويب «الملفات الحديثة»، إلا أنه لا يتيح عرض التعديلات والتعليقات مباشرة. أما الآن، فإن «Catch Me Up» توفر نظرة عامة شاملة وسريعة تمكن المستخدم من البقاء على اطلاع كامل دون فتح أي مستند.
ويُتوقع أن تُحدث هذه الميزة فرقًا ملموسا في تجربة العمل المشترك، خاصة في البيئات الديناميكية التي تعتمد على التعاون المستمر بين أفراد الفرق.