المشروع الوطني لنمو الاقتصاد
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
حاتم الطائي
◄ مدينة السلطان هيثم مشروع عملاق يُسهم في نمو اقتصادنا الوطني
◄ فوائد اقتصادية واجتماعية للمشاريع الكبرى.. والتوظيف في المقدمة
◄ السياسات والتشريعات المُعززة للاستثمار تمثل الركيزة الأساسية للنمو المستقبلي
لم تتوقف جهود حكومتنا الرشيدة من أجل النهوض باقتصادنا الوطني، واستمرت المساعي المتعددة لتحقيق النمو المأمول، وتفادي أي تراجعات اقتصادية، غير أنه تأتي الرياح دائمًا بما لا تشتهي السفن، فبينما نحن نقترب من الوصول إلى معدلات نمو قوية وارتفاع كبير في التوظيف، تُفاجئنا أزمة النفط في 2014، وما لبثت أن خفَّت ثم عاودت في 2017، وبينما كُنا نخرج من مرحلة "عُنق الزجاجة" بحسب وصف أحد كبار المسؤولين في تلك الفترة، إذا بجائحة كورونا تأتينا فتقضي على كثير من الجهود المبذولة.
لكن سرعان ما بدأت الحكومة في تحفيز الاستثمار وتقديم التسهيلات، والأهم من ذلك الكشف عن مشروعات وطنية كبرى أحدثت زخمًا كبيرًا في الاقتصاد، وأولها مدينة السلطان هيثم ومشاريع المُدن المستقبلية المُستدامة، وهي المبادرة الواعدة التي تقودها وزارة الإسكان والتخطيط العمراني. وهذه المشاريع الوطنية الكبرى تعمل حاليًا بمثابة الوقود الذي يُغذي جهود الإنعاش الاقتصادي، من أجل قيادة النمو الاقتصادي للمعدلات المرتفعة السابقة، وما يُعزز الجهود الحرص الحكومي المتواصل على ضبط الميزانية العامة للدولة، وتعظيم الإيرادات، كما ساعد في ذلك استقرار أسعار النفط وعودته لما يُمكن أن نسميه المستويات الآمنة لسعر البرميل؛ حيث زادت الإيرادات العامة للدولة، ومن ثم تحققت الفوائض المالية، مُقارنة بعجوزات مالية في السنوات القليلة الماضية.
والحقيقة أن اقتصادنا الوطني كان في أمس الحاجة لإطلاق مشروع وطني عملاق مثل مدينة السلطان هيثم، بالتوازي مع المشاريع الأخرى في العديد من القطاعات، ولا ننسى أننا قبل أسبوعين تقريبًا شهدنا تدشين مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية، وهي أكبر مشروع خليجي مشترك بتكلفة استثمارية تجاوزت 9 مليارات دولار.
وهناك أبعاد اقتصادية لمشروع مدينة السلطان هيثم والمدن المستقبلية المُستدامة، في مقدمتها الاستثمارات التي تتجاوز مليار ريال تقريبًا وسيجري ضخها في المرحلة الأولى من المشروع، وحركة تشغيل قطاع الإنشاءات والبناء، والذي بدوره يرفد قطاعات أخرى، مثل قطاع الخدمات واللوجستيات والنقل، ومع بدء تشغيل المشروع، سنرى ازدهارًا في قطاع العقارات والقطاع السياحي والقطاع الترفيهي. ولا يجب أن نغفل عن الفوائد الاجتماعية عن هذا المشروع، خاصة وأن هذه المدن لن تكون حكرًا على طبقة بعينها، بل تضم مشروعات للإسكان الفاخر والتملك الحر للأجانب، وهي مشروعات ستحقق عوائد مالية مهمة تساعد في تغطية تكاليف المشروع، إلى جانب مشروعات للإسكان المتوسط والاجتماعي، ومدارس حكومية عصرية ومدرسة دولية ومستشفيات ومراكز صحية وأندية ومشاريع سياحية وترفيهية، وكل ذلك من شأنه أن يخلق زخمًا متزايدًا في الاقتصاد. والمؤشرات تؤكد أنَّ مسقط ومع إنشاء مدينة السلطان هيثم، آخذة في التوسع بدرجة كبيرة، وربما بعد سنوات قليلة سنجد العمران قد امتد في المناطق المتاخمة للمحافظة، خاصة من جهة الشمال، بفضل وجود مساحات واسعة تسمح بالتوسع العمراني، والذي هو بلا شك نهضة عمرانية وإسكانية ستعود بالنفع على جموع المواطنين.
وتتماشى هذه المشاريع الطموحة، مع مُستهدفات الرؤية المُستقبلية "عُمان 2040"، والتي تضع التنمية الحضرية المستدامة في المقدمة، وتحسين معيشة المواطنين، وتحقيق الرفاهية والاستقرار لجموع المواطنين، وذلك من خلال توفير المسكن الملائم والتعليم عالي الجودة، فضلًا عن الخدمات النوعية المُقدمة للمواطن في شتى القطاعات. واللافت في مثل هذه المشاريع أنها تعود بالنفع على وطننا من أكثر من جانب، فعلاوة على إسهاماتها الكبيرة في تحفيز الاقتصاد ونموه، فهي تساعد في توفير العديد من فرص العمل للشباب، خاصة وأن ملف التوظيف من التحديات التي تعكف حكومتنا على معالجتها باستمرار. إضافة إلى أن هذه المشاريع الاقتصادية الكبرى تُعزز التوجهات الحكومية لبناء نماذج شراكة ناجحة بين القطاعين الحكومي والخاص، من خلال دخول القطاع الخاص في مشاريع مشتركة مع الحكومة، وإدارتها وتنميتها والاستفادة من العوائد المُتحققة على أكثر من مستوى. أيضًا من شأن هكذا مشاريع كبرى أن تجذب المزيد من الاستثمارات، لأنَّ القاعدة الاقتصادية البسيطة تقول "المال يجلب المال"، والمستثمرون عادة ما يتحفزون لضخ رؤوس أموالهم في مشاريع تُديرها الدولة، لأنها بمثابة الضامن الأكبر على نجاح المشاريع، وهذا إيمان مهم بدور الدولة في الاقتصاد، فالدعوة إلى توسيع القطاع الخاص لا تعني بالضرورة خروج الدولة من الاستثمارات؛ بل يكمن دورها في أن تكون "صانع السوق"، أو بالأحرى المُحفِّز للنمو الاقتصادي، من خلال السياسات والتشريعات المُعززة لزيادة الأنشطة الاقتصادية ومن ثم تحقيق المنافع المأمولة، مثل التوظيف وزيادة الإيرادات العامة وغيرها.
هذه هي البيئة المستقبلية التي نُريدها لاقتصادنا، والمستقبل الذي نقصده هو ذلك الذي يبدأ اليوم وليس غدًا، وليس بعد 10 سنوات، لأنَّ قطار التقدم لا ينتظر أحداً، والتراخي في الأداء وبطء تنفيذ السياسات لن يساعدنا في تحقيق ما نصبو إليه؛ بل سيتسبب في مزيد من الإشكاليات، ونحن في غنى عنها، خاصة وأن الدولة بكافة مؤسساتها تسعى جاهدة لتحقيق الأهداف الطموحة، وفوق كل ذلك نفخر بوجود قيادة حكيمة تُسدي التوجيهات التي تضيء لنا جميعًا الطريق نحو المستقبل، وتحفز كل مواطن على البذل والعطاء بلا حدود من أجل هذا الوطن العزيز ومستقبله المشرق.
والوصول إلى المستقبل يبدأ الآن، خاصة مع التأكيدات على أن مدينة السلطان هيثم والمدن المستقبلية المستدامة، ستعتمد بدرجة كبيرة على توظيف الذكاء الاصطناعي، ولقد بدأت حكومتنا الرشيدة بالفعل خطوات في هذا الجانب؛ حيث خصصت وزارة الاقتصاد 10 ملايين ريال عُماني للمبادرة الوطنية للاقتصاد الوطني المُعزز بالذكاء الاصطناعي، ضمن مشاريع تساعد على تسريع تحقيق مُستهدفات القطاعات الأساسية وقطاعات التنويع الاقتصادي في الخطة الخمسية العاشرة، والتي تعد أولى الخطط الخمسية لرؤية "عُمان 2040". وبالتوازي مع هذه الجهود، نقترح التوسع في تخصصات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء ومخرجات الثورة الصناعية الرابعة، في مؤسسات التعليم العالي، وإنشاء كليات مُتخصصة فقط في الذكاء الاصطناعي، كي يكون خريجونا على أتم الاستعداد لخوض غمار هذا المجال، ومواكبة مُستجدات سوق العمل.
ويبقى القول.. إنَّ التخطيط الجيِّد أساس النجاح، وإن المنظومة الاقتصادية تتألف من دوائر متداخلة ومترابطة، وكل منها يدفع بعضها البعض، ولا يُمكن الحديث عن نمو اقتصادي في ظل تباطؤ قطاعات رئيسية بعينها، واستمرار ما يمكن وصفه بحالة "الجمود" في عدد منها، خاصة تلك المرتبطة بمسألة التمويل والإعفاءات والضرائب وتذليل التحديات، ومتى ما اتخذنا هذه الخطوات والإجراءات المأمولة، نكون قد بدأنا المسار الصاعد نحو النمو الاقتصادي المنشود.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: مدینة السلطان هیثم هذه المشاریع
إقرأ أيضاً:
الاتحاد العربي: السياحة المصرية ركيزة أساسية من دعائم الاقتصاد الوطني
كتب- أحمد عبدالمنعم:
قال السفير تاج الدين وسلاتي، نائب رئيس الاتحاد العربي للفنادق والسياحة التابع لمجلس الوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية، إن السياحة المصرية أحد أعمدة الاقتصاد الوطني، وصاحبة الفضل في زيادة حجم الاحتياطي النقدي وتحقيق التوازن في سعر الصرف من خلال دعم العملة المحلية وزيادة حجم التدفقات الدولارية في السوق المصري، لذا تعكف الدولة على تحقيق نمو حقيقي في معدلات السياحة، وتذليل كافة العقبات التي تعترض طريق صناعة السياحة من أجل نمو الاستثمارات بهذا القطاع، مع العمل على جذب وفود سياحية جديدة.
وأضاف نائب رئيس الاتحاد العربي للفنادق والسياحة، في بيان، أن الحكومة المصرية تبذل جهودًا مضنية من أجل تحسين أداء القطاع السياحي باعتباره ركيزة أساسية من دعائم الاقتصاد الوطني، لا سيما في ظل حالة السحر التي صنعتها مدينة العلمين الجديدة واستثمار أرض ألغام وتحويلها لمدينة الاحلام يقصدها السائحين من مختلف البلدان، موضحًا أن تطوير المقاصد السياحية والأثرية في مصر من الخطوات الأساسية لتحسين أداء القطاع السياحي وفق برنامج الحكومة للإصلاح الهيكلي في كافة القطاعات.
وأوضح، أن مصر تمتلك طبيعة سياحية فريدة ومميزة وتحتاج لمزيد من الابتكار في سبل الترويج للسياحة المصرية وتعزيز فرص الاستثمار السياحي، والعمل على تذليل كافة العقبات التي تقف حائلًا دون تطويرها وتحسين الخدمات المقدمة والارتقاء بالجودة، مؤكدًا أن اهتمام الحكومة بإحياء مناطق ومقاصد أثرية وسياحية جديدة على سواحل البحر الأحمر والمتوسط يُحقق معدلات نمو إيجابية للقطاع ويمكن الاستفادة من كافة المقومات السياحية الطبيعية التي تمتلكها مصر، مما سيكون له مردودًا كبيرًا في عوائد الاستثمار السياحي والاقتصادي في مناطق تُمثل عصب نجاح القطاع السياحي في مصر.
وأشار إلى أن تعزيز إيرادات السياحة يتطلب تطوير استراتيجية اقتصادية شاملة لدعم القطاع، الذي يُعد أحد أهم القطاعات القادرة على تحقيق معدلات نمو مرتفعة في الاقتصاد المصري، موضحًا أن إعلان الحكومة عن استهدافها الوصول بعدد السائحين إلى 30 مليون سائح سنويًا بحلول عام 2030 يعكس أهمية هذا القطاع كرافد رئيسي للنمو الاقتصادي، داعيًا إلى تكثيف الجهود لتطوير البنية التحتية السياحية في مصر، بما في ذلك تحديث وسائل النقل، وتطوير المطارات، ورفع كفاءة الفنادق والمرافق السياحية.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
السفير تاج الدين وسلاتي الاتحاد العربي للفنادق والسياحة جامعة الدول العربية السياحة المصريةتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
إعلان
إعلان
الاتحاد العربي: السياحة المصرية ركيزة أساسية من دعائم الاقتصاد الوطني
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك