هل تطيح خطة بايدن للسلام بالثلاثي الصهيوني المتطرف؟
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
سرايا - على وقع استمرار التصعيد في قطاع غزة، وفشل مفاوضات التهدئة بين الاحتلال الصهيوني وحركة حماس إلى الآن في إحراز أي تقدم، جاء الكشف عن خطة سلام أميركية عربية لمرحلة ما بعد حرب غزة، التي تشكل الدفعة الأكثر واقعية وطموحاً التي بذلها اللاعبون الإقليميون حتى الآن لوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
ويرى مراقبون أن الخطة بالنسبة لحكومة بنيامين نتنياهو الحالية، هي أمر غير مطروح على الإطلاق، ولكن إذا سقطت الحكومة، فقد يكون هناك احتمال وفرصة لنجاحها، مؤكدين أن الفرصة ستضيق مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وكانت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، كشفت بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تسعى مع السعودية وقطر والإمارات، إلى جانب مصر والأردن، إلى إعداد خطة شاملة تتضمن قيام دولة فلسطينية لتحقيق سلام طويل الأمد بين الاحتلال والفلسطينيين، تبدأ بالإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة لمدة ستة أسابيع وتبادل للأسرى.
وتتضمن الخطة، وفق ما أوردته الصحيفة، جدولاً زمنياً لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وإخلاء مستوطنات في الضفة الغربية، لكن كل ذلك مرهون بإتمام اتفاق لوقف إطلاق النار يتضمن صفقة عاجلة لإطلاق المحتجزين في قطاع غزة، يتم التفاوض بشأنه بين الولايات المتحدة وقطر ومصر، وتقول الصحيفة إن المطلوب أن يتم وقف إطلاق النار قبل شهر رمضان.
وسيكون اتفاق وقف إطلاق النار مناسبة لإعلان الخطة وتجنيد دعم إضافي واتخاذ الخطوات الأولية نحو تنفيذها، بما في ذلك تشكيل حكومة فلسطينية مؤقتة.
ردّ الفعل الصهيوني جاء على لسان متحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالقول إن الوقت الحالي "ليس مناسبا للحديث عن الهدايا للفلسطينيين".
وفي هذا الصدد، يقول الوزير الأسبق مجحم الخريشا: "بالنسبة للاعتراف المبكر بالدولة الفلسطينية، فهي خطوة تدعمها أطراف دولية عدة بمن فيهم حلفاء الاحتلال، والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، مع تقديم ضمانات أمنية للكيان، لكن تبقى العقبة الأساسية التي تقف حجر عثرة أمام هذه الجهود هو مدى مرونة الاحتلال وقبوله بخطة اليوم التالي الأميركية العربية".
وتابع الخريشا: "يعتمد نجاح الخطة في نهاية المطاف على رغبة الاحتلال في الخوض بموضوع التشاركية والتنازلات المتبادلة، والتي تصطدم برفض اليمين الصهيوني المتطرف بقيادة نتنياهو لوقف الحرب، وتجاهل وجود السلطة الوطنية الفلسطينية كشريك على الأرض، إذ يدفع الاحتلال وقيادته الحالية اليوم، وبعد مضي أكثر من 134 يوما من العدوان على غزة، ثمناً سياسياً وعسكرياً وأخلاقياً، وتحديداً في ضوء الموقف الدولي المتضامن مع حقوق الشعب الفلسطيني، الذي تجلى بقرار محكمة العدل الدولية في مواجهة السردية العنصرية لتجريف غزة وتهجير سكانها وإعادة استيطانها".
واضاف: "تكمن المشكلة التي تواجه تنفيذ خطة السلام اليوم مع الحكومة المتطرفة الحالية في "إسرائيل" هي أن هناك وجهة نظر متطرفة ومطلقة لا تعمل على التوصل إلى تسوية، وبالتالي لن تتمكن أبدا من إنهاء الصراع".
غير أن الخطة قوبلت بانتقادات شديدة من قبل وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وكلاهما من المستوطنين المتطرفين الذين يعيشون في الضفة الغربية المحتلة، اذ كتب سموتريتش على منصة التواصل الاجتماعي (×): "لن نوافق بأي حال من الأحوال على هذه الخطة التي تقول في الواقع إن الفلسطينيين يستحقون مكافأة على المذبحة الرهيبة التي ارتكبوها"، في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وأضاف أن الدولة الفلسطينية تشكل تهديدا وجوديا لدولة الاحتلال كما ثبت في السابع من تشرين الأول.
كما كتب بن غفير على منصة (×): "قتلوا 1400 شخص، والعالم يريد أن يمنحهم دولة، لن يحدث ذلك"، مشيرا إلى الحصيلة التي أعلنتها إسرائيل فور وقوع الهجوم قبل أن تتم مراجعتها لاحقا.
وأضاف بن غفير أن إقامة دولة فلسطينية يعني "إقامة دولة حماس".
من جهته، يقول عميد كلية القانون السابق في جامعة الزيتونة الدكتور محمد فهمي الغزو، إن اليمين المتطرف يدعي أن موقفه من الحرب على قطاع غزة نابع من الجرح الذي سببته حركة حماس لليهود في غلاف غزة، ليتخذ موقفا سلبيا من المفاوضات حول تبادل الأسرى ويصر على ضرورة الاستمرار في الحرب حتى لو سقط ضحايا كثيرون، وذلك على الرغم من أن غالبية الأسرى الصهاينة لدى حركة حماس، الذين تهدد الحرب حياتهم، وهم من سكان غلاف غزة.
وتابع الغزو: "رغم ما تتضمنه خطة الرئيس الأميركي للسلام، يرفع اليمين الصهيوني من صوته ويعارض هذه الخطة، بل ويزيد من نشاطه السياسي استعداداً لحملته الانتخابية رغم الحرب، إذ إن الاستطلاعات تشير إلى أنه سيخسر الحكم بشكل شبه مؤكد في الانتخابات، لصالح بيني غانتس على نتنياهو لرئاسة الحكومة، كما أن الائتلاف الحكومي سيهبط من 64 مقعداً يحتلها إلى 43 مقعداً، فيما تزداد حصة المعارضة، بما فيها الأحزاب العربية، والليكود وحده سيخسر نحو نصف قوته، والصهيونية الدينية بقيادة سموتريتش وبن غفير ستنخفض مقاعدهما".
وأضاف: "تواجه إدارة بايدن لتنفيذ خطتها للسلام عقبات من داخل ائتلاف نتنياهو اليميني المتطرف، إذ إن رئيس الوزراء اليميني نتنياهو أمضى معظم حياته السياسية في تقليص احتمالات حل الدولتين، وعاد إلى السلطة مع حلفاء أقرب إلى اليمين يرفضون صراحة أي حديث عن إقامة دولة فلسطينية، كما يؤيدون المزيد من الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية وحتى في قطاع غزة الذي مزقته الحرب، خاصة ان الخطاب القادم من داخل الكيان جعل محاولات الولايات المتحدة لوضع خطة إقليمية لتهدئة الأزمة أكثر صعوبة".
بدوره، يرى المحلل السياسي الدكتور صدام الحجاحجة، أن الموقف الصهيوني الرافض بشكل قاطع لأي تسوية سياسية لا ينحصر في الحكومة الحالية والائتلاف المتطرف فحسب، بل إن المعارضة لا تختلف في الجوهر بطروحاتها السياسية، إذ يخشى كل من يائير لبيد وبيني غانتس وغادي أيزنكوت من مجرد القبول بتسوية الدولتين حتى عندما يجري الحديث عن دولة فلسطينية منزوعة السيادة والسلاح ومحاصرة.
وتابع الحجاحجة: "نتنياهو يخضع اليوم للقوى التي ستبقيه في السلطة، وعلى وجه التحديد مثيري الشغب اليمينيين المتطرفين مثل وزيري الأمن القومي إيتامار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، واللذين يعملان باستمرار على تأجيج الخلافات بين تل أبيب وواشنطن، ويؤججان نيران الاستقطاب في دولة الاحتلال".
واضاف: "المتابع للمشهد يرى أن نتنياهو أسير لدى هذين الوزيرين، في ظل انفتاح شهية اليمين الصهيوني لتحقيق أقصى قدر من النصر والسياسة الداخلية الأوسع في الوقت الحالي، وهو أمر يعني أن نتنياهو لديه مصلحة واضحة في استمرار الحرب على غزة طوال العام الحالي".
الغد
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: دولة فلسطینیة إطلاق النار قطاع غزة بن غفیر
إقرأ أيضاً:
أولمرت وباراك يهاجمان حكومة نتنياهو.. اعترافات جديدة بجرائم الحرب
توالت الاعترافات الإسرائيلية اليوم الجمعة، بارتكاب الجيش جرائم حرب في قطاع غزة، وذلك بعد تصريحات مثيرة أدلى بها يائير غولان زعيم حزب "الديمقراطيين" الإسرائيلي المعارض، وأدت إلى جدل واسع وتصاعد الاتهامات بشأن ارتكاب جنود الاحتلال لجرائم وحشية في غزة.
وكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت مقالا في صحيفة "هآرتس" العبرية، بعنوان: "حتى هنا، نحن نرتكب جرائم حرب"، مؤكدا أنه "لا يمكن تجاهل ما يحدث في وحدات معينة بالجيش، ويوجد هناك الكثير جدا من حالات إطلاق النار الوحشي على المواطنين وتدمير الممتلكات والبيوت بشكل غير مبرر".
وتابع أولمرت: "حكومة إسرائيل تدير في هذه الأيام حرب عديمة الجدوى، بدون هدف وتخطيط واضح أو أي احتمالية للنجاح. منذ اقامتها لم تبادر دولة إسرائيل الى حرب كهذه. أيضا بذلك مجموعة المجرمين التي يقف على رأسها بنيامين نتنياهو اوجدت سابقة ليس لها مثيل في تاريخ الدولة".
وأردف قائلا: "النتيجة الواضحة لعملية "عربات جدعون" هي قبل أي شيء آخر، فوضى في عمليات وحدات الجيش، التي تنتشر في أرجاء القطاع. هذا ينطبق بالتحديد على الأحياء التي حارب فيها جنودنا وقُتلوا وأصيبوا، وأيضا قتلوا الكثير من جنود حماس الذين يستحقون الموت، والكثير من المدنيين غير المشاركين. الأخيرون انضموا لإحصائيات الضحايا العبثيين في أوساط السكان الفلسطينيين، التي اخذت تأخذ ابعاد وحشية".
وشدد على أن "ما يحدث في قطاع غزة في الأسابيع الأخيرة ليس له صلة بهدف حرب مشروع، المقاتلون والجنود يرسلون من قبل قيادة الدولة، وقيادة الجيش الخاضعة لها، من أجل ارتكاب أعمال وحشية في احياء مدينة غزة، جباليا وخانيونس، في عملية عسكرية غير شرعية. الآن هذه حرب سياسية – خاصة، ونتيجتها الفورية هي تحويل القطاع الى منطقة كارثة إنسانية".
ولفت إلى أنه "في السنة الأخيرة سمعت في العالم اتهامات شديدة ضد سلوك الجيش الإسرائيلي والحكومة في غزة، بما في ذلك اتهامات بالإبادة الجماعية وجرائم حرب"، مبينا أنه "في نقاشات إعلامية إسرائيلية وفي الساحة الدولية عارضت بشدة هذه الاتهامات، رغم أنني لم أوفر أي انتقاد لتوجيهه للحكومة (..)".
حرب وحشية
وأكد أولمرت أن "العدد الكبير من المدنيين غير المشاركين الذين قتلوا في غزة كان غير معقول وغير مبرر وغير مقبول، لكنهم جميعا، كما قلت في كل قنوات الإعلام الدولية، كانوا نتيجة حرب وحشية".
ورأى أن "هذه الحرب كان يجب أن تنتهي في بداية العام 2024، ولكنها استمرت بدون مبرر أو هدف معين أو رؤية سياسية لمستقبل قطاع غزة وكل منطقة الشرق الأوسط. وحتى لو أن الجيش المخول، الذي يجب عليه تنفيذ تعليمات المستوى السياسي، قد عمل في حالات كثيرة بتهور وبدون حذر وبعدوانية مفرطة، فقد فعل ذلك بدون أمر أو توجيه من مستوى قيادي كبير للمس بالمدنيين بدون تمييز. لذلك، حسب فهمي في حينه، لم يتم ارتكاب جرائم حرب".
واستكمل قائلا: "إبادة جماعية وجرائم حرب هي مصطلحات قانونية تتطرق بشكل كبير إلى إدراك ومسؤولية من توجد في يده الصلاحية لتحديد أهداف الحرب، وسيرها وحدود القتال وقيود استخدام القوة. أنا حاولت في كل المناسبات التي أتيحت لي التمييز بين الجرائم المنسوبة لنا، التي رفضت الاعتراف بها، وبين عدم الحذر واللامبالاة تجاه الضحايا الفلسطينيين في غزة، وتجاه الثمن الإنساني غير المحتمل الذي نجبيه هناك. التهمة الأولى نفيتها، أما الثانية فقد اعترفت بها".
وتابع: "في الفترة الأخيرة لم يعد باستطاعتي القيام بذلك. ما نفعله في غزة هو حرب تدمير، قتل المدنيين بدون تمييز أو حدود، قتل وحشي واجرامي. نحن نفعل ذلك ليس بسبب فقدان سيطرة طارئة في قطاع معين، وليس بسبب اندفاع عديم التوازن لجنود وحدة ما، بل نتيجة سياسة املتها الحكومة، عن قصد وبصورة متعمدة واجرامية وخبيثة وباهمال. نعم، نحن نرتكب جرائم حرب".
وفي سياق متصل، هاجم رئيس الوزراء السابق إيهود باراك مسار الحرب في غزة، قائلا: "سيضطر نتنياهو لاختيار بين بن غفير وسموتريتش وبين ترامب وزعماء العالم الحر، وبين حرب عبثية سياسية وبين تحرير الأسرى وإنهاء الحرب".
وأضاف باراك في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، أنه "لا توجد هنا مقارنة. حتى السير مع ترامب وزعماء فرنسا، بريطانيا وكندا لن يكون مفروشًا بالورود. سيكون مصحوبًا بصعوبات، وسيتطلب قيادة واقعية مزودة برؤية وثقة بالنفس. قيادة تمتلك القدرة على قراءة نفس الشعب، وفهم ما الذي يحرّك الأصدقاء والأعداء. والأهم: شجاعة اتخاذ القرارات وقوة تنفيذها. كلام أقل، أفعال أكثر".
وقف حرب بلا جدوى
وأردف قائلا: "نحن بحاجة إلى قيادة تعترف بإمكانية تحرير جميع الأسرى دفعة واحدة، ووقف حرب بلا جدوى، وإنهاء الأزمة الإنسانية، واقتلاع حماس من السيطرة والقدرة على التهديد من غزة، والانضمام – ولو متأخرين – إلى "الشرق الأوسط الجديد" بنسخته الترامبية، بما يشمل التطبيع مع السعودية وفرصة المشاركة في مشروع "ممر التجارة" من الهند، إلى الخليج، إلى أوروبا".
وذكر أن "اختيار الحرب العبثية، يتخفى تحت ستار خادع وكأنها معركة على أمن الدولة ومستقبلها، بينما هي في الواقع حرب سياسية، "حرب السلام الائتلافي"، سيكتب فصلًا جديدًا في "موكب الحماقة": من جهة، من المشكوك فيه جدًا أن تحقق نتائج مختلفة عن جولات سابقة في القطاع، ومن جهة أخرى، بلا شك ستفاقم عزلة إسرائيل الدبلوماسية والقضائية، وستوقظ موجة معاداة للسامية، وتحكم بالإعدام على بعض الأسرى الأحياء".
واستكمل قائلا: "كانت ستستحق العناء لو كان بالإمكان أن تحقق "نصرًا حاسمًا" على حماس، لكن هذا لن يحدث. لأنه عندما ستتوقف (في وقت قصير نسبيًا) تحت ضغط دبلوماسي على خلفية أزمة إنسانية أو أحداث ميدانية، سنجد أنفسنا من جديد في نفس الوضع تمامًا كما هو اليوم".
وأشار إلى أن "الحقيقة هي أن الطريق الوحيدة لضمان أن حماس لن تتمكن من السيطرة على غزة وتهديد إسرائيل من هناك، تكمن منذ 7 أكتوبر في استبدالها بجهة أخرى، تتمتع بشرعية في نظر المجتمع الدولي والقانون الدولي، وجيراننا العرب، والفلسطينيين أنفسهم. التفسير العملي لذلك هو قوة عربية مشتركة مؤقتة، ممولة من دول الخليج: حكومة تكنوقراط مع بيروقراطية فلسطينية وجسم أمني يتم بناؤه تدريجيًا تحت إشراف القوة العربية المشتركة والولايات المتحدة".
ولفت إلى أن "إسرائيل ستضع شرطين لذلك: أولًا، لا يحق لأي شخص كان عضوًا في الذراع العسكري لحماس أن يشارك في الجسم الجديد. وثانيًا، سينسحب الجيش الإسرائيلي إلى محيط خارجي، لكنه لن يعود إلى الحدود ما لم تُستكمل جميع الترتيبات الأمنية، كما سيتم الاتفاق عليها مسبقًا".
مخطط نتنياهو
وتابع: "عندما نفهم أن هذا هو المخطط العملي الوحيد لـ"اليوم التالي"، مخطط يهرب منه نتنياهو منذ 7 أكتوبر، ندرك أنه لا جدوى من التضحية الآن بحياة الأسرى أو تعريض الجنود للخطر بلا فائدة. من سيجرؤ على النظر في عيون الآباء، الأرامل، الأيتام الجدد، المصابين والمعاقين نفسيًا، ويقول بضمير مرتاح إن كل شيء قد تم فعله لمنع الخسارة، أو أنه كان هناك مبرر لذلك أصلًا؟".
ونوه إلى أنه "كلما أصرت إسرائيل على الهروب من هذا النقاش، زاد خطر مبادرة دولية واسعة، تشمل بعض الجيران العرب، تدعو إلى مقاطعة إسرائيل، والترويج الفعلي للاعتراف بدولة فلسطينية (وللأسف، "تسونامي دبلوماسي" ينهض أمام أعيننا الآن)".
وشدد على أن "احتلال دائم للقطاع، ترحيل مليوني فلسطيني، وإعادة توطين القطاع بإسرائيليين.. كل هذه أوهام مجنونة، ستعود إلينا مثل السهم المرتد، ولن تؤدي إلا إلى تسريع المواجهة مع باقي العالم".
وختم قائلا: "هذه هي الخيارات أمامنا. من المشكوك فيه بشدة ما إذا كان نتنياهو وحكومته قادرين على التعامل معها بدافع قلق حقيقي على أمن الدولة ومستقبلها. وهذه، إذًا، سبب إضافي للحاجة العاجلة إلى التخلص من هذه الحكومة الفاشلة في تاريخنا. وكلما أسرعنا كان ذلك أفضل".