لماذا الحوقلة كنز من كنوز الجنة؟، سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، موضحًا أسرارها ومعناها من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك. 

لماذا الحوقلة كنز من كنوز الجنة؟

وقال علي جمعة في بيان لماذا الحوقلة كنز من كنوز الجنة؟ : "لا حول ولا قوة إلا بالله" يقول فيها سيدنا رسول الله ﷺ «إنها من كنوز الجنة» لماذا؟ لأنها عنوانٌ على حقيقة يُبنى عليها كل السلوك البشري، وتُبنى عليها العقائد الصحيحة، ويُبنى عليها حسن العلاقة مع رب العالمين ، "لا حول ولا قوة إلا بالله" يعني ليس هناك حولٌ وقوة سوى حوله وقوته، وليس هناك فاعل حقيقي في هذا الكون إلا الله.

 وتابع: "لا حول ولا قوة إلا بالله" يُبنى عليها السلوك الصحيح، وتُبنى عليها العقيدة الصحيحة، وتُبنى عليها العلاقة الحسنة بينك وبين الله، ولذلك عندما شرحنا حكم ابن عطاء الله السكندري أكثر من 200 حكمة ، قلنا أنها كلها مبنية على "لا حول ولا قوة إلا بالله"؛ لأن "لا حول ولا قوة إلا بالله" هي أساس من أُسس بناء العقيدة ، عندما تعلم أن هذه الأرض، وأن هؤلاء البشر ما عليك إلا أن تُبلّغهم فقط لا غير، فلا يحدث لك توتّر وكراهية وعنف ، وما السبب ؟ السبب إن هذا أمر الله فيهم ، الله سبحانه وتعالى إذا أراد أن يهديهم هداهم من غير طريقك، يستيقظ من النوم يجد نفسه قد اهتدى وقد رأينا هذا.

ما هي مكفرات الذنوب في شهر شعبان؟.. علي جمعة يوضح دعاء أول جمعة من شهر شعبان.. احرص على آخر ساعة

وأكمل: في يوم جاء فنان - كان ملحد -وعندما نزل المطار قال: أنا أريد أن أزور الأهرامات، قالوا له: ولكن الساعة واحدة بعد منتصف الليل، قال: أنا أريد أن أزور الأهرامات، أنا بأحلم بها طوال الرحلة ، فيجب أن أزور الأهرامات الأن، فأخذوه وذهبوا للأهرامات ، فنظر لها وقال: لا إله إلا الله، -فما علاقة الأهرامات بـ لا إله إلا الله؟ ولا يوجد من دعاه، ولا من كلمه-، وبعد ذلك قال: أنا أريد أن أسلم، -هذا هو أمر الله فيه، الناس لا تصدق هذا لكن نحن رأينا ذلك بأعيننا- وذهب في اليوم التالي إلى الأزهر وأشهر إسلامه، وبدأ يقرأ في الإسلام -يعني اهتدى إلى الإسلام دون دعوة ودون قراءة، أمر الله فيه هكذا-، وحسن إسلامه، واستمر في هذا إلى أن انتقل إلى رحمة الله تعالى، فما هذا؟ أمر الله، عندما تعرف هذه الكلمة تصبح هادئ البال في الدعوة، ولا تجعل في قلبك غلًا لأحد، فإذا لم يصدقك من أمامك، ولم يتبعك فهذا أمر الله فيه هكذا ، فانتبه إنه "لا حول ولا قوة إلا بالله" وأن أمر الله نافذ ، ومراده سوف يكون، ولا يكون في كونه إلا ما أراد سبحانه.

معنى الحوقلة وما هي الباقيات الصالحات ؟ 

يقول علي جمعة: كان شأن المسلمين في الذكر الاهتمام بما أسموه بالكلمات العشر المباركات وهي كلمات علمها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنواجه بها الحياة كلها وهي «سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر، لا حول ولا قوة إلا بالله [وهذه الخمسة أسموها الباقيات الصالحات] استغفر الله، ما شاء الله، حسبنا الله ونعم الوكيل، إنا لله وإنا إليه راجعون، توكلت على الله ». 

والكلمة الخامسة فهي (لا حول ولا قوة إلا بالله) وتعني أنه لا يحول ولا يمنع بينك وبين كل ضر أو خير إلا الله، كما أنه لا تصلك ولا يصل أحد خيراً إلا بقوة الله، فبقوة الله وحده تحدث الأشياء، وبحول الله وحده تتمنع الأشياء عن الحدوث؛ لأنه في الحقيقة لا حول ولا قوة لأحد في هذا الكون إلا لله سبحانه وتعالى.

وأضاف: هذه الكلمة لما فيها من حقائق عالية ومعان غالية كانت كنزاً من كنوز الجنة، فقد قال النبي ﷺ لعبد الله بن قيس : (قال يا عبد الله بن قيس ألا أعلمك كلمة هي من كنوز الجنة  لا حول ولا قوة إلا بالله) [أخرجه البخاري]، وينبغي لمن يذكر الله بهذه الكلمة أن تحدث له تسليماً وإخباتاً وخضوعاً لله وحده، ولا يخشى من غير الله حيث لا فعل له في الكون ولا قوة ولا حول.

وشدد: تلك الكلمات الخمس من الكلمات العشر هي التي قال عنها العلماء (الباقيات الصالحات) التي ذكرها الله في كتابه حيث قال : (المَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا)، وقال سبحانه : (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًا) ، قال النبي ﷺ : (استكثروا من الباقيات الصالحات. قيل : وما هن يا رسول الله ؟ قال : الملة. قيل : وما هي ؟ قال : التكبير، والتهليل، والتسبيح، والتحميد، ولا حول ولا قوة إلا بالله) [أخرجه الحاكم في المستدرك].

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: كنوز الجنة لا حول ولا قوة إلا بالله الدكتور علي جمعة الباقيات الصالحات الباقیات الصالحات لا إله إلا الله بنى علیها علی جمعة أمر الله الله فی

إقرأ أيضاً:

خواطر اجتماعية.. الدكتورة سعاد العزازي: لا بد من الصحوة الأسرية وإعادة التفكير في مفاهيم التعليم والنجاح

استكمالًا لموضوع الثانوية العامة، وحديثي هنا موجَّه إلى الأسرة: أعزائي الآباء والأمهات، أَلَم يَأنِ الأوان لتغيير المفاهيم الخاطئة التي تشوب ثقافة التعليم والشهادة الجامعية؟


ألم يَأنِ الأوان أن نرحم أبناءنا من الوقوع فريسةً للأمراض النفسية والاجتماعية، فقط لأنهم لم يحققوا “أحلامكم” في الالتحاق بكلية “مرموقة”؟

من الذي قرر ما هي “الكلية المرموقة”؟

مصطلح “كلية مرموقة” مصطلح واسع وفضفاض…
لكن من الذي حدد هذه “المرموقية”؟

 من وجهة نظر الدين؟
 أم من نظرة المجتمع المحلي؟
 أو من منظور الاقتصاد وسوق العمل؟
أم مجرد قناعات موروثة عن أن “الناس لا تحترم إلا الدكاترة والمهندسين”؟

لماذا لم نتوقف لحظةً لمراجعة هذا المفهوم؟


لماذا لم نُجْرِ تصحيحًا لهذه الثقافة التي حوّلت حياة الكثير من الأسر إلى قلق وضغط دائمين؟

أين ذهب دفء الأسرة؟

لقد افتقدنا، وبدون مبالغة، قيمًا ومعاني عميقة:

جلسات العائلة الهادئة
 الأحاديث العفوية عن الذكريات


 النقاش حول تطلعات الحياة بعيدًا عن الدرجات والامتحانات

تحوّل البيت إلى مركز دروس مكثفة:
درس داخل المنزل وآخر خارجه لنفس المادة!
بل أحيانًا مع أكثر من مدرس…
هل أصبح هذا هو “الطبيعي” الجديد؟
يا الله، لطفك بنا.

توازن مهم: الصحة النفسية أم شهادة “كبيرة”؟

سؤال صريح لكل أب وأم:
أيهما أهم؟
أن يكون ابنك سويًّا نفسيًّا واجتماعيًّا؟
أم أن ينهار بسبب أعباء لم يخترها، لتحقيق حلم لم يكن حلمه من الأساس؟

حين تسأل بعض الطلاب: “ما هدفك من الثانوية العامة؟”
يُجيبون:

“لا أعرف… أبي وأمي يريدانني في كلية مرموقة.”

هكذا يعيشون لا لأجل أحلامهم، بل من أجل طموحات غيرهم.

خيبة الأمل بعد “النجاح”

بعض الأبناء، بالفعل، يدخلون كليةً “مرموقة”… لكنهم يكتشفون لاحقًا أن هذا التخصص لا يناسبهم، فيتوقفون عن الدراسة أو يفقدون شغفهم تمامًا.


يعيشون في عزلة، بخيبة أمل مريرة.

لابد من صحوة أسرية قبل فوات الأوان، صحوة نعيد بها حساباتنا وتصوراتنا حول التعليم والنجاح.

كيف نُعِد أبناءنا للحياة لا للامتحانات فقط؟

علينا أن نغرس فيهم القيم التالية:

   أن الله كرم الإنسان بالعقل لا بالشهادة
  أن النجاح الحقيقي يبدأ من الإخلاص والنية
  أن مراقبة الله والتقوى هما الأساس
 أن الإنسان قد يكون “مرموقًا” بأخلاقه وتأثيره وليس فقط بلقبه

أبناؤنا قادرون - بإذن الله - على بناء مستقبل مشرق،
لكن بشروطهم هم، وبما يوافق شخصياتهم وقدراتهم الفعلية، وليس بمقاسات اجتماعية مفروضة.

القدوة ليست دائمًا “أصحاب الشهادات”

كم من أشخاص نلتقيهم يوميًا، حاصلين على قدر بسيط من التعليم، لكنهم يمتلكون حكمة ونُضجًا، ويُقنعونك بفلسفة الحياة بكل بساطة وهدوء.
 

صاغوا لأنفسهم حياة كريمة، خالية من الضغط والتوتر، وأصبحوا قدوة حقيقية في مجتمعاتهم الصغيرة.

لنُعد التفكير… بثقافة جديدة، نحن شددنا على أنفسنا، فشدد الله علينا.. لسنا ملومين بالكامل، فثقافتنا تشكلت على عبارات مثل:

    • “اللي بيأكل على ضرسه ينفع نفسه”
    • “شهادتك هي سلاحك”
    • “ما حدش بيحترمك إلا لو بقيت دكتور أو مهندس”

لكن…
الآن حان الوقت لنعيد التفكير.

حان الوقت لتغيير هذه الموروثات، ولخلق بيئة هادئة، متزنة، تسودها الثقة والحب بين الأبناء وآبائهم، وتقوم على الحوار لا الإملاء،
وعلى الدعم لا الضغط.

فلنترك لأبنائنا الفرصة لصناعة ذواتهم، لماذا لا نترك أبناءنا وبناتنا يسعون لتحقيق ذواتهم، وفق مفهومهم هم عن الحياة؟
وفق اهتماماتهم، شغفهم، وطاقاتهم؟

دعونا نؤمن بهم… وندعمهم، لا نوجههم فقط.

أ.د / سعاد العزازي 
أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر الشريف 

طباعة شارك كلية مرموقة خواطر اجتماعية الصحوة

مقالات مشابهة

  • خواطر اجتماعية.. الدكتورة سعاد العزازي: لا بد من الصحوة الأسرية وإعادة التفكير في مفاهيم التعليم والنجاح
  • جوعاهم في الجنة.. وبياناتنا في النار!
  • لماذا تكره القبائل التي تشكل الحاضنة العسكرية والسياسية للجنجويد دولة 56؟
  • كيف أستيقظ لصلاة الفجر ؟.. نصائح من الإفتاء
  • لماذا سمي شهر صفر بهذا الاسم؟.. لـ7 أسباب اختفى منها 5
  • لماذا يعطي الله العاصي الخير ويغنيه؟.. انتبه لـ10 أسرار
  • لماذا يمنع الزواج في شهر صفر؟.. انتبه لـ13 حقيقة عليك معرفتها
  • كنوز «مرجانية» في أعماق أبوظبي
  • دعاء للميت يوم الجمعة.. ردده في ساعة الاستجابة يملأ قبره بالنور والسرور
  • قربات يوم الجمعة.. وصايا نبوية تسهل طريقك إلى الجنة