"تتعرض سفينة شحن لخطر الغرق في خليج عدن بعد أن ضربها الحوثيون المتمركزون في اليمن، في أهم ضربة منذ أن بدأت الجماعة المدعومة من إيران شن هجمات الخريف الماضي في ممر ملاحي حيوي لتعطيل التجارة العالمية."

هكذا بدأت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية تقريرها الذي تقول فيه إن هذه الهجمات الجريئة المتزايدة تأتي رغم أسابيع من الضربات الجوية الأميركية، كما سلطت الضوء على التحديات التي تواجه ردع الجماعة، التي تسعى إلى تحويل نفسها من لاعب هامشي بين القوات المتحالفة مع إيران إلى واحدة من أخطر الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط.

وذكر التقرير أن الضربات الحوثية المستمرة تثير تساؤلات جديدة لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن طريقة وقف الهجمات ومنع الحرب المستمرة في قطاع غزة من تأجيج صراع إقليمي أكثر زعزعة للاستقرار.

وأشار إلى أن الرد الذي تقوده الولايات المتحدة تلقى ضربة أخرى الأحد الماضي عندما شل هجوم للحوثيين حركة ناقلة البضائع البريطانية "روبيمار" في البحر الأحمر، مما أجبر الطاقم على ترك السفينة وسط مخاوف من احتمال غرقها، حسب شركة الحلول الرقمية البريطانية فانغارد تيك. وقال إيلي شفيق، رئيس الاستخبارات البحرية في فانغارد تيك، إنه يبدو من غير المرجح استعادة السفينة.

هجمات الحوثيين المعروفة

وأمس الثلاثاء، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن سلسلة أخرى من الهجمات، بما في ذلك هجمات بالمسيرات على سفن حربية أميركية في خليج عدن وبحر العرب، وإطلاق صواريخ بحرية على ما قالوا إنها سفينة إسرائيلية، وكذلك على أهداف في جنوب إسرائيل. وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع إن العمليات جاءت ردا على "العدوان والحصار (الإسرائيلي على الفلسطينيين)، وردا على العدوان الأميركي البريطاني على بلادنا".

وقال تقرير وول ستريت جورنال إن هجمات الحوثيين أدت إلى تجميد الشحن العالمي، مع انتشار موجات الصدمة الاقتصادية المستمرة في جميع أنحاء العالم. وانخفض حجم حركة المرور من سفن أميركا الشمالية وأوروبا التي تعبر البحر الأحمر بنسبة 67% في الأسبوع المنتهي يوم 17 فبراير/شباط الجاري مقارنة بشهر أكتوبر/تشرين الأول، وفقا لشركة ويندوارد. وتوقفت بعض شركات التأمين، مثل شركة أشورانس فرينغن سكالد النرويجية، عن تغطية جميع الرحلات القريبة من المياه اليمنية تماما.

وأضاف التقرير أنه بينما تراجعت الهجمات على القوات الأميركية في الأردن وسوريا والعراق الأيام الأخيرة، فإن هجمات الحوثيين مستمرة بلا هوادة. وقال مسؤول أميركي إن الحوثيين استهدفوا عمدا السفن الحربية الأميركية -الأحد الماضي- باستخدام صواريخ باليستية مضادة للسفن للمرة الأولى.

وضع حد للحرب في غزة

وتعقيبا على ذلك قال على فايز، مدير مشروع إيران في مركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية في واشنطن، إنه من غير المرجح أن يتبع الحوثيون أي توجيهات من طهران للحد من هجماتهم.

وأضاف فايز وكيفن دونيغان، نائب الأميرال المتقاعد الذي قاد القوات البحرية الأميركية في الشرق الأوسط بصفته قائدا للأسطول الخامس من عام 2015 إلى 2017، إن الطريقة الأكثر فعالية للحد من تهديد الحوثيين هي وضع حد للحرب في غزة أو وقفها بطريقة ما. وفي غضون ذلك عدم السماح لهم بتفجير سلسلة التوريد العالمية.

ومن جانبها، قالت ندوى الدوسري، زميلة في معهد الشرق الأوسط والمتخصصة في شؤون اليمن، إن الحملة العسكرية الأميركية الموسعة لن تكون فعالة أيضا. وأضافت أن "الضربات الجوية لن تحيد قدرات الحوثيين وتثبت صحة روايتهم أنهم في حالة حرب مع أميركا وإسرائيل".

وشجعت الدوسري الولايات المتحدة على تكثيف دعمها العسكري المباشر للحكومة اليمنية، التي تكافح من أجل هزيمة الحوثيين على مدى ما يقرب من عقد من الحرب الأهلية. وقالت "إذا لم نتعامل مع مشكلة الحوثيين اليوم، فستكون مشكلة أكبر لحلها في المستقبل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: هجمات الحوثیین

إقرأ أيضاً:

12 يومًا من الحرب.. هجمات متبادلة بين إيران وإسرائيل وانتهاء النزاع باتفاق لوقف إطلاق النار

في تصعيد غير مسبوق بين قوتين إقليميتين، خاضت إيران وإسرائيل حربًا دامية استمرت 12 يومًا، شهدت خلالها المنطقة سلسلة من الهجمات المتبادلة التي استهدفت المنشآت العسكرية والنووية، وأدت إلى مئات القتلى والجرحى.

الحرب التي بدأت في 13 يونيو 2025، لم تقتصر على الهجمات الجوية والصاروخية فحسب، بل شملت أيضًا تدخلات عسكرية من أطراف ثالثة، مما جعل النزاع أكثر تعقيدًا وتوترًا.

في هذا التقرير، تستعرض "عاجل" تفاصيل هذه الأيام الحاسمة من الحرب، وتداعياتها على المنطقة والعالم.

اليوم الأول – 13 يونيو 2025: الهجوم المفاجئ

في فجر 13 يونيو، شنت إسرائيل عملية "الأسد الهابط" (Rising Lion)، حيث استهدفت أكثر من 100 موقع عسكري ونووي في إيران باستخدام أكثر من 200 طائرة حربية، بما في ذلك طائرات F-35I.

تضمنت الأهداف منشآت نطنز وأصفهان ومفاعل أراك، بالإضافة إلى قتل عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين، وردت إيران بإطلاق صواريخ باليستية على مدن إسرائيلية، مما أسفر عن مقتل مدنيين وتدمير منشآت.

اليوم الثاني – 14 يونيو: التصعيد المتبادل

استمرت الهجمات الجوية من كلا الجانبين، حيث استهدفت إسرائيل منشآت في طهران وأصفهان، بينما ردت إيران بإطلاق صواريخ على مدن إسرائيلية مثل تل أبيب وبيت يام.

تسبب الهجوم على بيت يام في مقتل 9 أشخاص، بينهم 3 أطفال، وإصابة العشرات.

اليوم الثالث – 15 يونيو: الهجمات المشتركة

في هذا اليوم، أطلقت إيران والحوثيون في اليمن صواريخ باليستية بشكل متزامن على إسرائيل، مما أدى إلى إصابة 200 شخص، بينهم 5 أوكرانيين.

كما استهدفت إسرائيل طائرة تزويد بالوقود في مطار مشهد الإيراني، وهو ما اعتبره البعض أطول عملية عسكرية لإسرائيل في تاريخها.

اليوم الرابع – 16 يونيو: الهجمات على المنشآت النووية

استهدفت إسرائيل منشآت نووية في طهران، بما في ذلك مواقع إنتاج أجهزة الطرد المركزي في كرج، مما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من برنامج إيران النووي.

في المقابل، أطلقت إيران صواريخ على مدن إسرائيلية، مما أسفر عن إصابات وأضرار.

اليوم الخامس – 17 يونيو: الهجمات على المنشآت العسكرية

استهدفت إسرائيل منشآت عسكرية في غرب إيران، بما في ذلك مواقع لإنتاج الصواريخ، بينما ردت إيران بإطلاق صواريخ على مدن إسرائيلية، مما أدى إلى إصابة 5 أشخاص.

كما أسقطت إسرائيل 30 طائرة مسيرة إيرانية خلال الليل.

اليوم السادس – 18 يونيو: الهجمات على الجامعات والمصانع

استهدفت إسرائيل جامعة في طهران ومصنعًا للصواريخ في خوجير، مما أسفر عن تدمير 70 بطارية صواريخ، كما أسقطت إيران طائرة مسيرة إسرائيلية فوق أراضيها.

في هذا اليوم، قدرت إسرائيل أن إيران أطلقت 400 صاروخ و1,000 طائرة مسيرة منذ بداية النزاع.

اليوم السابع – 19 يونيو: الهجمات على المستشفيات

أطلقت إيران صواريخ على مستشفى سوروكا في بئر السبع، مما أسفر عن إصابة 271 شخصًا، بينهم 4 إصابات خطيرة.

كما استهدفت إسرائيل منشآت عسكرية في طهران، بما في ذلك مواقع لإنتاج الصواريخ.

اليوم الثامن – 20 يونيو: الهجمات على منشآت الطاقة

استهدفت إسرائيل منشآت للطاقة في طهران، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء في مناطق واسعة.

في المقابل، أطلقت إيران صواريخ على مدن إسرائيلية، مما أسفر عن إصابات وأضرار.

اليوم التاسع – 21 يونيو: الهجمات على المباني السكنية

أطلقت إيران صواريخ على مدن إسرائيلية، ما أسفر عن إصابة 86 شخصًا، كما استهدفت إسرائيل منشآت عسكرية في طهران، بما في ذلك مواقع لإنتاج الصواريخ.

اليوم العاشر – 22 يونيو: الهجمات على المنشآت النووية

شنت الولايات المتحدة هجمات جوية على منشآت نووية إيرانية في نطنز وأصفهان وفوردو، مما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من برنامج إيران النووي.

في المقابل، أطلقت إيران صواريخ على مدن إسرائيلية، مما أسفر عن إصابات وأضرار.

اليوم الحادي عشر – 23 يونيو: الهجمات على القواعد الأمريكية

أطلقت إيران صواريخ على قاعدة العُديد الأمريكية في قطر، مما أدى إلى إصابة 4 أشخاص.

في المقابل، استهدفت الولايات المتحدة منشآت عسكرية إيرانية، مما أسفر عن إصابات وأضرار.

اليوم الثاني عشر – 24 يونيو: إعلان وقف إطلاق النار

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، واصفًا إياه بـ"الحرب التي استمرت 12 يومًا".

أخبار السعوديةوقف إطلاق النارإيران وإسرائيلأهم الآخبارأخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • لجنة التحقيق تتوصل لخيوط مهمة.. العراق يحقق اختراقاً لكشف منفذي هجمات «المسيرة»
  • مصر تمنح المستثمرين إعفاءات جمركية وضريبية.. أبو العينين: الشرق الأوسط منبع الاستثمار الحقيقي
  • صحيفة إسرائيلية: ما الرؤوس الحربية التي ما زالت تملكها إيران وقدراتها التدميرية؟
  • صحيفة قبرصية تكشف عن موجة نزوح استيطاني إلى الجزيرة عقب هجمات إيران على “إسرائيل”
  • إسرائيل: نتيجة الهجمات الأميركية على منشأة فوردو "ليست جيدة حقا"
  • واشنطن.. تهديد «الحوثيين» مستمر والجماعة تتوعّد بتوسيع الهجمات ضد إسرائيل
  • 12 يومًا من الحرب.. هجمات متبادلة بين إيران وإسرائيل وانتهاء النزاع باتفاق لوقف إطلاق النار
  • أول تعليق إيراني رسمي على الهجمات التي استهدفت قواعد أمريكية في قطر
  • مقتل 7 أشخاص وإصابة عشرات في هجمات روسية على كييف
  • الصين: الهجمات الأميركية على إيران "سابقة سيئة"