لجريدة عمان:
2025-05-16@17:17:14 GMT

إسرائيل.. طريق واحد باتجاه حل الدولتين

تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT

بدا واضحاً أن الدعوات الدولية إلى حل الدولتين في قضية الشرق الأوسط، هو أبرز مؤشرات التحول الكبير الذي افترقت فيه - ظاهرياً على الأقل - هوية الرؤية السياسية المعلنة للإدارة الأمريكية عن تلك الرؤية التوراتية اليمينية لحكومة نتانياهو، التي تتعامل مع الوجود الفلسطيني كما لو أنه كان وجودا فائضا عن الحاجة.

إعلان نتانياهو صراحةً بأن الدعوات المتزايدة عالمياً لحل الدولتين، على أنها ضغوط وإملاءات أمريكية غير مقبولة، يعكس كذلك إلى أي مدى أصبحت الحكومة اليمينية الإسرائيلية في عزلة عن العالم، كما يعكس التخبط الواضح الذي كشف عنه فشل الإدارة العسكرية الإسرائيلية لتداعيات ما حدث في عملية طوفان الأقصى.

ولعل تصريحات غادي آيزنكوت، العضو في مجلس الحرب الإسرائيلي: «إن الذين يؤيدون فكرة الهزيمة المطلقة لحماس لا يقولون الحقيقة». تعكس اليوم إلى أي مدى باءت خطة نتانياهو العسكرية لتداعيات عملية طوفان الأقصى بالخيبة والفشل، فغادي آيزنكوت، حين يطلق مثل هذه التصريح الناقد لسلوك نتنياهو المتخبط في إدارة الحرب، إنما ينطلق من خلفية عسكرية لا يمكن لنتانياهو أن يزايد عليها، فآيزنكوت، الذي قُتل ابنه في حرب غزة، كان رئيساً سابقاً لأركان الجيش الإسرائيلي، ومن هنا تأتي أهمية انتقاده لنتانياهو، بوصفه انتقادا يلقي تفاعلاً كبيراً في أوساط المجتمع السياسي في إسرائيل. وحين صرح آيزنكوت بأنه: «لقد تعثر المخطط الاستراتيجي للحرب، وهو يهدد عمليا تحقيق أهداف الحرب، وعلاوة على ذلك، الوضع الاستراتيجي لدولة إسرائيل» سيصبح من الواضح جداً لكل مراقب أن المأزق الذي أصبحت فيه إسرائيل بسبب تداعيات عملية طوفان الأقصى ورد فعلها العسكري المميت على العملية، هو بمثابة مأزق وجودي، وليس مأزقا سياسيا ولا حتى عسكريا!

انتقادات غادي آيزنكوت، في نقده للأداء العسكري لحكومة الحرب الإسرائيلية، تطرقت كذلك إلى نقطة طالما ظل نتانياهو يتنصل منها باستمرار، وهي ضرورة اعتراف الأخير بمسؤوليته - ضمن آخرين - بالتقصير الأمني الذي أدى إلى أحداث 7 أكتوبر أي عملية طوفان الأقصى، حيث قال آزنكوت: « نتانياهو يتحمل المسؤولية بوضوح عن الفشل.. ولا توجد ثقة في القيادة الإسرائيلية الحالية»

بالتأكيد ثمة تداعيات وردود فعل ستتفاعل في إسرائيل خلال الأيام والأسابيع القادمة على خلفية هذه التصريحات، فهناك كثيرون في الداخل الإسرائيلي وفي الخارج يرصدون تعثرات نتانياهو وفشله الفاضح في إدارة خطته العسكرية.

ولا شك أن في مقدمة هؤلاء زعيم المعارضة يائير لبيد الذي سيستثمر في توظيف انتقادات آيزنكوت باتجاه التصعيد ودفع المجتمع السياسي في إسرائيل نحو الدعوة إلى تغيير حكومة الحرب اليمينية المتطرفة، وهذا بدوره سيجد صدى في أوساط شرائح عديدة من المجتمع الإسرائيلي معترضة على طريقة إدارة نتنياهو للحرب، سواءً أكانوا من أهالي المختطفين، أو من بقية المجتمع لاسيما في أوساط الصحافة الإسرائيلية.

في الخارج، ستوظف الإدارة الأمريكية وحتى دول الاتحاد الأوروبي هذه الدعوات المنتقدة لنتانياهو من أجل التأكيد على ضرورة حل الدولتين، كما ستدعم الولايات المتحدة كافة الجهود السياسية المتفاعلة في إسرائيل باتجاه الضغط أكثر على نتانياهو.

في تقديرنا أن هناك فرصة لانسحاب بيني غانتس من مجلس الحرب الإسرائيلي وهو أمر إذا حدث (خصوصاً وأن آيزنكوت ينتمي إلى حزب غانتس) فإن فرصة المعارضة السياسية والسخط الشعبي على نتانياهو ستتزايد في الأيام والأسابيع القادمة.

من جهة أخرى، على ضوء الخلاف بين قائد أركان الجيش الإسرائيلي الحالي هيرسي هاليفي ونتانياهو ربما سيكون في فتح التحقيق العسكري الإسرائيلي حول أحداث 7 أكتوبر (الذي سيشرع فيه بعد تم إغلاق ملفه في بداية الحرب) مناسبة قوية لمزيد من التطورات المثيرة التي قد تدفع بأدلة أخرى وتكشف عن طبيعة وحدود التقصير الذي حدث من قبل جهاز الأمن والمخابرات في إسرائيل، وحتى مواقف نتانياهو قبل ذلك اليوم. هكذا، فيما تبدو مآزق نتانياهو واضحةً باتجاه انتحاره السياسي القريب، سيكون من العسير على إسرائيل، والولايات المتحدة، الالتفاف عن ضرورة حل الدولتين عبر حذلقة لفظية ظلت لسنوات طويلة صيغة بلاغية مستهلكة، إذا ما عرفنا اليوم - على ضوء نتائج عملية طوفان الأقصى - أن ما بدا لكل من إسرائيل والولايات المتحدة خيالاً مخدراً لمشاعر السياسيين العرب والفلسطينيين في الشرق الأوسط، أصبح ضرورة لا بد منها لكل سياسي عاقل في العالم يحذر من انفجار المنطقة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: عملیة طوفان الأقصى حل الدولتین فی إسرائیل

إقرأ أيضاً:

اعترافات من داخل الجيش الإسرائيلي: غزة على شفا مجاعة

اعترف مسؤولون عسكريون إسرائيليون أن قطاع غزة سيواجه مجاعة واسعة النطاق إن لم تستأنف عمليات تسليم المساعدات في غضون أسابيع قليلة، رغم رفض الحكومة علانية التحذيرات من نقص حاد في الغذاء.

وتمنع إسرائيل دخول أي مساعدات إلى غزة منذ الثاني من مارس الماضي، أي قبل أيام من استئناف عملياتها العسكرية في القطاع، وتصر على أن حصارها المفروض على القطاع لا يشكل تهديدا لحياة المدنيين، حتى مع تحذيرات الأمم المتحدة ووكالات إغاثة أخرى من أن المجاعة تلوح في الأفق.

لكن عسكريين يراقبون الأوضاع الإنسانية في غزة حذروا قادتهم في الأيام الأخيرة، من أنه ما لم يرفع الحصار بسرعة فمن المرجح أن تنفد كميات الغذاء الكافية لتلبية الاحتياجات اليومية الأساسية في العديد من مناطق القطاع، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وقال الضباط الإسرائيليون الذين تحدثوا شريطة عدم كشف أسمائهم، إن هناك حاجة إلى "خطوات فورية لضمان إمكانية إعادة نظام توريد المساعدات بالسرعة الكافية لمنع المجاعة"، وأشاروا إلى أن توسيع نطاق عمليات تسليم المساعدات الإنسانية "يستغرق وقتا".

ويأتي الاعتراف المتزايد داخل المؤسسة العسكرية في إسرائيل بأزمة الجوع في غزة تزامنا مع وعيد الحكومة بتوسيع نطاق الحرب بشكل كبير، من أجل "القضاء على حماس واستعادة الرهائن المتبقين"، وهما هدفان لم يتحققا بعد أكثر من 19 شهرا من الحرب.

والثلاثاء قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش "سيستأنف القتال في الأيام المقبلة بكامل قوته لإتمام المهمة والقضاء على حماس".

والأسبوع الماضي اقترحت إسرائيل أن تتولى شركات خاصة توزيع المساعدات في جنوب غزة، فور بدء هجوم إسرائيلي موسع في حربها على القطاع.

لكن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، انتقد الخطة التي وضعتها إسرائيل وأيدتها الولايات المتحدة، ووصفها بأنها "غطاء لمزيد من العنف والتشريد" للفلسطينيين في القطاع الذي عصفت به الحرب.

وقال فليتشر لمجلس الأمن الدولي، الثلاثاء: "إنها مجرد مسرحية هزلية وتشتيت متعمد".

وحذر مرصد عالمي لمراقبة الجوع من أن نصف مليون شخص يواجهون خطر المجاعة، أي ربع سكان القطاع المدمر.

وتتهم إسرائيل حماس بسرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة.

مقالات مشابهة

  • خامنئي يعترض التطبيع السعودي ـ الإسرائيلي على طريق الهند التجاري
  • ما الذي قاله السفير الأمريكي في “إسرائيل” بعد خروجه من الملجأ
  • السيد القائد: العدوان الهمجي الوحشي الإجرامي الذي يقوم به العدو الإسرائيلي على قطاع غزة يعتمد على الدعم الأمريكي والغربي (إنفوجرافيك)
  • الأونروا:90% من سكان غزة أجبروا على الفرار بسبب العدوان الإسرائيلي
  • ‎إسرائيل تستهدف فجرا غرفة جاهزة في حولا وتُلقي قنبلة صوتية باتجاه أحد المنازل
  • استنفار أمني واسع في إسرائيل عقب عملية إطلاق نار في الضفة الغربية
  • اعترافات من داخل الجيش الإسرائيلي: غزة على شفا مجاعة
  • ما الذي تبقى من قرية سفلى المقدسية بعد 77 عاما من النكبة؟
  • ‏الجيش الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلقه الحوثيون من اليمن