سودانايل:
2025-05-20@23:04:26 GMT

صفقات سرية

تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT

عصب الشارع
صفاء الفحل
إذا صحت الأنباء أن قائد اللجنة الانقلابية عبد الفتاح البرهان قد وجه بتصديق مبلغ خمسة وعشرين مليون دولار لحركة جيش تحرير السودان قيادة مناوي وحركة العدل والمساواة قيادة الفكي جبريل وأن المبلغ فعلا قد قام باستلامه كلا من شقيق أركو مناوي رئيس حركة جيش تحرير السودان وبشارة سليمان مستشار الدكتور جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة، فبهذا يكون البرهان قد وقع بين فكي الكيزان ومليشيا الحركات المسلحة وأصبح يوزع في الدخل الشحيح لحكومة الجبايات في بورتسودان على إرضاء كل من يزعم دعمه للحرب العبثية.


والخبر المؤسف في هذه الظروف التي تمر بها البلاد يواصل أنه بالإضافة إلى المبلغ المالي فإن هذا البرهان (الكريم) الذي يوزع في أموال الشعب حتى يستمر في الحكم قد منح أيضا حركتي مناوي وجبريل وتجمع قوى التحرير عدد ثلاثمائة عربة تويوتا لاند كروزر تاتشر وتم تقسيمها بين تلك الحركات للمشاركة بها في القتال الدائر.
إلا أن ظهور عيوب عديدة بتلك العربات وأنها دون المواصفات مما ينم عن وجود شبهة فساد في صفقة الشراء، دفع بقائد قوات تجمع قوى تحرير السودان عبد الله جنا رفض إستلام العربات ورجع غاضباً إلى مدينة الفاشر.
كما أثار الأمر غضب نائب رئيس المجلس الانقلابي مالك عقار الذي سافر فجأة إلى دولة أوغندا بادعاء أنه يحتاج لفترة استجمام، إلا أنه في واقع الحال قد رفض تلك المساواة القذرة من قيادة المليشيات المسلحة بينما رفض البرهان التراجع على اعتبار دعمها للدخول في الحرب الدائرة بقوة...
وقد نشرت بعض المواقع تفاصيل الصفقة السرية بين البرهان والمليشيات الداعمة له إلا أن حكومة الأمر الواقع الكيزانية في بورتسودان قد لزمت الصمت، ولكننا نعلم بأنه لا توجد نار بلا دخان وأن الأمر سيخرج للعلن خلال الفترة القادمة وأن هناك العديد من الخفايا والأسرار ستخرج مهما حاول الخبث الكيزاني إخفاءها
عصب أخير
لا برهان ولا حمدان ولا أخوان الفصل السابع أصبح ضرورة ملحة
والثورة لن تتوقف وستظل مستمرة..
والقصاص يبقي أمر حتمي
والرحمة لشهداء الثورة الأبرار
الجريدة  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

السرديات المضللة في حرب السودان… حكاية الغزو الأجنبي

 

السرديات المضللة في حرب السودان… حكاية الغزو الأجنبي

فيصل محمد صالح

في إطار التحولات المستمرة لسرديات الحرب في السودان تغيّرت التسميات من مقاومة تمرد الميليشيا، إلى محاولة الانقلاب، وإلى حرب الكرامة… وانتهت إلى حكاية الغزو الأجنبي. فالقول الجديد الآن أن السودان يتعرض لغزو أجنبي ينبغي حشد كل الإمكانات والموارد للتصدي له، وكل من لا يسهم في هذا الاتجاه إما أنه متآمر وإما ساكت على الغزو الأجنبي ومؤيد له بطريقة ما.

ليست هذه هي المرة الأولى في حروبات السودان المتعددة أن تُطلق الحكومات على الحروب الأهلية تسميات تحاول أن تحشد بها الناس، وترفع الحرج عن عدم قدرتها على المواجهة بالقول إن ما يحدث هو مؤامرة كونية ضد السودان، وغزو أجنبي يفوق قدرات البلاد.

حدث هذا في حرب الجنوب الأولى «1955-1972»؛ حيث كانت تُسمى مؤامرة استعمارية كنسية من تدبير الدوائر الغربية المسيحية، تستهدف ثقافة السودانيين ودينهم، ثم انتهى الأمر بتفاوض تحت رعاية مجلس الكنائس العالمي، تم على أثره توقيع اتفاقية أديس أبابا في 27 فبراير (شباط) 1972، وتم تعيين زعيم المتمردين الجنرال جوزيف لاقو في عدة مناصب، من بينها نائب رئيس الجمهورية.

ثم جاءت حرب الجنوب الثانية «1983-2005»، وهي أيضاً كان يتم توصيفها بأنها مؤامرة صهيونية وأميركية على السودان وسيادته، وحين تقدّمت قوات «الحركة الشعبية» بقيادة الدكتور جون قرنق في بعض المحاور تمت تسمية ذلك بالغزو الأوغندي الإثيوبي، وشهدت تلك المرحلة عمليات الحشد والتجنيد تحت شعارات الجهاد لمواجهة الغزو الأجنبي الذي «يستهدف دين الأمة وعقيدتها»، وكان يتم تصوير جون قرنق صوراً مشينة. خاضت الحكومة مفاوضات مع «الحركة الشعبية»، برعاية أميركية غربية، وانتهت بتوقيع اتفاق السلام الشامل في نيروبي يناير (كانون الثاني) 2005، وأيضاً انتهت المرحلة بالدكتور جون قرنق نائباً أول لرئيس الجمهورية، ثم خلفه سلفا كير.

ثم تكرر الأمر مع حركات دارفور المسلحة، التي يتولّى أحد قادتها الآن وزارة المالية، والآخر حكم إقليم دارفور، ويتحالفون مع الحكومة ويقاتلون مع الجيش الذي سبق أن قاتلوه.

هو تقليد قديم إذن، أن نتجنّب الاعتراف بحقيقة الحروب الأهلية التي تتقاتل فيها أطراف سودانية لأسباب متعددة، ونحول الأمر كأنه غزو أجنبي، وهناك ظنٌّ أن في الأمر فوائد آنية، منها حشد الطاقات الوطنية، واستقطاب الدعمين الإقليمي والدولي، وإيجاد التبرير المناسب في حالة عدم القدرة على المواجهة، بحجة وجود إمكانات كبيرة لدى الطرف الأجنبي، ثم إلقاء اللوم على الآخرين بالتسبب في الحرب بدلاً من لوم النفس.

هذه حرب سودانية بين أطراف سودانية، ومن انتهكوا وارتكبوا الجرائم وقتلوا وذبحوا المدنيين هم، مع الأسف الشديد، مواطنون سودانيون، ومن قصفوا المنشآت المدنية ومحطات الكهرباء والأسواق العامة هم أيضاً سودانيون، ولن تُغير نسبتهم لبلاد أجنبية من هذه الحقيقة، ولن تُفيد محاولات الإنكار وإلقاء اللوم على الآخرين.

هل يعني هذا الأمر نفي وجود تدخل أجنبي في الحرب الحالية وحروب السودان السابقة…؟

الإجابة بالتأكيد لا كبيرة… وكبيرة جدّاً، فالتدخلات الإقليمية والدولية لم تغب يوماً عن الشأن السوداني، بل في كل البلاد التي تشهد صراعات ونزاعات داخلية. ومن المؤكد أن البلاد تتدخل وفقاً لمصالحها هي أولاً، ثم تأتي بعد ذلك العوامل الأخرى التي يمكن أن تُشكل مبررات موقفها. لكن الفرق كبير بين التدخل عبر مساعدة طرف ودعمه بالسلاح وبالتأييد السياسي، والغزو الذي يستلزم دخولاً مباشراً في الحرب بعناصر أجنبية مقاتلة.

لو استمرت الحرب الحالية بما يملكه الطرفان من أسلحة وذخائر لما استمرت ثلاثة أشهر، بعدها لن يملك طرفا الحرب ما يتقاتلان به غير السلاح الأبيض، لكن الإمداد الخارجي، الذي هو شكل من أشكال التدخل، وهو الذي تسبب في استمرار الحرب. ولم يأتِ هذا السلاح والإمداد لأي من طرفي الحرب حبّاً وكرامة، وإنما هو جزء من استراتيجية التدخل والتأثير في مجريات الأوضاع، ومحاولة الاستفادة من أوضاع الحرب ومآلاتها ونتائجها.

الأفضل للسودانيين أن يبدأوا من حقيقة مسؤوليتهم عن الحرب واستمراريتها، وأن يعرفوا أن عملية وقف الحرب يمكن أن تتم إذا توفرت إرادة وطنية حقيقية، عندها فقط يمكن قفل الباب أمام التدخل الدولي الضار والخبيث، أما غير ذلك من التوصيفات والتسميات فلن يفعل شيئاً غير ذر الرماد في العيون..

 

نقلاً عن الشرق الأوسط

الوسومالحركة الشعبية الحروب الأهلية السرديات المضللة جون قرنق حرب السودان... الغزو الأجنبي مؤامرة صهيونية

مقالات مشابهة

  • السودان يعلن "تحرير الخرطوم" ويتهم الإمارات بالتدخل العسكري المباشر في الحرب
  • تحرير الخرطوم.. آخر تطورات الأوضاع في السودان
  • الجيش السوداني يعلن اكتمال السيطرة على الخرطوم
  • البرهان يتلقى رسالة دعوة رسمية من بوتين
  • مآخذ على المبعوث الأممي «العمامرة»..!
  • البرهان يصدر قرارا بتعيين كامل إدريس رئيسا للوزراء في السودان
  • عاجل | مراسل الجزيرة: رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان يعين كامل الطيب إدريس رئيسا للوزراء
  • إلى من يهمه الأمر في قيادة الاستخبارات العسكرية
  • القوة المشتركة تعلن تحرير منطقة العطرون من قبضة مليشيا الدعم السريع
  • السرديات المضللة في حرب السودان… حكاية الغزو الأجنبي