فورين بوليسي: آلة الحرب الروسية تعتمد على المكونات الغربية رغم العقوبات
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
تواصل روسيا الاعتماد على مكونات مهمة من الولايات المتحدة وأوروبا لترسانتها العسكرية، في خضم التوترات المستمرة والعقوبات التي تفرضها الدول الغربية، وذلك حسبما كشف تحقيق حديث أجرته “إيمي ماكينون”، مراسلة الأمن القومي والاستخبارات في مجلة “فورين بوليسي”.
وعلى الرغم من ضوابط التصدير والقيود المفروضة على العناصر الرئيسية التي تعتبر ضرورية لصناعة الدفاع الروسية، فإن آلة الحرب في البلاد مستمرة، حيث تحصل على الإلكترونيات والآلات المتقدمة من دول ثالثة مثل كازاخستان وتركيا والإمارات وهي غير ملزمة بهذه العقوبات.
ويكشف التحقيق عن تدفق كبير لأشباه الموصلات المتقدمة والمكونات الحيوية الأخرى إلى روسيا، حيث تم استيراد هذه المواد بقيمة تزيد عن مليار دولار من الشركات المصنعة الأمريكية والأوروبية العام الماضي وحده، وفقًا لبيانات الجمارك الروسية السرية التي حصلت عليها “بلومبرج”.
ويشكل هذا الاعتماد على الواردات الغربية معضلة، حيث تجد المؤسسة العسكرية الروسية نفسها مسلحة بأسلحة وأنظمة تحتوي على مكونات تنتجها نفس الدول التي تفرض العقوبات. إن تعقيد سلاسل التوريد العالمية يجعل من الصعب تتبع ومراقبة تدفق هذه المواد، حيث تتحايل طرق التجارة غير المشروعة في كثير من الأحيان على ضوابط التصدير من خلال الشحن عبر بلدان ثالثة.
وفي حين كانت ضوابط التصدير تهدف في المقام الأول إلى منع انتشار سلع معينة إلى الدول المارقة والجماعات الإرهابية، فإنها تستخدم الآن على نحو متزايد كجزء من أهداف استراتيجية أوسع، مما يعكس تحولا في الجغرافيا السياسية العالمية. على سبيل المثال، قامت إدارة بايدن بتوسيع القيود المفروضة على صادرات الرقائق المتقدمة إلى الصين في سعيها للتفوق التكنولوجي.
ومع ذلك، فإن قدرة روسيا على التهرب من هذه القيود لا تقوض الجهود المبذولة لاحتواء قدراتها العسكرية فحسب، بل تثير أيضًا مخاوف بشأن تحديات مماثلة يفرضها دعم الصين لموسكو. ومع وقوف الصين إلى جانب روسيا منذ غزو أوكرانيا، تواجه الجهود الرامية إلى فرض ضوابط التصدير عقبات كبيرة.
وعلى الرغم من العقبات، تستكشف الدول الغربية سبلًا لتشديد اللوائح والعقوبات على انتهاكات مراقبة الصادرات. ومع ذلك، فإن الموارد المحدودة وتحديات الإنفاذ المتزايدة تؤكد الحاجة إلى نهج أكثر شمولاً لمعالجة الشبكة المعقدة للتجارة غير المشروعة وضمان الامتثال للوائح التصدير.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ضوابط التصدیر
إقرأ أيضاً:
قمة أوروبية لبحث الحرب في أوكرانيا وغزة وتعزيز الدفاع والاقتصاد
يناقش قادة الاتحاد الأوروبي في اجتماع ببروكسل، اليوم الخميس، الحرب الروسية ضد أوكرانيا وقضايا أخرى ملحة تواجه التكتل، بما فيها الدفاع الأوروبي والوضع الاقتصادي.
وقال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، قبيل انطلاق الاجتماع الذي يستمر يومين: "لقد كانت أوكرانيا ثابتة في جهودها لتمكين عملية سلام حقيقية، وسيظل الاتحاد الأوروبي ثابتا بالقدر نفسه في دعمه لأوكرانيا".
ومن المتوقع أن يبحث القادة، في الاجتماع الذي ينتظر أن ينضم إليه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر تقنية الفيديو، تمديد العقوبات الحالية المفروضة على روسيا، إلى جانب تبني إجراءات تقييدية إضافية.
واقترحت المفوضية الأوروبية في وقت سابق من هذا الشهر حزمة العقوبات الـ18، التي تتضمن تدابير إضافية ضد قطاعي الطاقة والمصارف في روسيا.
ورغم أن معظم دول الاتحاد الأوروبي تدعم كييف بقوة، عارض رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان مرارا تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا ومسار انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.
كما سيناقش القادة الصراع بين إسرائيل وإيران، والحرب على غزة، وعلاقات التكتل مع إسرائيل.
وقال كوستا: "أدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس واحترام القانون الدولي وسلامة المنشآت النووية"، مضيفا "تظل الدبلوماسية السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط، فعدد كبير جدا من المدنيين سيكونون مرة أخرى ضحايا لأي تصعيد إضافي".
وتشمل الموضوعات على جدول أعمال القادة تعزيز قدرات الدفاع الأوروبية خلال السنوات المقبلة، وتحسين القدرة التنافسية للتكتل. وأكد كوستا أن الهدف هو "بناء أوروبا أكثر تنافسية وأمانا واستقلالية من أجل مواطنينا".