تواصل روسيا الاعتماد على مكونات مهمة من الولايات المتحدة وأوروبا لترسانتها العسكرية، في خضم التوترات المستمرة والعقوبات التي تفرضها الدول الغربية، وذلك حسبما كشف تحقيق حديث أجرته “إيمي ماكينون”، مراسلة الأمن القومي والاستخبارات في مجلة “فورين بوليسي”.

وعلى الرغم من ضوابط التصدير والقيود المفروضة على العناصر الرئيسية التي تعتبر ضرورية لصناعة الدفاع الروسية، فإن آلة الحرب في البلاد مستمرة، حيث تحصل على الإلكترونيات والآلات المتقدمة من دول ثالثة مثل كازاخستان وتركيا والإمارات وهي غير ملزمة بهذه العقوبات.

ويكشف التحقيق عن تدفق كبير لأشباه الموصلات المتقدمة والمكونات الحيوية الأخرى إلى روسيا، حيث تم استيراد هذه المواد بقيمة تزيد عن مليار دولار من الشركات المصنعة الأمريكية والأوروبية العام الماضي وحده، وفقًا لبيانات الجمارك الروسية السرية التي حصلت عليها “بلومبرج”.

ويشكل هذا الاعتماد على الواردات الغربية معضلة، حيث تجد المؤسسة العسكرية الروسية نفسها مسلحة بأسلحة وأنظمة تحتوي على مكونات تنتجها نفس الدول التي تفرض العقوبات. إن تعقيد سلاسل التوريد العالمية يجعل من الصعب تتبع ومراقبة تدفق هذه المواد، حيث تتحايل طرق التجارة غير المشروعة في كثير من الأحيان على ضوابط التصدير من خلال الشحن عبر بلدان ثالثة.

وفي حين كانت ضوابط التصدير تهدف في المقام الأول إلى منع انتشار سلع معينة إلى الدول المارقة والجماعات الإرهابية، فإنها تستخدم الآن على نحو متزايد كجزء من أهداف استراتيجية أوسع، مما يعكس تحولا في الجغرافيا السياسية العالمية. على سبيل المثال، قامت إدارة بايدن بتوسيع القيود المفروضة على صادرات الرقائق المتقدمة إلى الصين في سعيها للتفوق التكنولوجي.

ومع ذلك، فإن قدرة روسيا على التهرب من هذه القيود لا تقوض الجهود المبذولة لاحتواء قدراتها العسكرية فحسب، بل تثير أيضًا مخاوف بشأن تحديات مماثلة يفرضها دعم الصين لموسكو. ومع وقوف الصين إلى جانب روسيا منذ غزو أوكرانيا، تواجه الجهود الرامية إلى فرض ضوابط التصدير عقبات كبيرة.

وعلى الرغم من العقبات، تستكشف الدول الغربية سبلًا لتشديد اللوائح والعقوبات على انتهاكات مراقبة الصادرات. ومع ذلك، فإن الموارد المحدودة وتحديات الإنفاذ المتزايدة تؤكد الحاجة إلى نهج أكثر شمولاً لمعالجة الشبكة المعقدة للتجارة غير المشروعة وضمان الامتثال للوائح التصدير.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ضوابط التصدیر

إقرأ أيضاً:

الخارجية الروسية تعلق على فرض الاتحاد الأوروبي رسوما باهظة على الحبوب الروسية

قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن فرض الاتحاد الأوروبي رسوما باهظة على الحبوب الروسية هدفه إبعاد روسيا عن سوق المواد الغذائية

وأضافت زاخاروفا: الغرب يحاول بكل وسيلة ممكنة حرمان روسيا من صفة "مورد حبوب موثوق".

في وقت سابق، قال نائب رئيس المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس، إن مجلس الاتحاد الأوروبي وافق يوم الخميس على قرار بفرض رسوم جمركية باهظة على الحبوب المستوردة من روسيا وبيلاروس، وسيدخل القرار حيز التنفيذ في الأول من يوليو.

وقالت زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي: من وجهة نظرهم، روسيا لا ينبغي لها أن تبيع ثرواتها من موارد الطاقة، ومنتجاتها من محاصيل الزراعة.

وشددت على أن روسيا كانت وستظل موردا موثوقا لموارد الغذاء والطاقة.

وتابعت زاخاروفا: "عندما يبدأ الغرب بالحديث عن فرض رسوم باهظة على الحبوب الروسية، أدعوهم للرجوع إلى تصريحاتهم السابقة بشأن الأمن الغذائي، والتي كانوا قلقين بشأنه قبل عامين.

إقرأ المزيد زاخاروفا: قمة السلام حول أوكرانيا عملية خداع أخرى

وذكرت بأن الغرب أعلن آنذاك عن الحاجة لإطعام الدول المحتاجة، وطالبت زخاروفا بتنفيذ الالتزامات المتعلقة بــ "صفقات الحبوب المختلفة".

وأضافت: "الدول الغربية مطالبة بتقديم توضيح لشعوب قارات العالم المختلفة. وفي كلا الحالتين متى كانوا يقولون الحقيقة؟ عندما طالبوا بإطعام شعوب الدول الفقيرة والمحتاجة؟. أم أنهم يقولونها الآن؟ إنهم يوجهون كل جهد ممكن لمنع الحبوب الروسية من أن تكون سلعة موثوقة، وأن يكون بلدنا موردا عالميا موثوقا للمواد الغذائية.

وأكملت أن الغرب كان يمارس الكذب قبل عامين عندما طالب بالالتزام باتفاقيات الصادرات الزراعية بدافع الاهتمام بالمحتاجين.

وتابعت قائلة: لم يكن اهتمامهم بأي حال من الأحوال موجها لتحقيق الأمن الغذائي العالمي، وإنما أرادوا ملء جيوب اللاعبين العالميين الكبار الذين شاركوا في إعادة البيع، وحققوا ثروات هائلة من الهامش الربحي.

المصدر: نوفوستي

مقالات مشابهة

  • عن التطور التاريخي في الحرب الروسية الأوكرانية
  • قليلاً من التعقل… احذروا اللعب بمصير العالم
  • شركات روسية تلجأ للعملات المشفرة في تعاملاتها مع الصين بسبب العقوبات
  • أبرز الأسلحة الغربية التي "ستوجهها" أوكرانيا نحو روسيا
  • "قائمة الصقور".. ما هي الدول الغربية الـ14 المؤيدة لاستخدام أوكرانيا أسلحتها ضد روسيا؟
  • روسيا تفتح جبهة جديدة.. خرائط توضح ثلاث معارك رئيسية في الحرب الأوكرانية
  • ميشوستين يعلن تضاعف صادرات روسيا إلى دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي خلال 10 سنوات
  • الكرملين: حلف الأطلسي يدفع كييف لمواصلة حربها العبثية مع روسيا
  • ماريا زاخاروفا تعلق على فرض الاتحاد الأوروبي رسوما باهظة على الحبوب الروسية
  • الخارجية الروسية تعلق على فرض الاتحاد الأوروبي رسوما باهظة على الحبوب الروسية