أظهرت نتائج دراسة أجريت في جورجيا بالولايات المتحدة- وهي ولاية تضم 17 نوعا من الأفاعي السامة من ضمنها 7 أنواع فقط تثير قلق البشر- أن كل ارتفاع بدرجة مئوية في الحرارة يؤدي إلى زيادة بنسبة 6% تقريبا بلدغات الثعابين في المتوسط.

ونشرت نتائج هذه الدراسة بتاريخ 11 يوليو/تموز الجاري في دورية "جيوهيلث" (GeoHealth).

ومن المعروف أن الثعابين تتفاعل مع تقلبات الطقس الموسمية، حيث تدخل حالة تشبه السبات تعرف باسم الخمول brumation في الشتاء، لذلك ربما تكون هذه النتائج متوقعة، كما أنها تتوافق أيضا مع نتائج الدراسات السابقة.

الاحترار العالمي

يقول عالم الصحة والبيئة نوح سكوفرونيك من جامعة إيموري Emory University بولاية جورجيا "لا نعرف الكثير عن كيفية مساهمة الطقس -بمعنى التغيرات قصيرة المدى بالأرصاد الجوية- في تفاعلات الأفاعي التي تهدد البشر، ويرجع ذلك جزئيا إلى حدوث الكثير من لدغات الثعابين الخطرة في الأماكن التي تفتقر إلى وجود بيانات جيدة عن أسباب الاعتلال والوفيات".

درس الفريق 3908 حالة مقيدة بالمستشفيات للدغات الثعابين السامة تغطي الفترة من 2014 إلى 2020 (شترستوك)

ووفق تقرير -نشر على موقع "ساينس ألرت" (Science Alert)- فقد درس سكوفرونيك وبقية الفريق 3908 حالات مقيدة في المستشفيات تتعلق بلسعات الثعابين السامة، وتغطي الفترة من 2014 إلى 2020.

وتمت مقارنة هذه البيانات مع حالة الطقس لكل يوم، بما في ذلك درجة الحرارة وهطول الأمطار.

ووجد فريق الباحثين أنه رغم أن أكبر عدد من لدغات الثعابين في المجموع حدث في فصل الصيف، فإن الارتباط الأقوى بين ارتفاع درجات الحرارة بلدغ الثعابين كان في الربيع.

ويرى الباحثون أن درجات الحرارة العالية في الصيف قد تتسبب بخمول الثعابين.

ووفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، يبلغ إجمالي لدغات الأفاعي أكثر من 5 ملايين سنويا، وهي مسؤولة عما يصل إلى 138 ألف حالة وفاة كل عام. كما يمكن أن يتسبب سم الأفعى بالعديد من المشكلات الصحية وبتر الأطراف وإعاقات دائمة أخرى.

ماذا يحدث عندما يحقنك ثعبان بالسم؟

سم الأفعى سائل أبيض أو أصفر اللون يحتوي على مزيج من المواد الكيميائية التي تنتجها الغدد الموجودة خلف عيون الثعبان، وتضخ في مجرى الهواء إلى الأنياب المجوفة للثعبان والتي تعمل مثل إبرة تحت الجلد لتحقن الأفعى السم في فرائسها.

هناك 3 أنواع رئيسية من السم تهاجم الجسم بطرق مختلفة (شترستوك)

ووفقا لتقرير نشر على موقع "سايديف نت" فإن هناك 3 أنواع رئيسية من السم تهاجم الجسم بطرق مختلفة.

يتسبب السم الدموي Haemotoxic venom في حدوث نزف عن طريق التدخل في تخثر الدم، ويمكن أن يؤدي إلى نزف قاتل وصدمة وتشنجات. يهاجم السم العصبي Neurotoxic venom الجهاز العصبي المركزي. وقد يعاني الضحايا من الكزاز وصعوبة بالتنفس. كما يمكن أن يتسبب الشلل الذي يبدأ عادة في الرأس، وينتقل إلى أسفل الجسم، في فشل الجهاز التنفسي حيث تتوقف العضلات المسؤولة عن التنفس عن العمل. يهاجم النوع الثالث الذي يسمى باسم الخلايا Cytotoxic venom المنطقة المحيطة بالعضة، ويدمر الخلايا والأنسجة. ويمكن أن تتأثر الأطراف بأكملها مما يستدعي البتر. ويمكن أن تسبب السموم أيضا انخفاض ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب والقيء والإسهال والفشل الكلوي. وتعاني النساء والأطفال من آثار أكثر خطورة من تسمم الثعابين بسبب صغر حجم أجسامهم. هل تتعمد الأفاعي لدغنا؟

يقول عالم الزواحف الزراعية لورانس ويلسون من جامعة إيموري "العامل الرئيسي لتقليل المواجهات الخطرة هو التعليم. دع الناس يعرفون ما تفضله الثعابين، مثل الأماكن ذات الغطاء الأرضي الكثيف كي يكونوا حذرين من موائل كهذه".

ويضيف "يمكن أن يعيش الناس والثعابين بشكل متوافق، بما في ذلك الثعابين السامة، طالما أننا نحترم ونفهم موائلها واحتياجاتها".

هناك خرافة شائعة مفادها أن الثعابين تطارد البشر لكن الحقيقة أنها تخافنا تماما مثل خوفنا منها (غيتي إيميجز)

في تقرير نشر على موقع "إيه بي سي نت" (abc.net.au) يقول دوغ بيكرز، الناشط في مجال الحفاظ على الطبيعة والمتنزهات الوطنية في "نيو ساوث ويلز": من غير المحتمل أن يطاردك ثعبان. هناك خرافة شائعة مفادها أن الثعابين تطارد البشر، لكن الحقيقة أنها خائفة منا تماما مثل خوفنا منها.

ويضيف بيكرز "إنها تريد فقط الهروب، وأسهل طريقة للهروب قد تكون على نفس المسار الذي تسلكه. إذا حاصرتها، فسوف تدافع عن نفسها لإخافتك وإبعادك عن الطريق".

ووفقا للتقرير فإن أفضل نصيحة إذا رأيت ثعبانا هي تركه بمفرده. وتتحرك الثعابين عادة بمجرد رؤيتك، لذا ابق على بعد بضعة أمتار للتأكد من أنها لا تشعر بأنها محاصرة ويمكنها العثور على طريق للهروب. وإذا كان هناك ثعبان لا يتحرك، فمن الجيد اتخاذ مسار بديل.

يقول عالم السموم الدكتور تيموثي جاكسون الأستاذ بجامعة ملبورن University of Melbourne "الحيوانات الصغيرة تخشى على حياتها عندما ترى بشرا كبيرا يحتمل أن يكونوا خطرين".

وأضاف "لا يمكننا التفكير مثلها ولكن يمكننا تغيير وجهة نظرنا. لا تريد الأفاعي أي علاقة بنا، وإذا ما أتيحت الفرصة، فإنها ستبقى بعيدا لكن هذا لا يعني أنها ليست خطرة أو أنها (بالمقابل) ستنتصر".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

دراسة: الالتهاب المزمن في الجسم يزيد من خطر الإصابة بمشاكل الصحة النفسية

 كشفت دراسة حديثة أعدتها المجلة الطبية البريطانية "بي إم جي للصحة العقلية" (British Medical Journal -The BMJ Mental Health") أن الالتهاب المزمن في الجسم، وهو سمة مميزة لاضطرابات المناعة الذاتية، قد يزيد من خطر الإصابة بمشاكل الصحة النفسية.


وأفادت الدراسة الحديثة واسعة النطاق- حسبما ذكرت شبكة "يورونيوز" الإخبارية في نشرتها الناطقة بالفرنسية اليوم الأربعاء، بأن الأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذاتية أكثر عرضة للإصابة بمشاكل الصحة النفسية بمرتين تقريبا.


وأكد تحليل الدراسة الذي شمل ما يقرب من 5ر1 مليون شخص في المملكة المتحدة، أن ما يقرب من 38 ألفا منهم تم تشخيص إصابتهم بأمراض مناعية ذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي وداء الأمعاء الالتهابي والصدفية.


وأوضحت الدراسة أنه تم تشخيص 29% من مرضى أمراض المناعة الذاتية بحالات صحية نفسية مثل الاكتئاب والقلق أو الاضطراب ثنائي القطب في مرحلة ما من حياتهم، مقارنة بـ 18% من المرضى الآخرين.. مشيرة إلى أنه بشكل عام، يعاني نحو 26% من مرضى أمراض المناعة الذاتية من الاكتئاب و21% من القلق و1% من الاضطراب ثنائي القطب.


وكان المرضى الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية أكثر عرضة للإبلاغ عن تشخيص أحد والديهم باضطراب عقلي.


وعلى وجه الخصوص، كانت النساء أكثر عرضة من الرجال للإبلاغ عن مشاكل الصحة النفسية، حتى عندما كان كلاهما يعاني من أمراض المناعة الذاتية (32% مقابل 21%).


وأكد الباحثون المشاركون في هذه الدراسة أن الاختلافات في الهرمونات الجنسية، والعوامل الكروموسومية، والأجسام المضادة المنتشرة في الجسم قد تساهم في تفسير هذه الاختلافات بين الجنسين.


وأوضحت هذه النتائج على الصلة بين مشاكل الصحة النفسية والجسدية، وتلقي ضوء جديد على الدور الذي قد يلعبه الالتهاب الشديد والمستمر - وهو سمة مميزة لاضطرابات المناعة الذاتية - في الصحة النفسية.


من جانبه، قال الدكتور "دانيال سميث" رئيس قسم الطب النفسي بجامعة /إدنبرة/ والمؤلف الرئيسي للدراسة، خلال مؤتمر صحفي إن "العديد من الأطباء النفسيين لا يعتبرون الاضطرابات النفسية مجرد أمر ثانوي".. مضيفا أن "هذه اضطرابات تشمل الجسم بأكمله مع اعتلال مشترك كبير لمشاكل الصحة البدنية".


وصرح الدكتور سميث بأنه "إذا أردنا فهم هذه الأمراض، فعلينا مراعاة الجسم ككل"، وشكلت الدراسة بعض القيود، منها أن 57% من المشاركين كانوا من النساء، كما لم يكن واضحا ما إذا كانت اضطرابات المناعة الذاتية لدى المشاركين هي سبب مشاكلهم النفسية أم أنها مجرد تداخل. ومع ذلك، تشير النتائج إلى أن الالتهاب المزمن قد يزيد من خطر الإصابة بمشاكل الصحة النفسية، وهو ما يتوافق مع الدراسات السابقة.


ووفقا لمؤلفي الدراسة، ينبغي على الأطباء مراعاة إجراء فحوصات الصحة النفسية بانتظام للمرضى المصابين بأمراض المناعة الذاتية وخاصة النساء لإحالتهم إلى العلاج المبكر عند الحاجة.


يذكر أن مجلة "بي إم جي للصحة العقلية" هي مجلة طبية متخصصة في مجال الصحة العقلية، تقدم المجلة أبحاثًا وتقاريرا حول أحدث التطورات في مجال الصحة العقلية، بما في ذلك القضايا المتعلقة بالإدمان.

طباعة شارك دراسة حديثة المجلة الطبية البريطانية بي إم جي للصحة العقلية الالتهاب المزمن في الجسم اضطرابات المناعة الذاتية الإصابة بمشاكل الصحة النفسية

مقالات مشابهة

  • حالة الطقس غدا السبت 28 يونيو 2025 .. ارتفاع الحرارة وشبورة صباحية بهذه المناطق
  • ارتفاع طفيف في درجات الحرارة.. حالة الطقس غدًا السبت في القاهرة والمحافظات
  • الأرصاد: ارتفاع درجات الحرارة غدا السبت
  • حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم
  • هل تؤثر درجات الحرارة على مرضى القلب؟
  • «العظمى تكسر 35».. درجات الحرارة اليوم الخميس في القاهرة والمحافظات
  • طقس فلسطين: أجواء شديدة الحرارة وتحذير من التعرض لأشعة الشمس
  • الحرارة إلى ارتفاع والجو صيفي حار
  • دراسة: الالتهاب المزمن في الجسم يزيد من خطر الإصابة بمشاكل الصحة النفسية
  • حالة الطقس.. رياح مثيرة للأتربة واستمرار ارتفاع درجات الحرارة