كان حلمي بكر شابًا في مقتبل العمر حالفه الحظ في أن يبدأ مشواره الفني مع الفنانة وردة الجزائرية، التي استمعت له وهو «يدندن» أحد ألحانه داخل المعهد العالي للموسيقى العربية، لتقرر أن تساعده في التقديم بالإذاعة المصرية، وطلبت منه بأن يكتفي باسم «حلمي بكر» بدلا من حلمي عيد محمد بكر، ليكون اسمًا فنيًا مصاحبًا له العمر كله.

كان «بكر» يعتز بأنه زرع بصماته مع كبار النجوم من بينهم «محمد رشدي، فايزة أحمد، نجاة، وردة الجزائرية، عالية التونسية، ماهر العطار»، وعاصر أجيالًا أخرى مختلفة تتمثل في «عماد عبدالحليم، مدحت صالح، سميرة سعيد، أصالة، لطيفة، غادة رجب»، ليؤكد بكر بأنه ساهم في تطوير الأغنية مع كبار مطربي ومطربات الوطن العربي.

حكاية حلمي بكر مع أم كلثوم

وبالرغم من أن حلمي بكر عاصر زمن سيدة الغناء العربي أم كلثوم، إلا أن «القدر» لم يساعده في التلحين لها الأمر الذي أحزنه بشدة، وحسب ما رواه الموسيقار في لقاءات تليفزيونية سابقة أن «سومة» أبدت رغبتها في التعاون مع الملحنين الشباب وذكرت اسم «حلمي بكر» بالصحافة، وبعد مدة ذهب إليها رياض السنباطي وكمال الطويل ليخبراها بأن هناك شابًا عليها أن تتعاون معه في إطار حبها للتجديد، لتتأكد أم كلثوم أن القدر يُلح عليها في التعرف على هذا الشاب.

ويسرد حلمي بكر في حكايته، أنه في أحد الأيام كانت أم كلثوم بصحبة محمد عبدالوهاب، وطلبت منه التعرف على هذا الملحن الشاب الذي يتحدث عنه الجميع، ليلتقط «عبدالوهاب» سماعة الهاتف ويتصل به تليفونيًا، «وجدت الموسيقار الكبير بيقول أم كلثوم معاك، افتكرت أن الأمر به نوع من الهزار، وتحدثت معها بأسلوب غير لائق، لتقوم بتوبيخي على الفور».

وبسبب خوف الموسيقار حلمي من كوكب الشرف لم يقم بالتواصل مع أم كلثوم على مدار أكثر من 30 يوما، حتى عادت هي لتطلبه، وبدوره عبر لها عن خوفه من التعامل معها في ظل نجاحها المدوي، ولكن بتواضع الكبار أخبرته بقولها «أنت لحنت لفايزة ونجاة اعتبرني زيهم»، وبالفعل يقوم بتلحين أول «كوبليه» من أغنية تتطرق إلى فراق الأحباب بسبب الملل، وتُبدى السيدة إعجابها الشديد وتوصيه بشدة «اوعى حد يسمع اللحن ده.. مش عايزة مخلوق يعرف حاجة».

وفاة أم كلثوم

ذهبت أم كلثوم في رحلة علاج خارج البلاد، على وعد بأن تعود للغناء في أول تعاون لها مع الملحن الشاب، ولكن القدر كان له رأي آخر حيث توفت كوكب الشرق عام 1975 قبل غناء أول لحن لحلمي بكر، ليشعر الموسيقار بحزن شديد لوفاتها، وأيضا لأن مشواره الفني لم يُكتب فيه التعاون مع كوكب الشرق، وتظل الأغنية حبيسة الأدراج لمدة تزيد على عام، حتى قامت الفنانة وردة بغنائها.

أعمال حلمي بكر

يتجاوز حلمي بكر أحزانه، وينطلق في مشواره ليقدم أكثر من 1500 أغنية يتخللها نحو 48 مسرحية أبرزها «سيدتي الجميلة، موسيقى في الحي الشرقي، حواديت» وعدد من الفوازير مع سمير غانم ونيللي وشريهان «فطوطة، عروستي، أم العريف، حول العالم»، والتعاون مع ثلاثي أضواء المسرح، وفي السينما قدم موسيقى وألحان عدد من الأفلام مثل «عدوية، فيفا زلاطا، إخواته البنات، لمن تشرق الشمس، أهلا يا كابتن، رجل فقد عقله».

المجدد دائما

رحل الملحن القدير حلمي بكر أمس الجمعة عن عمر ناهز الـ86 عامًا، تاركًا وراءه مشوارًا موسيقيًا طويًلا، تعاقبت عليه عدة أجيال، ولكنه كان قادرًا على التعامل معهم بدرجة عالية من الاحتراف، وكأن لسان حاله يقول أن الإبداع الموسيقي لا يعرف التقدم في العمر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حلمي بكر وفاة حلمي بكر جنازة حلمي بكر أم كلثوم محمد عبدالوهاب حلمی بکر أم کلثوم

إقرأ أيضاً:

محمد خميس لـ الفجر الفني: أنجذبت لشخصية مراد في الشرنقة لاختلافها.. واسعى لمزج الدراما بالمحتوى التاريخي الوثائقي (حوار)

 

 

 

مراد في الشرنقة جذبني كونه ليس شرير تقليدي.. به جانب إنساني ومختلفالدور كان أكبر في البداية.. لكن الظروف غيرت حجمه.المنصات الآن لها ثقل كبير جدًا وتستطيع المنافسة أمام الشاشات الكبيرةعرضنا البرنامج على قنوات لكن لم تكن مهمتة..والسوشيال ميديا قالت كلمة حق.هناك  أساطير كتير تستحق تتحول لمسلسلات.. تاريخنا متنوع وغني بالدراما.

 

حقق الفنان محمد خميس نجاح كبير خلال شهر رمضان المبارك من خلال برنامج له على السوشيال ميديا عن الآثار وتاريخ حضارتنا المصرية القديمة بالإضافة إلى دوره في مسلسل الشرنقة بشخصية "مراد"، وفي حوار خاص مع «الفجر الفني»، فتح الفنان والمبدع محمد خميس قلبه ليتحدث عن تفاصيل مشاركته في مسلسل «الشرنقة»، وكواليس ترشيحه للدور، كما كشف خميس عن شغفه الكبير بالتاريخ والحضارة المصرية، وأسرار تجربته الفريدة في تقديم محتوى ثقافي عبر السوشيال ميديا، مع تطلعاته إلى دمج الدراما بالمحتوى الوثائقي التاريخي في المستقبل.


وإليكم نص الحوار:

 

حدثنا عن مشاركتك وترشيحك في مسلسل الشرنقة ؟

مشاركتي في الشرنقة كانت بترشيح من المؤلف عمرو سمير عاطف، والمخرج محمود عبد التواب صديقي من زمان،وسعيد بالمشاركة في هذا العمل من بطولة أحمد داوود الذي كان يجمعني به عمل سابق "جراند اوتيل".

 


ما الذي جذبك لشخصية مراد في الشرنقة ؟

دور شخصية مراد كان أكبر من ذلك، ولكن بحكم الظروف جعلت الشخصية يقتص منها البعض، وانجذبت للشخصية لكونها منطقة أنه بيرتكب خطأ لكنه في الأصل ليس بلطجي فهو متطرف من الشخص الشرير الذي له طبيعية شعبية فهو ما جذبني لوجود اختلاف بالإضافة أن كتابات عمرو سمير عاطف دائما ملفتة ومميزةة وأنا احب المشاركة معه دائما.

 


ما وجهة نظرك في فكرة عرض المسلسل من خلال منصة  في شهر رمضان مقارنة بالمنافسة على شاشة التلزيون  ؟

المنصات الآن لها ثقل كبير جدًا وتستطيع المنافسة أمام الشاشات الكبيرة وهذا يحدث على مستوى العالم وهى خطوات لا بد من خطوها واتجاه لا بد من الوصول له في النهاية، فمن رأي أنها خطوة مهمة جدًا وفي الاتجاه السليم.

 

 

 

مبادرة مصر جميلة وكتاب عن الحضارة وآخرهم برنامج..فما سر الاهتمام بالتاريخ والحضارة ؟


التاريخ والحضارة هما ما يكونوا هويتك كمصري، فالحضارة توجد داخلنا منذ جدودنا، وهناك نظرية مهمة في علم النفس للعالم' كاريونج' تتكلم أن اللاوعي لدينا هو نتيجة  تراكم وعي أجدادنا واثبتها بأكثر من شكل، وفي النهاية وعينا المعاصر متكون من وعي أجدادنا الذين صنعوا كل هذه الحضارة المبنية بداخلنا، وهويتنا لم تتحدد بشكل حقيقي غير بمعرفة تاريخنا وهويتنا وقيمة هذه البلد عظيمة جدًا ومن المؤسف أن الناس لا تأخذ بالها من ذلك وهم أبناؤها.

الفنان محمد خميس 
هل فكرت أن تعرض فكرة البرنامج على أي قناة تلفزيونية ليزيد أنتشاره أكثر خلال شهر رمضان بدلًا من السوشيال ميديا  ؟

بالفعل عرضنا البرنامج على أكثر من قناة ولكن على ما يبدو يعني أن القنوات لم تكن مهمتة، ولكن في النهاية معتقدش أننا كنا هننتشر كل الانتشار ده الذي حدث على السوشيال ميديا، ربنا شاء أن هذا العام  السوشيال ميديا تقول كلمة مهمة جدًا أن الناس لا تدور على الهلس فقط، ولما بتلاقي تجربة جادة من حد عنده الحد الادني من المعرفة والموهبة الناس بتدعمها.

   هل لديك خطط مستقبلية لمزج الدراما مع المحتوى التاريخي في عمل جديد؟

بنحاول بالفعل نحقق الحركة دي، عن طريق مزج الدراما مع المحتوى التاريخي الوثائقي ونقدم ما يسمى بالـ doc drama، أو إذا سمحت الظروف نقدم عمل درامي مستحوى من حدث تاريخي ولدينا مناطق كثير في تاريخ المصري القديم تسمح بهذا.


ما هي أكثر أسطورة تاريخية تراها تستحق أن تتحول إلى فيلم أو مسلسل؟

هناك مناطق كتير جدًا تستحق أن تتحول إلى فيلم أو مسلسل، سواء على المستوى الأسطوري لتاريخ الملوك أو تاريخ النبلاء، ولها طابع درامي كثير بالاتجاه العسكري أو الرومانسي أو الكوميدي لأن كل شئ موجود في الحضارة المصرية القديمة.

 

ما أكثر حقيقة تاريخية فاجأتك أثناء إعداد الحلقات؟

لا استطيع القول أن هناك حقائق تاريخية عن إعداد الحلقات لأن أغلب الحلقات كانت مناطق ارتجالية مني مع معلومات مسبقة، لكن أثناء تعرضي للمعلومات كان هناك كذا نقطة تلفت انتباهي وببدأ افكر فيها بشكل أكبر حتى اصل إلى حلول مثل وجود الخشب داخل هرم 'زوسر' المدرج بغرفة الدفن، وأيضًا وجود النقش اللي في هرم ونس اللي مبيظهرش غير بزاوية معينة بالإضاءة فكنت بسعى للوصول إلى حلول وبالفعل وصلت إلى حلول منطقية إلى حد كبير.


ماذا عن أعمالك القادمة ؟

هناك عمل شبه منتهي سيتم عرضه بعد شهر رمضان، وهناك عمل آخر نقوم بالتجهيز له، وعلى المستوى التاريخي الوثائقي احنا بناخد خطواتنا ونحاول نعمل اللي شيفينه صح وبنحاول نقرب التاريخ والحضارة للمصريين والباقي على ربنا سبحانه وتعالى.

مقالات مشابهة

  • المدير الفني يعلن تشكيل الإسماعيلي لمواجهة مودرن سبورت بالدوري
  • أحترم مشواره .. سلوي محمد علي توضح حقيقة الاساءة لـ عادل إمام| خاص
  • «بيئة» تطلق المعرض الفني «نسيج.. خيوط من الأمل»
  • «بيئة» تطلق في الشارقة المعرض الفني «نسيج: خيوط من الأمل»
  • المدير الفني لـ بيراميدز: من الصعب أن تكون بطل الدوري المصري
  • الموت يغيب الفنان السوداني الشاب محمد فيصل “الجزار” والحزن يخيم على أصدقائه بالوسط الفني
  • أحمد حلمي ينشر فيديو من حفل زفافه.. ومنى زكي: «عدى من أيام كتير شوية»
  • محمد خميس لـ الفجر الفني: أنجذبت لشخصية مراد في الشرنقة لاختلافها.. واسعى لمزج الدراما بالمحتوى التاريخي الوثائقي (حوار)
  • حفل أغاني أم كلثوم على مسرح ساقية الصاوي فى هذا الموعد
  • وزير التموين يصدر قرارًا بتعين محمد حلمي مديرًا لتموين بورسعيد