حكم قضاء الصوم عن المتوفى.. وهل من مات في رمضان يقضى عنه؟
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
ما حكم قضاء الصوم عن المتوفى؟ سؤال أجابته عنه دار الإفتاء المصرية من خلال موقعها الرسمي، حيث يقول سائل: توفيت أمي ولم تكن قد قضت أيام فطرها في رمضان بسبب حيضها في سائر عمرها، وكل أولادها يعلمون هذا، وقد تركت مالًا، فهل نكفر عنها من هذا المال؟ وتكون قراءة الفاتحة أو غيرها من سور القرآن الكريم لكل متوفًى على حدة، أم يمكن إهداؤها للجميع دفعة واحدة؟
ما حكم قضاء الصوم عن المتوفى؟وقالت الإفتاء في بيانها ما حكم قضاء الصوم عن المتوفى؟ : إذا أفطر الصائم بعذر واستمر العذر إلى الموت فقد اتفق الفقهاء على أنه لا يصام عنه ولا فدية عليه؛ لعدم تقصيره، ولا يلحقه إثم؛ لأنَّه فرض لم يتمكَّن من فعله إلى الموت فسقط حكمه، كالحجِّ.
أمَّا إذا زال العذر وتمكَّن من القضاء ولكنه لم يقضِ حتَّى مات فللفقهاء فيه قولان: فالجمهور من الحنفية والمالكية والجديد من مذهب الشافعية وهو المذهب عند الحنابلة يرون أنه لا يُصام عنه بعد مماته بل يُطعَم عنه عن كل يوم مدٌّ؛ لأن الصوم لا تدخله النيابة في الحياة، فكذلك بعد الوفاة؛ كالصلاة.
وذهب أصحاب الحديث وجماعة من السلف كطاوس والحسن البصري والزهري وقتادة وأبو ثور، والإمام الشَّافعي في القديم، -وهو معتمد المذهب الشافعي والمختار عند الإمام النَّووي، وقول أبي الخطَّاب من الحنابلة-: إلى أنَّه يجوز لوليِّه أن يصوم عنه، زاد الشَّافعيَّة: ويجزئه ذلك عن الإطعام، وتبرأ به ذمَّة الميِّت، ولا يلزم الوليَّ الصَّومُ بل هو إلى اختياره وإن كان أَولَى من الإطعام؛ لِمَا رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها عن النَّبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ»، ورويا أيضًا من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، أَفَأَقْضِيهِ عَنْهَا؟ فَقَالَ: «لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكَ دَيْنٌ أَكُنْتَ قَاضِيَهُ عَنْهَا؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَدَيْنُ اللهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى».
أما الإمام أحمد والليث وإسحاق وأبو عبيد فقالوا: لا يُصام عن الميت إلا النذر فقط؛ حملًا للعموم في حديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها على خصوص حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما الذي بيَّنت رواياتُه أنه صوم نذر.
وأوضحت أن المراد بالولي الذي له أن يصوم عن الميت: القريب مطلَقًا، ويجوز للأجنبي عن الميت أن يصوم عنه بإذن وَلِيِّه.
قال الإمام النووي في "شرح مسلم": [وهذا القول -يعني جواز قضاء الصوم الواجب عن الميت مطلَقًا- هو الصحيح المختار الذي نعْتَقِدُهُ، وهو الذي صَحَّحَه مُحَقِّقُو أصحَابنا الجامِعون بَين الفقه والحَدِيث؛ لِهذه الأحَادِيث الصَّحِيحَة الصَّرِيحة.
وأمَّا الحَدِيث الوَارِد: «مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ أُطْعِمَ عَنْهُ» فَلَيْسَ بِثَابِتٍ، وَلَوْ ثَبَتَ أَمْكَنَ الجَمْعُ بَيْنَهُ وبَينَ هَذِهِ الأحَادِيث بِأَن يُحْمَلَ عَلَى جَوَاز الأمْرَينِ؛ فإِنَّ مَنْ يَقُول بِالصِّيَامِ يَجُوز عِنْده الإِطْعَام، فَثَبَتَ أَنَّ الصَّوَابَ المُتَعَيِّنَ تَجْوِيزُ الصِّيَامِ وتَجْوِيزُ الإِطعام، والوَلِيُّ مُخَيَّرٌ بَيْنهمَا، وَالمُرَاد بِالْوَلِيِّ: الْقَرِيب، سَوَاء كَانَ عَصَبَةً أو وَارِثًا أو غَيْرَهُمَا، وقِيلَ: المُرَاد الوَارِث، وقِيلَ: العَصَبَة، والصَّحِيح الأوَّل، ولو صام عنه أَجْنَبِيٌّ إِنْ كَانَ بِإِذْنِ الوَلِيِّ صَحَّ وإِلَّا فَلا في الأَصَحِّ، وَلا يَجِب عَلَى الوَلِيِّ الصَّوْم عَنْهُ، لَكِنْ يُسْتَحَبُّ] اهـ.
وشددت الإفتاء بناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فأنتم مخيرون بين الصيام عن أمكم وبين أن تطعموا عن كل يوم أفطرته ولم تقضِه مسكينًا، ومقداره مدٌّ عند الشافعية، وهو نحو نصف كيلو جرام من بر أو قمح أو تمر أو غير ذلك من قوت أهل البلد، فيمكنكم حساب عدد الأيام وتقسيمها عليكم صومًا أو إطعامًا، ولا مانع من إخراج القيمة في الإطعام.
أما قراءة الفاتحة وهبة ثوابها للميت فلا مانع من كون ذلك لكل ميت واحد على حِدَة أو لعدة أموات مرة واحدة؛ فكل ذلك جائز إن شاء الله تعالى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء المصرية عن المیت رضی الله الله عن الله ع
إقرأ أيضاً:
العيسوي يرعى احتفال أبناء قضاء ماعين في مأدبا
صراحة نيوز- رعى رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي، اليوم الخميس، احتفال أبناء قضاء ماعين بمحافظة مأدبا، بالمناسبات الوطنية: عيد الاستقلال، والجلوس الملكي ويوم الجيش، وذكرى الثورة العربية الكبرى.
وأعرب المتحدثون خلال الاحتفال، الذي أقيم في نادي ماعين، بحضور مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر كنيعان البلوي ومحافظ مأدبا فيصل المساعيد، عن اعتزازهم العميق بمواقف جلالة الملك عبدالله الثاني وجهوده المتواصلة لخدمة الوطن والمواطن.
وأكدوا وقوفهم الثابت خلف قيادته الحكيمة، ودعمهم المتواصل لكل ما يبذله جلالته من جهود دؤوبة لرفعة الأردن، وتعزيز مكانته، والدفاع عن قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي ما فتئ جلالته يحمل لواءها في المحافل الدولية بكل شجاعة ومسؤولية.
كما ثمّنوا المكانة الرفيعة التي يحظى بها جلالة الملك على الساحة الدولية، والتي تعكس احترام العالم للدور الأردني المحوري، مشيرين إلى أن الأعياد الوطنية تشكل محطات مشرقة تترسخ فيها القيم الوطنية، وتُجدد فيها البيعة والعهد للعرش الهاشمي، لما تحمله من رمزية عميقة في مسيرة الاستقلال، والبناء، والتضحية، التي خاضها الأردنيون بقيادة آل هاشم الأبرار.
وفي كلمته، أكد نائب رئيس مجلس محافظة مأدبا المحامي خالد العرامين، أن المناسبات الوطنية ليست مجرد ذكريات عابرة، بل هي وقود الحاضر، وحافز المستقبل، وإجلال لتاريخ ناصع، ووطن شامخ، وقيادة حكيمة، تمضي بالأردن بثقة وثبات على دروب العز والكرامة.
وأشار العرامين إلى أن الجميع باقٍ على العهد يعمل بإخلاص وتفانٍ في خدمة الأردن، لافتًا إلى أن الانتماء للوطن والولاء لجلالة الملك راسخان لا يتغيران، وهما الركيزتان اللتان تُبنى عليهما هوية الأردني وعقيدته الوطنية.
من جهته، عبّر رئيس بلدية مأدبا الكبرى عارف الرواجيح عن فخره بمواقف الأردن وقيادته الهاشمية، التي حملت مشاعل المجد والعز منذ فجر التأسيس، وعبرت بالأردن إلى شواطئ الأمن والاستقرار في بحر متلاطم بالأزمات والتحديات.
ولفت الرواجيح إلى أهمية الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك في البرلمان الأوروبي، والذي لاقى اهتمامًا واسعًا من أكثر من 700 نائب أوروبي، مؤكدًا أن مضامين الخطاب عكست ثوابت الدولة الأردنية ومواقفها الأخلاقية الشجاعة، وأعادت التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية وحقوق الشعوب بالكرامة والعدالة.
وأكد الرواجيح في ختام كلمته أن البيعة والعهد لجلالة الملك وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، ستبقى ثابتة، باعتبارها عقيدة وطنية ووفاءً متجذرًا في وجدان الأردنيين.
وتخلل الاحتفال فقرات فنية وشعبية، وقصائد شعرية جسدت معاني الانتماء والولاء، وعبّرت عن الفرح بالمناسبات الوطنية.
وفي ختام الحفل، سلّم القائمون على الاحتفال رئيس الديوان الملكي الهاشمي وثيقة مرفوعة إلى مقام جلالة الملك عبدالله الثاني، حملت عنوان: “العهد الصادق والولاء المطلق”، موقّعة من أبناء محافظة مأدبا، تعبيرًا عن وفائهم المطلق والتفافهم حول القيادة الهاشمية والتأكيد على الوحدة الوطنية التي ستبقى الصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات والدسائس.