عشية "عيد المرأة".. الأمم المتحدة تحصي عدد الفلسطينيات القتلى في حرب غزة
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
أفاد تقرير صادر عن الأمم المتحدة بأن الحرب في قطاع غزة تسببت في قتل وإصابة النساء بطرق غير مسبوقة، مشيرة إلى مقتل 9 آلاف امرأة على الأقل منذ 7 أكتوبر.
إقرأ المزيدوقالت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في تقرير أصدرته مطلع مارس الجاري، إنه "مع اقتراب الحرب على غزة من دخول شهرها الخامس، تستمر معاناة النساء الغزيات من آثار الحرب الكارثية.
-تشير التقارير إلى أن ما يقدر بنحو 9000 إمرأة قتلن على أيدي القوات الإسرائيلية في غزة لغاية الآن. ومن المرجح أن يكون هذا الرقم أقل من الرقم الفعلي، حيث تفيد التقارير بأن العديد من النساء قد لقين حتفهن وما زلن تحت الأنقاض.
-في كل يوم تستمر فيه الحرب على غزة بمعدلها الحالي، ستقتل في المتوسط 63 امرأة يوميا.
-تقتل 37 أم تقريبا بشكل يومي، تاركين خلفهن أسرا مدمرة، وأطفالا دون حماية.
-أفادت أكثر من 4 من كل 5 نساء (84 في المئة) بأن أسرهن تأكل نصف أو أقل من كمية الطعام الذي اعتادت عليه قبل بدء الحرب، وبأنه يتم تكليف الأمهات والنساء البالغات بإيجاد مصادر الطعام، ومع ذلك هن آخر من يأكل وأقل من يأكل مقارنة بالآخرين.
-حوالي 4 من كل 5 نساء (84 في المئة) في غزة أفدن بأن واحدا على الأقل من أفراد أسرتهن فوت وجبات طعام خلال الأسبوع الماضي. وفي 95 في المائة من الحالات، الأمهات هن من لا يتناولن الطعام، ويفوتن وجبة واحدة على الأقل لإطعام أطفالهن. وسيواجه جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي في غضون أسابيع - وهو أعلى مستوى تم تسجيله على الإطلاق بينما غزة على حافة المجاعة.
-تجد حوالي 9 من كل 10 نساء (87 في المئة) صعوبة في الوصول إلى الغذاء مقارنة بالرجال. وتلجأ بعض النساء الآن إلى آليات تكيف شاقة، مثل البحث عن الطعام تحت الأنقاض أو في صناديق القمامة.
-أفادت 10 من أصل 12 منظمة نسوية شملها الاستطلاع في غزة، بأنها تعمل بشكل جزئي، وتوفر الاستجابة الأساسية الطارئة. وعلى الرغم من الجهود الاستثنائية التي تم بذلها من قبل هذه المنظمات، فقد تم توجيه أقل من 1 في المئة من التمويل الذي تم جمعه من خلال النداء العاجل لعام 2023 إلى منظمات حقوق المرأة الوطنية أو المحلية. يعد توجيه التمويل إلى هذه المنظمات أمرا بالغ الأهمية لتلبية الاحتياجات الهائلة للنساء وأسرهن ومجتمعاتهن، ولضمان عدم إغفال أصوات النساء في غزة.
وختمت الأمم المتحدة تقريرها، بالتأكيد أنه "ما لم يكن هنالك وقف إنساني فوري لإطلاق النار، سيموت المزيد من الناس في غزة في الأيام والأسابيع المقبلة"، مشددة على ضرورة توقف القتل والقصف وتدمير البنية التحتية الأساسية ودخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وكل أنحائها فورا".
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة جرائم ضد الانسانية حقوق الانسان حقوق المرأة طوفان الأقصى قطاع غزة الأمم المتحدة فی المئة فی غزة
إقرأ أيضاً:
نساء الجنوب اللبناني يواجهن التحديات ويترشحن للانتخابات البلدية
جنوب لبنان- أعادت التجربة القاسية رسم صورة المرأة الجنوبية في لبنان، متجاوزة القوالب النمطية التي حُصرت فيها لعقود، فقد شكَّلت الحرب نقطة تحول ودافعة لها نحو اقتحام ميادين طالما كانت تُنسب تقليديا إلى الرجال، وفي مقدمها الشأن العام والعمل البلدي.
ومع دخول الاستحقاق البلدي والاختياري في انتخابات المجالس المحلية مراحله الحاسمة، يبرز ترشح النساء لافتا، خاصة في البلدات التي واجهت الحرب وتبعاتها بشكل مباشر.
وتظهر مؤشرات الدورة الانتخابية الحالية في جنوب لبنان، تحولا نوعيا في مستوى مشاركة النساء، يتجلى في ازدياد عدد المرشحات وجرأتهن في طرح رؤى واضحة للعمل البلدي والاختياري، مدفوعات بإرادة التغيير وبالرغبة في إعادة بناء مجتمعاتهن.
ورصدت الجزيرة نت عبر لقاءات مع عدد من المرشحات، كيف يخضن هذا الاستحقاق في ظل واقع أمني واقتصادي هش، كما تستعرض دوافعهن للترشّح، وطموحاتهن وتصوراتهن للعمل العام.
شريكة وفعَّالةفي مدينة النبطية جنوب لبنان، تخوض لينا صياح تجربتها الأولى في العمل البلدي كمرشحة ضمن لائحة "النبطية تستحق الحياة"، مدفوعة بإيمان راسخ بأن المدينة تستحق إدارة تتجاوز النهج التقليدي.
وتقول صياح للجزيرة نت "لم أترشح لهدف شخصي، بل نتيجة شعور عميق بالمسؤولية تجاه المدينة وأهلها، فالنبطية تمرّ بمرحلة دقيقة، بين آثار الحرب وتراجع الخدمات الأساسية، فضلا عن شعور عام بالإحباط يتسلّل إلى النفوس، من هنا قررنا أن يكون الصوت المدني حاضرا بخطة واضحة وشجاعة في مواجهة الواقع".
إعلانكما أن قرارها بالترشح -تؤكد صياح- لم يكن ارتجاليا أو متردّدا، بل نابعا من إيمان بضرورة انخراط النساء في الشأن العام، لا سيما في العمل البلدي. وتضيف "في مجتمعنا الجنوبي، لا تزال مشاركة النساء محدودة وغالبا رمزية، لكننا نعمل لتكون المشاركة فعلية ومؤثرة، وأنا فخورة بأن أكون من اللواتي يُمهدن هذا الطريق بثقة وإرادة".
وتشير إلى التحديات الكبيرة التي تواجه أي مشروع تغييري، من إعادة بناء الثقة بالمجالس البلدية إلى صعوبات التمويل، وصولا إلى مقاومة البعض لفكرة التغيير، خصوصا إذا جاء على يد نساء.
وترى أن دور المرأة في الشأن البلدي لا يقتصر على تحسين الخدمات والبنى التحتية، بل يتعداه إلى التأسيس لمقاربة مؤسسية مختلفة، وتوضح أنها تريد للمرأة أن تكون شريكة فعَّالة في التخطيط، وصناعة القرار، والرقابة، وبناء مؤسسات بلدية شفافة، "فصوت المرأة ليس تفصيلا، بل ضرورة ملحّة" حسب وصفها.
وختمت صياح مخاطبة نساء الجنوب، "السياسة والعمل البلدي ليسا حكرا على أحد، أنت لست فقط أما أو موظفة أو ناشطة، بل شريكة وصانعة قرار حين تختارين أن تشاركي، والتغيير يبدأ بخطوة، واليوم أكثر من قبل الجنوب يحتاج صوتك".
شرف التجربة
وفي بلدة راميا الحدودية، التي دُمِّرت بالكامل خلال العدوان الإسرائيلي، تبرز زينب علي صالح كمرشحة لعضوية المجلس البلدي، مستندة إلى تاريخها كناشطة اجتماعية حاضرة دوما إلى جانب الأهالي.
وتقول زينب للجزيرة نت، إنها ترشحت لرغبتها في خدمة الناس، الذين شجعوها على الاستمرار وطالبوا بذلك، وهي تُدرك حجم التحديات التي تنتظرها، فالبلدة الصغيرة لا تزال بحاجة إلى كل شيء تقريبا؛ من البنية التحتية إلى دعم الزراعة التي تشكّل موردها الأساسي.
وتضيف "راميا تعتمد على الزراعة، من الزيتون والتبغ والقمح وغيرها، وكلها تضررت بفعل الحرب، والبلدة بحاجة إلى من يعمل لها، ويخطط لنهضتها بعد كل هذا الدمار".
إعلانوترى أن مجرد الترشح بحد ذاته خطوة جريئة، خاصة في ظل قلة مشاركة النساء بهذا المجال، وتقول "لم نعد نتحمل البقاء بلا دور، لا في بلدنا، ولا في بيوتنا، ولا في أرزاقنا، من الضروري أن تتحسن الخدمات، وأن يُبنى العمل البلدي على رؤية بعيدة المدى".
وختمت المرشحة "حتى إن لم يحالفني الحظ، فإن مجرَّد الترشح يعد دعما معنويا للنساء اللواتي بدأن يتشجّعن، وقد يدفعهن ذلك إلى خوض التجربة في المرة المقبلة، لا بد أن نحضر وأن نشارك".
تطلع وإصرارأما هبة طلال بيطار، المرشحة المستقلة لعضوية المجلس البلدي في بلدة "النبطية التحتا" جنوب لبنان، فتخوض معركتها الانتخابية مرتكزةً إلى رؤية واضحة للتغيير بأن الوقت لم يعد يحتمل التأجيل أكثر، وأن لحظة التغيير والإصلاح قد حانت، خاصة بعدما مرت به النبطية من أزمات أثقلت كاهل أهلها.
وبخطى ثابتة، تقدمت هبة إلى ساحة العمل البلدي لتؤكد أن للمرأة دورا محوريا لا يمكن تجاهله في بناء المجتمع وخدمة الناس، وتقول للجزيرة نت "لم يكن الطريق سهلا، فقد واجهت انتقادات وتنمّرا لمجرد كوني امرأة، وصوري الانتخابية مُزّقت 5 مرات، لكنني لم أتراجع وأعدت تعليقها في كل مرة بعزيمة وإصرار أكبر".
وتؤمن هبة بأن التغيير يبدأ من الأساس، عبر تقديم خدمات حقيقية للناس والعمل من أجل مدينة أكثر عدالة وتنظيما. وتطالب المرأة بأن تكون "شريكة حقيقية" في تحقيق الإنجازات، وحاضرة بكل موقع يُمكن من خلاله خدمة المجتمع، مضيفة "أشجع بقوة مشاركة النساء في الحياة العامة والسياسية، وأدعوهن إلى كسر الحواجز والمساهمة في صناعة القرار".
أما رماح أحمد قبيسي، المرشحة لمنصب "المختار" في بلدة الدوير قضاء النبطية، فتخوض تجربتها المستقلة في منصب لا تزال الهيمنة الذكورية طاغية عليه، وفقا لها.
إعلانوتقول للجزيرة نت "ترشّحي جاء بعد انقطاع الانتخابات البلدية والاختيارية لسنوات، ومع إعلان وزير الداخلية عزم الدولة إجرائها هذا العام، رأيت أن الفرصة سانحة للتغيير، فقررت خوضها بمفردي".
وتدرك حساسية ترشحها في مجتمع لم يعتد على وجود امرأة في موقع المختار، وتوضح أنه رغم وصول المرأة اللبنانية إلى البرلمان والوزارة، فإن المناصب المحلية، كمنصب المختار، لا تزال "شبه حكر" على الرجال، وتضيف "لهذا هدفي مزدوج؛ على مستوى بلدتي، وقضاء النبطية بأكمله".
وتلفت إلى أن الناس يتساءلون فورا عن البرامج والخطط قبل أن يتولى المرشح المنصب، وترد بثقة "أنا أمتلك خطة واسعة، المختار ليس مجرد موقّع معاملات، بل هو شخصية موجودة يوميا بين الناس، تستمع وتحل وتتابع وتبادر".
وتختم قائلة "جميعنا تأثرنا بالحرب وبالظروف القاسية، حان وقت التغيير، يجب أن نطرح وجوها جديدة تملك رغبة حقيقية في العمل، لنعيد للناس بعضا من الراحة النفسية، وبعضا من الأمل".