الأنظمة الاستبدادية لديها أسباب قليلة واضحة للتحقق من الفساد: يمكن قمع المعارضة السياسية، والمساءلة الرسمية ضعيفة

 

التغيير: كمبالا

تصدرت صورة الرئيس السوداني المعزول عمر حسن أحمد البشير، غلاف كتاب صدر عن دار كامبيردج للنشر، يتناول بالتحليل موضوع الفساد وعلاقته بالأنظمة الديكتاتورية عالميا وتاريخيا.

الكتاب عبارة عن مجموعة أبحاث ودراسات أكاديمية متخصصة أعدها باحثون وكتاب وأساتذة جامعيين وخبراء اقتصاد معروفين على مستوى العالم.

وفي التعريف بالكتاب نقرأ: “يتحدى المؤلفون الفكرة المقبولة على نطاق واسع بأن الديكتاتوريات مرادفة لمستويات عالية من الفساد، ويستكشفون سبب عرض بعض الأنظمة الاستبدادية لمستويات عالية من الفساد بينما لا تظهرها أنظمة أخرى. وباستخدام دراسات حالة من الأردن وماليزيا وأوغندا، قاموا بدراسة العوامل السياسية والاقتصادية التي يعتقدون أنها تثبط الفساد.

ونقرأ أيضا: “تطرح فينيتا ياداف وبومبا موخرجي سؤالاً مهماً: لماذا تكون بعض الأنظمة الاستبدادية أكثر فساداً من غيرها؟ ففي نهاية المطاف، مقابل كل سنغافورة هناك زيمبابوي أو اثنتين. ويرى المؤلفان أن الأنظمة الاستبدادية تقلل الفساد عندما تتحالف جمعيات الأعمال الصغيرة مع أحزاب المعارضة “في المجلس التشريعي للضغط على هذه القضية. ولدعم حجتهم، يقدمون أدلة من التحليلات واسعة النطاق عبر الوطنية ودراسات الحالة المصممة بذكاء. إن سياسة الفساد في الديكتاتوريات، التي تم طرحها بوضوح وأبحاثها الغنية، تستحق جمهورًا واسعًا. ”

ومن المقدمات التعريفية بالكتاب نقتطف: الأنظمة الاستبدادية لديها أسباب قليلة واضحة للتحقق من الفساد: يمكن قمع المعارضة السياسية، والمساءلة الرسمية ضعيفة، والفساد يمكن أن يكون مربحا لمن هم في القمة. ولكن من خلال تحليل البيانات ودراسات الحالة يرى ياداف وموكيرجي أن “من الواضح أن كل هذه الأنظمة خفضت الفساد إلى درجات ذات معنى. والدروس المستفادة من هذا التحليل الرائع مهمة لكل من السيطرة على الفساد وكيفية فهم الأنظمة الاستبدادية: فالإصلاح لا يحتاج إلى انتظار التحول إلى الديمقراطية، ويمكن العثور على فرص مكافحة الفساد في أماكن غير متوقعة”.

يذكر أن ثورة شعبية تمكنت من الإطاحة بحكم عمر البشير في 11 ابريل 2019 بعد أن اعتصم الثوار الغاضبون أمام مقر قيادة الجيش مطالبين برحيل النظام، مما دفع الجيش إلى الاستجابة لمطالبهم. وتم توقيف البشير وإيداعه سجن كوبر في الخرطوم.

واندلعت التظاهرات ضد نظام البشير في ديسمبر 2018 بعد قرار حكومي برفع سعر الخبز ثلاثة أضعاف قيمته.

وحكم البشير السودان متحالفا مع الإسلامين لمدة ثلاثين عاما، شهدت خلالها البلاد انفصال جنوب السودان، واندلاع العديد من الحروب الداخلية، وتدهورا غير مسبوق للاقتصاد السوداني.

ويعد عمر البشير أهم المطلوبين في ملف دارفور لدى محكمة الجنايات الدولية، في تهم تتعلق بالابادة الجماعية، وجرائم ضد الإنسانية.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في العام 2009 مذكرة توقيف في حق البشير الذي اتهمته بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال النزاع المسلح في دارفور الذي اندلع في 2003 وقتل خلاله أكثر من 300 ألف شخص.

 

 

الوسومالديكتاتورية الفساد دارفور عمر البشير

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الديكتاتورية الفساد دارفور عمر البشير

إقرأ أيضاً:

بنعبد الله: "خلافات ثانوية" بين ثلاثة أحزاب في المعارضة أفشلت ملتمس الرقابة

في تعليق له على فشل تنسيق المعارضة لتقديم ملتمس رقابة ضد الحكومة، عقب انسحاب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، صرح نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، بأن « الخلافات الثانوية » بين مكونات أخرى من المعارضة أدت إلى « إجهاض وإفشال » هذه المبادرة، في إشارة منه إلى خلافات طفت إلى السطح بين أحزاب العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي والحركة الشعبية حول من يستقدم بملتمس الرقابة .

وأوضح بنعبد الله، على هامش لقاء لحزبه بمدينة تازة، أن الجدل حول الجهة التي ستقدم الملتمس طغى على الهدف الأساسي المتمثل في محاسبة الحكومة وإسماع صوت المعارضة.

وأكد بنعبد الله أن حزب التقدم والاشتراكية سيستمر في نهجه المعارض لـ « السياسات الحكومية الفاشلة » من خلال الأدوار التي قام بها سابقا وسيواصل هذه النبرة المعارضة.

وأعلن الفريق الاشتراكي ـ المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، أول أمس الجمعة، توقفيه لأي تنسيق بخصوص الملتمس، بعدما كان المبادر بالدعوة إلى وضع ملتمس الرقابة من أجل إثارة المسؤولية السياسية للحكومة.

وقال الفريق في بيان له إنه « لم يلمس أية رغبة في التقدم من أجل تفعيل ملتمس الرقابة »، بل » كان هناك إصرار على إغراق المبادرة في كثير من الجوانب الشكلية التي تتوالد في كل اجتماع جديد » مُعتبرا أن “الغايات من ملتمس الرقابة كآلية رقابية من أجل تمرين ديمقراطي يشارك فيه الجميع قد اختفت وحلت محلها رؤية حسابية ضيقة تبحث عن الربح السريع بدون تراكمات فعلية”.

وأوضح ادريس لشكر، الأمين العام للحزب في كلمة أدلى بها على هامش انعقاد المجلس الوطني لحزبه، أمس السبت، أن « الأمر لم يكن خلافا تقنيا، بل صراعا على رمزية المبادرة ومحاولة إقصاء الاتحاد الاشتراكي من موقعه الطبيعي ».

وأكد »كنا المبادرين، لكننا وجدنا أنفسنا في صراع حول من يحق له تلاوة الوثيقة » مشيرا إلى أن « حزبه هو من بادر إلى طرح فكرة ملتمس الرقابة، وقام بصياغة الوثيقة التأسيسية للمبادرة مدعّمة بمبرراتها القانونية والسياسية، وجرى توزيعها على باقي مكونات المعارضة »، مبرزا « لكننا لم نتلقّ أي وثيقة بديلة، فقط إضافات مكملة »، قبل أن يُفاجأ، على حد قوله، بـ »نقاش غريب حول من سيقوم بتلاوة النص داخل البرلمان، وكأن الأمر يتعلق بمباراة شخصية لا بموقف سياسي مسؤول ».

كلمات دلالية المعارضة بنعبد الله ملتمس الرقابة

مقالات مشابهة

  • د. كامل وكتائب البشير الإجرامية
  • هجرة الأدمغة الطبية تُقلق تونس.. دعوة من جنيف لتعاون دولي يُنقذ الأنظمة الصحية
  • إطلاق منصة ذكاء اصطناعي لإدارة وتحسين أداء الأنظمة الحضرية المعقدة
  • فرنسا تطلب من تلغرام حظر الأصوات المعارضة
  • ثورة تكنولوجية.. ابتكار جهاز عصبي يحاكي عمل الدماغ البشري
  • عاجل. إطلاق صاروخين باتجاه غلاف غزة الجنوبي تزامنًا مع بدء الجيش الإسرائيلي عمليته الواسعة في القطاع
  • بنعبد الله: "خلافات ثانوية" بين ثلاثة أحزاب في المعارضة أفشلت ملتمس الرقابة
  • إزالة صورة بشار الأسد من فئات الليرة
  • «الثقافي العربي» يناقش كتاب «زمردة»
  • كتاب: استراتيجيات العمل عن بعد