رمضان 1445ه.. استعدادات خجولة لاستقباله في بيوت اليمنيين
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
للعام العاشر ومعاناة الناس يعمقها العدوان المستمر:
الاسرة/خاص
خلال الساعات القادمة يحل على اليمن وبلدان الأمة العربية والإسلامية شهر رمضان المبارك، وهو العام العاشر الذي يتزامن فيه قدوم هذا الضيف الكريم مع جحيم وآثار العدوان السعودي الأمريكي وحصاره الغاشم، قبل أن يُضاف إليه منذ أسابيع عدوان أمريكي بريطاني جديد على بلاد الحكمة والإيمان.
وهذه الممارسات العدوانية على اليمن كانت وما زالت تنطوي على تداعيات كارثية أثرت بشكل كبير ومباشر على حياة الناس وعلى مستوى الوضع الإنساني والمعيشي وألقت بظلالها السلبية على مظاهر استقبال الشهر الكريم ومستوى الاستعداد لهذه المناسبة بالنسبة للأسر اليمنية التي بات استعدادها للشهر الكريم مقتصرا على اقتناء القليل والممكن من الاحتياجات الأساسية بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة الناجمة عن العدوان والحصار وفي مقدمتها بطبيعة الحال انقطاع المرتبات التي تسبب بها العدوان وما ترتب عليها من معاناة كبيرة لملايين المواطنين.
وتؤكد ربات البيوت أن الاستعداد لشهر رمضان في ظل الظروف الاقتصادية الحالية تحت تأثيرات العدوان والحصار بات شبه منعدم تقريبا وخصوصا على صعيد اقتناء متطلبات الشهر الفضيل من المواد الغذائية.. وتقول أم عمار وهي ربة منزل من سكان العاصمة صنعاء : لم يكن هناك مجال إطلاقا لشراء الكماليات التي كانت ترتبط بشهر رمضان المبارك، وتضيف في حديثها لـ”الاسرة” : اقتصرت الاستعدادات الرمضانية لهذا العام -كما هو الحال خلال السنوات الماضية وخاصة منذ نقل البنك المركزي بقرار من تحالف العدوان وانقطاع المرتبات- على شراء المستلزمات الضرورية كالقمح والسكر وغير ذلك من الأساسيات الضرورية، لأن الوضع المادي المتردي للأسر اليمنية وارتفاع الأسعار الجنوني أجبر ربات البيوت على الحد من الشراء والتسوق والتطلع إلى اقتناء الكماليات التي كانت سائدة في الماضي.
من ناحيتها توضح جميلة العامري انه ورغم غلاء الأسعار وارتفاع أسعار المواد الغذائية جراء العدوان والحصار إلا أن اليمنيين بصورة عامة يحاولون عيش حياتهم الطبيعية، مشيرة الى ان التداعيات الكارثية للحصار الجائر أجبرت الناس على التخلي عن الكثير من العادات والتقاليد الخاصة باستقبال الشهر الفضيل .
وتضيف العامري وهي معلمة في احدى المدارس الأهلية : كان الناس في مثل هذا التوقيت من كل عام يعدون العدة في إيجاد التموينات الغذائية لكن العدوان السعودي الأمريكي وحصاره الغاشم وكذلك الهجمة الأمريكية البريطانية مؤخرا على اليمن كان لها الأثر الكبير في القضاء على هذه الاستعدادات وجعلها في أدنى مستوياتها.
وكانت ربات الأسر اليمنية يتسابقن في مثل هذه الأيام وبالتحديد في الأسبوع الأخير من شهر شعبان لشراء المقتنيات الغذائية الخاصة بالأكلات والأطعمة المرتبطة بالشهر الكريم لكن الوضع الاقتصادي الذي نجم عن العدوان والحصار جعل ذلك من الماضي ومن الأشياء التي صارت مستحيلة لمعظم الأسر والعائلات اليمنية، وتقول زهراء أحمد وهي ربة بيت وأم لسبعة أطفال بأن العدوان والحصار المتواصل منذ عشر سنوات جعل الأسر اليمنية عاجزة حتى عن اقتناء المستلزمات الغذائية الضرورية حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل كبير ناهيك عن شراء أي كماليات كانت تقوم بشرائها خلال شهر رمضان في السابق .
وعلى الرغم من هذه الأوضاع الاستثنائية التي يمر بها البلد منذ سنوات إلاّ أن الناس يحاولون التأقلم مع هذا الواقع ومواجهة تداعياته وتقول الدكتورة – ليلى المسعودي – وهي باحثة اجتماعية: أن اليمنيين رجالا ونساء وكبارا وصغارا أثبتوا قدرتهم على مواجهة كل التحديات والمصأعب الناجمة عن العدوان والحصار طوال السنوات الماضية وقادرون على الصمود والتغلب على كافة ألوان المعاناة، ولن تستطيع أي قوة أن تهزم الإرادة الصلبة لشعب عريق اثبت مناعته ضد المحن، ولن يكون رمضان القادم غير محطة جديدة للصمود والتزود بمزيد من القيم والمبادئ الدينية والوطنية والإنسانية.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: العدوان والحصار
إقرأ أيضاً:
«مقاومة بالفاشر»: الجوع يحصد الأرواح والحصار يحوّل المدينة إلى مقبرة صامتة
التنسيقية قالت إن قوات الدعم السريع بفرض حصار شامل على المدينة وتستخدم التجويع والقصف كأدوات حرب ضد المدنيين، مؤكدة أن هذا السلوك يمثل “جريمة ممنهجة” تهدف إلى إخضاع سكان الفاشر بالقوة.
الفاشر: التغيير
حذّرت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، من كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة سكان المدينة، مؤكدة أن المجاعة بلغت مستويات كارثية وأن الموت جوعاً أصبح “حقيقة يومية يعيشها الأهالي”.
وقالت التنسيقية في بيان اليوم الثلاثاء، إن حتى علف الحيوانات الذي كان يُستهلك كبديل للغذاء أصبح نادراً أو مفقوداً تماماً، مشيرة إلى أن المدينة تسجّل يومياً وفيات بين الأطفال والنساء وكبار السن بسبب الجوع ونقص الغذاء.
واتهم البيان قوات الدعم السريع بفرض حصار شامل على المدينة واستخدام التجويع والقصف كأدوات حرب ضد المدنيين، مؤكداً أن هذا السلوك يمثل “جريمة ممنهجة” تهدف إلى إخضاع سكان الفاشر بالقوة.
كما وجّهت التنسيقية انتقادات حادة إلى السلطات الرسمية، متهمة إياها بـ”الصمت المطبق والعجز عن اتخاذ أي خطوة جادة لفك الحصار”، وأشارت إلى أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة ما زالا “يتحدثان بلغة المقترحات دون تنفيذ”، في إشارة إلى المقترح الأممي المتعثر لإنزال مساعدات إنسانية جواً إلى المدينة.
وأطلقت التنسيقية نداء عاجل قالت فيه: “أوقفوا نزيف الفاشر وافتحوا جسراً جوياً الآن”، في إشارة إلى الحاجة الماسة لتدخل إنساني فوري لإنقاذ آلاف المدنيين المحاصرين.
وتخضع مدينة الفاشر منذ عدة أشهر لحصار خانق تفرضه قوات الدعم السريع التي تسيطر على معظم الطرق المؤدية إليها، مما أدى إلى انقطاع الإمدادات الغذائية والطبية وتفاقم الأوضاع المعيشية.
ويُعد هذا الحصار جزءاً من التصعيد العسكري الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، والتي خلّفت مئات الآلاف من القتلى والجرحى وملايين النازحين.
وتحذر الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية منذ أسابيع من أن الفاشر تقف على حافة المجاعة، مع تعذر دخول المساعدات وانهيار البنية الصحية، وسط استمرار القصف والاشتباكات داخل وحول المدينة.
الوسومآثار الحرب في السودان إنهاء حصار الفاشر الأوضاع في الفاشر