تعرف كيف يمكن للذكاء الاصطناعي قلب موازين الانتخابات الأمريكية ونسف الحقائق؟
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
للوهلة الأولى، لا تبدو الصور المتداولة عبر الإنترنت والتي تظهر الرئيس السابق دونالد ترامب محاطا بمجموعات من السود يبتسمون ويضحكون شيئا خارجا عن المألوف.
توفر الإضاءة الغريبة والتفاصيل المثالية أدلة على حقيقة أنها تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وظهرت الصور، التي لم يتم ربطها بحملة ترامب، في الوقت الذي يسعى فيه ترامب لكسب الناخبين السود الذين تظهر استطلاعات الرأي أنهم ما زالوا موالين للرئيس جو بايدن.
توفر الصور الملفقة، التي تم تسليط الضوء عليها في تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مؤخرا، دليلا إضافيا يدعم التحذيرات من أن استخدام الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي سوف يزداد مع اقتراب الانتخابات العامة في نوفمبر/تشرين الثاني.
قال الخبراء إنهم يسلطون الضوء على خطر استهداف أي مجموعة -اللاتينيون والنساء والناخبون الأكبر سنا- بصور واقعية تهدف إلى التضليل والارتباك بالإضافة إلى إظهار الحاجة إلى التنظيم حول التكنولوجيا.
في تقرير نُشر هذا الأسبوع، استخدم الباحثون في مركز مكافحة الكراهية الرقمية غير الربحي العديد من برامج الذكاء الاصطناعي الشائعة لإظهار مدى سهولة إنشاء صور مزيفة واقعية يمكن أن تخدع الناخبين.
وتمكن الباحثون من إنشاء صور لاجتماع ترامب مع عملاء روس، وبايدن يحشو صناديق الاقتراع، على الرغم من أن العديد من برامج الذكاء الاصطناعي هذه تقول إن لديها قواعد لحظر هذا النوع من المحتوى.
وأثارت الصور قلق اليمين واليسار على حد سواء من أنها قد تضلل الناس بشأن دعم الرئيس السابق بين الأمريكيين من أصل أفريقي. وقد أعرب البعض في فلك ترامب عن إحباطهم من تداول الصور المزيفة، معتقدين أن المشاهد المصطنعة تقوض تواصل الجمهوريين مع الناخبين السود.
يتوقع الخبراء بذل جهود إضافية لاستخدام التزييف العميق الناتج عن الذكاء الاصطناعي لاستهداف كتل ناخبين محددة في الولايات المتأرجحة الرئيسية، مثل اللاتينيين والنساء والأمريكيين الآسيويين والمحافظين الأكبر سناً، أو أي فئة سكانية أخرى تأمل الحملة في جذبها أو تضليلها أو تخويفها. مع إجراء عشرات الدول انتخابات هذا العام، أصبحت التحديات التي تفرضها تقنية التزييف العميق قضية عالمية.
في يناير/كانون الثاني، تلقى الناخبون في نيو هامبشير مكالمة هاتفية تحاكي صوت بايدن تخبرهم، كذبا، أنهم إذا أدلوا بأصواتهم في الانتخابات التمهيدية لتلك الولاية، فلن يكونوا مؤهلين للتصويت في الانتخابات العامة. واعترف مستشار سياسي لاحقا بإنشاء المكالمة الآلية، والتي قد تكون أول محاولة معروفة لاستخدام الذكاء الاصطناعي للتدخل في الانتخابات الأمريكية.
يمكن أن يكون لمثل هذا المحتوى تأثير مدمر حتى عندما لا يتم تصديقه، وفقا لدراسة أجراها باحثون في جامعة ستانفورد في فبراير/شباط لدراسة التأثيرات المحتملة للذكاء الاصطناعي على مجتمعات السود. عندما يدرك الأشخاص أنهم لا يستطيعون الوثوق في الصور التي يرونها عبر الإنترنت، فقد يبدأون في استبعاد مصادر المعلومات المشروعة.
وفقا لأسوشيتد برس، كتب الباحثون: "نظرا لأن المحتوى الذي ينشئه الذكاء الاصطناعي أصبح أكثر انتشارا ويصعب تمييزه عن المحتوى الذي ينشئه الإنسان، فقد يصبح الأفراد أكثر تشككا وعدم ثقة في المعلومات التي يتلقونها".
حتى لو لم ينجح في خداع عدد كبير من الناخبين، فإن المحتوى الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي حول التصويت والمرشحين والانتخابات يمكن أن يجعل من الصعب على أي شخص التمييز بين الحقيقة والخيال، مما يدفعهم إلى استبعاد المصادر المشروعة للمعلومات ويؤدي إلى فقدان المعلومات. الثقة التي تقوض الإيمان بالديمقراطية بينما تعمل على توسيع الاستقطاب السياسي.
في حين أن الادعاءات الكاذبة حول المرشحين والانتخابات ليست بالأمر الجديد، فإن الذكاء الاصطناعي يجعل إنتاج صور وفيديو وصوت نابض بالحياة أسرع وأرخص وأسهل من أي وقت مضى. عند نشرها على منصات وسائل التواصل الاجتماعي مثل TikTok أو Facebook أو X، يمكن أن تصل التزييفات العميقة المستندة إلى الذكاء الاصطناعي إلى الملايين قبل أن تدرك شركات التكنولوجيا أو المسؤولون الحكوميون أو منافذ الأخبار المشروعة وجودها
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
هل يزيدنا الذكاء الاصطناعي ذكاءً؟
اليوم يمثل الذكاء الاصطناعي أسرع موجة تبني تكنولوجي في التاريخ، متفوقاً على انتشار الإنترنت والهواتف الذكية وحتى الكهرباء، وذلك وفق مايكروسوفت في ويب ساميت 2025.
شهد العالم خلال قرنين من التطور رحلة متدرجة نحو الذكاء الاصطناعي بدأت من ابتكارات الحوسبة الأولى في القرن التاسع عشر ووصلت إلى ثورة الذكاء الاصطناعي السريع اليوم وفي هذا السياق يبرز سؤال محوري: هل يجعلنا الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاء أم يدفعنا للاعتماد المفرط عليه وبين الفرص والمخاطر تظهر صورة واضحة شكلتها الأبحاث والمحاضرات العالمية.
أولاً : جذور التحول الرقمي عبر 6 رواد تاريخيين:
1. تشارلز بابج 1791 ابتكر الآلة التحليلية ووضع أساس الحوسبة.
2. آلن تورنغ 1912 ابتكر آلة تورنغ وطرح سؤال هل يمكن للآلة أن تفكر.
3. فينتون سيرف 1943 طوّر بروتوكول TCP IP وربط العالم.
4. تيم برنرز لي 1955 ابتكر الويب عام 1989 وأسس الإنترنت الحديث.
5. بيل غيتس 1955 نشر الحواسيب الشخصية عبر نظام Windows
6. ستيف جوبز 1955 قاد ثورة الهواتف الذكية وجعل التقنية أكثر إنسانية.
هذه السلسلة تثبت أن الذكاء الاصطناعي ليس طفرة بل نتيجة تراكمية لقرنين من الابتكار.
ثانياً : كيف يعزز الذكاء الاصطناعي ذكاء الإنسان
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز ذكاءنا بعدة طرق من أهمها:
1. يحرر العقل من المهام الروتينية ويمنح مساحة للتفكير الإبداعي والاستراتيجي.
2. يوسع الوصول إلى المعرفة ويوفر إجابات فورية بأدوات تعليمية تفاعلية، ويلخص الكتب ويشرح المفاهيم المعقدة.
3. يعمل كشريك ومحاور فكري ذكي.
4. يدعم التعلم العميق بصفته مدرساً شخصياً بحسب Psychology Today
5. يرفع إنتاجية العمل ويتيح وقتاً للإبداع والقيادة.
ثالثاً المخاطر التي قد تقلل الذكاء البشري
1. تراجع الذاكرة المكانية لدى بعض الطيارين نتيجة الاعتماد الزائد على الآلة بحسب جامعة ملبورن .
2. الاعتماد المفرط يؤدي إلى ضمور المهارات العقلية وفق دراسة جامعة ملبورن.
3. نشوء العجز المتعلم learned helplessness عند الاعتماد على الأداة بدل الجهد الذهني.
4. تضخيم التحيزات الرقمية وخلق غرف صدى فكرية تحد من التفكير النقدي.
5. انتشار المعرفة السطحية دون بناء عمق فكري أو مهارات تحليلية.
6. اكتساب معرفة سطحية دون فهم عميق مما يضعف التفكير التحليلي.
7. ضعف القدرة على حل المشكلات بدون تدخل الآلة.
وهذا ما لم يمكن تعميمه و لكنها من بعض الأبحاث و الدراسات آثرت أن أذكرها دعما للموضوعية.
رابعاً الفجوة الرقمية وتحديات التبني
الذكاء الاصطناعي أسرع موجة تبني تكنولوجي في التاريخ ولكن تكشف الإحصاءات فجوة رقمية هائلة فعدد سكان العالم 8.1 مليار، بينما يمتلك المهارات الرقمية 4.2 مليار فقط، ويوجد 3.9 مليار شخص خارج سباق الذكاء الاصطناعي بالكامل حيث القدرات الحوسبية العالمية تتركز في:
• الولايات المتحدة 53.7 Gigawatt
• الصين 31.9 Gigawatt
• الاتحاد الأوروبي 11.9 Gigawatt
أما نسب التبني الفعلي للذكاء الاصطناعي فتظهر مفارقة وفق AI Diffusion Report 2025:
• الإمارات 59.4%
• سنغافورة 58.6%
• النرويج وإيرلندا وفرنسا بين 40 % و45%
خامساً التحديات والحلول
التحديات تشمل :
· ضعف البنية الرقمية.
· غياب السياسات.
· نقص المهارات.
· ضعف جاهزية المؤسسات.
الحلول تتضمن:
· الاستثمار في البنية الرقمية.
· تعليم المهارات الرقمية.
· تشريعات مرنة.
· شراكات حكومية وتقنية.
الخلاصة
يبقى الذكاء الاصطناعي قوة تضيف إلى عقولنا عندما نستخدمه كامتداد لقدرتنا على التعلم والإبداع، لا كبديل يفكر عنا. فالتقنية تمنحنا الإمكانات بينما تصنع الحكمة المستقبل الحقيقي حين نوجهها بوعي. وإن توظيف الذكاء الاصطناعي كمساعد يحرر الوقت ويحفز التفكير ينمي ذكاءنا، أما الاعتماد عليه لإلغاء الجهد العقلي فيضعف مهاراتنا. التحدي ليس في ابتكار آلات أذكى بل في أن نصبح بشراً أكثر حكمة، نسد الفجوة الرقمية ونبني مستقبلاً عادلاً ومستداماً للجميع.
المستشار فرحان حسن
X: https://twitter.com/farhan_939
e-mail: [email protected]
الذكاء الاصطناعيالتحول الرقميأخبار السعوديةالحواسيب الشخصيةقد يعجبك أيضاًNo stories found.