عربي21:
2025-06-23@16:07:51 GMT

كيف ينكر السيسي بسهولة وعوده الموثقة؟!

تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT

"لم أقل لكم أنا لها وسأخلصكم"، "أنا عمري ما وعدتكم أن الموضوع هيخلص في سنة ولا اتنين ولا عشرة"، "والله العظيم أنا لم أجد بلد، أنا لقيت أي حاجة وقالوا لي خد دي".. جملة من التصريحات الصادمة للمصريين التي أطلقها الجنرال السيسي خلال كلمته في الاحتفال بيوم الشهيد مساء السبت (9 آذار/ مارس) بحضور كبار قادة الجيش والحكومة.



كان التصريح الأكثر جرحا لمشاعر المصريين الوطنية هو الحديث الاستعلائي عن مصر، وادعاؤه أنه لم يسْعَ إلى الحكم، ولم يَعِد بتخليص مصر من أزماتها، ووصفه لمصر بأنها "أي حاجة"، وهي الدولة الضاربة في عمق التاريخ والجغرافيا، والتي كانت دولة مهيبة قبل أن يستولي السيسي على حكمها، ثم نراها الآن وهي "ملطشة" لأرذل خلق الله، فيمنعون دخول المعونات لأهل غزة عبر معبرها الذي تنفرد بالسيادة عليه، بينما يسمحون بإسقاط المعونات من الجو!!

يعرف القاصي والداني أن السيسي هو الذي قاد انقلابا عسكريا على أول حكم مدني بقيادة الرئيس الراحل الدكتور محمد مرسي، وأنه تقدم لترشيح نفسه مرتديا زيه العسكري عقب هذا الانقلاب، وأنه في سبيل ذلك قتل آلاف المصريين، واعتقل عشرات الآلاف، ولم تكن مصر عندما استولى على حكمها "أي حاجة" كما ادعى، بل كانت ملء السمع والبصر، أوقفت حرب غزة في العام 2012 بكلمة من رئيسها، ولم تفرّط في جُزرها ونيلها، ولم تبع أرضها، وكان الدولار يساوي 6 جنيهات فقط، ثم جاء السيسي ليرفعه إلى 50 كسعر رسمي، وتجاوز السبعين في السوق السوداء.

إذا كان السيسي يرى أن مصر كانت "أي حاجة" فلماذا تصدى لحكمها في 2014، ثم حبس منافسيه في 2018 لينفرد بالمنافسة مع أحد داعميه، ثم كرر ذلك في 2024 باستبعاده للمرشح أحمد طنطاوي وتلفيق تهمة له، وإصدار حكم يحرمه من العمل السياسي؟! ثم هو الآن يدفع بعض أذرعه للمطالبة بتعديل جديد في الدستور يسمح له بالترشح بعد العام 2030؟! إذا كان رده أو رد أنصاره أنه تصدى لإنقاذ مصر، فالسؤال أيضا: وهل أنقذها؟ الواقع أنه أغرقها في تلال من المشاكل والأزمات والمديونيات
وإذا كان السيسي يرى أن مصر كانت "أي حاجة" فلماذا تصدى لحكمها في 2014، ثم حبس منافسيه في 2018 لينفرد بالمنافسة مع أحد داعميه، ثم كرر ذلك في 2024 باستبعاده للمرشح أحمد طنطاوي وتلفيق تهمة له، وإصدار حكم يحرمه من العمل السياسي؟! ثم هو الآن يدفع بعض أذرعه للمطالبة بتعديل جديد في الدستور يسمح له بالترشح بعد العام 2030؟! إذا كان رده أو رد أنصاره أنه تصدى لإنقاذ مصر، فالسؤال أيضا: وهل أنقذها؟ الواقع أنه أغرقها في تلال من المشاكل والأزمات والمديونيات التي ستظل طوقا يكبل أعناق الأجيال الحالية والمقبلة.

السيسي الذي يصر على وصف نفسه بأنه صادق وشريف وأمين، تنصّل في كلمته أيضا من العديد من وعوده وتصريحاته الموثقة، ومن ذلك وعوده بتحسين حياة المصريين في سنتين (2014) أو بعد 6 أشهر (2016)، ثم أضاف سنة أخرى في 2017، ثم جاء التعهد القاطع محدد المدة في 2018 بأن المصريين سيرون دولة عظيمة في 30 حزيران/ يونيو 2020، وقد مر على هذا التعهد قرابة السنوات الأربع، فإذ بمصر تهوي إلى قاع سحيق من الأزمات الاقتصادية والمعيشية، وتصبح مدينة بـ165 مليار دولار ديونا خارجية ومثلها ديون داخلية، وتصبح ملزمة بسداد 42 مليار دولار خلال العام 2024 فقط هي أقساط وفوائد ديون خارجية.

وفي الإطار الاقتصادي يتذكر المصريون أيضا تعهد السيسي بعدم تنفيذ طلب صندوق النقد بتعويم الجنيه في 14 حزيران/ يونيو 2023، مرددا: "عندما يتعرض الأمر لأمن مصر القومي، والشعب المصري يضيع فيها لأ، عندما يكون تأثير سعر الصرف على حياة المصريين وممكن يضيعهم إحنا منقعدش في مكاننا".

وقد تراجع عن هذا التعهد وقرر تعويم الجنيه مؤخرا، مبررا تراجعه بدخول 50 مليار دولار إلى مصر مؤخرا (35 مليار من الإمارات قيمة صفقة رأس الحكمة، و8 مليارات قرض من صندوق النقد، و12 مليار دولار من البنك الدولي والاتحاد الأوربي، وهي في معظمها وعود حتى الآن). والحقيقة أن تعويم الجنيه من 30 إلى 50 جنيها للدولار، أي تخفيضه 60 في المئة من قيمته، يعني مباشرة خفض دخول ومدخرات المواطن المصري بنفس النسبة (60 في المئة) دون تعويضه عن ذلك، فمن كان يمتلك مدخرات بقيمة 300 ألف جنيه (كمصاريف عائلية)، وكانت تعادل 10 آلاف دولار، أصبحت الآن تعادل 6 آلاف دولار فقط.

لم تكن تصريحات السيسي الأخيرة سوى جرعة جديدة من الإهانات للمصريين، ولوطنهم، والاستخفاف بعقولهم، في استنساخ عصري للحكم الفرعوني "أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي"، "ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد".. لكن فرعون الذي يقتدي به السيسي غرق في النهاية ولم ينقذه جنوده الذين غرقوا معه
يدعي السيسي أنه لم يغامر بالمصريين، ولم يأخذ هو أو حكومته قرارا "يضيّع" مصر، وأنه ليس مغامرا لهوى أو لفهم خاطئ، أو لتقدير منقوص، وأنه لم يضيع أموال المصريين بفساد أو"دلع"، و"لم يلبّس المصريين في الحيط" حسب تعبيره، فكل شيء تم إنجازه على أرض مصر. والحقيقة أنه يردد فعلا ما يتهمه به المصريون سرا وجهرا، وهي اتهامات حقيقية، لا يصلح لنفيها محض كلمات جوفاء، فالمصريون مقتنعون الآن بأنه أهدر أموالهم وثرواتهم في مشاريع غير ذات جدوى، وغير ذات أولوية (حتى وإن كانت مقامة فعلا على أرض مصر)، فلا العاصمة الإدارية التي أرهقت الدولة بالديون كانت أمرا عاجلا، ولا توسعة قناة السويس التي تكلفت 8 مليارات دولار كانت ضرورية، وقد اعترف السيسي بنفسه أنها كانت لرفع الروح المعنوية للشعب، ولا القطار فائق السرعة أو المونوريل، أو العلمين الجديدة، أو القصور الرئاسية والطائرة الفخمة، والفنادق الكبرى، كانت ذات أولوية في خطط التنمية والإنقاذ، بل هي مشروعات تمت بدون دراسة كافية، لأن السيسي لا يؤمن بدراسات الجدوى، ويريد أن يرى تمام مشروعاته بشكل عاجل حتى لو كلف ذلك أضعافا مضاعفة.

لا يفتأ السيسي يذكر ثورة يناير بكل نقيصة، وإن كان من نقيصة لها فهو فتحها الباب له شخصيا لتبوء منصب وزير الدفاع الذي مكنه لاحقا من الانقلاب عليها وعلى الرئيس المدني الذي أنتجته، وقد عاد في كلمته الأخيرة لاتهام الثورة وحرب الإرهاب وحربي أوكرانيا وغزة بالتسبب في الأزمة الاقتصادية في مصر، متجاهلا أن مشاريعه وديونه وفشل إدارته هي السبب.

لم تكن تصريحات السيسي الأخيرة سوى جرعة جديدة من الإهانات للمصريين، ولوطنهم، والاستخفاف بعقولهم، في استنساخ عصري للحكم الفرعوني "أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي"، "ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد".. لكن فرعون الذي يقتدي به السيسي غرق في النهاية ولم ينقذه جنوده الذين غرقوا معه، وعاشت مصر من بعده، كما ستعيش وتزدهر من بعد السيسي.

twitter.com/kotbelaraby

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه السيسي المصريين الأزمات الاقتصادية الجنيه مصر اقتصاد السيسي مديونية الجنيه مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ملیار دولار أی حاجة

إقرأ أيضاً:

ألكاراس بسهولة الى النهائي وليهيتشكا يفاجئ درايبر

لندن (أ ف ب) - واصل الإسباني كارلوس ألكاراس المصنف الثاني عالميا نتائجه القوية وبلغ نهائي دورة كوينز العشبية الانكليزية في كرة المضرب (500 نقطة) بفوزه على مواطنه روبرتو باوتيستا أغوت 6-4 و6-4 في نصف النهائي.

ومدد ألكاراس أفضل سلسلة انتصارات له في مسيرته الى 17 مباراة بفوزه في نصف نهائي الدورة التحضيرية لبطولة ويمبلدون ثالثة البطولات الأربع الكبرى.

وحقق الفائز بخمس بطولات كبرى 36 كرة رابحة مع 15 إرسالا ساحقا ليكتسح مواطنه في 90 دقيقة.

ويلتقي ألكاراس، التشيكي ييري ليهيتشكا (30) في النهائي بعد أن حقق الاخير فوزا لافتا ومفاجئا على البريطاني جاك درايبر في المواجهة الثانية 6-4 و4-6 و7-5.

وبلغ ألكاراس الذي فاز قبل أسبوعين بلقب بطولة فرنسا المفتوحة بشكل دراماتيكي على الايطالي يانيك سينر، الى النهائي الخامس له تواليا بعد ان حصد الألقاب في الموسم الترابي في كل من باريس، روما، برشلونة ومونتي كارلو.

وسبق أن أظهر ألكاراس قوته ايضا في الموسم العشبي من خلال فوزه بدورة كوينز عام 2023، قبل أن يحرز لقب بطولة ويمبلدون للمرة الاولى بعد أسابيع منها، ثم باحتفاظه باللقب في نادي عموم إنكلترا العام الماضي.

وبات الآن على بعد فوز واحد من أن يصبح ثاني لاعب إسباني يحرز لقب دورة كوينز مرتين، بعد فيليتشيانو لوبيس في 2017 و2019.

وقال الإسباني "أقدم أداء رائعا. بعد كل مباراة، أشعر براحة أكبر. التأهل إلى النهائي هنا أمر مميز للغاية مرة أخرى".

وتابع "أحب أن أجعل الجماهير تستمتع بمشاهدة مبارياتي. كلما رسمت ابتسامة على وجهي، أقدّم أفضل ما لديّ من أداء.

"أسعى جاهدا للاستمتاع وإدخال البهجة إلى الملعب. ولهذا السبب أحقق نتائج جيدة".

ولم يهدر ألكاراس أي وقت لاحكام قبضته على المباراة بمواجهة مواطنه، كاسرا إرساله في الشوط الثالث من المجموعة الاولى.

كان ذلك كل ما احتاجه لألكاراس من اجل حسم المجموعة الافتتاحية بسهولة.

ولم ينظر ألكاراس الى الخلف وتمكن من تسجيل فوز صريح في المجموعة الثانية، ومعه اللقاء.

من جانبه فاجأ ليهيتشكا المصنف الثلاثين عالميا، البريطاني جاك درايبر السادس باقصائه من الدور نصف النهائي ليبلغ النهائي.

وحقّق ليهيتشكا الذي بات أول تشيكي يبلغ نهائي كوينز منذ إيفان ليندل الفائز باللقب عام 1990، 36 كرة رابحة مع 16 إرسالا ساحقا لينهي آمال درايبر ببلوغ نهائي كوينز، للمرة الاولى.

وقال ليهيتشكا الذي سيخوض أول نهائي عشبي له "هذا يعني الكثير. لا تقابل لاعبا مثل جاك كل يوم، إنه منافس مذهل".

وتابع "ليس من السهل استخدام إرسالي (على الملاعب العشبية)، لكنني أعمل على تحسينه منذ أسابيع. أنا سعيد به".

وكان درايبر يمني النفس بأن يصبح أول بريطاني يحرز لقب دورة كوينز منذ أندي موراي الفائز بها للمرة الاخيرة في عام 2016.

لكن درايبر المصنف السادس عالميا سيتعين عليه الانتظار لعام إضافي بعد أداء مليء بالاخطاء في مواجهة ليهيتشكا.

وسبق لإبن الـ 23 عاما ان تغلب على الاسترالي أليكس دي مينور المصنف الـ12 عالميا في مباراته الافتتاحية الا ان التغلب على درايبر كان أكبر انتصاراته في البطولة.

مقالات مشابهة

  • زرداري: كانت لدينا بضع ثوان فقط لنقرر ما إذا كان الصاروخ الذي نشرته الهند نوويا
  • الدولار ينخفض أمام الجنيه وسط نمو تحويلات المصريين وتهديد إيران بغلق مضيق هرمز
  • 29.4 مليار دولار تحويلات المصـريين العاملين بالخارج خلال الشهور العشرة الأولى من السنة المالية 2024/2025
  • البنك المركزي: 12.4 مليار دولار تحويلات المصريين العاملين بالخارج أول 4 أشهر
  • البنك المركزي: 29.4 مليار دولار تحويلات المصريين بالخارج خلال 10 شهور
  • النيابة العامة تستقبل بلاغات المواطنين الموثقة بمقاطع مرئية
  • حزب المصريين: الرئيس السيسي يبذل جهودًا كبيرة لوقف الصراع الإسرائيلي الإيراني
  • مارادونا والهدف الذي لا يُنسى.. 9.3 مليون دولار لقطعة من المجد
  • ألكاراس بسهولة الى النهائي وليهيتشكا يفاجئ درايبر
  • أفضل التطبيقات المجانية لأندرويد لتنظيم الأموال بسهولة