سيناتور أميركي: ما حصل للجيش الإسرائيلي مع أنفاق حماس درس ينبغي تعلمه
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
سرايا - قال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور مارك وارنر إن ما حصل للجيش "الاسرائيلي" مع أنفاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة درس ينبغي تعلمه.
وفي وقت سابق، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن الجيش "الإسرائيلي" فوجئ بحجم شبكة الأنفاق في غزة، والتي فاقت تقديرات القادة العسكريين بنحو 600%.
وكان جيش الاحتلال أعلن في 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي اكتشاف نفق شمالي قطاع غزة بطول 4 كيلومترات قبالة مستوطنات غلاف غزة، وروّج للخطوة على أنها إنجاز كبير رغم مجيئها بعد نحو 60 يوما من توغله البري في القطاع.
تعليق وإحباط
من جانب آخر، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين أميركيين قولهم إنهم محبطون للغاية لاستخدام "إسرائيل" المساعدات ورقة مساومة، مشيرين إلى أن ذلك "غير مقبول".
كما دعا السيناتور الأميركى بيرني ساندرز إدارة الرئيس جو بايدن إلى تعليق المساعدات "لإسرائيل" أو فرض شروط عليها، وذلك مع تنامي الحديث عن خلاف متزايد بين بايدن ورئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو بشأن إستراتيجية إسرائيل في غزة.
ونقل موقع أكسيوس عن ساندرز -الذي تحدث لبرنامج في قناة "سي بي سي"- قوله "إننا نراقب احتمال أن يموت مئات الآلاف من الأطفال جوعا، ولا يمكن للولايات المتحدة أن تكون متواطئة في هذه المذبحة الجماعية للأطفال".
وردا على سؤال عما إذا كان من المحتمل أن توقف الولايات المتحدة أو تضع شروطا للمساعدات لأحد أقرب حلفائها في الشرق الأوسط في عام انتخابات، أجاب ساندرز بأن هذا سيكون "الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله".
وأضاف ساندرز "لا يمكنك التوسل إلى نتنياهو، عليك أن تقول له: إذا كنت تريد أموالا عليك أن تغير سياستك، اسمح للشاحنات بالدخول لإطعام الأطفال"، في إشارة إلى تضييق "إسرائيل" على دخول المساعدات إلى غزة.
ويأتي ذلك في ظل العدوان "الإسرائيلي" المستمر على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي مخلفا عشرات آلاف الضحايا من الشهداء والجرحى والمفقودين -معظمهم أطفال ونساء- ودمارا هائلا بالمباني السكنية والمرافق الحيوية، وسط مجاعة تخيم على القطاع المحاصر مع شح دخول المساعدات.
إقرأ أيضاً : عشرات الشهداء في سلسلة غارات "إسرائيلية" على مناطق متفرقة من غزةإقرأ أيضاً : توترات واشتباكات بالقدس في الليلة الأولى من شهر رمضانإقرأ أيضاً : مجلس الأمن يناقش الوضع في فلسطين اليوم
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
محللون: نتنياهو أصبح عبئا حتى على الليكود وضغط أميركي لتغييره
رأى محللون سياسيون، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صار عبئا في دولة الاحتلال حتى على حزبه الليكود، في ظل تزايد الضغوط الأميركية غير المباشرة لتغييره، نظرا لفشله في إدارة الحرب على قطاع غزة وتدهور علاقاته مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
يأتي ذلك تزامنا مع صفقة الإفراج عن الجندي الأميركي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر، إذ كشفت اتصالات مباشرة بين الإدارة الأميركية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن عدم لعب إسرائيل أي دور فاعل، وهو ما اعتبره مراقبون إشارة إلى حجم التوتر بين واشنطن وتل أبيب في هذه المرحلة.
وفي هذا السياق، يرى الدكتور لقاء مكي، أن الخلاف الأميركي الإسرائيلي مهم في هذه اللحظة، لكنه لن يغير في الأمد المتوسط طبيعة الدعم الأميركي لإسرائيل، إلا أنه قد يدفع نحو البحث عن مخرج لأزمة نتنياهو، الذي أصبح عبئا حتى على حزبه.
وأوضح مكي خلال مشاركته في برنامج مسار الأحداث، أن نتنياهو يدرك حجم الضغوط عليه، لذا يسعى إلى الخروج بأقل قدر من الخسائر بتصعيد القصف على غزة، لتقديمه إنجازا شخصيا ودرءا لاتهامات الخضوع للضغوط الأميركية، خصوصا في ظل نرجسيته التي تجعله يتشبث بموقعه مهما كانت التكاليف.
إعلانمن جانبه، أشار الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين إلى أن إسرائيل بدت اليوم وكأنها "الولاية الـ51" للولايات المتحدة، في ظل الإذعان الذي أبدته لإرادة واشنطن، متحدثا عن حالة صدمة داخل إسرائيل من الطريقة التي تم بها تسليم الجندي الأميركي دون مشاركة إسرائيلية.
وقال جبارين خلال مشاركته في ذات البرنامج، إن خطاب نتنياهو الأخير في مؤتمر "جي إن إس" الذي عقد بالقدس انهار اليوم بالكامل، لا سيما مزاعمه عن معركة وجودية مع إيران وأن حماس جزء منها، في حين أن واشنطن أوضحت له أن المسار مختلف، ما شكل ضربة مباشرة لزعيم الليكود أمام جمهوره ونخبته السياسية.
لحظة حساسة
وفي هذا الإطار، أوضح الكاتب والباحث في الشؤون الدولية حسام شاكر، أن الإفراج عن عيدان جاء في لحظة بالغة الحساسية، حيث يبحث ترامب عن إنجاز في المنطقة وسط تدهور صورة إسرائيل عالميا، وظهور الاحتلال كعبء أخلاقي حتى على حلفائه.
وأشار شاكر في حديثه لمسار الأحداث إلى أن هذه الخطوة قد تمثل فرصة لإعادة تحريك المسار التفاوضي من خارج مقاربة نتنياهو وسرديته، رغم أن لا شيء مضمون حتى الآن، لكن الرسائل التي بعثتها واشنطن عبر الصفقة تؤشر على بداية مسار جديد لا يلعب فيه نتنياهو دور البطولة.
وفي وقت بدا فيه المشهد احتفائيا في وسائل الإعلام الإسرائيلية والأميركية، أشار مكي إلى أن عملية الإفراج عن عيدان دون مقابل، كانت خطوة ذكية من حماس لكسب نقاط دعائية وأخلاقية، عبر التأكيد على الفرق بين احتفاظها به إنسانيا وبين القتل اليومي الذي تمارسه إسرائيل في غزة.
وأضاف أن نتنياهو يدرك، أنه يواجه لحظة حرجة، وأن بقاءه في الحكم لم يعد مضمونا، خصوصا في ظل ضغوط من داخل حزب الليكود نفسه، حيث بدأت تبرز أصوات تطالب بالتفكير في مرحلة ما بعد نتنياهو، وتنتقد تحوّل الحزب إلى رهينة لعائلة واحدة.
إعلانوأكد جبارين، أن أزمة نتنياهو لا تكمن في واشنطن أو غزة، بل داخل الليكود ذاته، مشيرا إلى أن مقارنات تُطرح اليوم بين وضعه الحالي وما واجهه قادة سابقون مثل أرييل شارون ومناحيم بيغن وإسحاق شامير حين أُبعدوا عن قيادة الحزب بعد تحولات مشابهة.
وقال جبارين، إن هناك مقالات وتحركات داخلية في الليكود تعكس قناعة بأن استمراره في الزعامة سيضعف الحزب ويزيد من أعبائه، خصوصا في ظل الفضائح والاتهامات بالفساد التي تلاحق مسيرته السياسية.
السقف التفاوضي
وفي مقابل ذلك، يرى شاكر أن مطالب حماس في بياناتها الأخيرة، من وقف دائم لإطلاق النار إلى رفع الحصار وتبادل الأسرى، تمثل السقف التفاوضي الذي تسعى إليه، رغم أن تحقيقه يتطلب تغيرات كبيرة في المعادلات السياسية والعسكرية القائمة.
ولفت إلى أن الاحتلال لم يحقق إنجازا ميدانيا جوهريا حتى الآن، رغم شهرين من القتل والتجويع، موضحًا أن المقاومة لا تزال فاعلة ميدانيا، وهو ما تعكسه طريقة تسليم عيدان ذاتها، بما تحمله من رسائل ضمنية عن إخفاق إسرائيل في تأمين جنودها.
وأشار إلى أن صورة عيدان، وهو يرفض لقاء نتنياهو تعبّر عن أزمة ثقة داخل إسرائيل، كما أنها قد تُثني مزدوجي الجنسية من الالتحاق بالجيش الإسرائيلي في المستقبل، ما يضيف عبئا جديدا إلى القيادة الحالية.
في المقابل، قال مكي، إن التناقض في التصريحات الإسرائيلية بشأن موقف ترامب من الحرب على غزة يعكس حالة ارتباك داخل إسرائيل، مؤكدا أن ما هو ثابت أن ترامب لا يحب نتنياهو، ويعتبره عبئا سياسيا يسعى إلى التخلص منه قبل زيارته المرتقبة للمنطقة.
وأضاف أن نتنياهو خذل ترامب مرارا، ولم يحقق أي اختراق في ملف غزة رغم منحه فرصة طويلة لذلك، وهو ما جعل ترامب يشعر بأن استمرار دعم نتنياهو يسيء إلى صورته هو شخصيا ويضعف أوراقه أمام حلفائه في الإقليم.
إعلان
أوراق ضغط ترامب
وفي السياق ذاته، قال جبارين، إن واشنطن تملك أوراق ضغط كبيرة لم تستخدمها بعد، من الدعم العسكري إلى الغطاء الدبلوماسي، مشيرا إلى أن قدرة نتنياهو على قيادة ملف التطبيع مع الدول العربية هي محل شك، في ظل نفور متزايد منه داخل وخارج إسرائيل.
بدوره، حذر شاكر من أن نتنياهو قد يقدم على تصعيد كبير في غزة هربا من الضغط المتزايد عليه، مؤكدًا أن التكلفة الإنسانية وصلت حدا غير مسبوق، وأن بقاء الاحتلال على هذا النحو يعكس لحظة قلق إستراتيجية داخل المؤسسة الإسرائيلية.
وأشار إلى أن ترامب نفسه، قد يتحرك بمفاجآت تقلب الطاولة، خصوصًا أنه لم يعد يرى في إسرائيل ورقة رابحة كما في السابق، ما يدفعه إلى تعزيز علاقاته بدول الإقليم من بوابة الملفات الإنسانية والصفقات، وليس من خلال تبني موقف نتنياهو المتصلب.
ورأى مكي أن زيارة ترامب المرتقبة قد تكون لحظة مفصلية، خصوصا وأن واشنطن ترى أن التخلص من نتنياهو قد يفتح الباب لمرحلة جديدة في العلاقة مع الشرق الأوسط، في ظل سلوك متزن من عواصم عربية ترى فيها واشنطن شركاء أكثر استقرارا من الحكومة الإسرائيلية الحالية.