روحانيات رمضان تعطي قبلة الحياة للمطابع القديمة.. إقبال على تجليد المصاحف بقنا
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
روحانيات شهر رمضان المبارك التى تهل مع بدء نسمات الليلة الأولى للشهر الكريم، تحمل فى طياتها الخير للكثير من الأهالى والأنشطة التجارية التى ترتبط بموسم رمضان، من ضمنها مطابع قديمة لا تجاوز أصابع اليد الواحدة بمحافظة قنا ، تراكمت عليها أكوام التراب، لتأخرها عن مواكبة التطورات الحديثة، أو إصرار أصحابها على العيش فى جلباب الماضى القديم، الذى يمثل لهم قيمة لا تعوضها أى مكاسب مادية.
قبلة الحياة تعود للمطابع نتيجة إقبال الكثير من الأهالى على تجليد وتغليف المصاحف، للحفاظ عليها من التلف، نتيجة الاستخدام المتكرر واليومى للمصاحف، من قبل كافة أفراد الأسرة، ما يعد فرصة ذهبية للمطابع التى تعانى الركود، لفتح أبوابها على مصراعيها أمام زبائنها، لتعويض فترة الركود وتحقيق عائد مادى يساهم فى بقائها على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة.
المطابع القديمة تحولت لـ ديكور
المطابع القديمة بقنا، مضى على بعضها أكثر من نصف قرن من الزمان، وبعضها قارب مائة عام، لكنها بعدما كانت ملء السمع والبصر، تحولت إلى ما يشبه قطع الديكور التى تزين الشوارع والحارات القديمة، بعدما انقطعت عنها الأرجل، إلا من قلة قليلة، وتحولت إلى المطابع الحديثة التى تعتمد على تقنيات تكنولوجية غير تقليدية فى الطباعة.
تجليد الكتب وعلى رأسها المصاحف وبعدها الرسائل الجامعية، تكاد تكون الأمل الوحيد لبقاء المطابع القديمة، كونها مازالت تعتمد على خامات ومواد عتيقة، لا تستطيع التقنيات الحديثة أن تنافسها فيها، فتجليد الكتب والمصاحف فى مطبعة قديمة، يعطى فترة صلاحية ضد التلف قد تمتد لعقود طويلة، نتيجة متانة المواد اللاصقة والأغلفة المستخدمة.
أحب التغليف والتجليد
قال عبدالرحيم محمد نور الدين،" صاحب مطبعة قديمة بقنا"، أحلت للمعاش عام 2018 بعد بلوغى السن القانونى، ما جعلنى أتواجد بشكل دائم فى مطبعتى القديمة التى يرجع عمرها لأكثر من 80 عاماً، ما يجعل المطبعة هى كل حياتى، فأنا بجانب عملى الحكومى فى الأوقاف قبل المعاش، لا أجيد سوى عمل المطبعة، بدءاً من صف الحروف على الماكينات الروسية والألمانية قديماً وانتهاءاً بتغليف المصاحف والكتب حديثاً.
وتابع نورالدين، رغم اتقانى للكثير من المهام داخل المطبعة والتى ورثتها عن والدى رحمة الله عليه، إلا أننى أحببت التغليف والتجليد، دوناً عن بقية المهام الأخرى، لذلك أحاول أن أبذل ما بوسعى للحفاظ على هذا التخصص، لضمان بقاء مطبعتى مفتوحة، كما كانت على مدار العقود الماضية، فالتطور التكنولوجى، الذى طرق أبواب الكثير من المهن والمجالات لم يترك لنا مجال للمنافسة.
التقنيات الحديثة قتلت المطابع القديمة
وأشار صاحب المطبعة، إلى أن العمل فى المطابع تغير تماماً عن الفترات السابقة، فالمطابع القديمة لم تعد مقصداً لمن يريد العمل، كما كانت من قبل تعج بالعمال والفنيين، والمطابع الجديدة أصبحت تعتمد على الآلات الحديثة التى أدت للاستغناء عن الكثير من المهام التى يؤديها أكثر من عامل، فضلاً عن عدم رغبة الشباب العمل فى التغليف والتجليد الذى يحتاج إلى صبر وإتقان شديد مقابل حفنة قليلة من الجنيهات.
وأوضح نورالدين، بأن محافظة قنا بالكامل لم يكن يوجد بها إلا مطبعة واحدة فى البداية وبعدها فتحت مطبعة وأخرى، لكن سرعان ما ظهرت التقنيات التكنولوجية الحديثة، التى تسببت فى إغلاق الكثير منها، وظهور المطابع الحديثة التى تعتمد على الكمبيوتر والماكينات السريعة، وتحولت مطابعنا إلى جزء من تراث قنا، يعرفنا ويقصدنا كبار السن أو الباحثين عن خامات عتيقة ومميزة لتجليد كتبهم وأبحاثهم.
تغليف المصاحف ليس أمراً يسيراً
وأضاف نورالدين، حلول شهر رمضان المبارك دائماً يأتى بالخير للجميع، فمع اقتراب أيام الشهر الفضيل يبدأ يهل علينا الكثير من الباحثين عن تغليف وتجليد للمصاحف القديمة أو الجديدة، للحفاظ عليها من التلف، وهو أمر ليس بالهين أو اليسير، فلا يمكن أن أغلف أكثر من 4 مصاحف أو كتب فى اليوم الواحد، نظراً لاحتياج هذا الأمر لدقة وتركيز شديد حتى يخرج بالشكل اللائق الذى اعتدنا عليه طوال حياتنا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قنا المصاحف شهر رمضان المبارك قبلة الحياة التقنيات الحديثة
إقرأ أيضاً:
المدرب الأسطوري يوب هاينكس ينتقد كرة القدم الحديثة
مونشنجلادباخ (د ب أ)
انتقد النجم الألماني الدولي السابق يوب هاينكس، كرة القدم الحديثة في حوار مع مجلة «كيكر» بمناسبة عيد ميلاده الـ 80 وقال مدرب ريال مدريد الإسباني السابق: «هناك الكثير من المباريات والمستهلكين، لكن تلك هي طريقة سير الأمور، اللاعبين يجنون أموالاً طائلة والأندية كذلك».
وأوضح هاينكس، الذي يرغب في الاحتفال بعيد ميلاده مع المقربين منه بسلام، أنه ينتقي بعناية المباريات التي يشاهدها عبر التلفاز قائلاً: «كرة القدم أصبحت سلعة. التلفزيون هو من يحدد مواعيد انطلاق المباريات».
وقال هاينكس: «لقد تراجع الاهتمام الكبير بكرة القدم، أتابع بايرن ميونخ ومونشنجلادباخ وأتلتيك بلباو وريال مدريد وبرشلونة والكرة الإسبانية عموماً بالإضافة إلى بعض المباريات في إنجلترا وفرنسا، أنا شخص انتقائي أشاهد المباريات الكبيرة، لكن في بعض الأحيان أفضل الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية بدلاً من متابعة الدوري الألماني».
وكان هاينكس أحد اللاعبين المشهورين في الكرة الألمانية لعقود، كما أنه حقق نجاحاً كبيراً خارجها، وفاز كلاعب بكأس أمم أوروبا عام 1972 وبعد ذلك بعامين فاز بكأس العالم، بالإضافة للفوز بلقب الدوري الألماني أربع مرات مع بوروسيا مونشنجلادباخ في فترة السبعينات.
وخلال فترة تدريبه لريال مدريد، فاز بدوري أبطال أوروبا عام 1998 وقاد بايرن ميونخ للفوز بلقب الدوري أربع مرات وكذلك الثلاثية الأولى في تاريخ النادي عام 2013 وقال هاينكس إنه يبلي بلاء حسناً بالنظر إلى عمره، حيث إنه يمارس الرياضة وقال: «الكثير من الناس يرتكبون خطأ بالراحة المفرطة حينما يتقدمون في العمر، ويعتقدون الراحة هي الشيء الأهم في الوقت الحالي، يجب عليك أن تظل نشيطاً، الجسم مثل محرك السيارة يجب عليك دائما أن تضع له الزيت».