قال أدار بوناوالا الرئيس التنفيذي لمعهد الأمصال في الهند، أكبر شركة لتصنيع اللقاحات في العالم، إنه يتطلع لإنتاج لقاحات لأمراض مثل الملاريا وحمى الضنك خلال السنوات القليلة المقبلة، وذلك من خلال إعادة توظيف المرافق المستخدمة في صنع لقاحات فيروس كورونا.

وذكر في مقابلة أنه مع تقليص عملية تصنيع لقاح "كوفيد-19" بسبب تراجع الطلب، الشركة تستخدم في المقابل هذه المرافق لتصنيع أحدث اللقاحات لديها، والتي يقدر أنها ستعزز الإنتاج الإجمالي بمقدار 2.

5 مليار جرعة.

وينتج المعهد لقاح أسترازينيكا المضاد لكوفيد-19 باسم كوفيشيلد في الهند، كما ينتج لقاح نوفافاكس المضاد للفيروس التاجي.

واستثمر المعهد ملياري دولار في ذروة الأزمة الصحية العالمية لزيادة الإنتاج.

ويبيع حاليا 1.5 مليار جرعة لقاح تقريبا سنويا، ويقدر الطاقة الإنتاجية الإجمالية بما يصل إلى 4 مليارات جرعة.

وقال بوناوالا أن المعهد يجري محادثات مع دول وحكومات أخرى لاستخدام تلك المرافق في حالة تفشي أي مرض في المستقبل، لكنه لم يدل بمزيد من التفاصيل عن المناقشات.

وأضاف أن معهد الأمصال لديه القدرة على تصنيع 100 مليون جرعة من لقاح الملاريا، ويمكن توسيع نطاقها بشكل أكبر اعتمادا على الطلب. وأنتج بالفعل 25 مليون جرعة قبل إطلاقها الأشهر المقبلة.

ويختبر المعهد لقاحا من جرعة واحدة ضد حمى الضنك، وهو مرض آخر ينقله البعوض ومؤلم ومميت أحيانا، وقد طوره بناء على بحث أجرته المعاهد الوطنية للصحة بالولايات المتحدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان حريات

إقرأ أيضاً:

خليط البروكلي والكرنب.. اكتشاف يمهّد لظهور محاصيل جديدة بالكامل

تخيّل أن ملايين حبوب اللقاح في الهواء، صادرة من عشرات الأنواع من النباتات في الوقت نفسه، ومع ذلك كل زهرة تعرف بالضبط أي حبوب لقاح تسمح لها بتلقيحها وأيها ترفضه.

هذه القدرة العجيبة كانت واحدة من ألغاز علم النبات، لكن دراسة جديدة نُشرت في مجلة "ساينس" المرموقة قرّبتنا خطوة كبيرة من فهمها.

وبحسب الدراسة، فإن الكثير من النباتات المزهرة طوّرت نظاما اسمه "عدم التوافق الذاتي"، بمعنى أن النبات لا يسمح لحبوب لقاحه هو نفسه، أو حبوب لقاح أقاربه القريبين، بتلقيحه، والهدف من ذلك هو تجنب تلقيح الأقارب وما يسببه من ضعف في النسل وقلة تنوع.

لكن يبقى سؤال آخر مهم: ماذا عن حبوب اللقاح القادمة من أنواع أخرى في العائلة النباتية نفسها؟

هذه العائلة تضم نباتات نعرفها جميعا مثل الكرنب والبروكلي (وكالة الأنباء الألمانية)عائلة خاصة جدا

هنا يأتي دور فريق بحثي دولي بقيادة البروفيسورة الصينية أليس تشيونغ، المتخصصة في الكيمياء الحيوية وعلم الأحياء الجزيئي، واختاروا عائلة "الكرنبيات" نموذجا للدراسة.

هذه العائلة تضم نباتات نعرفها جميعا، مثل الكرنب والبروكلي والكالي واللفت والكانولا (المستخدمة في إنتاج زيت الطعام)، وغيرها من الخضروات المهمة.

العلماء هنا يهتمون بنوع آخر من أنظمة الرفض اسمه "عدم التوافق بين الأنواع"، أي النظام الذي يمنع حبوب لقاح نوع معيّن من تلقيح نوع آخر داخل العائلة نفسها.

المشكلة أن آلية عمل عدم التوافق بين الأنواع على المستوى الجزيئي كانت حتى وقت قريب صندوقا أسود تقريبا، نعرف أنها موجودة، لكن لا نعرف تفاصيل "اللغة" التي تتواصل بها الأزهار مع حبوب اللقاح الغريبة لتقول لها "أنت مرفوض".

اكتشف الباحثون وجود بروتينات مسؤولة عن هذه العملية (رويترز)عدم التوافق

في المقابل، نظام عدم التوافق الذاتي معروف بالتفصيل نسبيا، خاصة في نباتات الكرنبيات. وهنا جاءت فكرة الفريق: ماذا لو كان النبات يستخدم بعض الأدوات نفسها التي يستعملها في رفض حبوب لقاحه هو، لرفض حبوب لقاح أنواع أخرى أيضا؟

إعلان

الدراسة الجديدة كشفت أن نباتات من عائلة الكرنبيات تستخدم بروتينا مهما اسمه "إس آر كيه"، معروف من قبل بأنه المفتاح الرئيسي في نظام عدم التوافق الذاتي في نباتات الكرنبيات.

يوجد "إس آر كيه" في قمة الميسم (الجزء الذي يستقبل حبوب اللقاح في الزهرة). هذا البروتين يتعرّف على إشارة كيميائية معيّنة على سطح حبوب اللقاح، إشارة أطلق عليها الباحثون اسم "سيبس"، تكون موجودة في حبوب لقاح أنواع أخرى من الكرنبيات التي تريد الزهرة أن ترفضها.

حين يتعرّف "إس آر كيه" على تلك الإشارة، لا يقف الأمر عند هذا الحد، هذه "الصفقة" تستدعي إلى المشهد إنزيما آخر معروفا في عالم النبات هو "فيرونيا"، وهو بروتين كانت البروفيسورة تشيونغ وزميلها الصيني البروفيسور تشياوهونغ دوان يدرسانه منذ سنوات.

التفاعل بين فيرونيا وثنائي "إس آر كيه" والإشارة، يشعل سلسلة كيميائية داخل خلايا الميسم، تُنتج مادة تفاعلية جدا تعمل كحاجز دفاعي، حيث تُوقف إنبات أنبوب اللقاح وتمنعه من التقدم داخل المبيض، وبذلك تُفشل عملية التلقيح قبل أن تبدأ.

ما أهمية ذلك؟

إلى جانب حل جزء مهم من لغز كيف تميّز النباتات بين لقاح مقبول وآخر مرفوض، يقترح الباحثون أيضا إستراتيجية تربية جديدة لتجاوز هذه الحواجز في بعض الحالات.

الفكرة أن فهم البروتينات والجزيئات المسؤولة عن الرفض يمكن أن يساعد مربي النباتات على التلاعب بهذه الإشارات (مثل تعديل "إس آر كيه" أو فيرونيا) بحيث تسمح النباتات أحيانا بحبوب لقاح من أقارب أكثر بعدا، مما يفتح الباب أمام تهجينات جديدة في المحاصيل الصليبية المهمة مثل الكرنب والبروكلي.

بهذا، لا تكتفي الدراسة بالكشف عن لغة "القبول والرفض" بين الأزهار وحبوب اللقاح، بل تلمّح أيضا إلى أدوات عملية يمكن أن تستخدمها الزراعة مستقبلا لتطوير محاصيل أكثر تنوّعا وقوة، في عالم يزداد فيه الضغط على الإنتاج الغذائي مع تغيّر المناخ وزيادة عدد السكان. العلم هنا لا يفسّر فقط كيف تحمي النباتات نفسها من "زواج غير مرغوب فيه"، بل يحاول أيضا أن يجعل هذه المعرفة في خدمة غذائنا اليوم وغدا.

مقالات مشابهة

  • 24 مليون قرص للماكينة.. النصر للكيماويات الدوائية تكشف تفاصيل تصنيع الأدوية
  • شركة النصر للكيماويات الدوائية: ننتج 700 طن من الخامات الدوائية سنويا
  • أبل تتحدى هيئة مكافحة الاحتكار الهندية بشأن 38 مليار دولار غرامة محتملة
  • مصنع 63 الحربي.. قلعة صناعية لإنتاج سبائك النحاس والألومنيوم والذخائر - (صور)
  • اكتشاف 8 أنماط لـ"كوفيد طويل اﻷمد" يمهدون الطريق لعلاجات جديدة
  • البرازيل توافق على أول لقاح بجرعة واحدة ضد حمى الضنك في العالم
  • جمال شعبان يقدم نصائح لحماية القلب من الأمراض خلال الشتاء
  • باحثون: لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال قد تعالج لدغات الثعابين يوما ما
  • «الإمارات الصحية» تقدم 600 ألف جرعة تطعيم ضد شلل الأطفال منذ بداية العام
  • خليط البروكلي والكرنب.. اكتشاف يمهّد لظهور محاصيل جديدة بالكامل