بغداد اليوم - بغداد

وانت بصدد شراء قطعة ملابس جديدة، قد لا تشغل نفسك بما أستهلكته هذه القطعة من موارد خام وما خلفته من ملوثات أثناء عمليات النسج والصبغ والخياطة قبل وقوعها بين يديك. وقد لا تفكر بمدى تأثيرها على البيئة عندما تنتهي صلاحيتها وترميها! 

من الطبيعي ان لا يجد المرء لقطعة الملابس هذه تأثيراً بيئيا كبيراً، ولكن ماذا عن 100 إلى 150 مليار قطعة ملابس تنتجها المصانع حول العالم سنوياً، وفقاً لتقرير إحصائي منشور على موقع فاشون يونايتد (Fashion United)؟

في العراق، قد تكون أضرار إنتاج الأقمشة والألبسة قليلةً جداً، لكونه يستورد غالبيتها العظمى من الخارج، لكن للاستهلاك هو أيضاً وفقاً لخبراء بيئيين، آثار لا تقل عن آثار الصناعة والصباغة والخياطة، لا تتم إعادة تكريرها وتتحول الى نفايات وتنتهي بها الأحوال الى مكب النفايات والاختلاط بالتربة والمياه، بما في ذلك المياه الجوفية.

 

ضرر بيئي بالغ

بحسب حيدر رشاد، رئيس مؤسسة حقب للتنمية والإغاثة، يعُد صناعة الأقمشة والألبسة بانها غير صديقة للبيئة، ويشير الى أن 65 ‎%‎ أو أكثر من الألبسة تحوي على مادتي البوليستر والنايلون، وهي من المواد التي تعتمد على الصناعات النفطية.

وهذا يعني أن "نرجع للوقود الأحفوري وبالتالي الكثير من الكاربون المنبعث في الجو الامر الذي يسبب الاحتباس الحراري، وبالتالي التأثير على مجمل النظم البيئية".

ويشير حيدر رشاد إلى ان صناعة الألبسة تستهلك 90 مليار متر مكعب من المياه سنوياً "وهي كمية كبيرة جداً تعاد غالبيتها إلى الأنهر او تتغلغل إلى المياه الجوفية، بما فيها من ملوثات، فتحدث أضراراً بيئية كبيرة".

إضافة الى المياه، تستهلك صناعة الملابس وموادها الأولية 70 مليون شجرة سنوياً، ويتوقع ان يرتفع العدد إلى 140 مليون شجرة بحلول سنة 2035 بحسب وصفه. ويؤدي هذا الاستغلال المفرط للأشجار الى انحسار الغطاء النباتي الذي يعد الخزان الأكبر بعد المحيطات لالتقاط ثاني أكسيد الكربون. ويشير رشاد في السياق ذاته الى ان المساحات التي يتم تجريدها من الأشجار لا يتم تعويضها وتستخدم في أغلب الأحيان لزراعات اخرى كالقطن على سبيل المثال. كما يلفت إلى أن صناعة الأقمشة تستلزم استخدام أصباغ كيمياوية: "هذه المواد السائلة تسهم في تلويث مياه الصرف الصحي، ويحتاج أمر التخلص منها معالجات كبيرة وعمليات معقدة لإعادة جزء كبير من طبيعة المياه التي تستخدم".

هناك مشكلة بيئية أخرى يتطرق لها حيدر رشاد، وهي عدم إمكانية تدوير مخلفات الأقمشة، كما يحدث مع الورق والزجاج والبلاستيك، مضيفاً بأن إعادة تدوير وتصنيع الألبسة غير ممكن، ذلك ان العملية ستزيد نسبة النفايات التي تطرحها، ناهيك بالمشكلات الأخرى: فإذا تم طمرها من شأنها احداث مشاكل في التربة والمياه، أما الحرق فيسبب زيادة انبعاثات الكاربون في الجو". 

وفيما يخص المواد المستخدمة بصناعة الألبسة ولاسيما البوليستر، يذكر حيدر، وجود مصطلح يسمى (البصمة الكاربونية) للملابس، وأن أي مادة تستخدم الوقود الاحفوري، تتضمنها هذه البصمة الكاربونية.

وبما أن البوليستر والبوليمر مثلا، يشكلان ما يقارب 65‎%‎ من مجموع الصناعة النسيجية، فهذا يعني استهلاك ما يقارب من  1.5‎%‎ من انتاج النفط العالمي. واذا "نحسب هذه النسبة مع  انتاج النفط العالمي سنويا، سنحصل تقريبا على مليار و250 مليون برميل نفط تذهب لصناعة الملابس".

ويتساءل:"كم هي نسبة انبعاث الكاربون في الجو جراء إستخدام هذه الكمية من النفط؟ ". 

وينفي حيدر رشاد، وجود عملية إعادة تدوير للملابس التالفة، ويؤكد بأن الدول الغربية تستفاد من بيع الملابس المستعملة (بالة) للدول النامية من ناحيتين:"الأولى أنها نفايات تخلصت منها والثاني حصولها على مكاسب مالية جراء ذلك".

ويدعو إلى الترشيد في شراء الملابس"بدلاً من الإنجرار وراء الموضة الدورية الموسمية أو السنوية، وأن تسود ثقافة مجتمعية، بإمتلاك فقط مايحتاجه الفرد الثياب بدلا من تكديسها دون استعمال".

                                                             

صناعة الثياب

توجد في العراق أحد عشر مصنعاً عاملاً لإنتاج مختلف أنواع الملابس (مدنية، طبية، عسكرية) وبإستثناء مصنعي الديوانية وواسط، فأن بقية المصانع تستورد الأقمشة من دول أخرى.  

في مصنع أنسجة واسط، جنوبي العراق، يذكر حدير طه فياض، العامل على ماكينة الكي في قسم التكملة، بأن إنتاج الخيوط من نبات القطن المحلي يتم داخل المصنع بفصل الأجزاء النباتية والمادة القطنية كلاً على حده، وترسل الزهرة القطنية إلى قسم الغزل الذي يحولها إلى خيوط، وأن للخيوط أرقاماً وأنواعاً مثل:"البازة والبوبلن والخام". 

تؤخذ الخيوط فيما بعد لما يعرف بـ(النشايات) أو النشأ الصناعي الذي يعمل على تقويتها، وبعد ذلك تصنع بكرة الخيوط بشكلها النهائي في قسم النسيج، وفي القسم نفسه تُصنع الأقمشة. 

الأقمشة المصنعة تخضع لعملية القصر عبر مكائن كبيرة الحجم، إذ توضع داخل أحواض خاصة ليتحول لونها إلى اللون الأبيض" ثم يتم غسلها وتجفيفها بمكائن حرارية بخارية. 

وفيما يتعلق بالمواد المستخدمة في الصباغة، وكميات المياه المستهلكة، يقول حيدر، أن "المياه تذهب بعد معالجتها عبر مصافٍ ومجاري خاصة بالمصنع، أما قطع القماش الصغيرة أو مخلفات الأقمشة فيتم بيعها". 

وإزاء ما يستورده العراق سنويا ً من الألبسة، لايشكل انتاج المصانع العراقية، سوى نسبة صغيرة فقط، إذ يقول المستشار الاقتصادي وعضو مجلس الإدارة في غرفة تجارة بغداد علاء عبد الصاحب النوري، أن العراق يستورد الملابس بقيمة 500 مليون دولار سنوياً. 

وأوضح أن معظم الألبسة المستوردة، تاتي من تركيا والصين وإيران وسوريا، وأن العراق يستورد كذلك (البالة) الثياب المستعملة من الدول الأوربية ولا سيما المعروفة بدول اتفاقية(الشنكن). 

في سوق الثياب المستعمل أو كما تعرف بسوق البالة بمدينة أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق، هناك عشرات من المتاجر، يعمل هيوا (47 سنة) في واحدة منها منذ نحو خمسة عشر سنة، ويؤكد بأن الأقبال على الثياب المستعملة زاد في السنوات الأخيرة بسبب المشاكل الاقتصادية التي يعانيها الاقليم، وضعف القدرة الشرائية لدى الفرد.

وذكر بأن حاويات الثياب المستعملة المستوردة للعراق، تحوي غالبيتها ثياباً ذات ماركات عالمية معروفة، وجودة بعضها عالية جداً، على حد وصفه. فضلاً عن أسعارها التي يقول بأنها مناسبة لمختلف شرائح المجتمع. 

خلال حديث هيوا لمعدة هذا التقرير، كانت الشابة زينة (20سنة) تفحص مجموعة من الثياب التي يعرضها في مدخل المتجر، بدت متحمسة لسترة شتوية، وقالت بأنها وجدت أخيراً ماكانت تبحث عنه.  

وأضافت بشيء من الزهو:"هذه الثياب يمكن أن تعيش عمراً أطول لجودتها، وثياب البالة عموما، تتسم بطابعي الحداثة والتميز" ثم ترفع السترة وتضيف:"هذه مثلا، لايوجد شبيه لها تماماً في متجر آخر!".

 

حلول

ياسمين، طالبة في كلية الإعلام بجامعة بغداد، تؤمن بشعار مفاده "اعطِ الملابس المستخدمة فرصة جديدة" تقول بأنها ملهمة للأخريات من خلال ما ترتديه من ملابس، هي في الأصل مستعمل، أضافت اليها بعضاً من اللمسات البسيطة، أو أعادت خياطتها. وتستدرك قائلة، "أقوم بشيئين معاً، هما الاستثمار بدلاً من الاستهلاك، والابتكار".

تضفي ياسمين على ازيائها طابعاً جمالياً جذاباً وغير ضارٍ بالبيئة، فهي لاتريد أن تكون سببا في زيادة نسبة التلوث في العالم، فمساهمتها في شراء قطعة ملابس جديدة، يعني تركها بصمة كاربونية في العالم وزيادة نسبة تلوث المياه والتربة واستنزاف الكثير من الموارد، على حد تعبيرها.  

تشتري ياسمين الثياب المستعملة من باب الشرقي أو الكاظمية او التي تعثر عليها في شارع فلسطين. 

وتتابع:"صديقاتي يسألنني دائما عن المكان الذي اشتري منه هذا الكوت أو ذاك البلوز، وأجيب بلا حرج،  من البالة وبسعر 1000 ألف دينار أو 5000 خمسة آلاف دينار، سعادتي تبدأ عندما أرى الانبهار في عيونهن،  فأسرد لهن التفاصيل ناقلة إليهن خبرتي في التسوق، الذي أعده آمناً". 

تركز اهتمامها على قطع الملابس العملية والجذابة في ذات الوقت: "أسعى  جاهدة لأن أوظف مفهوم الاستثمار حتى في الملابس، إذ أشجع دائما اللواتي من حولي لضرورة الاختيار الموفق للثياب".

هي تشعر بالمسؤولية وتحاول قدر الإمكان المساهمة في تغيير سلوك المستهلك بإتجاه استخدام الملابس بنحو مستدام والابتعاد عن تفضيل الأزياء التفاخرية، على حد توصيفها، وتدعو صانعي الملابس، إلى تحمل مسؤولياتهم كذلك، بتقديم منتجات صديقة للبيئة والعمل على تطوير عمليات الإنتاج بنحو يحافظ على الموارد الطبيعية".

(تُكمة) مدونة ومتجر ألكتروني، صمم من قبل شابات عراقيات أستوحين الأسم من مفردة عراقية قديمة تستخدم للدلالة على القوة والمتانة، وربط الماضي بالحاضر، وتشكل عملية التدوير أساساً لفكرة إنشاء تُكمة. 

إذ يستخدمن مخلفات الأقمشة، أو قطع الأقمشة الزائدة، بعد عمليات الخياطة أو قطع الملابس القديمة بعد الاستغناء عنها، ويصنعن منها قطعاً مزخرفة مستوحاة من الأقمشة العراقية القديمة أو حقائب صغيرة بطابع مختلف مصنوع بالكامل من تدوير قطع القماش هذه. 

زهراء هـي المؤسس الفعلي لمشروع تُكمة تقول، الفكرة جاءت من حرصها واهتمامها بالحفاظ على الثياب الخاصة بها وكانت حصيلة الثياب التي تشتريها في كل موسم، تدفعها للفتكير بالطرق والوسائل التي أنتجت بها. 

"لم تكن تنتمي لا من قريب ولا من بعيد لعبارة صُـنَع بحُـب، التي يكتب على بعضها، كونها تُصنع في بيئة عمل سيئة جدا ويتقاضى العمال سنتات لقاء جهودهم في صناعتها، التي تستغرق ساعات طويلة، فضلاً عن الأضرار البيئية التي تخلفها". 

أما عن نهاية"حياة الثياب"وفق صياغتها، فتقول:" العراق ليس كالدول الغربية التي تعرف كيف تتعامل مع الثياب المستعملة، إما بالتصدير، أو إعادة التدوير".

وتتابع:"عدا الثياب التي نتبرع بها أو تلك التي تذهب للاستخدام اليومي في التنظيف، تذهب هذه الملابس الى مكبات النفايات في المناطق النائية والتي تحمل معها القوارض والحشرات والعديد من الامراض، أو بحرقها فتنتج انبعاثات ضارة في الجو".

الشابة زهراء، واثنتان من صديقاتها، يعملن في المشروع، والكتابة في المدونة، داعياتٍ الناس  إلى ترشيد استهلاك الملابس، عبر سلسلة من الإنتقادات التي يوجهنها لسلوكيات المجتمع بهذا الخصوص، لكن ليس بنحو تهجمي. 

تقول زهراء، بدلاً من دعوتهم للإمتناع عن ارتداء ما يرغبون فيه، نذكر لهم الفائدة من تقليل شراء الألبسة الجديدة، وما سيوفرونه من أموال أو السعادة التي تتحقق لهم فيما لو اعادوا استعمال بعض القطع الموجودة في خزانات ثيابهم".

فهي تطلب منهم تذكر المواقف التي مروا بها وهم يرتدون هذه الثياب، كنجاحهم في امتحان دراسي، أو مشاركتهم في مناسبة سعيدة أو لقائهم بأناس يحبونهم وهم يرتدونها، نقول ذلك بأسلوب محبب ".

تؤكد زهراء، بأن كثيراً من العراقيين باتوا يستشعرون مخاطر التغييرات البيئية، ولا سيما بعد تحول لون السماء في بغداد إلى(البرتقالي) بسبب الانبعاثات والغبار.

وتضيف"في السنوات القليلة الفائته تولد لدينا الشعور بالمسؤولية تجاه بيئتنا وهذا ما دعانا لمحاولة زيادة الوعي لدى الناس، من خلال نشر ثقافة التدوير، وحتى خلق فرص عمل في هذا المجال".



انجز التقرير ضمن مشروع (الصحافة البيئية في العراق) بدعم من منظمة (انترنيوز) وتحت اشراف شبكة "نيريج".


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: فی العراق فی الجو

إقرأ أيضاً:

آخر موعد لتقليم الأظافر وقص الشعر للمضحي .. انتبه لا تذهب للحلاقة في هذه الليلة

آخر موعد لقص المضحى شعره وأظافره لعله من أهم الأسئلة الأضحية، وهناك أمور مستحبة في الأضحية، ويستحب لمن أراد أن يضحي ألا يزيل شيئًا من شعره وأظفاره بدءًا من أول ليلة في ذي الحجة حتى يضحي، وعلى هذا فيستحب للمضحى أن يمتنع عن قص شعره وأظافره بدءاً من  مساء يوم الثلاثاء 27 مايو 2025 وفقاً للحسابات الفلكية التي تؤكد أن أول أيام ذي الحجة سيكون يوم الأربعاء 28 مايو 2025.

 روت أم سلمة رضي الله عنها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فَإِذَا أُهِلَّ هِلَالُ ذِي الْحِجَّةِ فَلَا يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ» رواه مسلم وغيره، وإذا قص المضحي شعره أو أظافره فتكون الأضحية صحيحة.

ويستفاد من الحديث السابق أنه يكره لـ المضحى أن يأخذ شيئًا من شعره أو أظافره حتى الانتهاء من نحر الأضحية، اتباعًا لسُنة النبي -صلى الله عليه وسلم- في العشر الأوائل من ذي الحجة، وهي الأيام التي تعظم فيها الشعائر والعبادات.

موعد التوقف عن قص الشعر والأظافر للمضحين
 

قالت دار الإفتاء المصرية، إن من السُنة النبوية امتناع المُسلم المُضحي عن قص شعره وتقليم أظافره، مع أول أيام ذي الحجة.


واستشهدت الإفتاء في إجابتها عن سؤال: «هل يحرم على المُضحي الأخذ من شعره وأظافره؟» بما روي عَنْ أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا رأيتم هِلالَ ذِي الْحِجَّةِ وأراد أحدكم أَنْ يُضَحِّيَ فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعرِهِ وأظفاره» أخرجه مسلم في صحيحه. وفي رواية :«فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا».

وأوضحت أن جمهور العلماء رأى أن الأمر بالإمساك عن الشعر والأظافر في هذا الحديث محمول على الندب والاستحباب لا على الحتم والإيجاب، بمعني أن من أراد أن يضحي فإنه يكره له الأخذ من شعره وأظفاره، وكذلك سائر جسده، فإن فعل لا يكون آثمًا، إنما تاركًا للفضيلة فحسب، وذلك من ليلة اليوم الأول من ذي الحجة إلى الفراغ من ذبح الأضحية.
 

قص الشعر لمن لمن ينوي الأضحية
وأضافت في فتوى لها: أما من لم يَعزم على الأضحية من أول شهر ذي الحجة بل ترك الأمر في ذلك معلقًا حتى يتيسر له أن يضحي فإنه لا يصدق عليه أنه مريد للتضحية، فلا يُكره في حقه أن يأخذ من شعره أو أظفاره أو سائر بدنه شيئًا حتى يعزم على الأضحية؛ فإن عزم استُحِبَّ في حقه أن يمسك عن الشعر وغيره من حين العزيمة.

وتابعت: أما من أراد الحج متمتعًا ولم يرد التضحية فإنه لا يُكره له الأخذ من شعره وأظفاره وسائر بدنه ما لم يُحرِم؛ لأن الأضحية تختلف عن هدي التمتع، فإذا دخل في الإحرام حَرُم عليه ذلك من حيث إنه من محظورات الإحرام، فإذا قضى عمرته وتحلل من إحرامه جاز له كل ما كان حرامًا عليه حال إحرامه بما في ذلك ما ورد في السؤال من أخذ شيء من شعره أو أظافره حتى يُحرِم مرة أخرى بالحج، فيعود ذلك كله محظورًا عليه.

واستطردت: فإذا أراد أن يجمع بين دم التمتع ودم الأضحية فيُسن له كما سبق الإمساك عن الأخذ من أشعاره وأظافره من أول ذي الحجة إلى أن يضحي، وحتى يُحَصِّلَ هذه السُّنَّةَ فعليه ألا يأخذ منها بعد تحلله من عمرة التمتع، باستثناء قص ما يحتاج إليه لإكمال نسك العمرة. وإنما سنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للمُضَحِّي ذلك؛ ليكون متشبهًا بالحجيج في إمساكهم عن المذكور، فتتوحد الأمة قدر الإمكان في عبادتها ومناسكها ويتسلَّى قلب من حُرِم من الذهاب ببدنه للمشاعر المقدسة، ولتهفو روحه لها فيحج بروحه ما لم يحجه ببدنه.
شروط الأضحية والمضحى وعمرها وهل تجوز عن الميت والمرأة؟ اعرف أحكامهاهل الأضحية واجبة على المتزوج؟.. 7 حقائق ينبغي معرفتهاالفرق بين الأضحية والهدي.. تعرف على أحكام كل منهما ومتى تقدمهل يجوز الجمع بين الهدي والأضحية؟ دار الإفتاء تجيب

موعد عيد الأضحى 2025 في مصر

وفقًا للمعهد القومي للبحوث الفلكية، فإن غرة شهر ذي الحجة فلكيًا ستكون يوم الأربعاء المقبل 28 مايو 2025، ويعني هذا أن وقفة عرفات ستحل يوم الخميس 5 يونيو، ليكون أول أيام عيد الأضحى المبارك في اليوم التالي، الجمعة 6 يونيو 2025. 

وتعتمد هذه الحسابات على توقيت الاقتران الفلكي الذي من المقرر أن يحدث في تمام الساعة 5:03 فجرًا بتوقيت القاهرة يوم الثلاثاء 27 مايو، وهو اليوم الذي يُنتظر فيه تحري الهلال شرعيًا لتحديد بداية الشهر الهجري الجديد.

عيد الأضحى الجمعة أم السبت؟

وتبقى الرؤية الشرعية هي العنصر الحاسم في تحديد الموعد الرسمي لعيد الأضحى.

 ففي حال لم يثبت الهلال مساء الثلاثاء 27 مايو، فقد تتغير المواعيد يومًا واحدًا، ليكون يوم الجمعة 6 يونيو هو وقفة عرفات، ويصادف عيد الأضحى يوم السبت 7 يونيو 2025.

الحكمة من عدم قص المضحي شعره وأظافره

لو قلم المضحى أظافره أو قص شعره فالأضحية صحيحة ومقبولة، ولا إثم عليه، الحكمة من عدم الحلق تشبيه بالمُحرم أثناء الحج، حيث يحظر عليه تقليم أظفاره وقص شعره.

الإمام السيوطي قال: «من أراد أن يضحي فلا يقلم من أظفاره ولا يحلق شيئًا من شعره في عشر الأول من ذي الحجة، وهذا النهي عند الجمهور نهى تنزيه والحكمة فيه أن يبقى كامل الأجزاء للعتق من النار وقيل للتشبيه بالمحرم».

الحكمة من عدم قص المضحي شعره وأظافره

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجهورية الأسبق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه من العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله - عز وجل- في الأيام العشر المباركة من ذي الحجة عبادة الأضحية .

وأوضح «جمعة»، أنه قبل ذبح الأضحية يقدم التوجه لله وحده والتوحيد له والإقرار بملة إبراهيم -عليه السلام-، ويؤكد أن الأعمال كلها لا تنصرف إلا لله - سبحانه-، فيذبح الأضحية تقربا إلى الله- تعالى- بكلام يوضح إذن الله لنا في ذبح هذا الحيوان للانتفاع به بالأكل والإطعام والإهداء.

وأضاف عضو هيئة كبار العلماء أنهذا فيما يخص الجواب عن شبه اتهام الإسلام بالعنف والقسوة على الحيوان في شأن الأضحية، وفي الحديث عن الأضحية وفقهها، فعلينا أن نعلم أن هناك آداب يتحلى به من أراد ذبح الأضحية، منها: أنه إذا بدأ ذو الحجة لا يقلم أظفاره ولا يحلق رأسه تشبهًا بالحجيج.

واستشهد بقوله - صلى الله عليه وسلم-: «من أراد أن يضحى فلا يقلم أظفاره ولا يحلق شيئا من شعره في العشر من ذي الحجة»، (رواه ابن حبان في صحيحه).

الحكمة من عدم قص المضحي شعره وأظافره


ولفت إلى أن التشبه بالحجاج والمحرمين يشبع شيئا من أشواق المشتاقين إلى زيارة البيت الحرام، ومن شعر بالشوق يدرك ذلك الكلام، فمن زار تلك البقاع المقدسة يشعر بالشوق إليها ويحن للطواف بالبيت العتيق وزيارة روضة الحبيب - صلى الله عليه وسلم- ، وأن يأنس بالوقوف في تأدب وسلام ومحبة للحبيب - عليه الصلاة والسلام.


 

طباعة شارك قص المضحى شعره وأظافره موعد التوقف عن قص الشعر والأظافر للمضحين هل قص الشعر يبطل الأضحي ما هو آخر موعد لتقليم الأظافر وقص الشعر للمضحي متى آخر يوم لقص الأظافر قبل الأضحية متى آخر يوم قص الشعر والأظافر للحاج ما هو آخر موعد لحلق الشعر قبل عيد الأضحى أيام قص الشعر والاظافر آخر يوم لقص الأظافر للمضحي 2025 هل يجوز الأضحية بعد قص الأظافر موعد قص الأظافر حلق الشعر للمضحي غير الحاج من الذي يمسك عن قص الشعر والأظافر الأضحية

مقالات مشابهة

  • رئيس الجمهورية لمدير منظمة فاو: يجب التعاون في إدارة المياه
  • 10 ملايين يورو من الاتحاد الأوروبي لدعم قطاع المياه في العراق
  • غياب الجوار عن مؤتمر المياه.. تأكيد لعزلة العراق المائية
  • إتلاف 30 طناً من الأدوية منتهية الصلاحية ورديئة الجودة في رابرين
  • آخر موعد لتقليم الأظافر وقص الشعر للمضحي .. انتبه لا تذهب للحلاقة في هذه الليلة
  • السوداني يخاف ان يفتح فمه أمام إيران بشأن قطعها المياه عن العراق وكذلك مع تركيا
  • رئاسة الجمهوية: إيران وتركيا وراء شحة المياه في العراق
  • العراق يعول على الصين لرفع إنتاج النفط إلى 7 ملايين برميل يومياً
  • العراق يستقبل عروضا محلية وأجنبية لتحسين البيئة وتخفيض انبعاثات الكربون
  • 10 حيل لتحويل كي الملابس من مهمة مزعجة إلى عادة ذكية