أثار قرار الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، باقتصار صرف العلاج للمترددين على العيادات الخارجية الصباحية بالمنشآت التابعة لوحدات الإدارة المحلية على صنف واحد مجانًا من قائمة الأدوية الأساسية لعلاج الحالة، حالة من الجدل خلال الأيام الماضية، وخاصةً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المواطن.

 

وفي هذا الصدد، أكد أعضاء لجنة الصحة بمجلس النواب، أن القرار الوزاري من الصعب تطبيقه في معظم الحالات المرضية التي تحتاج إلى أكثر من نوع دواء للعلاج وبحاجة إلى استثناءات، وخاصةً بالنسبة للفقراء ومحدودي الدخل في الأرياف ممن لا يمتلكون القدرة على شراءه الأدوية من الصيدليات الخارجية.

 

الدكتور مكرم رضوان


من جانبه، قال الدكتور مكرم رضوان، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن القرار الوزاري بالاقتصار على صرف نوع دواء مجاني واحد لمرضى العيادات الخارجية من قائمة الأدوية الأساسية لعلاج الحالة من الصعب تطبيقه، مشيرًا إلى أن رواد الوحدات الصحية في الأرياف من الفقراء ومحدودي الدخل وليس لهم قدرة على شراء الأدوية اللازمة من الصيدليات الخارجية.

 


وأضاف "رضوان" في تصريح خاص لـ "الفجر"، قائلًا: صرف دواء واحد بالمجان من غير الممكن لعلاج الحالة المصابة، وخاصةً أن الأطباء المتواجدين بالوحدات الصحية هم من حديثي التخرج وصغار السن، وبالتالي ستكون النتيجة بعلاج المريض بدواء واحد فقط غير مُرضية.

 

واقترح عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أن يتم رفع سعر تذكرة العيادات الخارجية بالمستشفيات الحكومية والوحدات الصحية إلى 10 جنيهات بدلًا من 5 جنيهات، وأن يتم صرف نوعان من الدواء بدلًا من نوع واحد، إضافة إلى أن الأدوية المتعلقة بالحالات الطارئة تكون متوافرة بالمجان.

 

وأوضح قائلا: من الصعب معالجة المريض بنوع واحد من الدواء، وإنما على الأقل نوعان، ذاكرًا على سبيل المثال: إذا كان المريض يعاني من ارتفاع درجة الحرارة وتورم أو الالتهاب فإنه بحاجه إلى مضاد حيوي ونوع آخر خافض للحرارة بالإضافة إلى مسكن.

 

وأكد الدكتور مكرم رضوان على ضرورة تعليم الأطباء وتغطية الوحدات والمستشفيات بأطباء متخصصين في طب الأسرة، مستطردًا: إذا كان الطبيب شاطر سيعالج المريض صح بأقل تكلفة، وإذا كان بحاجة إلى نوع دواء واحد أو إثنان أو أكثر سيقوم الطبيب بصرفه ما يحتاجه المريض فقط دون أن يكون هناك إهدار في الأدوية، نظرًا للتشخيص الصحيح وصرف العلاج المناسب.

 

وتابع: من الصعوبة بمكان الفرض على الطبيب الاقتصار على صرف نوع دواء واحد لمعالجة المريض في ظل بيئة ريفية صعبة، وطبيب حديث التخرج، لافتًا إلى أن الاقتصار على نوع واحد فقط سيكون من الصعب تطبيقه، وإنما من الممكن أن يتم صرف نوعان كحد أقصى، بالإضافة إلى تأهيل الأطباء وتدريبهم بشكل كافي ومحترف للتعامل مع حالات المرضية في الوحدات الصحية بالأرياف.

 

الدكتورة عبلة الألفي

 

وفي سياق متصل، قالت الدكتورة عبلة الألفي، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن حيثيات واستثناءات القرار غير واضحة، موضحة أن هناك أزمة عدم ترشيد في استهلاك الدواء في العيادات الخارجية، مما يمثل إهدار للأدوية، وفي نفس الوقت الاقتصار على صرف نوع واخد فقط من الدواء مجازفة خطيرة، مشيرة إلى أنه من الممكن أن يحتاج المريض إلى أكثر من نوع لمعالجة الحالة، قائلة: في حالات نزلات البرد يحتاج المريض إلى خافض للحرارة مع مضاد حيوي وموسع للشعب الهوائية.

 


وأوضحت "الألفي" في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن تكلفة شراء هذه الأدوية مرتفعة، ومن الممكن أن يكون المريض لا يمتلك النقود الكافية لشرائها، مؤكدة أن القرار بحاجه إلى الرجوع فيه للوزارة للتوضيح في ظل وجود مريض بحاجة إلى أكثر من نوع دواء ولا يمتلك شراؤه من الصيدليات الخارجية.

 

وأضافت عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، قائلة: القرار له جانب جيد بشأن ترشيد الاستهلاك نظرًا للممارسات الخاطئة في صرف الدواء، ولكن بحاجه إلى توضيح واستثناءات من جانب الوزارة بشأن الحالات المرضية التي تحتاج إلى أكثر من نوع دواء وعدم القدرة على شراء الدواء من الخارج، وخاصةً أنه في الغالب من يتردد على مستشفيات وزارة الصحة هم من غير القادرين على الكشف في الخارج.

 

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة العيادات الخارجية دواء واحد مجاني وزارة الصحة

إقرأ أيضاً:

دراسة حديثة: دواء شائع للسكري يطيل عمر النساء فقط

 

تبين أن الدواء الأكثر شيوعاً في العالم لمرضى السكري له فائدة خفية أخرى، حيث بالإضافة إلى مهمته الأساسية بخفض أو تنظيم السكر في الدم، فإنه يُطيل العمر أيضاً. لكن المفارقة في هذا الأمر هو أن هذه الفائدة محصورة بالنساء فقط، أي أن هذا العلاج يُطيل عمر النساء بينما لا يُحدث أي أثر في هذا المجال بالنسبة للرجال.

وخلصت دراسة علمية حديثة إلى أن “دواء ميتفورمين لا يُساعد في علاج مرض السكري من النوع الثاني بفعالية فحسب، بل قد يُحسّن أيضاً من فرص النساء الأكبر سناً في العيش حتى سن الـ90”.

ووجد العلماء في بحثهم المثير أن دواء “ميتفورمين” Metformin الشهير المستخدم في السيطرة على مرضى السكري يؤدي الى زيادة أعمار النساء، وذلك “بفضل مجموعة متنوعة من تأثيراته المُضادة للشيخوخة”.

وقال تقرير نشره موقع “ساينس أليرت” المختص إن البحث اعتمد على بيانات من دراسة أميركية طويلة الأمد أُجريت على نساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، حيث اختيرت سجلات ما مجموعه 438 امرأة – نصفهن تناولن “ميتفورمين” لعلاج السكري، والنصف الآخر تناولن دواءً آخر للسكري يُسمى “سلفونيل يوريا”.

ووجد الباحثون في دراستهم أن خطر الوفاة قبل سن الـ90 لدى النساء في مجموعة “ميتفورمين” كان أقل بنسبة 30% مقارنةً بالمجموعة الأخرى.

وكتب الباحثون في ورقتهم البحثية: “لقد ثبت أن ميتفورمين يستهدف مسارات متعددة للشيخوخة، ولذلك طُرح كدواء قد يُطيل عمر الإنسان”.

وأضافوا: “وجدنا أن بدء العلاج بميتفورمين زاد من طول العمر بشكل استثنائي مقارنةً ببدء العلاج بسلفونيل يوريا لدى النساء المصابات بداء السكري من النوع الثاني”.

ويقول تقرير “ساينس أليرت” إن دواء “ميتفورمين” موجود منذ عقود في العالم، لكن العلماء وجدوا مؤخراً أنه قادر على إبطاء عمليات الشيخوخة المختلفة في الجسم، وعلى سبيل المثال، ثبت أنه يحد من تلف الحمض النووي ويعزز نشاط الجينات المرتبطة بطول العمر.

وأظهرت دراسات سابقة أن دواء “ميتفورمين” يمكن أن يُبطئ تآكل الدماغ، بل يُقلل من خطر الإصابة بـ”كوفيد” طويل الأمد، ومع ذلك، لم يكن العلماء متأكدين من أن هذا الدواء يُطيل العمر، وهذا أحد أسباب هذه الدراسة الجديدة.

ويقول موقع “ساينس أليرت” إن الدراسة تتميز بالعديد من نقاط القوة، أبرزها متوسط مدة المتابعة الذي تراوح بين 14 و15 عاماً، وهو ما يتجاوز بكثير المدة التي يمكن أن تغطيها التجارب السريرية العشوائية القياسية، وهذا مهم عند محاولة معرفة مدى تأثر متوسط العمر.

وكتب الباحثون: “كانت إحدى المزايا الرئيسية لتحليلنا هي فترة المتابعة الطويلة بعد بدء العلاج، والتي أتاحها فحص مجموعة من المرضى مع متابعة مكثفة من منتصف العمر إلى سن 90 عاماً فأكثر، وهو أمر غير ممكن في التجارب السريرية العشوائية التقليدية”.

ويشير الباحثون إلى أن التجارب السريرية العشوائية قد تكون خياراً لاحقاً للتعمق في هذه النتائج. في غضون ذلك، ومع استمرار تزايد أعداد كبار السن في العالم، تواصل الدراسات البحث عن سبل للحفاظ على صحتهم لفترة أطول، وتقليل الأضرار التي تلحق بالجسم مع تقدم الإنسان في السن.

ويقول الباحثون: “تفترض فرضية علم الشيخوخة أن الشيخوخة البيولوجية قابلة للتغيير، وأن إبطاءها قد يؤخر أو يمنع ظهور العديد من الأمراض والإعاقات المرتبطة بالعمر”. ويضيفون: “يهدف علم الشيخوخة بشكل رئيسي إلى تحديد تدخلات علاجية ووقائية جديدة تُبطئ الشيخوخة البيولوجية

 

مقالات مشابهة

  • دراسة حديثة: دواء شائع للسكري يطيل عمر النساء فقط
  • قانون المسئولية الطبية.. 5 حالات يحق للطبيب فيها إفشاء أسرار المريض
  • كواليس التعديل الوزاري المحتمل .. هل اقترب الموعد؟
  • ما هو النموذج الليبي الذي تريد إسرائيل تطبيقه مع إيران؟
  • فضيحة. مليارديرات بطنجة إستفادوا بحج مجاني VIP ضمن الوفد الرسمي من المال العام
  • الكرملين: تفسيرات كييف رفضها تبادل الأسرى غير مقنعة
  • نواب تكشف عن الإجراءات المطلوبة لإعادة مصر لريادة سوق الدواء في أفريقيا الفترة المقبلة.. ويؤكدون: لابد من منح حوافز لإقامة مصانع للمواد الخام للأدوية
  • برلماني يطالب الحكومة بالتركيز على تصنيع الأدوية المستوردة من الخارج
  • رئيس صحة النواب يكشف عن كيفية عودة مصر لريادة سوق الدواء في أفريقيا
  • أبوتوتة: أزمة القانون بليبيا في انتقائية تطبيقه بين المواطنين وليس في جودة صياغته