قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الآية الكريمة تنهي المؤمنين عن الأخلاق السيئة، والخصال الذميمة، والصفات القبيحة، والأمراض القلبية.


وأوضح «مركز الأزهر» في شرحه للآية الكريمة، أن الأخلاق السيئة، والخصال الذميمة، والصفات القبيحة، والأمراض القلبية التي تنهى عنها الآية الكريمة مثل الغرور والتكبر والتعالي على الآخرين، احتقارا وازدراء لهم، معتمدا على المغريات الدنيوية الزائلة، من مال وجاه وسلطان، التي في حقيقتها لا ترفع من قيمة الإنسان ووزنه عند الله عز وجل، وإنما معيار التفاضل يوم القيامة هو حرصه على البر والتقوى والعمل الصالح، كقوله عز وجل: «إن أكرمكم عند الله أتقاكم» الآية  13 من سورة الحجرات.


أضاف أن الشخصية المتكبرة شخصية ضعيفة، عديمة الثقة بنفسها، تستقوى بمظاهر الدنيا الفانية، لتعويض النقص الكامن في شخصيتها، وهي شخصية تفقد مواطن القوة الذاتية، والاعتزاز بالنفس، من علم ومهارات وخبرة ودراية وتطوير مستمر، فهي شخصية حقودة على الآخرين، مبغضة لهم، منوها بأن التكبر يكون بالفعل والقول وتعبيرات الوجه، كالضرب والاعتداء والشتم والسب والسخرية والاستهزاء، والغمز واللمز، والإعراض عن المتكلم بوجهه وبدنه، والتبختر والتفاخر بالمشية، وكل هذه الخصال الذميمة ممقوته من الله عز وجل، ومن الناس.

تحذير للأزواج في رمضان.. الإفتاء تكشف عن أمر يفسد الصوم


واستشهد بما قال عز وجل: «يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون»  الآية 11 من سورة الحجرات ، مشيرا إلى أن الكبر عواقبه وخيمة في الدنيا والآخرة، فالمتكبر إنسان ذليل، مبغوض من كل من تعامل معه، وحيد يبتعد عنه الناس، ينتظره عقاب مؤلم يوم القيامة، لبغض الله للمتكبرين.


وأكد أن الكبرياء لا يكون إلا لله عز وجل، فيقول الله عز وجل: «أليس في جهنم مثوى للمتكبرين » الآية 60 من سورة الزمر، وقوله:« إنه لا يحب المستكبرين » الآية 23 من سورة النحل، لافتا إلى أنه حث القرآن الكريم على التواضع، واللين والرفق في التعامل مع الآخرين، لكسب المتواضع محبة الناس، والتفافهم حوله، فضلا عن محبة الله عز وجل ورفعه له، وزيادة رزقه، ووضع البركة في عمره وأفعاله، قال عز وجل: «وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما  » [الفرقان: 63، 64]، وقوله: «تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين » [القصص: 83، 84].


ودلل بما جاء عن عياض بن حمار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إن الله أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغى أحد على أحد ». مسلم، وعن أبى ذر قال: قال لى النبى -صلى الله عليه وسلم- « لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ». مسلم. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام». البخاري.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الله عز وجل من سورة

إقرأ أيضاً:

حـفظ المـال

لقد أحاط الإسلام المال بسياجات متعددة من الحفظ، فنهى عن أكل الحرام بكل صوره وأشكاله نهياً قاطعاً لا لبس فيه، يقول الحق سبحانه: ”يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا ومن يفعل ذلك عدوانًا وظلمًا فسوف نصليه نارًا وكان ذلك على الله يسيرًا”، ويقول سبحانه: «إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا إنما يأكلون فى بطونهم نارًا وسيصلون سعيرًا». 
وعن ابن عباس (رضى الله عنهما) أن سيدنا سعد بن أبى وقاص قال: يا رسول الله، ادعُ الله أن يجعلنى مستجاب الدعوة، فقال له النبى (صلى الله عليه وسلم): «يا سعد، أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذى نفس محمد بيده إن العبد ليقذف اللقمة الحرام فى جوفه فلا يقبل منه عمل أربعين يوماً، وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به»، وقد كان بعض الصالحين يتركون بعض الحلال مخافة أن تكون فيه شبهة حرام. 
ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «إن الحلال بين وإن الحـرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعـلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فـقـد استبرأ لديـنه وعـرضه ومن وقع فى الشبهات وقـع فى الحرام كـالراعى يـرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن فى الجـسد مضغة إذا صلحـت صلح الجسد كله وإذا فـسـدت فـسـد الجسـد كـلـه ألا وهى الـقـلب»، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحًا إنى بما تعملون عليم}، وقال: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم}، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذى بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟!». 
ويقول (عليه الصلاة والسلام): «إن رجالاً يتخوضون فى مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة» (صحيح البخارى)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به».
فأكل الحرام قتل للنفس وإهلاك وتدمير لها فى الدنيا والآخرة، فهو فى الدنيا وبال على صاحبه فى صحته، وفى أولاده، وفى عرضه، وفى أمواله، «ولعذاب الآخرة أشد وأبقى».
وحثنا الشرع الحنيف على كتابة الدين وتوثيقه والإشهاد عليه فقال سبحانه: «يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأبَ كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذى عليه الحق وليتقِ الله ربه ولا يبخس منه شيئاً فإن كان الذى عليه الحق سفيهاً أو ضعيفاً أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ولا يأبَ الشهداء إذا ما دعوا ولا تسأموا أن تكتبوه صغيراً أو كبيراً إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم».

الأستاذ بجامعة الأزهر

مقالات مشابهة

  • أفضل سورة تقرأ بعد صلاة الفجر .. اقضِ حاجتك بـ 83 آية
  • الشيخ حسن عبد النبي لمتسابق: مفيش أي أخطاء عليه ولا ملاحظات
  • حكم الدعاء بقول: «اللهم بحق نبيك» .. يسري جبر يوضح
  • ما سر قل أعوذ برب الفلق؟.. علي جمعة: تحصنك من 8 شرور مهلكة
  • القيامة اقتربت.. أحمد كريمة: كثرة الخبث من علامات الساعة
  • هل يجوز تعليق الدعاء على المشيئة؟.. الأزهر يحذر من خطأ نهى عنه النبي
  • سورة الكهف .. اعرف وقت قراءتها يوم الجمعة وفوائدها
  • بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من رحاب الجامع الأزهر الشريف
  • حـفظ المـال
  • الأزهر: التصدق بالأغطية والملابس وإصلاح الأسقف في الشتاء تكافل حثنا عليه الشرع