تحفة معمارية.. حكاية بناء مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
رمضان فى محافظة الاسكندرية حاجة ثانية يسقبل السكندرين شهر رمضان المبارك بسعادة وبهجة ، والمساجد تمتلئ بالمصلين في أجواء روحانية وإيمانية، فيما تزينت الشوارع والجوامع بالزينة والإضاءة،تحظى مدينة الاسكندرية بالمساجد التراثية والاضرحة العديدة والتى لكل منها رواية .
لذلك تقدم " الوفد " على مدار الشهر المبارك سلسلة " وراء كل مسجد حكاية " فى شهر رمضان تتناول قصص المساجد والاضرحة مع المصلين واجواء صلاة التروايح
وكنا الحلقة الماضية تحدثنا عن قصة مسجد مرسى ابو العباس بمنطقة الجمرك بغرب الاسكندرية وهو يعتبر فى مقدمة المساجد التى ياتى اليها جميع المصلين لاداء صلاة التروايح .
"الحكاية الثانية "
عندما تسير على كورنيش الاسكندرية تجد امامك مسجد عريق بوسط المدينة ، تحفة معمارية، تلتفت إليها دون أن تدري، بسبب روعة التصميم وشكل المآذنة المميز المتفرد، مسجد القائد إبراهيم، أو «جامع إبراهيم» أحد أشهر المساجد التي يعد علامة مميزة بعروس البحر المتوسط، الذي كان لبنائه قصة وهدف ، الذي يشبه إلى حد كبير الميادين الموجودة في المدن الأوروبية. فهو لم يكن مسجداً تاريخياً تراثيا فحسب، يقع في منطقة تراثية قديمة، ولا يرتبط اسمه بقائد عظيم له سيرة ذاتية مشهورة، بل هو واحد من أهم وأشهر مساجد الإسكندرية، الذي يتهافت عليه الاف المصلين لإقامة صلاة التراويح والتهجد لعدة سنوات.
تصميم مسجد القائد إبراهيم
مئذنة عالية، تتوسطها ساعة، وزخارف قديمة صممها المعماري الإيطالي ماريو روسي، كل هذا يتجمع في مسجد القائد إبراهيم، أحد أقدم المساجد في العاصمة الثانية الإسكندرية، المسجد الذي يطل على كورنيش الإسكندرية، في موقع متميز، اشتهر لكونه قبلة للمصلين وخاصة في شهر رمضان المبارك.وصمم وأنشئ على يد المهندس الإيطالي ماريو روسي على مساحة 2000 متر مربع على نسق جمالي رائع، يخطف القلوب والأنظار.،عند افتتاحه عام 1951، أرسل الملف فاروق وزير الأوقاف مندوبًا لافتتاحه، وتم ذبح الذبائح وتوزيع اللحوم والنقوم على الفقراء ابتهاجًا بافتتاح المسجد الكبير.
" نشاءة المسجد "
نشئ المسجد عام 1948 فى الذكرى المئوية لوفاة إبراهيم باشا، الابن الأكبر لمحمد على باشا والى مصر. على مساحة ألفى متر مربع، صمّمه المهندس الإيطالى الأصل «ماريو روسى» والذى كان يشغل منصب كبير مهندسى الأوقاف، واستخدم «روسى» زخارف و«موتيفات» ذات نسق جمالى متزن من مختلف العصور الإسلامية ،فاشتهر المسجد بمئذنته الطويلة الرشيقة ذات الطابع المملوكى والتى تتميز بوجود ساعة فيها، كما عرف بمحرابه الشاهق. وهناك تتجلى المدرسة الأندلسية فى العمارة من خلال الواجهة التى تتكون من عقود مفصصة، أما نظام الإضاءة والنجفة بساحة الصلاة الرئيسية، فقد صمما على الطراز العثمانى.
مسجد القائد إبراهيم اشعل الثورة ضد الإخوان
ودائما ما كان الميدان المواجه لمسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية هو الساحة التي شهدت جميع الفعاليات الثورية بداية من ثورة يناير، والاحتجاجات المتصاعدة ضد حكم جماعة الإخوان، وصولا بانطلاق ثورة 30 يونيو حيث اجتمعت بساحته مختلف التيارات والأطياف السياسية، والذين اجتمعوا على ضرورة رحيل جماعة الإخوان.
قال احمد السمان " بالمعاش احد رواد المسجد، مند عمرى عشرات السنين وانا احضر الى المسجد مع والدى للصلاة وخاصا فى شهر رمضان ناتى اليه مخصوص لاداء صلاة التراويح والاستمتاع بالروحنيات الرمضانية بالمسجد .
وعلى مدار سنوات طويلة يشهد ساحات مسجد القائد إبراهيم تهافت المصلين وذلك للصلاة خلف الشيخ حاتم فريد الواعر صاحب الصوت العذب وأشهر الأئمة في المدينة الساحلية وحتى بعد رحيله حاولت مديرية الأوقاف عودة مشاهد التزاحم علي ساحة المسجد مرة أخري وذلك من خلال تعيين أو ندب أئمة ذو أصوات عذب لمعرفة مكانه وأهمية صلاة التهجد والتراويح داخل المسجد.
الجو الروحاني بمسجد القائد إبراهيم مختلف
وقال الشيخ محمد عبدالسلام، أحد الأئمة السابقين بمسجد القائد إبراهيم، إن الشهر الفضيل له إحساس مختلف مع إقامة التراويح، أهم الشعائر في شهر الصيام، مشيرًا إلى أن مسجد القائد إبراهيم تحديدًا له تاريخ عريق في مصر والدول العربية، حيث يأتي إليه المصلون من كل مكان، إذ يتواجد بالمسجد جو روحاني قلما يوجد في مكان آخر، وبالذات في شهر رمضان شهر الطاعة والرحمات.
أضاف عبدالسلام أن المسجد يتميز بروحانيات عالية وإيمانيات رائعة خصوصًا مع ما تقدمه وزارة الأوقاف من أئمة متميزين في الصوت والحفظ والإتقان تهنوا إليهم القلوب وتدمع مع قراءتهم العيون، حتى أضحى المسجد علامة مميزة في محافظة الثغر عروس البحر الأبيض المتوسط.
احتشاد المصلين لاداء التروايح
يقول على الصائم احد رواد المسجد ، المصلون يقبلون على المسجد من مناطق متعددة، وقبل زمن الكورونا، كان تعداد المصلين وخاصة في العشر الأواخر بالآلاف، ويلتف المصلون من حول المسجد إلى ميدان محطة الرمل وميدان صفية زغلول والكورنيش حيث تتعطل حركة المرور وتغلق بعض الشوارع لكثافة عدد المصلين ،
يُعد مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية أهم المساجد بالمحافظة، والذى يُقْبِل الآلاف من المواطنين عليه لصلاة التراويح فى شهر رمضان الكريم، والذى كانت تسيطر عليه بعض العناصر المتشددة، وحرصت مديرية الأوقاف بالإسكندرية على توزيع أفضل الدعاة والأئمة فى كبرى المساجد بالمحافظة، بناءً على طلب المواطنين فى رغبتهم بختم القرآن فى صلاة التراويح فى شهر رمضان، بصحبة إمام صوته عذب.
قال الشيخ محمد عبد الله احد الائمة، إن مسجد القائد إبراهيم، واحد من المساجد الهامة بمحافظة الإسكندرية الذي كان وراء بنائه قصة، وأنه لم يكن مخطط بناء أي مسجد في المنطقة التي شيد بها، حيث كانت منطقة خالية لفترة كبيرة وكانت تابعة للكرانتينا.
اضاف أن قصة المسجد بدأت مع تولي الملك فاروق حكم مصر رسميا عام 1936، وعند زيارته لمدينة الإسكندرية وتفقد شوارعها رأي المواطنين يفترشون ميدان محطة الرمل «سعد زغلول» للصلاة في الشارع، وكان هناك مطالبات من الأهالي بتواجد مسجد، فوجه الأوقاف ببناء مسجد في هذه المنطقة.
وتابع أنه بعد تفكير استقرت الأوقاف في عام 1941، على بناء مسجد بمنطقة ميدان محطة الرمل ، وإطلاق إسم جامع «الميناء الشرقي» عليه لإطلالته على الميناء، ولكن ظهرت بعض المعارضات حينها، أولها أن المكان الذي خُصص للمسجد مساحته صغيرة، فضلًا عن أن تلك المنطقة بها محلات كثيرة و بعضها يبيع الخمور في تلك الفترة لذا اعترضت المحلات على إقامة المسجد في ذلك المكان، ليعقب ذلك إندلاع الحرب العالمية الثانية، والتي عانت الإسكندرية خلالها من مشاكل كثيرة لينتهي الأمر بعدم إنشاء المسجد بسبب الأحداث المتعاقبة.
وأوضح أن في عام 1948 كان هناك حدث هام، وهو الذكرى المئوية لوفاة إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا، وتوافق ذلك مع إقبال مصر على المشاركة في حرب فلسطين.
لذا قرر الملك فاروق إعادة فكرة بناء مسجد في مدينة الإسكندرية، يحمل إسم إبراهيم باشا تخليدا لذكراه، ووقع الاختيار على المكان الذي عليه المسجد الآن، والذي كان يقع أمام القنصلية البريطانية في تلك الفترة، حيث تم البدء في بناء المسجد عام 1948، بهدف إحياء ذكرى مئوية إبراهيم باشا، ورجوع فكرة القائد إبراهيم محارب الأسرة العلوية وتذكير الشعب بتاريخه، خاصة مع توافق توقيتها بدخول مصر حرب فلسطين، حيث كان الهدف من بناء المسجد هدف سياسي عن جدارة لبث الحماس في الشعب المصري.
أشار إلى أن مصمم مسجد القائد إبراهيم هو المعماري الإيطالي ماريو روسي والذي أسند إليه بناء المسجد، عقب فترة انتهاء عمله في وزارة الأوقاف ولكن كان حينها مستشار لها، لافتًا أن هناك أقاويل بأن من صمم المسجد هو فهمي باشا المسؤول عن القصور الملكية، ولكن طريقة تصميم المسجد تؤكد أن "روسي" هو من قام بتشييد جامع القائد إبراهيم، حيث أن النجفة المميزة بداخل المسجد من تصميم ماريو روسي وهي إهداء الملك فاروق من نقود الملك الخاصة للأوقاف.
وتابع أستاذ مساعد التاريخ المعاصر والحديث، أنه عقب ما تم في حرب فلسطين أصبح الهدف السياسي الذي بني من أجله المسجد غير موجود، وتم الإنتهاء من المسجد في 1951، حيث أرسل الملك فاروق وزير الأوقاف مندوبا عنه لافتتاحه، وتم ذبح الذبائح وتوزيع لحومها على الفقراء، وتوزيع النقود على العمال، وافتتح المسجد في هدوء تام.
وأكد أن مسجد القائد إبراهيم، متميز لأنه جاء في فترة هامة من فترات ماريو روسي المعمارية، عقب تشييده مسجد المرسي ابو العباس، وسيدي تمراز، ومحمد كريم، والملك الصالح، فضلا عن مساجد القاهرة منها الثورة وعمر مكرم، وغيرها، لافتًا أن المسجد مسجل في مجلد التراث المعماري لمدينة الإسكندرية.
واضاف ان شرفة المؤذن فقد صممت من الخشب، تم بنيت من الحجر بعد ذلك، وبداخل المسجد طرز مختلفة من الزخارف المميزة، فضلا عن القرميد الأحمر أعلى المسجد، فلم يبني قبة مثل القباب المعتاد عليها في المساجد، و استخدم «روسي» جميع الفنون الإسلامية، بداخل المسجد وصممه بمزيج بديع من العمارة الأيوبية والمملوكية، والعثمانية.
اشار ان يتواجد بداخل المسجد محرابين، المحراب الأول يتماثل مع محراب مسجد ابو العباس، والمحراب الثاني في المصلي الداخلي الثانوي هو نفس محراب مسجد الملك الصالح بالمنتزة، وهو ما يعد دليلا على أن من صمم مسجد القائد إبراهيم هو ماريو روسي، وأحد روائع المعماري الإيطالي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية المساجد التراويح شهر رمضان صلاة التراویح إبراهیم باشا فى شهر رمضان الملک فاروق بناء مسجد مسجد فی
إقرأ أيضاً:
السموع.. حكاية بلدة كنعانية تنبض بالحجارة والزيت والسمن والكرامة الفلسطينية
بلدة غنية بالآثار والخرب يعود تاريخها إلى العرب الكنعانيين وتمتاز بزيتها الذي لا مثيل له وبحجارتها التي تستخدم في البناء، وتعتبر البلدة قلعة البساط البلدي الفلسطيني حيث يتجلى جمال الفن في كل زاوية من زواياها. وهي تتبع محافظة الخليل بالضفة الغربية، وتبعد 18 كم جنوب مدينة الخليل، وتربطها بها طريق معبدة عن طريق يطا، وهناك طريق أخرى فرعية تصلها بطريق الخليل الظاهرية بئر السبع.
وتقع على بعد 45 كم جنوب مدينة القدس القديمة، وتحدها كل من بلدة يطا ودورا والظاهرية من الشمال والغرب، بينما يحدها الجدار العازل، جدار الفصل العنصري، من الجنوب، وهي آخر التجمعات السكانية أقصى جنوب الضفة الغربية.
وتقع فوق رقعة جبلية تنحدر أراضيها نحو الجنوب الغربي حيث تبدأ المجاري العليا لبعض الأودية المتجهة نحو بئر السبع.
ويتبع بلدة السموع عدد من الخرب الصغيرة مثل، رافات والسيميا ووادي العماير وأم غانم، فيما تعتبر جبال السموع أخر سلسلة جبلية من جبال الضفة الغربية، وهي مصدر جريان وادي غزة في الشتاء.
يوجد في البلدة مواقع أثرية كثيرة منها: مبنى قديم لكنيسة رومانية، وسجن أثري، وبقايا برج وكنيس، وأبنية متهدمة، وقطع منقوشة في القرية، ومدافن، وعدد من المغر الكنعانية حيث بنيت البلدة على عدة مغارات وإنفاق أثرية كنعانية وإسلامية عثر فيها على عدة مقابر وقطع أثرية وفخارية.
برج السموع أحد بقايا آثار المدينة الكنعانية.
وتبلغ مساحة أراضي السموع نحو 138,782 دونما، وأهم المحاصيل الزراعية التي تزرع في البلدة هي: الحبوب بأنواعها والعنب والتين والزيتون، ويعتمد السكان على تربية المواشي لتوفر المراعي في المناطق الوعرة.
وبلغ غدد سكان السموع في عام 1922 في الإحصاء الذي أجرته سلطات الانتداب البريطاني في فلسطين نحو 1600 نسمة جميعهم العرب.
وفي عام 1945 بلغ العدد 2520 نسمة، فيما يبلغ عدد سكان السموع حاليا نحو 26 ألف نسمة.
تشتهر البلدة بالسمن البلدي، ويعتبر الزيت المستخرج من زيتونها الأفضل في فلسطين نظرا لكمية الأمطار القليلة الساقطة، بينما ينافس حجر المقالع المستخرج منها كل من حجر بيرزيت وصور معين والشيوخ.
يعود تاريخ البلدة للفترة الكنعانية، وذكرت في سفر يشوع حيث كانت مستوطنة تسمى "اشتموع" وفي العهد الروماني حرف الاسم إلى "استيمواع"، بمعنى طاعة .
خضعت السموع مثل بقية فلسطين لحكم الدولة العثمانية في عام 1517، وبحسب سجلات الضرائب العثمانية ظهرت القرية على أنها تابعة لناحية الخليل من لواء القدس، وكان عدد سكانها يتألف من 16 أسرة مسلمة. دفعوا ضريبة ثابتة نسبتها 33,3٪ على المنتجات الزراعية، كالقمح والشعير والكروم وأشجار الفاكهة، بالإضافة إلى رسوم على الماعز وخلايا النحل، ورسوم أخرى متفرقة، وهو ما مجموعه 3000 آقجة.
في عام 1838، وصف الباحث الأمريكي إدوارد روبنسون، مؤسس علم الآثار الكتابي، السموع كقرية "لها اعتبارها ومليئة بالطيور والحيوانات على أجمل ما يرام"، وذكر أن فيها بقايا جدران مبنية من الحجارة الكبيرة جدا .
وفي أعقاب نكبة فلسطين عام 1948، وبعد اتفاقيات الهدنة عام 1949، وقعت السموع تحت الحكم الأردني.
اشتهرت البلدة بمعركتها الشهيرة التي وقعت بين الجيش الأُردني وجيش الاحتلال الإسرائيلي في عام 1966 حيث زعم الاحتلال وجود قاعدة للعمل الفدائي في بلدة السموع في الضفة الغربية الواقعة تحت الحكم الأردني آنذاك، وأنها قامت بعدة عمليات عسكرية في العمق الإسرائيلي الأمر الذي دعاها إلى مهاجمة البلدة.
إلا أن بعض الخبراء يرون أن هذه العملية كانت لاستدراج الجيش الأردني للحرب، و حشد اللواء المدرع الإسرائيلي السابع، قواته على الحدود الأردنية واجتاز خطوط الهدنة برتلين من الدبابات و٤٠٠ مقاتل محمولين في عربات نصف مجنزرة تساندها عدة أسراب من الطائرات المقاتلة. تحرك أحد الأرتال باتجاه بلدة السموع والآخر باتجاه بلدة يطا التي تبعد كيلومترات عن السموع بهدف التضليل.
في موازاة ذلك، تحركت قوتان من الجيش الأردني باتجاه السموع عبر طريقين مختلفين الأولى عن طريق بلدة الظاهرية وهي تبعد مسافة قصيرة عن السموع، والثانية عن طريق يطا تحت قصف الطيران الإسرائيلي واصطدمت القوة الأردنية بالقوات الغازية في قتال ضاري.
تمكنت القوات الإسرائيلية من وصول مرتفعات السموع لحظة وصول القوات الأردنية، التي كان يشارك معها في القتال سرب طائرات وقد تصدت الطائرات المقاتلة الأردنية لها في معركة جوية فوق سماء السموع.
مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا في بلدة السموع.
استشهد في المعركة 13 جنديا أردنيا إضافة إلى الرائد محمد ضيف الله الهباهبة، والملازم الطيار موفق بدر السلطي، وجرح في المعركة قائد لواء حطين العقيد بهجت المحيسن، إلى جانب 22 عسكريا وتراجعت القوات الإسرائيلية بعد مقتل قائد لواء المظليين الإسرائيلي العقيد يواف شاهام وهزيمتها الجوية.
وشاركت طائرات الاحتلال في المعارك وأسقط الجيش الأردني 3 طائرات إسرائيلية، وقد تعرضت البلدة إلى الغزو الإسرائيلي قل ذلك في عام 1965 حيث اجتاح بلدة رافات ونسفت أكثر من خمسين منزلا للمواطنين.
وصدر قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 228 بإدانة الهجوم الإسرائيلي على بلدة السموع.
بعد حرب عام 1967، وقعت السموع تحت الاحتلال الإسرائيلي، وأقيمت على أراضيها عدة مستوطنات منها "بيت يتير"، "شمعة"، "عتنائيل"، "سوسيا"، "شاني ليفنه"، " اشتمواع"، "كفار لصيفر".
وقد استلمت السلطة الوطنية الفلسطينية البلدة عام 1996 في إطار اتفاقية أوسلو.
تنبض السموع بروح الصمود والمقاومة، فقد شهدت معارك عديدة وصمودا بطوليا منذ الانتفاضة الأولى والثانية حتى اليوم على وقع طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، واستطاعت أن تحافظ على هويتها وتراثها رغم الظروف الصعبة التي مرت بها.
المصادر:
ـ مصطفى الدباغ، موسوعة بلادنا فلسطين، الجزء الخامس، القسم الثاني،1991.
ـ الجهاز المركزي للإحصاء، السلطة الوطنية الفلسطينية، رام الله.
ـ عوض الرجوب، "56 عاما على معركة السمّوع..دامت 5 ساعات فقط ولكنها مفصلية ومهدت لاحتلال الضفة"، الجزيرة نت، 13/11/2021.
ـ الموقع الإلكتروني لبلدة السموع.
ـ موسوعة القرى الفلسطينية.
ـ علي سعادة، "معركة السموع.. أثارت انتقادات عالمية ومهدت لحرب 1967"، عربي21، 14/11/2020.