واشنطن تدرس الرد على نتنياهو إذا تجاهل التحذير من اجتياح رفح
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
يدرس البيت الأبيض خيارات حول كيفية الرد الأميركي، حال تحدت إسرائيل تحذيرات الرئيس جو بايدن المتكررة من شن هجوم عسكري على مدينة رفح جنوبي غزة، دون خطة موثوقة لحماية المدنيين الفلسطينيين، وفقًا لما نقلت قناة “سي إن بي سي” عن مسؤول أمريكي سابق وثلاثة مسؤولين أميركيين حاليين.
وتجري المناقشات وسط قلق متزايد في إدارة بايدن وإحباط بين الديمقراطيين في الكونغرس من احتمالية تجاهل إسرائيل لمناشدات بايدن ببساطة.
وفيما دعا الرئيس الأميركي مرارا، حكومة نتنياهو إلى اتخاذ إجراءات معينة، يتجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياه، مناشدات بايدن. ويقول السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين عن ولاية ماريلاند: “لذا أعتقد أن هذا يجعل الولايات المتحدة تبدو غير فعالة”.
وقال فان هولين، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ: “لقد أصدر الرئيس (بايدن) كلمات قوية وتحذيرات قوية بشكل متزايد، لكنني أعتقد أنه من أجل تطبيق تلك التحذيرات بشكل فعال، يتعين على الإدارة (الأميركية) استخدام الأدوات الأخرى المتاحة لها”.
ودفع البيت الأبيض إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة فيما يتعلق بشروط المبيعات العسكرية الأمريكية لإسرائيل.
ولم تضع الولايات المتحدة أي دعم عسكري لإسرائيل مشروطًا، على الرغم من أن مسؤولي إدارة بايدن فكروا في حجب أو تأخير بيع بعض الأسلحة.
وحددت إدارة بايدن يوم 24 مارس موعدا نهائيا لإسرائيل لتقديم تأكيدات مكتوبة، تليها مراجعة الحكومة الأميركية، بأن استخدامها للأسلحة الأميركية يتوافق مع القانون الدولي. وقد يؤدي عدم الامتثال إلى فرض قضية الدعم العسكري وربما دفع التحالف القديم إلى منطقة جديدة.
كما نصح مسؤولو الإدارة الحكومة الإسرائيلية بتجنب القيام بعملية عسكرية كبيرة في رفح، والقيام بدلاً من ذلك بمهام أصغر حجماً ومستهدفة لمكافحة الإرهاب، وفقاً لمسؤول في الإدارة، وفق “سي ان بي سي”.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي: “لقد كنا واضحين بشأن الحاجة إلى إعطاء الأولوية لحماية المدنيين”.
ويمثل مستوى عدم الثقة والتوتر بين الحكومتين الأميركية والإسرائيلية تحولًا غير عادي عن العداء الذي تقاسمه بايدن ونتنياهو قبل خمسة أشهر بعد وقت قصير من الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر في إسرائيل.
تبنى البيت الأبيض فعليا تصريحات زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر يوم الخميس التي دعت إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل لاستبدال نتنياهو، الذي اعتبره شومر “عقبة رئيسية أمام السلام”.
وقال بايدن أمس الجمعة إن شومر ألقى “خطابًا جيدًا”.
وردا على سؤال حول رد فعل الرئيس، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي في برنامج “تقارير أندريا ميتشل” على قناة “ام اس ان بي سي” إن بايدن “يعلم أن المشاعر التي عبر عنها شومر في ذلك الخطاب العاطفي أمس يتقاسمها العديد والعديد من الأمريكيين”.
وسلطت تصريحات شومر في قاعة مجلس الشيوخ الضوء على الانقسامات داخل الحزب الديمقراطي والتي سيكون من الصعب على الرئيس التعامل معها أثناء حملته الانتخابية لولاية ثانية.
ومن المرجح أن يشجع موقفه التقدميين الذين يريدون رؤيته مدعومًا بتحول حقيقي في سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل، وتحديدًا استخدام النفوذ من خلال حجب المساعدات ونقل الأسلحة ما لم تغير حكومة نتنياهو مسارها، وفق “سي ان بي سي”.
وأشار كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، يوم الجمعة، إلى أنهم لم يروا أي خطط للعملية العسكرية في رفح التي قالت إسرائيل إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وافق عليها، كما أنهم لم يروا أي اقتراح لإجلاء المدنيين الفلسطينيين.
على مدى أسابيع، أعرب مسؤولو الإدارة الأميركية عن شكوكهم في أن إسرائيل قد طورت خطة شاملة لهجوم عسكري في رفح، قائلين إن التهديد بالاجتياح العسكري كان للحفاظ على نفوذها مع حماس خلال المفاوضات لوقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. غزة.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية فی رفح
إقرأ أيضاً:
ضياء رشوان: إيران وأمريكا لم تعودا خصمين.. والتنسيق بينهما أغضب إسرائيل
قال الكاتب الصحفي ضياء رشوان إن قيام إيران بإبلاغ الولايات المتحدة مسبقًا بنيّتها استهداف قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر، لا يمكن اعتباره سلوكًا طبيعيًا بين خصمين، موضحًا أن هذا السلوك يعكس تنسيقًا غير معلن بين الطرفين، يتنافى مع منطق العداء التقليدي، مستشهدًا بأن إيران واصلت قصفها لإسرائيل حتى اللحظات الأخيرة قبل إعلان وقف إطلاق النار، والعكس صحيح، وهو ما لم يحدث مع واشنطن.
وأضاف رشوان، خلال لقاء مع الإعلامية منة فاروق، على قناة "إكسترا نيوز"، أن التقدير الإيراني، والذي وصفه بـ"السليم"، كان يقوم على تجنب الدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، في المقابل، اتخذت واشنطن قرارًا محسوبًا بعدم الإضرار الجوهري بالمشروع النووي الإيراني.
واعتبر رشوان أن هذا التوافق الضمني بين الطرفين يؤكد أنهما لم يعودا أعداء بالمعنى التقليدي، مشيرًا إلى أن التحول بدأ حين أدرك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إيران أقوى مما كان يُظن، وأن إسرائيل عاجزة عن حسم المواجهة بمفردها.
وتابع: "عندما تدخّلت الولايات المتحدة، اكتفت بضربة رمزية لمواقع نووية إيرانية، وقد أبلغت طهران مسبقًا بهذه الضربات، وردّت إيران بـ"جميل دبلوماسي" على واشنطن، فأبلغتها مسبقًا بقصف قاعدة العديد، في خطوة تؤكد وجود تفاهم غير مباشر".
وختم رشوان حديثه بالتأكيد على أن هذا المشهد يثير استياءً بالغًا لدى إسرائيل، لأنه يُعدّ إقرارًا أمريكيًا غير مباشر بقوة النظام الإيراني، وشرعيته، واستمراره كفاعل إقليمي أساسي، وهو عكس ما تسعى إليه تل أبيب، التي لا تزال تطمح إلى تقويض النظام الإيراني بالكامل.