غادة لبيب تكتب: حكمة بنتي ملك في يوم ميلادي ويوم المرأة
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
هكذا هي الحياة أيام، ويظل يوم ميلاد أي شخص مشهودًا يحتفل به ويقلق على مرور عداد العمر ويتعلم منه للقادم، وقد منحني الله ميزة ليوم مولدي بأن يتوافق مع اليوم العالمي للمرأة وخلال شهر مارس أو كما يسمونه شهر المرأة؛ ففيه نحتفل باليوم العالمي للمرأة ويوم المرأة المصرية وعيد الأم. مصادفة جميلة ومتميزة صنعت ذكرى سعيدة مع بناتي حملت مشاعر تقدير وتكريم لأمهم؛ ففى إحد أعياد ميلادي قالت لي بنتي ملك وهي صغيرة لأنك يا أمي متميزة جعل الله يوم ميلادك عيدًا عالميًا للمرأة.
قضايا كثيرة ومناقشات متعمقة تثور مع احتفال المرأة كل عام، وتقييم مستمر لمستوى المتحقق في مسارات تمكين المرأة، وهي قضية حسمتها الشرائع والديانات السماوية بتكريم المرأة باعتباره منهاج حياة وليس تفضلًا أو استثناء. واكتشفت كيف أن المرأة في مصر تحظى بأوضاع أفضل من مثيلاتها في الغرب رغم ما تروجه بعض الروايات والمنظمات الحقوقية؛ ففي إحد المؤتمرات التي أقيمت في مدريد حول المرأة في مجال الإدارة العامة قابلتني مشاركة من بلجيكا وفوجئت برؤيتها لأوضاع المرأة لدينا ووصفها بالمقهورة، فوجدت نفسي بتلقائية أرد عليها وأوضح لها كيف أنهم هم المقهورون؛ فنحن كعاملات نحصل على راتب مساوي لنظرائنا من الرجال على عكسهن فى أوروبا والدول المتقدمة، ولدينا المرأة مكرمة ومعززة ولها ولي ولها من يراعيها في جميع مراحل حياتها بدءًا بوالدها فإذا توفى الأب فالعم أو الخال ثم زوجها..يتولى جميع أمورها رجل "هي مسئوليته" ماديًا ومعنويًا، مع احتفاظها باستقلالية ذمتها المالية وميراثها دون اقتطاع. مع اعترافي بوجود بعض التحديات التى تواجه المرأة بشكل عام أحيانًا كالنظرة السلبية وعدم تقبل بعض أفراد المجتمع لعمل المرأة بسبب العادات والتقاليد السلبية، بالإضافة إلى معاناتها من صراع الأدوار نتيجة التعارض أحيانًا بين متطلبات العمل والأسرة.
وتقدم مصر القديمة نموذجًا رائدًا؛ فقد كانت النساء نظيرات الرجال، وتظل واحدة من القيم الأساسية في الحضارة المصرية القديمة هي ماعت؛ مفهوم التناغم والتوازن في جميع أدوار وأوجه الحياة لا سيما أدوار الجنسين. ففي مصر القديمة تمتعت المرأة بحقوق مساوية للرجل قانونًا بموجب مكانتها الإجتماعية وليس جنسها، فكل ممتلكات الأراضي تم توارثها في سلالة الإناث من الأم للابنة بافتراض الأمومة مسألة واقعية أما الأبوبة فمسألة تقدير. كما حق للمرأة إدارة ملكيتها الخاصة وأن تكون منفذًا قانونيًا في الوصايا، وأن تشهد في الوثائق القانونية، ورفع دعوى في المحكمة، وأن تتبنى طفلًا باسمها الخاص، على عكس المرأة في اليونان قديمًا حيث أشرف عليها كيريوس (وصي ذكر).
وتأتى الجمهورية الجديدة بقيادتها الواعية لتؤكد أن احترام المرأة وتقدير دورها، وتمكينها وحمايتها، هو واجب والتزام وطني وليس هبة أو منحة بل هو حق أساسي لها، ومنهج حياة، فبدونه لن يتحقق أي نجاح منشود، ولذا فقد أثار إعجابي شعار احتفالية المرأة المصرية هذا العام "المرأة المصرية إيقونة النجاح"، ويؤكد ذلك ما شهده ملف تمكين المرأة المصرية من طفرة غير مسبوقة؛ فقد تضمن الدستور المصري أكثر من 20 مادة تدعم المرأة وحقوقها، ووصلت مشاركة المرأة في قوة العمل لنحو ١٧.٣٪، و٥٠٪ من خريجات الجامعات الحكومية والخاصة، وتقلدت المرأة مناصب قيادية للمرة الأولي في تاريخها، أول محافظة، أول مستشارة لرئيس الجمهورية للأمن القومي، أول رئيسة محكمة اقتصادية، أول نائبة محافظ البنك المركزي، أول رئيسة للمجلس القومي لحقوق الإنسان، ووصلت لمجلس الدولة والنيابة العامة لأول مرة منذ أكثر من 70 عامًا، وأصبحت تمثل المرأة نحو ٢٥٪ من البرلمان ومن مجلس الوزراء و٣١٪ نائبات محافظ و٢٧٪ نائبات وزراء.
قناعتي أن المرأة الكتلة الحرجة في كل معادلة حياتية أو عملية، لديها كل القدرات وتستطيع تحقيق كل شيء شريطة أن نبنى ثقتها بالذات ونربيها على ذلك؛ لتصبح مؤمنة بنفسها ولديها حافز للإنجاز لتواجه أي تحيز ضدها بسبب نظرة قاصرة لدورها والمتوقع منها، وتجد من يدعمها حتى من الرجال أنفسهم. فخلال تجربتي الشخصية فى ساحات الحياة والعمل وجدت تشجيعًا ودعمًا من معظم رؤسائي الرجال سواء أكانوا مديرين أو وزراء أو رؤساء وزراء، وكان الانضباط والالتزام الوظيفي والكفاءة وحسن الأداء هي أدواتي لبناء الثقة وتحقيق الإنجازات، فليس من الصحيح الاعتماد على النوع عند العمل وسط فريق سواء أكان رجاليًا أم نسائيًا فالأمر لا يرتبط بالنوع بقدر وجود معايير ومنهجية واضحة منظمة لعمل الفريق. وبحكم اهتمامي بالقراءة اطلعت على دراسات متنوعة تتحدث عن وجود اختلاف بين فريق العمل المُشكل من رجال والفريق المُشكل من نساء، وأن الفريق النسائي يغلب عليه قيمة العمل الجماعي وأما الفريق الرجالي فيركز على إنجاز العمل، فالرجال يهتمون أكثر بالأنظمة والقوانين ويركزون على إكمال المهام والاحتفاظ بالمعلومات وتحقيق الأهداف (الاهتمام بالوظيفة)، بينما يهتم النساء أكثر بالعلاقات الإنسانية ومناخ العمل، ويركزن على المشاركة وتشغيل العمليات (الاهتمام بالموظفين)، وإن كانت لا توجد دلائل وبراهين قاطعة على اختلاف فى هذا الإطار.
وتبقى المرأة أيقونة النجاح..كل عام وعظيمات مصر بخير. ومع أنه تستوقفني كل لحظة قصص نجاح وكفاح مضيئة لسيدات في مجتمعنا المحيط وحول العالم، وأشعر بالفخر والحماس لتحقيق الإنجاز في كل ملف وموقع يتم إسنادها إلي منذ أن كنت طالبة جامعية وحتى وقتنا الحالي، ولكن يظل السؤال الذي يلاحقني هو إذا كانت تلك النماذج النسائية المتميزة والملهمة تستحق التكريم، فمن أيضًا يستحقه، وتستحضرني ذكريات أسرتي وكيف كان أبي رحمه الله يدلل أمي ويعاملها كملكة متوجة.. لينطلق لساني ليتنا نكرم من يصون المرأة ويدللها. نحتاج إلى تنمية الأسرة وتقوية وتوعية عناصرها رجالًا ونساءً فى ظل تعاظم التحديات والمخاطر ليتحقق الأمن المجتمعي لنا جميعًا. ويظل عيد المرأة ملهمًا للجميع بضرورة الحلم والاستمرار في الحلم كلما تحقق الحلم السابق، فلا حياة دون أمل، ولا نجاح دون عمل وتضحية ولكل مجتهد نصيب.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المرأة المصریة المرأة فی
إقرأ أيضاً:
لماذا أصبحت المرأة العربية أكثر عرضة للإصابة والموت بالسرطان؟
مصر – أفادت دراسة حديثة إلى أن ارتفاع درجات الحرارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بدأ يترك آثارا صحية خطيرة على النساء.
ورصد الباحثون علاقة مثيرة للقلق بين الاحترار العالمي وزيادة معدلات الإصابة والوفاة بسرطانات الثدي والمبيض والرحم وعنق الرحم. ورغم أن الزيادات تبدو طفيفة إحصائيا، إلا أن تأثيرها التراكمي قد يشكل عبئا صحيا كبيرا في المستقبل القريب.
وتقود الدكتورة وفاء أبو الخير مطارية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة فريق البحث الذي اكتشف هذه العلاقة المقلقة، حيث توضح: “كلما ارتفعت درجة الحرارة درجة مئوية واحدة، لاحظنا زيادة في معدلات الوفيات النسائية بسبب السرطان، وخاصة سرطاني المبيض والثدي”. وتضيف: “قد لا تبدو الأرقام مفزعة عند النظر إليها لعام واحد، لكن التأثير التراكمي على مدى عقود قد يكون كارثيا على الصحة العامة في المنطقة”.
وشملت الدراسة 17 دولة دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هي: الجزائر، البحرين، مصر، إيران، العراق، الأردن، الكويت، لبنان، ليبيا، المغرب، عمان، قطر، السعودية، سوريا، تونس، الإمارات، وفلسطين.
وكشفت النتائج عن آلية معقدة يتأثر من خلالها الجسم البشري بالتغيرات المناخية. فمن ناحية، يؤدي ارتفاع الحرارة إلى زيادة تركيز الملوثات والمواد المسرطنة في البيئة، ومن ناحية أخرى يعطل عمل الأنظمة الصحية ويقلل من فرص الحصول على التشخيص المبكر والعلاج الفعال. كما تشير بعض الفرضيات إلى أن الارتفاع الحراري قد يؤثر مباشرة على العمليات البيولوجية داخل الخلايا، ما يزيد من احتمالية التحول السرطاني.
وتكشف البيانات التي جمعها الباحثون على مدى 21 عاما (من 1998 إلى 2019) عن صورة مثيرة للقلق. فمع كل درجة حرارة مئوية إضافية، يرتفع معدل الإصابة بالسرطانات النسائية بين 173 إلى 280 حالة لكل 100 ألف امرأة. وتأتي سرطانات المبيض في المقدمة من حيث سرعة الانتشار، تليها سرطانات الرحم وعنق الرحم، ثم سرطانات الثدي.
أما على صعيد الوفيات، فإن الأرقام أكثر إثارة للقلق، حيث تتراوح الزيادة بين 171 إلى 332 حالة وفاة لكل 100 ألف امرأة لكل درجة حرارة إضافية.
وعند تحليل النتائج حسب الدولة، وجد الباحثون أن انتشار السرطان والوفيات ارتفع في ست دول فقط هي: قطر، البحرين، الأردن، السعودية، الإمارات، وسوريا. وقد يعود ذلك لدرجات الحرارة الصيفية القصوى في هذه الدول، أو عوامل أخرى لم يستطع النموذج رصدها.
وأشار الدكتور سونغسو تشون، من الجامعة الأمريكية بالقاهرة والمشارك في البحث، إلى أن النساء يتحملن العبء الأكبر للتغير المناخي: “التعرض الطويل للحرارة المرتفعة أثناء الحمل يمكن أن يترك آثارا صحية دائمة. والمشكلة تتفاقم بسبب الفجوات الاجتماعية التي تجعل الكثيرات غير قادرات على الوصول إلى خدمات الكشف المبكر والعلاج”.
وأضاف: “ارتفاع الحرارة يعمل عبر مسارات متعددة: يزيد التعرض للمواد المسرطنة، ويعطل تقديم الخدمات الصحية، وقد يؤثر حتى على العمليات البيولوجية على المستوى الخلوي. وهذه الآليات مجتمعة قد ترفع خطر السرطان بمرور الوقت”.
وحذرت الدكتورة وفاء من أن “الدراسة لا تستطيع إثبات علاقة سببية مباشرة”، مشيرة إلى أن عوامل أخرى غير مقاسة قد تساهم في النتائج. لكن الارتباطات المتسقة عبر دول وسرطانات متعددة توفر أساسا قويا لمزيد من البحث.
وشدد الباحثون على أهمية دمج مخاطر التغير المناخي في خطط الصحة العامة، مع التركيز على تعزيز أنظمة الكشف المبكر عن السرطان، وتحسين جودة الخدمات الصحية، وتقليل تعرض النساء للملوثات البيئية. وحذروا من أن عدم معالجة هذه الثغرات سيزيد من عبء السرطان المرتبط بالمناخ.
المصدر: ميديكال إكسبريس