تستعرض المنصة الوطنية للعمل الخيري “إحسان” أثر عطاءات المُحسنين للمنصة خلال المعرض المصاحب للحملة الوطنية للعمل الخيري بنسختها الرابعة التي انطلقت الجمعة الماضية بعد صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- على إطلاقها، وتدشينها بتبرعين سخيين من القيادة الرشيدة في إطار رعايتهما الدائمة -أيدهما الله- لجميع أعمال الخير والإحسان وتعظيم أثرهما لاسيما خلال شهر رمضان المبارك.

 

ويُبرز المعرض اكتمال أكثر من 95% من مشروع مستشفى سلام الوقفي بالمدينة المنورة الذي يعد أول مستشفى وقفي من نوعه بالمملكة، ويقع المشروع في الساحة الغربية للمسجد النبوي على امتداد طريق السلام بمساحة تقدر نحو 750 متراً مربعاً، ويحتوي على 14 طابقاً يشمل: قسم الطوارئ الذي يتسع لأكثر من 4,000 حالة أسبوعياً، والعناية المركزة التي تتسع لأكثر من 300 حالة أسبوعياً، وغسيل الكلى لخدمة أكثر من 400 مريض أسبوعياً.

 

ويضم المعرض عدداً من الأركان استعرضت أثر الإحسان في صور متعددة نقلتها للزوار شاشات تفاعلية تُجسّد أثر عطاءات المحسنين في مختلف المجالات الخيرية والتنموية، وكذلك أثر الإحسان في أنحاء المملكة عبر خريطة تفاعلية تجسد أثر السخاء الذي غطى مختلف مناطق المملكة في مختلف المجالات التي أعانت المستفيدين من خدمات منصة إحسان.

اقرأ أيضاًالمملكةمركز الملك سلمان للإغاثة يدشن مشروع توزيع سلة “إطعام” الرمضاني في جمهورية الجبل الأسود

واشتمل المعرض على ركن مخصّص لصندوق إحسان الوقفي الذي تم إطلاقه خلال حفل تكريم المحسنين الثالث في شهر يناير الماضي، وجاء من أجل تحقيق الاستدامة المالية للفرص الخيرية وتمكيناً للقطاع الخيري في المملكة عبر توفير فرص الوقف المستدام للمحسنين من الأفراد والجهات لاستثمار مبالغ التبرع للوقف وصرف العائد منها على أوجه البر المتنوعة مع أكثر من 1,700 جمعية أهلية حول المملكة.

وتهدف منصة “إحسان” إلى تعزيز ثقافة التبرع والتكاتف المجتمعي بما يتواكب مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 ودعم المشاريع المجتمعية والحالات الإنسانية، وتمكين المجتمع من التبرع من خلال قنوات رسمية، وقد وصل حجم التبرعات في الساعات الأولى من الحملة الوطنية للعمل الخيري في نسختها الرابعة إلى أكثر من مليار ريال مما يؤكد مدى التكاتف المجتمعي بالمملكة من المحسنين الأفراد والجهات خلال شهر رمضان المبارك.

 

وتواصل الحملة عبر منصة “إحسان” استقبال التبرعات على مدار الساعة خلال هذه الأيام المباركة من شهر رمضان، فيما وصل إجمالي حجم التبرعات في المنصة حتى الآن إلى أكثر من 6 مليارات ومئتين مليون ريال، ولا تزال التبرعات مستمرة، وبلغت عمليات التبرع حتى الآن أكثر من 113 مليون عملية استفاد منها أكثر من 4.8 ملايين مستفيد في عدة مجالات خيرية وتنموية.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية أکثر من

إقرأ أيضاً:

هل سمعت من قبل عن “أيام الكلب”؟ إنها أكثر حرارة مما تتخيل!

في كل صيف، ومع ارتفاع درجات الحرارة إلى ذروتها، يظهر في الإعلام الغربي تعبير يعود إلى قرون مضت: “Dog Days of Summer”، أو ما يُعرف تقليدياً بـ”أيام الكلب”.

وراء هذه العبارة تاريخ طويل يجمع بين الرصد الفلكي والموروث الشعبي وتغيرات الطقس، وهي ظاهرة ما تزال تثير الفضول حتى اليوم، خاصة مع تزايد الحديث عن الاحتباس الحراري وطول فترات الحر.

مصطلح “أيام الكلب” لا يُشير إلى الحيوانات الأليفة، بل إلى نجم “الشعرى اليمانية”، ألمع نجم في السماء، والذي يظهر في كوكبة تُدعى “الكلب الأكبر” (Canis Major).

منذ آلاف السنين، لاحظ الإغريق والرومان أن هذا النجم يظهر فجراً في توقيت يتزامن مع أشد أيام الصيف حرارة، وبما أن ظهوره كان يقترن بموجات الحر، فقد ارتبط في أذهانهم بالأمراض، والتوتر، وفترات اللااستقرار، ومن هنا وُلد المصطلح الذي ما زال يُستخدم في اللغة الإنجليزية حتى اليوم، رغم أن الارتباط بين النجم والحرارة لم يثبت علمياً.

في الثقافات القديمة، أخذت هذه الظاهرة معاني متباينة؛ ففي مصر القديمة، كان طلوع الشعرى إشارة إلى فيضان النيل، وهو حدثٌ موسميٌّ كان مؤشراً على موسم خصب.

أما في الموروث الإغريقي والروماني، فقد كانت هذه الأيام تُعد نذير شؤم، وكان الناس يتجنبون اتخاذ قرارات كبيرة أو بدء الحروب خلالها.

العرب بدورهم لم يستخدموا مصطلح “أيام الكلب”، لكنهم قسّموا الصيف إلى مراحل مثل “القيظ” و”جمرة القيظ” التي تشير إلى أكثر فترات فصل الصيف ارتفاعاً في درجات الحرارة، وكان طلوع نجم الشعرى محسوباً في تقاويمهم الفلكية والزراعية.

فلكياً، يُعد ظهور نجم الشعرى اليمانية حدثاً دقيقاً، لكن فترة “القيظ” منه لم يسهل تحديدها بدقة علمياً، ففي التقويم الغربي، تمتد تقليدياً بين 3 يوليو/تموز و11 أغسطس/آب، إلا أن هذه الفترة تختلف من مكان لآخر بحسب خطوط العرض والظروف المناخية.

وفي الشرق الأوسط، مثلاً، تبدأ موجات الحر الشديد في يونيو/حزيران، وغالباً ما تستمر حتى سبتمبر/أيلول، دون أن يُطلق عليها اسم خاص مشابه.

ومع تصاعد حدة التغير المناخي العالمي، باتت هذه الفترة أكثر من مجرد ذكرى موسمية.

وفقاً للبيانات المناخية، فإن “أيام الكلب” باتت تمتد أطول، وتتسم بدرجات حرارة أعلى، مع زيادة في الرطوبة وركود الرياح، هذه الظروف تخلق بيئة مناسبة لارتفاع استهلاك الكهرباء، وتراجع جودة الهواء، وزيادة احتمالات الحرائق، ما يضع الحكومات أمام تحديات إضافية كل عام.

ولا يقتصر تأثير هذه الظاهرة على الطقس فقط، فبحسب دراسات حديثة، تزداد خلال هذه الفترة معدلات الضغط النفسي، والتوتر، ونوبات الغضب.

كما لوحظ ارتفاع في معدلات الجريمة في بعض المناطق، خاصة تلك التي تفتقر إلى وسائل التبريد أو تعاني من تردّي الخدمات الأساسية.

في المدن الكبرى، يُسجَّل ارتفاع ملحوظ في حالات الطوارئ الصحية، نتيجة ضربات الشمس أو الإجهاد الحراري، لا سيما بين كبار السن والعُمّال والمشرَّدين.

على المستوى الثقافي، كانت لهذه الأيام مكانة خاصة في الأدب والفولكلور؛ ففي المسرحيات الإنجليزية الكلاسيكية، كُرّست “أيام الكلب” كرمز لفوضى الصيف واختلال المزاج العام. وتُستخدم عبارة “The dog days are over” في الإنجليزية الحديثة للدلالة على نهاية فترة صعبة.

أما في الثقافة العربية، فلا يوجد مقابل لغوي مباشر، لكن تُستخدم تعبيرات مثل “حرّ لافح” أو “جمرة القيظ”، وتظهر في الأمثال والتحذيرات الشعبية خلال مواسم الصيف القاسية.

التعامل الشعبي مع هذه الفترات يختلف من منطقة لأخرى، حيث يلجأ الناس في الشرق الأوسط إلى تجنّب الحركة في ذروة النهار، وارتداء ملابس خفيفة، والإكثار من السوائل، أما في المدن، فتزداد الحركة في الليل، بينما تعتمد الحكومات على نشرات التوعية الصحية، وتُصدر تحذيرات دورية، وتنصح بتجنب التعرّض الطويل للشمس.

لكن رغم هذه الإجراءات، تظل “أيام الكلب” تمثّل تحدياً متجدداً، خاصة مع تصاعد التغير المناخي، الذي جعل الصيف أكثر شدّة، وغير متوقع في بعض المناطق.

لقد تحوّلت هذه الظاهرة من مؤشر فلكي موسمي إلى مرآة تعكس واقعاً بيئياً متقلّباً، يتطلب مراجعة سياسات التكيّف مع الطقس، لا سيما في الدول التي تعاني من بنية تحتية ضعيفة.

ورغم أن المصطلح قد يبدو غريباً في السياق العربي، إلا أن الظاهرة ذاتها مألوفة لكل من عاش في منطقة حارة، فما تُسمّيه بعض الثقافات “أيام الكلب”، يعرفه سكان الخليج، وبلاد الشام، وشمال أفريقيا، كفصل طويل من التكيّف والتحمّل، وهو ما يجعل هذه الظاهرة فرصة لفهم أعمق للعلاقة المعقّدة بين الطقس والتاريخ والثقافة والإنسان.

بي بي سي عربي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • هل سمعت من قبل عن “أيام الكلب”؟ إنها أكثر حرارة مما تتخيل!
  • مؤسسة الثورة للصحافة تدين إغلاق حسابها على منصة “إكس”
  • بدعم من المملكة.. التحالف الإسلامي يختتم برنامج “إدارة الجَمع”
  • “قاتل واتساب” الجديد من دون إنترنت.. ابتكار جريء من مؤسس تويتر
  • ثقافة وفنون الدمام تنظم المعرض الرباعي “نافذة” بـ 48 عملًا تشكيليًا
  • “منشآت” تختتم مشاركتها في المعرض الصناعي الدولي “INNOPROM 2025” بروسيا
  • العرباوي يشرف على افتتاح اليوم الوطني بمعرض “اكسبو- أوساكا”
  • “سدايا” تستعرض خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي بجنيف دور المملكة في تنظيم “الأولمبياد الدولي للذكاء الاصطناعي” الحاصل على شهادة تميز
  • الجائزة الدولية لأدب الطفل العربي تواصل استقبال المشاركات حتى 31 أغسطس
  • بيوت تطلق قصص تروبروكر “TruBroker™ Stories” أول أداة للتواصل الاجتماعي في العالم ضمن منصة عقارية