من أين جاءت فكرة الاحتفال بعيد الأم وكيف وصلت لمستوى العالم؟
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
يُحتفل غدًا الخميس، بعيد الأم، والذي يوافق يوم 21 مارس، وهو بداية فصل الربيع.
ويعتبر هذا الاحتفال نسبيًا حديثًا، حيث بدأ في بداية القرن العشرين، ويهدف إلى تكريم الأمهات والأمومة، وتسليط الضوء على دورهن الهام في المجتمع.
فقد نشأ هذا الاحتفال نتيجة للمطالبات التي قام بها بعض المفكرين الغربيين والأوروبيين، بعد مشاهدتهم للإهمال الذي يتعرض له الأمهات من قبل أبنائهن في مجتمعاتهم، فقرروا تخصيص يوم في السنة لتذكير الأبناء بأهمية وقيمة وجود أمهاتهم والاعتناء بهنّ.
بعد ذلك، اتسعت دائرة الاحتفال بعيد الأم حتى أصبح يحتفل به في العديد من الأيام والمدن حول العالم، وغالبًا ما يُحتفل به في شهر مارس.
ويختلف تاريخ احتفال بعيد الأم من دولة لأخرى؛ ففي العالم العربي يكون يوم 21 مارس، وفي النرويج يكون في 2 فبراير، وفي الأرجنتين في 3 أكتوبر، وفي جنوب إفريقيا في الأول من مايو.
أما في الولايات المتحدة وألمانيا، يُحتفل به في الثاني من مايو كل عام، وفي إندونيسيا في 22 ديسمبر.
وقد عُقد أول احتفال بعيد الأم في عام 1908، عندما نظّمت آنا جارفيس تكريمًا لوالدتها في الولايات المتحدة، ومن ثم، بدأت حملة لجعل عيد الأم يُعترف به رسميًا في الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من نجاحها في تحقيق اعتراف رسمي بعيد الأم في عام 1914، إلا أنها شعرت بالإحباط في عام 1920 عندما اتهموها بالترويج لهذا الاحتفال من أجل التجارة.
ورغم ذلك، انتشرت فكرة عيد الأم في المدن والثقافات حول العالم، حيث يُحتفل به الآن في جميع أنحاء العالم، وفي هذا التقليد يقوم كل فرد بتقديم الهدايا والبطاقات والتعبير عن الحب للأمهات والجدات.
وتأثرت معظم المدن بعيد الأم من الاحتفالات التي بدأت في الولايات المتحدة، وانتشرت الفكرة أيضًا في المدن والثقافات الأخرى.
وكانت هناك حالات أخرى، حيث كانت بعض الدول تحتفل بأيام لتكريم الأمومة من قبل، ومن ثم اعتمدت عادات الاحتفال بعيد الأم التي تميزت بها الاحتفالات الأميركية مثل إعطاء الأمهات أزهار القرنفل والهدايا.
وكان أول من اقترح فكرة عيد الأم في العالم العربي هو الصحافي المصري الراحل علي أمين، مؤسس جريدة "أخبار اليوم" بالتعاون مع أخيه مصطفى أمين.
حيث قدم علي أمين في مقاله اليومي فكرة الاحتفال بعيد الأم، مشيرًا إلى ضرورة تخصيص يوم في السنة لتكريم الأمهات في بلدان الشرق وبلادهم.
وتلقى الراحل مصطفى أمين زيارة من إحدى الأمهات في مكتبه، حيث شاركته قصتها المؤثرة، حيث أنها أرملة وأولادها صغار، ورغم تفانيها في رعايتهم وتضحياتها من أجلهم، إلا أنهم بمجرد أن نضجوا وتزوجوا، تركوها وحيدة تعاني الوحدة.
كما استجاب مصطفى وعلي أمين لهذه القصة بمقالهما الشهير "فكرة"، حيث اقترحوا فكرة تخصيص يوم للأم ليكون فرصة لرد الجميل لها وتذكير الجميع بفضلها.
وتلقوا الكثير من الدعم لهذه الفكرة من قبل القراء، الذين اقترحوا أن يتم تخصيص أسبوع كامل للاحتفال بالأم، لكن آخرون رفضوا هذه الفكرة، مُؤكدين أن كل أيام السنة يجب أن تكون للأم.
وبعد مناقشات مستفيضة، اتفق الجميع على تخصيص يوم واحد للاحتفال بالأم، وتم تحديد يوم 21 مارس، وهو أول أيام فصل الربيع، ليكون رمزًا للتجدد والإشراق وتبادل المشاعر الإيجابية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: عيد الأم الاحتفال بعيد الميلاد
إقرأ أيضاً:
وفاة كل سبع دقائق.. نيجيريا في صدارة الدول بفقدان الأمهات عالمياً
في بلدٍ تُسجّل فيه وفاة امرأة كل سبع دقائق أثناء الحمل أو الولادة، تبرز نيجيريا كأسوأ مكان في العالم لولادة الأطفال، وفق تقرير للأمم المتحدة عن عام 2023، حيث سُجّلت فيه أكثر من 75 ألف حالة وفاة لأمهات خلال عام واحد، ما يعادل 29% من وفيات الأمهات عالميًا.
وتتراوح الأسباب بين نزيف ما بعد الولادة، وعسر المخاض، وارتفاع ضغط الدم، والإجهاض غير الآمن، وسط تدهور واضح في البنية التحتية الصحية، ونقص حاد في الكوادر الطبية. وتشير التقديرات إلى أن البلاد بحاجة إلى أكثر من 700 ألف ممرضة وقابلة لتلبية الحد الأدنى من معايير منظمة الصحة العالمية.
وفي بلد يتجاوز عدد سكانه 218 مليون نسمة، لا يوجد سوى 221 ألف قابلة، وأقل من نصف حالات الولادة تُجرى تحت إشراف طبي مؤهل، بحسب تقرير رسمي لعام 2021.
ورغم تعهد نيجيريا في 2001 بإنفاق 15% من ميزانيتها على القطاع الصحي، إلا أن الحكومة الاتحادية لا تنفق حاليًا أكثر من 5%، ما يعمّق أزمة الثقة لدى المواطنين في المستشفيات الحكومية. وتقول جميلة إسحاق، وهي حامل بطفلها الخامس: “لا أثق في المستشفيات. عدت إلى المنزل ووضعت مولودي فيه بعد أن فشلت في الحصول على مساعدة طبية”.
التفاوت في فرص الوصول إلى الرعاية ينعكس بوضوح في مناطق البلاد المختلفة. ففي حين تتوفر المستشفيات والخدمات بشكل أفضل في الأحياء الراقية بالعاصمة أبوجا، تواجه النساء في المناطق الريفية عوائق كبيرة تتعلق بالمواصلات، وكلفة العلاج، والخرافات المتعلقة بالولادة، ما يدفع الكثيرات لتفضيل العلاجات التقليدية.
رداً على هذه الأزمة، أطلقت الحكومة النيجيرية في نوفمبر الماضي مبادرة تجريبية تغطي 171 منطقة ضمن 33 ولاية، تشمل تحديد أماكن الحوامل وربطهن بالمراكز الصحية، وتعزيز إمكانيات النقل، وتشجيع الاشتراك في أنظمة تأمين صحي منخفضة التكلفة.
وقد أحصت المبادرة 400 ألف حامل في ست ولايات حتى الآن، لكن من المبكر الحكم على فعالية هذه الجهود في ظل التحديات البنيوية العميقة.
ويرى خبراء في منظمة اليونيسف أن الحل يتطلب تمويلاً مستدامًا، وتنفيذًا فعّالًا، ومتابعة دقيقة للنتائج. ويؤكد مارتن دولستين من المنظمة أن استمرار الوضع الحالي “كارثة وطنية تتكرر 200 مرة في اليوم”.
ومع كل وفاة، تُخلف نيجيريا عائلات مكلومة، كما يروي هنري إيده عن أخته الراحلة: “تكفّلت برعايتنا بعد وفاة والدينا، وعندما أذكرها، لا أتمالك نفسي من البكاء”.