"مسلسلات الكارتون".. حصن الدولة لتشكيل وعي الأطفال وتعزيز هويتهم
تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT
تهتم الدولة المصرية بشكل كبير بالإهتمام بالجيل القادم ومستقبل الأمة، وبناء طفل يملك وعي وإنتماء وهوية تاريخية وثقافية، وذلك من خلال مخاطبة هذا الجيل بلغة تناسبه عن طريق المسلسلات الكارتونية للرسوم المتحركة، وحققت نجاح كبير فى الوصول للهدف المنشود، وإرتبطت الأطفال بتلك الأعمال للدرجة التى خلقت من تلك الأعمال أجزاء على مدار سنوات، ونرصد لكم أبرز أعمال كارتونية ساهمت فى بناء وعي الطفل وهويته.
"نورة"
يطرح المسلسل مجموعة من الظواهر المجتمعية الهامة، والتي تشغل بال الكثير من الأسر المصرية بسبب حالة الإنفتاح التكنولوجي، ومن ضمن تلك القضايا التنمر والابتزاز الإلكترونى والزواج المبكر، إلى جانب العمل من الجانب الإيجابي على نشر ثقافة ثقافة الادخار.
ظهر المسلسل الكارتوني "نورة" بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة، من خلال «الإطار الوطنى للاستثمار فى الفتيات فى مصر»، تحت رعاية السيدة انتصار السيسى، والذى يضم برنامج نورة ومبادرة دوى.
وتدور أحداث مسلسل "نورة" حول طفله صغيرة تبحث عن تحقيق أحلامها، ويظهر من خلال الحلقات دعم والداها لها لمواجهة أى تحديات تواجه الطفلة، وتتصاعد الأحداث بشكل تشويقي جذاب، ويهدف أيضا العمل إلى إعتياد الأطفال على مواجهة الإحباط والفشل، والوقوف مره أخرى لاستكمال طريق النجاح.
"يحيي وكنوز"
للعام الثالث على التوالي يقدم مسلسل كارتون الأطفال الشهير "يحيي وكنوز" بث رسائلة تجاه النشأ الصغير، ويقدم المسلسل جرعة توعوية هامة حول هوية مصر وتاريخها العريق، إلى جانب مقاومة بث السموم والأخبار الكاذبة والتصدي للشائعات التي تسعي لهدم الدولة المصرية بتاريخها العريق.
وحقق المسلسل نجاح كبير خلال الأعوام الماضية، وإستطاع أن يقدم مادة تثقيفيه ومعلوماتية خاصة بالمرحلة العمرية التي يحاكيها، بمنتهي السلاسة والسرد المشوق للحفاظ على عناصر الجذب لمتابعة العمل ليحقق أهدافة.
"سر المسجد"
ويقدم المسلسل مجموعة من القيم والعادات الهامة والتى يجب تعلمها فى تلك المرحلة العمرية المهمه، من خلال الجرعة الدينية ببعض مفاهيم وتعاليم الدين الخاصة بالأطفال، وكيفية التعاون فيما بينهم وقيم مجتمعية بالحث على فعل الخير، وأهمية بر الوالدين وهو ما يعود فى الأخير على ضمان الراقبة وإلتزام الأطفال يمثل حصانه لهم ضد كل أفكار تحاول الهدم وإستهداف جيل المستقبل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الدولة المصرية مسلسل نورة يحيي وكنوز سر المسجد من خلال
إقرأ أيضاً:
إقبال جماهيري كبير على مسرحية الربان ضمن فعاليات مهرجان الدوحة
في الدورة 37 من مهرجان الدوحة المسرحي، ووسط إقبال جماهيري كبير، أسدل الستار على أحد أكثر العروض إثارةً للجدل والانبهار مسرحية "الربّان"، التي اجتاحت الخشبة بلغة درامية غير تقليدية، وبأداء بصري وفكري صادم خرج عن النسق السائد، لا من حيث الشكل فقط، بل من حيث الجوهر كذلك.
العرض، الذي كتبه الدكتور خالد الجابر وأخرجه علي ميرزا محمود، لم يكتفِ بكسر الجدار الرابع، بل حطّمه تمامًا، وحوّل الخشبة إلى بحرٍ متلاطم، دفع بالمتفرج إلى قلب العاصفة، لا كمتلقٍ سلبي، بل كراكبٍ على متن سفينة تائهة لا يملك ترف الانسحاب أو الاستسلام.
في حديثٍ أعقب العرض، أوضح الكاتب الدكتور خالد الجابر أن مسرحية "الربّان" ليست مجرد نص درامي، بل رؤية فلسفية مغلّفة بمأساة، عن مصير الجماعة في غياب القائد، مشيرًا إلى ان الإشكالية الكبرى في كتابة هذا العمل كانت تلاحقه كظل، لا تكفّ عن طرح تساؤلاتها المقلقة، من يقرر مصير الجماعة حين يسقط القائد؟ هل القوة وحدها تكفي؟ أم تُجدي الثورة؟ أم أن الحكمة وحدها من تنقذ السفينة؟ أم أن الانقسام مصير لا مفر منه؟
المسرحية لا تمنح إجابات جاهزة، بل تضع المتفرج أمام مرآة مضطربة، تعكس بحركتها الفوضوية ذات العواصف التي تضرب الخشبة. كل شخصية في العمل تجسد توجهًا أيديولوجيًا معينًا، لا كتنويع درامي فحسب، بل كمحاولة لتجسيد الصراع الداخلي في المجتمعات حين يفقد التوازن.
قاد المخرج علي ميرزا محمود العمل برؤية بصرية مشحونة بالرمز والاضطراب، حيث لم يكن هدفه تجسيد سفينة تتأرجح وسط البحر وحسب، بل ترجمة ما يدور داخل الشخصيات إلى الخارج، ليصبح المشهد المسرحي امتدادًا لقلقها الداخلي. يقول المخرج: اعتمدنا في التصميم على الانكسارات، التكرار، والصوت المتداخل، بحيث يشعر المشاهد أن الشخصيات لا تغرق في البحر، بل في أعماق ذواتها.
اختار المؤلف الدكتور خالد الجابر والمخرج علي ميرزا محمود أن يُسدل الستار على الربّان بمشهد غرق السفينة، دون تفسير أو خاتمة واضحة، دون إعلان عن من نجا أو من ابتلعته الأمواج. لم يكن الغرق نهاية سردية بقدر ما كان نهاية مفتوحة، محمّلة بالرمز. غرق السفينة جسّد انهيار المجتمعات حين تفقد بوصلتها، حين يختفي العقل وتعلو أصوات الصراع.
قال الدكتور الجابر عن هذا المشهد: الغرق ليس خاتمة... بل سؤال. كم مرة يجب أن نغرق حتى نعيد التفكير؟.. وبهذا الختام، غادر الجمهور القاعة مثقلاً بالتساؤلات. لا تصفيق عفوي، لا ابتسامات خفيفة، بل لحظات صمت وتأمل كثيف، وكأن كل متفرج خرج يبحث عن موقعه داخل تلك السفينة الغارقة.
نال العرض إعجابًا واسعًا من النقاد، الذين وصفوه بأنه تجربة "عقلية-شعورية"، تتجاوز حدود المتعة البصرية لتوقظ الفكر والحس. رأى كثيرون في الربّان عودة للمسرح إلى وظيفته الأصيلة: أن يكون ساحة للتساؤل والمساءلة، لا مجرد وسيلة للهروب. وقد أثنوا على تماسك النص، وجرأة الرؤية الإخراجية التي لم تتردد في طرح مواقف معقدة، ومشاهد تهزّ المشاهد بدل أن تريحَه.