ندوة (باتريا) في كوبا تدعو إلى إنشاء نظام عالمي جديد للمعلومات والاتصالات لمواجهة خطاب الغرب المعادي
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
هافانا-سانا
مع احتكار الغرب لأغلب وسائل الإعلام الكبرى وعمله على تزييف الحقائق، تبرز أهمية العمل على إنشاء نظام عالمي جديد للمعلومات والاتصالات يستخدم التكنولوجيا الحديثة، لمواجهة الخطاب الإعلامي الغربي المعادي للدول التي ترفض سياسة فرض الإملاءات.
وضمن هذا السياق ركزت ندوة “باتريا” الدولية للإعلام التي استضافتها كوبا نقاشاتها، كما شددت على ضرورة توحيد الجهود الإعلامية في دول الجنوب بشكل إبداعي لكسر احتكار الغرب للإعلام العالمي، عبر اعتماد الوسائل التقنية الحديثة والالتزام المهني والموضوعي بنقل الأحداث ودعم قضايا الشعوب العادلة.
وعلى مدى ثلاثة أيام أكدت ندوة “باتريا” التي اختتمت أعمالها في الـ 20 من آذار الجاري بمشاركة أكثر من مئة صحفي وإعلامي وممثلين عن قنوات تلفزيونية من 31 دولة حول العالم على ضرورة إنشاء نظام عالمي جديد للمعلومات والاتصالات، يأخذ في الاعتبار جميع الأصوات، والتركيز على أهمية عدم احتكار الإعلام من قبل الغرب وتشويه المعلومات وتزييف الأخبار، وأهمية تعزيز الاتصال والصحافة في دول الجنوب ومواجهة خطاب اليمين المتطرف والتمييز وعدم المساواة والكراهية والعنف.
الندوة التي شهدت مشاركة رسمية كوبية تمثلت برئيس الجمهورية ميغيل دياز كانيل، ورئيس الحكومة مانويل ماريرو كروز، سلطت الضوء أيضاً على أهمية دعم الإعلام الكوبي، وعدم ترك كوبا في عزلة مفروضة من قبل الولايات المتحدة وحصار إعلامي يضاف إلى الحصار الاقتصادي المفروض عليها.
وشددت الندوة على أهمية التعاون واستخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لمواجهة الإعلام الغربي الأمريكي المعادي لكثير من الدول اللاتينية والمستخدم لتشويه القضية الفلسطينية.
القضية الفلسطينية كانت حاضرة بقوة في الندوة، حيث أكد المشاركون إدانة الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في غزة، والتضامن مع نضال الفلسطينيين لنيل حقوقهم المشروعة، كما عبر المشاركون عن رفضهم لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم وقتل وتدمير وتهجير طيلة الـ 75 عاماً الماضية.
وتناولت الكثير من الخطابات والمداخلات الإعلامية في الندوة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من إبادة جماعية وحرب شرسة تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وما يحصل من أفعال وممارسات لا إنسانية تتم بتواطؤ ودعم الولايات المتحدة الأمريكية.
الرئيس الكوبي أكد خلال لقائه المشاركين في ندوة “باتريا” أهمية التفكير في النظام العالمي للاتصالات، وضرورة إحداث تغييرات فيه بعيداً عن هيمنة الرأسمالية التي تسعى بقوة إلى الاستمرار في فرض الهيمنة والسيطرة على الماكينة الإعلامية العالمية.
وشدد الرئيس دياز كانيل على ضرورة التفكير بشكل إبداعي والتمسك بالالتزام المهني والموضوعي في نقل الأخبار والأحداث، وأهمية الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي ومن مواقع التواصل الاجتماعي لدعم القضايا المحقة للشعوب والدول التي تواجه الإمبريالية.
وأدان الرئيس الكوبي هيمنة الإمبريالية العالمية واستغلالها وسائل الإعلام العالمية لتحقيق أهداف سياسية نفعية، وهذا ما يحصل ويراه الجميع حالياً في محاولة طمس ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية، وتبرير الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في غزة وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وبين الرئيس دياز كانيل أن ما يحدث اليوم في غزة يؤكد النظرة الدونية التي ترى فيها الإمبريالية الدول النامية ودول الجنوب، وهذا يجب أن يدفع الدول النامية ويحثها على مواصلة الوحدة والتضامن وتبادل الدعم لمواجهة الإعلام الغربي المعادي.
كما أدان الرئيس الكوبي الحرب الاقتصادية المترافقة مع الحرب الإعلامية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على كوبا، والافتراءات والأكاذيب التي يطلقها اليمين المتطرف للتشهير بكوبا وتشويه صورتها دولياً، مؤكداً في هذا الصدد أن الحكومة الكوبية مستمرة في النضال لرفع الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الأمريكي عن الشعب الكوبي الذي يسعى إلى تحقيق الرفاهية والرخاء والازدهار.
وتم التركيز خلال مداخلات الصحفيين والإعلاميين الذين شاركوا وحضروا اللقاء على أهمية تعزيز العلاقات بين المؤسسات الإعلامية ووكالات الأنباء والصحف والتلفزة في الدول التي تسعى إلى الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها واستقلال قرارها السياسي والتي لا تنصاع للتوجيهات والأوامر الأمريكية.
يشار إلى أن كلمة “باتريا” تعني الوطن، وترمز إلى صحيفة باتريا التي أطلقها البطل القومي لكوبا خوسيه مارتي في مدينة نيويورك، وصدرت بين عامي 1892 و1898.
وشهدت الندوة حضور ممثلي العديد من وسائل الإعلام الكوبية والعالمية وسفراء عدد من الدول العربية واللاتينية، من بينهم سفير سورية في هافانا الدكتور غسان عبيد، وأعضاء السفارة.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی على أهمیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
زاخاروفا تدعو دول الغرب للتعليق على محادثة ماكرون وبوتين
الثورة نت/
دعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا دول “الناتو” والاتحاد الأوروبي إلى التعليق على المحادثة التليفونية التي جرت يوم أمس بين الرئيسين الروسي والفرنسي.
ووفقا لما نقلته قناة (RT) الروسية، جاء ذلك في حديث زاخاروفا لإذاعة “سبوتنيك” صباح اليوم، حيث تابعت: “لقد تحدثوا خلال قمتي (الناتو) والاتحاد الأوروبي عن الحزم والعقوبات والاحتواء وغيرها من الأمور. أود أن أسمع منهم الآن كيف يقيمون خطوة زميلهم: هل اتفقوا على ذلك في قمة (الناتو) أو الاتحاد الأوروبي، وهل أنذرهم حليفهم بأنه سيقوم بالاتصال، وهل تم الاتفاق على هذا الموقف؟ وعلى أي مستوى؟ لعلهم يتحدثون عن كل هذا اليوم، اليوم هو يوم الأسئلة لدول (الناتو) والاتحاد الأوروبي. فليتناقشوا”.
وأشارت زاخاروفا أيضا إلى أن قضية المحادثة يجب أن تعلق عليها السفارة الفرنسية في روسيا أيضا، حيث أضافت: “يمكن للسفارة التعليق أيضا، فعندما تبدأ الاتهامات ضد بلادنا يجيدون الكلام، أما الآن فلعلهم يعلقون على الأمر الواقع، يرجى التعليق من الجانب الفرنسي وإخبارنا عن دوافعه ولماذا الآن تحديدا، وما الدافع وراء المحادثة؟”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أجرى محادثة مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون لأول مرة منذ ما يقرب من 3 سنوات، حيث لم يتحدث الزعيمان لمدة 1024 يوما، وفقا لوكالة “نوفوستي”.
وأفاد المكتب الصحفي للكرملين، في وقت سابق من يوم أمس الثلاثاء، بأن بوتين وماكرون أجريا محادثة هاتفية، مشيرة إلى أنها كانت جوهرية، حيث ناقشا الوضع حول أوكرانيا، والمواجهة الإيرانية الإسرائيلية، والضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية.
وفي حديثه عن آفاق التسوية الأوكرانية، قال الرئيس بوتين إن الصراع الأوكراني جاء كـ “نتيجة مباشرة للسياسات الغربية”. وشدد على أن الاتفاقيات المحملة “يجب أن تكون شاملة وطويلة الأمد”، وأن تنص على القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية، وأن تستند إلى الواقع الإقليمي الجديد على الأرض.
كما أفاد الكرملين بأن الرئيسين أكدا على أهمية احترام حق طهران المشروع في الطاقة النووية السلمية، ومواصلة الوفاء بالتزاماتها بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، بما في ذلك التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأعرب الزعيمان عن تأييدهما لتسوية الأزمة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية.