بلومبيرغ: التحالف الأميركي لا يجدي في حماية سفن الشحن بالبحر الأحمر
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
لم تتمكن الولايات المتحدة وحلفاؤها من وقف هجمات الحوثيين من اليمن على سفن الشحن المدنية في البحر الأحمر رغم المعدات باهظة الثمن التي خصصتها للمهمة البحرية، وفق ما أشارت إليه بلومبيرغ في تقرير اليوم.
ونتيجة ذلك، فإن أكبر شركات الشحن في العالم لا تزال تتجنب إلى حد كبير المسار الذي كان يحمل ذات يوم 15% من التجارة العالمية.
ورأت الوكالة أن نجاح الحوثيين في إحباط أكثر الجيوش تطورا في العالم هو أحدث انتكاسة لجهود واشنطن للحد من التوسع الإقليمي لحرب إسرائيل على قطاع غزة التي بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتقول جماعة الحوثي إنها تستهدف السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى إسرائيل لكن تشكيل الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا تحالفا مع دول أخرى لمهاجمة الحوثيين دفعهم إلى استهداف سفنهما كذلك.
وتشكل هجمات الحوثيين، التي أغرقت أول سفينة مدنية لها في أوائل مارس/آذار الحالي وسقوط أول ضحاياها بعد فترة وجيزة، تهديدا متزايدا للاقتصاد العالمي.
وتراجع عدد السفن المبحرة عبر جنوب البحر الأحمر بنحو 70% مقارنة مع بداية ديسمبر/كانون الأول، وانخفض شحن الحاويات 90% تقريبا، كما توقفت ناقلات الغاز عن النقل تقريبا.
ويضيف الإبحار حول أفريقيا نحو أسبوعين إلى الرحلة، ونتيجة لذلك، فإن كلفة إرسال حاوية من شنغهاي في الصين إلى روتردام في هولندا تبلغ حوالي ضعف مستواها في العام السابق، حسبما نقلت الوكالة عن شركة دروري للشحن.
وبعد مرور أكثر من 3 أشهر على بدء عملية كبيرة للشرطة البحرية، أقر الأدميرال مارك ميغيز، قائد الأسطول المشارك، بأن الولايات المتحدة وحلفاءها أمامهم المزيد من العمل للقيام به.
وأضاف، وهو يقف على جسر الملاحة على متن السفينة أيزنهاور: "نعلم أننا قمنا بتخفيض بعض قدراتهم"، ولكن مع استمرار داعمي الحوثيين في إيران في إرسال الأموال والأسلحة والمعلومات الاستخبارية، بما في ذلك من سفينة تجسس تبحر مئات الأميال من سفينة أيزنهاور خارج البحر الأحمر مباشرة، فلن يتنبأ بموعد إنجاز المهمة.
تباطؤ الهجماتويشير ميغيز إلى تباطؤ هجمات الحوثيين والتحول من الهجمات بصواريخ كروز إلى طائرات من دون طيار أقل خطورة كدليل على أن العملية تُرهق الجماعة، لكن هذا لم يكن مريحا لشركات الشحن.
وقال رولف هابن يانسن الرئيس التنفيذي لشركة هاباغ لويد، عند إعلان الأرباح الشهر الحالي: "إنه وضع ثنائي تماما.. إما أن تكون (مياه البحر الأحمر) آمنة لعاملينا أو لا تكون كذلك. وطالما أن الوضع غير آمن، فلن نرسل عاملينا عبر البحر الأحمر".
وقال إنه يأمل أن تتراجع الاضطرابات في الأشهر القليلة المقبلة، لكنه يقر بأن آخرين في هذا المجال يخشون أن تستمر حتى عام 2025.
وتخلصت شركة بيع الملابس بالتجزئة أبركرومبي آند فيتش مؤخرا من توقعاتها بانخفاض تكاليف الشحن هذا العام، بفعل اضطرابات البحر الأحمر.
"إتش آند إم" تؤجل بعض الحملات بسبب أزمة البحر الأحمر
وفي أحدث إجراءات للشركات العالمية المتضررة من اضطرابات البحر الأحمر قال دانيال إرفر الرئيس التنفيذي لشركة "إتش آند إم" -ثاني أكبر سلسلة متاجر مدرجة في العالم لبيع الأزياء بالتجزئة- اليوم الأربعاء إن الشركة أرجأت بدء بعض حملات الربيع والصيف للتكيف مع تأخر الشحن الناجم عن أزمة البحر الأحمر.
وأضاف لرويترز: "أجرينا بعض التعديلات قصيرة الأجل على تاريخ البدء وتاريخ تدشين الحملات"، موضحا أن التأثير على ما هو متاح للعملاء طفيف.
وأشار إلى أن مدة الإرجاء ستختلف من دولة إلى أخرى، لكنها قد تصل إلى حوالي أسبوعين في بعض الأسواق.
وتجنبت شركات شحن المرور عبر قناة السويس بعدما أدت هجمات الحوثيين إلى أن تغير سفن الحاويات مسارها لتسلك طريق رأس الرجاء الصالح؛ وهو ما زاد من تكاليف الشحن وتسبب في تأخير السلع والبضائع
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات هجمات الحوثیین البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
فوربس: دخول سلاح البحرية الإسرائيلية في المعركة.. هل هناك تكتيكات جديدة ضد الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
سلطت مجلة "فوربس" الأمريكية الضوء على الضربات البحرية الإسرائيلية على مواقع جماعة الحوثي في اليمن ولأول مرة، بعد سلسلة ضربات جوية منذ قرابة عام.
وقالت المجلة في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن "استخدام السفن الحربية لمثل هذه الغارة بعيدة المدى ملحوظًا، وقد يُشير إلى استعداد إسرائيل لاستخدام تكتيكات جديدة ضد الجماعة".
وشنّت إسرائيل، يوم الثلاثاء، هجومًا على ميناء الحديدة اليمني الرئيسي الخاضع لسيطرة الحوثيين باستخدام قواتها البحرية لأول مرة.
وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الحوثيين في بيان علني من أن الدولة اليهودية ستفرض "حصارًا بحريًا وجويًا" إذا لم تتوقف الجماعة اليمنية عن استهداف إسرائيل بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
وقال كاتس "لقد حذرنا جماعة الحوثي التي وصفها بالمنظمة الإرهابية من أنها إذا استمرت في إطلاق النار على إسرائيل، فستواجه ردًا قويًا وستدخل في حصار بحري وجوي". كما أعلن كاتس أن "الذراع الطويلة لإسرائيل في الجو والبحر ستصل إلى كل مكان".
وحسب المجلة فإن تهديد كاتس تأتي في أعقاب تهديدات مماثلة من الجماعة اليمنية بحصار الموانئ الإسرائيلية. متابعة: بالنظر إلى المسافات الشاسعة والموارد اللوجستية اللازمة لفرض مثل هذه الحصارات، فهل هذه تهديدات فارغة؟
وأشارت إلى أن ذكر كاتس للحصار البحري يأتي بعد أقل من شهر من إعلان الحوثيين "حصارًا بحريًا" على ميناء حيفا الإسرائيلي شرق البحر الأبيض المتوسط، مُحذرين جميع الشركات والسفن من أن الميناء على قائمة أهدافهم".
ونقلت المجلة عن برايان كلارك، الخبير البحري في معهد هدسون للأبحاث قوله : "يفتقر الحوثيون إلى القدرة على فرض حصار. لا يمكنهم سوى التهديد بهجمات متقطعة على السفن على أمل أن يردع ذلك شركات الشحن عن السفر إلى إسرائيل".
فيما يعتقد محمد الباشا، محلل شؤون الشرق الأوسط في شركة باشا ريبورت ريسك أدفايزري، أن احتمال نجاح الحوثيين في حصار ميناء حيفا لا يزال ضئيلاً.
وقال الباشا: "تستقبل حيفا حركة الملاحة البحرية من البحر الأبيض المتوسط وليس البحر الأحمر، على عكس ميناء إيلات (جنوب إسرائيل)، الذي كاد أن يُغلق بالكامل بسبب هجمات الحوثيين المتكررة".
توسع الوجود الإسرائيلي في البحر الأحمر
وأضاف: "لا يمتلك الحوثيون حاليًا النطاق أو القوة البحرية الكافية للتأثير بشكل جدي على طرق الشحن في البحر الأبيض المتوسط". من ناحية أخرى، فإن قدرة إسرائيل على فرض حصار على الحديدة والموانئ الأخرى التي يسيطر عليها الحوثيون أكبر بكثير.
لا شك أن أكثر السفن الحربية تطورًا في أسطول البحرية الإسرائيلية السطحي هي سفينة ساعر 6، التي وصفها الباشا بأنها "العنصر المحوري" في توسع الوجود الإسرائيلي في البحر الأحمر.
وقال: "في وقت سابق من هذا الأسبوع، أفادت التقارير أن ساعر 6 أطلقت صاروخين فقط لضرب أرصفة ميناء الحديدة". وأضاف: "على الرغم من هذا التدخل المحدود، فإن السفينة قادرة على البقاء في البحر لأكثر من شهر، مما يوفر قدرات هجومية ودفاعية مستدامة ضد أهداف الحوثيين مع استمرار العمليات".
مزودة بصواريخ بعيدة المدى دقيقة التوجيه، مثل صاروخ غابرييل الخامس المضاد للسفن، وصاروخ كروز دليلة جي إل، تستطيع ساعر 6 مهاجمة الأهداف من مسافة تصل إلى 186 ميلاً قبالة سواحل اليمن.
تتميز هذه الزوارق الصغيرة أيضاً بأنظمة دفاعية متطورة، بما في ذلك صواريخ باراك 8 أرض-جو، والنسخة البحرية من القبة الحديدية الإسرائيلية الشهيرة، القبة سي. يمكن لكل من هذه الزوارق حمل مروحية إم إتش-60 سي هوك القادرة على إطلاق صواريخ إيه جي إم-114 هيلفاير جو-أرض.
خلال الاشتباكات السابقة مع الحوثيين، كثيراً ما دافعت مدمرات البحرية الأمريكية عن نفسها وعن الشحن التجاري باستخدام صواريخ إس إم-3 وإس إم-6 باهظة الثمن للدفاع الجوي لاعتراض الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة الحوثية. أوقفت الولايات المتحدة منذ ذلك الحين عملياتها ضد الحوثيين بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوائل مايو، والذي لم ينص على وجوب توقف الحوثيين عن استهداف إسرائيل. نتيجةً لذلك، تخوض إسرائيل حربًا منفردة ضد الجماعة منذ ذلك الحين، بغارات جوية بعيدة المدى، وهجمات بحرية الآن.
مهام تكتيكية
وقال كلارك: "أعتقد أن التهديد الذي تواجهه السفن الإسرائيلية يُضاهي تقريبًا التهديد الذي تواجهه المدمرات الأمريكية، على الرغم من أن زوارق الصواريخ الإسرائيلية لديها قدرة دفاع جوي أقل".
ومع ذلك، تتمتع طرادات الصواريخ الإسرائيلية الأصغر حجمًا ببعض المزايا مقارنةً بنظيراتها الأكبر حجمًا التي تخدم في البحرية الأمريكية الجبارة.
وقال الباشا: "إلى جانب المهام التكتيكية، يُمثل نشر ساعر 6 إشارة استراتيجية على نية إسرائيل توسيع نطاق قوتها في البحر الأحمر".
وتابع: "على عكس مجموعة حاملات الطائرات الأمريكية الضاربة، التي هي أبطأ وأكثر تعقيدًا من الناحية اللوجستية، توفر ساعر 6 السرعة والقدرة على المناورة، مما يجعلها منصةً أكثر مراوغةً وقابليةً للبقاء في مواجهة التهديدات غير المتكافئة مثل تلك التي يشكلها الحوثيون".
ورغم هذه المزايا، ستجد إسرائيل بلا شك أن فرض حصار، حتى لو كان محدودًا، على اليمن يمثل تحديًا كبيرًا.
قال الباشا: "هناك تكهنات متزايدة بأن إسرائيل قد تنشر السفينة أيضًا لاعتراض شحنات أسلحة إيرانية يُشتبه في أنها متجهة إلى الحوثيين". وأضاف: "وقد ألمحت القيادة العسكرية الإسرائيلية إلى إمكانية فرض حصار بحري محدود على الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون".
وتابع: "مع ذلك، فإن فرض حصار بحري كامل سيكون صعبًا نظرًا لمحدودية نطاق عمليات سلاحي الجو والبحرية الإسرائيليين، والتكاليف اللوجستية والمالية الباهظة المترتبة على ذلك، والتهديد الكبير الذي تشكله مجموعة قدرات الحوثيين المضادة للسفن".
منع تدفق الأسلحة الإيرانية لليمن
ويتوقع الباشا أن تقوم قوات الكوماندوز الإسرائيلية بمهاجمة السفن التي تشتبه إسرائيل في تهريبها أسلحة إلى الحوثيين، وهو ما يتماشى مع استراتيجية إسرائيل الأوسع نطاقًا المتمثلة في تعطيل خطوط إمداد الحوثيين دون الحاجة إلى الالتزام بحصار كامل.
ويعتقد كلارك أن البحرية الإسرائيلية يمكنها "إبقاء قوة" في الموانئ اليمنية لوقف حركة المرور وتفتيش السفن التي تشتبه في تهريبها للأسلحة. وقال: "مع ذلك، من المرجح أن يتطلب الأمر مشاركة معظم القوات البحرية الإسرائيلية".
إلى جانب طراداتها من فئة ساعر على السطح، تمتلك البحرية الإسرائيلية أيضًا أسطولًا من غواصات دولفين الألمانية الصنع التي تعمل بالديزل والكهرباء، والمسلحة بطوربيدات وصواريخ كروز.
وقال كلارك: "يمكن استخدام الغواصات لمهاجمة السفن، ولكن من الصعب على الغواصة تحديد ما إذا كانت السفينة تحمل مساعدات إنسانية أم أسلحة. لذلك، من غير المرجح استخدام الغواصات كجزء من الحصار".
وخلصت مجلة فوربس في تقريرها إلى القول "مما لا شك فيه أن إسرائيل أكثر قدرة على فرض حصار على الموانئ اليمنية من العكس. ومع ذلك، يمكن للحوثيين تهديد إسرائيل بطرق أخرى بشكل موثوق، وقد يثبتون في النهاية قدرتهم على إلحاق الضرر بميناء حيفا".