الين الياباني في أضعف مستوى له منذ 34 عامًا وتوقعات بتدخلات حكومية
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
تداول الين الياباني حول 151.47 مقابل الدولار الأمريكي الخميس بعد انخفاضه إلى أضعف مستوى له منذ 34 عامًا عند 151.97 في الجلسة السابقة.
وقد أثارت هذه المستويات المنخفضة منذ عدة عقود تكهنات في السوق حول التدخل المحتمل في العملة.
وقال ستيفن إنجلاندر، رئيس أبحاث العملات الأجنبية العالمية لمجموعة العشرة وإستراتيجية الاقتصاد الكلي لأمريكا الشمالية في بنك ستاندرد تشارترد، لشبكة CNBC إن اليابان "قريبة جدًا جدًا" من التدخل في الين، حيث تتراجع العملة عند أدنى مستوياتها منذ عدة عقود.
وقال إنجلاندر لبرنامج "Squawk Box Asia" على قناة CNBC: "أعتقد أننا في الواقع قريبون جدًا جدًا من تدخل السلطات اليابانية... لقد ناقشوا بالفعل العواقب السياسية ولا أحد يجلس هناك ويطالب بإضعاف الين".
وكان وزير المالية الياباني، "شونيتشي سوزوكي" قد أشار هذا الأسبوع إلى أن تدابير "الرد على التحركات غير المنظمة في سوق العملات" ليست مستبعدة، وبحسب ما ورد قال نائب وزير المالية للشئون الدولية، ماساتو كاندا، إن تحركات الين تتم مراقبتها عن كثب وبشكل عاجل.
كما قال كبير أمناء مجلس الوزراء يوشيماسا هاياشي يوم الخميس إن السلطات لن تستبعد أي إجراءات لمواجهة التحركات المفرطة للعملة، حسبما ذكرت رويترز، مرددًا صدى أعضاء آخرين في الإدارة بأن تحركات العملة تتم مراقبتها بشكل جاد.
وقال إنجلندر من Standard Chartered إن التدخل المحتمل في الين سيهدف إلى كسب الوقت للسلطات اليابانية حتى يبدأ مجلس الفدرالي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة أو حتى يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة أكثر قليلا.
وأشار كذلك إلى أنه عندما تدخلت السلطات اليابانية آخر مرة في الين في عام 2022، "نجح الأمر بشكل جيد"، على الرغم من أن المستثمرين كانوا متشككين في البداية في فعالية مثل هذا التدخل في العملة.
أنهى بنك اليابان نظام أسعار الفائدة السلبية في خطوة تاريخية الأسبوع الماضي وألغى سياسة التحكم في منحنى العائد، والتي لم تفعل الكثير لمنع الين من الضعف.
من ناحية أخرى، أبقى الفدرالي الأميركي سعر الفائدة القياسي ثابتًا كما كان متوقعًا يوم الأربعاء الماضي وأشار إلى خطط لتخفيضات متعددة في أسعار الفائدة قبل نهاية العام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أسعار الفائدة
إقرأ أيضاً:
توقعات تثبيت الفائدة الأميركية تصل إلى 94.8% خلال اجتماع الفيدرالي غداً
حسام عبدالنبي (أبوظبي)
من المقرر أن يعقد الاحتياطي الفيدرالي الأميركي اجتماع لجنة السوق المفتوحة يوم الأربعاء، 7 مايو 2025، وسط توقّعات واسعة النطاق بتثبيت أسعار الفائدة، ضمن النطاق الحالي البالغ 4.25%–4.50%. ووفقاً لأداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي إم إي، والتي ترصد احتمالات تحرّكات الفائدة، استناداً إلى العقود الآجلة، فإن احتمال إبقاء الفائدة دون تغيير يبلغ حالياً 94.8%، مقابل احتمال لا يتجاوز 5.2% لخفض بمقدار 25 نقطة أساس.
ويتوقع أن يُبقي مصرف الإمارات المركزي، على «سعر الأساس» المطبق على تسهيلات الإيداع لليلة واحدة (ODF) دون تغيير، بما يتماشى مع توجه الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، حسب توقعات وردت بتقرير شركة «سنشري فاينانشال».
وأوضح التقرير أنه منذ أن بدأ الفيدرالي تحوّله في السياسة النقدية في سبتمبر من العام الماضي، تم خفض أسعار الفائدة بمجموع 100 نقطة أساس، لتبقى مستقرة منذ نهاية 2024. ولفت إلى أن الأوضاع تغيرت بشكل ملحوظ منذ ذلك الحين، لا سيما في ظل السياسات الحمائية الشرسة التي انتهجها الرئيس دونالد ترامب، والتي شملت فرض رسوم جمركية على مجموعة من الدول، مما أثار مخاوف من تعطل التجارة العالمية، منبهاً بأن هذه السياسات دفعت الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع توقعاته للتضخم خلال عامي 2025 و2026، مقابل خفض توقعاته للنمو.ويرى تقرير «سنشري فاينانشال» أن استجابة الأسواق جاءت سريعة، حيث سادت حالة من العزوف عن المخاطرة، ما دفع بأسواق الأسهم إلى موجة تصحيح، وتراجع الدولار الأميركي، فيما شهد الذهب ارتفاعاً تاريخياً مدفوعاً بطلب متزايد على الأصول الآمنة. وأشار إلى أن الرئيس الأميركي ترامب، منذ توليه المنصب، مارس ضغوطاً متكررة لخفض أسعار الفائدة، وهدّد في إحدى المراحل بإقالة رئيس الفيدرالي جيروم باول قبل انتهاء ولايته، ما أثار تساؤلات حول استقلالية البنك المركزي، إلا أن «ترامب» عاد مؤخراً ليخفف من حدة تصريحاته، مؤكداً عدم نيته عزل باول، ومشيراً إلى أنه من المرجح أن يسمح له بإكمال فترته، في إشارة إلى استمرار استقلالية السياسة النقدية.
وقال فيجاي فاليشا، معُد التقرير والرئيس التنفيذي للاستثمار في شركة «سنشري فاينانشال» إنه على الصعيد الاقتصادي، لا تبدو الصورة مشرقة بالنسبة للاقتصاد الأميركي، فقد تراجع مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن «مؤتمر مجلس الأعمال»لشهر أبريل إلى 86 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ جائحة 2020، كما انكمش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.3% خلال الربع الأول من 2025 على أساس ربع سنوي، فيما جاء مؤشر مديري المشتريات في شيكاغو عند 44.6 نقطة، دون التوقعات. وأضاف أن مؤشر التضخم المفضل لدى الفيدرالي، وهو مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، استقر دون تغيير على أساس شهري، مخالفاً التوقعات بارتفاع نسبته 0.1%. وأكد أنه على صعيد سوق العمل، تراجعت فرص العمل، وفقاً لتقرير جولتس لشهر مارس إلى 7.192 مليون فرصة، مقارنة بتوقعات عند 7.490 مليون، بينما أظهر تقرير إيه دي بي للوظائف في القطاع الخاص تسجيل 62 ألف وظيفة فقط خلال أبريل، مقابل توقعات بنحو 114 ألفاً، كما ارتفع عدد طلبات إعانات البطالة الأولية إلى 241 ألف طلب، متجاوزاً التقديرات البالغة 224 ألفاً. وبين التقرير أنه حتى تاريخ 30 أبريل، كانت العقود الآجلة على أسعار الفائدة تشير إلى أربع عمليات خفض محتملة بحلول نهاية العام، ما قد يدفع بمعدل الفائدة النهائي إلى مستوى يقارب 3.31%، إلا أن صدور بيانات إيجابية مؤخراً – لا سيما تقرير الوظائف غير الزراعية الذي سجّل 177 ألف وظيفة جديدة مقارنة بتوقعات عند 138 ألفاً – أدى إلى تعديل في مسار التوقعات، بحيث تُرجّح الأسواق الآن تنفيذ ثلاث تخفيضات تقريباً، ما يعادل تراجعاً بمقدار 0.8% في معدل الفائدة، لتصل إلى نحو 3.51% بنهاية 2025، مختتماً بالإشارة إلى أنه على الرغم من أن إدارة ترامب أظهرت انفتاحاً نسبياً على إعادة التفاوض التجاري، لا سيما مع الصين، إلا أن حالة الضبابية الاقتصادية لا تزال قائمة، ويبدو الفيدرالي في موقف دقيق، حيث يتعيّن عليه التوفيق بين ضغوط تضخمية متوقعة بفعل الرسوم الجمركية، ومؤشرات تباطؤ في النمو قد تؤثر على سوق العمل لاحقاً.