موقع النيلين:
2025-05-19@14:04:14 GMT

معتصم اقرع: شخصنة وشناة طبع

تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT


شخصنة القضايا من أسخف أمراض الثقافة السودانية . وأعني بذلك الميل إلى التركيز على الشخص وإيلاء اهتمام أقل بكثير لما يكتبه.

في ذلك إذا قمت بنشر مقال أو حتى تغريدة لشخص ما، فإن الكثير من المعلقين يتجاهلون الرسالة ويهاجمون الكاتب، عادة بالتصنيف – فهو كوز، وهو شيوعي، وهو هذا وذاك وهو فلان بن فلان وكانما فلان دائما مخطئ لانه أخطأ في العام السابق وهذا إنتحار للمنطق لان من أخطا في تقدير قضية لا يفقد القدرة علي إضافات محترمة في قضايا أخري.

وحتي الساعة المكسورة تكون علي صواب مرتين في اليوم.

كون الكاتب كوز أو ماركسي أو عمل في مكتب حمدوك لا يعني أنه مخطئ بالضرورة وللابد ولا يعفي منتقديه من تفنيد حجته وتبيان خطلها.

وهذا التركيز السلبي علي كاتب منحي غبي معاد للفكر. إذ لا يمكن أن يُستبعد أحد بشكل كامل من الحوار العام بسبب انتمائه السياسي أو سوء تقدير سابق ثابت أم متوهم. لذا من الأفضل التعامل مع الرسالة، ودحضها بالمنطق والبرهان أولاً، وبعد ذلك يمكنهم التعليق على انتماء الكاتب إذا كان له صلة بالمسألة.

لكن هذا ليس ما يفعله من يهاجم الكاتب ويتجاهل الرسالة متناسينا أن سوء الكاتب لا يعفيه من عبء دحض وجهة نظره بالحجة الأحسن.

هناك العديد من الأسباب لهذا الهباب الفكري. من ذلك أن معظم الناس في المجال العام هم مناهضون للفكر مهما تمشدقوا وثرثروا، لذا يفضلون التركيز علي الشخصي لانهم يحبون الشمشرة كما أن شتم الآخر أسهل من المجهود الفكري لتفنيد فكرة

معتصم اقرع

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الرسالة العُمانية للعالم

 

حاتم الطائي

 

الموقف العُماني تجاه القضية الفلسطينية راسخ لا يتغير

الرسالة العُمانية كانت جلية للغاية.. ونعتقد أن الرئيس الأمريكي استوعب فحواها

محاولات التهدئة ستفشل ما لم ينتهِ الظلم ضد الفلسطينيين

 

رسالة ذات دلالات عميقة بعثت بها سلطنة عُمان خلال مشاركتها في القمة الخليجية الأمريكية التي عُقدت الأسبوع المُنصرم في العاصمة السعودية الرياض، هذه الرسالة أكدت على الثوابت العُمانية في السياسة الخارجية وأعلنت بوضوح رؤيتها الحكيمة لكافة القضايا والملفات الإقليمية والدولية، والتي ترتكز على قاعدة أصيلة ورئيسة، ألا وهي: تغليب لغة الحوار والدبلوماسية، وإرساء السلام الشامل والأمن الدائم.

والحقيقة أنَّ قراءة موضوعية في كلمة سلطنة عُمان التي ألقاها نيابة عن جلالة السلطان، صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاصّ لجلالة السُّلطان، تؤكد أن الموقف العُماني لم يتغير وأن رؤية سلطنة عُمان لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني لم تتبدل؛ سواء أكان ذلك في تصريحات رسمية على لسان كبار المسؤولين، ومن خلال بيانات وزارة الخارجية، أو في حضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه، الذي تقف بلاده خلف الاحتلال الإسرائيلي وتُقدِّم له كل سُبُل الدعم من سلاح وقنابل فتّاكة وأموال لدعم الاقتصاد الإسرائيلي المُنهار.

لم تتردد سلطنة عُمان في أن تؤكد أمام هذه القمة أنَّ الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني للأراضي الفلسطينية هو ظلم مستمر ويجب أن يتوقف، لا سيما وأنَّ حرب الإبادة على غزة حوّلت القطاع إلى مكان غير صالح للعيش، وهو ما سعت إليه إسرائيل منذ بدء العدوان، وتعمّدت قصف كل صور الحياة وتدميرها والقضاء على الإنسان الفلسطيني بالقتل والتنكيل والاعتقال تارة، وبسلاح التجويع والحرمان من أبسط مقومات الحياة تارة أخرى، فلا دواء ولا طعام ولا ماء ولا كسوة ولا أي مظهر من مظاهر الحياة يُمكن رؤيته اليوم في غزة، فقط الموت ورائحة الموت، الجثث تتناثر في كل مكان، تحت الركام وفوقه، أطفالًا ونساءً وشيوخًا وشبابًا ورجالًا، الجميع لم يسلم من جرائم الإبادة التي تُنفذها إسرائيل على مرأى ومسمع من العالم. نُتابع كل يوم كيف أنَّ هؤلاء المغلوب على أمرهم يئِنون ويصرخون من ألم الجروح ووجع فراق الأحبة، كل ذلك وأمعاؤهم خاوية، وأفواههم جافة لانعدام المياه أو أي سوائل صالحة للشرب.

الرسالة العُمانية إلى القمة الخليجية الأمريكية، كانت صادقة في كل حرف وكل كلمة وكل وصف، فقد أوضحت عُمان رؤيتها للعلاقات الخليجية الأمريكية، وهي علاقات ترتكز على أبعاد "استراتيجية طويلة الأمد" وتضع "إرساء دعائم الأمن والاستقرار والازدهار" أهدافًا وغايات لهذه العلاقات. لكن ورغم ذلك فإنَّ دول الخليج تقف أمام "لحظة تاريخية فارقة" وهو وصف بالغ الدقة يؤكد مدى وعي عُمان بالمخاطر التي تحدق بالإقليم والعالم، غير أنها في الوقت نفسه تمثل فرصة لبناء مستقبل أفضل لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها، وليس فقط دول الخليج العربي، مستقبل يقوم على العدالة والخير والنماء لجميع دوله، مُستقبل تكون فيه العدالة ركيزة أساسية ومنطلقًا لبناء إقليم خالٍ من الصراعات والحروب.

ومع تأكيد سلطنة عُمان على أهمية الشراكة بين دول الخليج والولايات المُتحدة في العديد من المجالات، فإنَّ هذه الشراكة تفرض على واشنطن ضرورة التدخل لإنهاء الوضع المأساوي في قطاع غزة، في ترسيخ لمواقف عُمان المُشرِّفة تجاه القضية الفلسطينية. ولذلك عندما استمع الجميع لكلمة صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد، خلال القمة، انتابتهم مشاعر الفخر بموقف بلادهم المُؤيد للحق الفلسطيني والرافض رفضًا قاطعًا لكل الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها إسرائيل في ظل "عجز المجتمع الدولي عن تحقيق سلام عادل"، لتُؤكد السلطنة في هذا السياق أن "الظلم المستمر" الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني يمثل "جوهر العديد من التحديات الإقليمية"، ما يعني أن أية محاولات لتهدئة الأوضاع في الشرق ستفشل ما لم ينتهِ ذلك الظلم وأن تتوقف تلك الجرائم البشعة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين منذ عقود طويلة.

لقد عكست كلمة سلطنة عُمان، مدى الحنكة السياسية التي تمارسها دبلوماسيتنا العريقة، فبينما تشدد في كلمتها على مواقفها ورفضها التام لكافة أشكال الظلم وانعدام العدالة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، إلّا أنها تؤكد أن "هناك بصيص من الأمل". وهذا البصيص- باعتقادنا- يعتمد في المقام الأول على مدى جدية الرئيس الأمريكي في إنهاء الصراع في الشرق الأوسط، خاصةً وأنه كثيرًا ما يُعبِّر عن رغبته في إنهاء كل الصراعات في العالم، فماذا عن القضية الفلسطينية؟ وماذا عن موقفه من الحليف الإسرائيلي الذي يتلقى الأموال والسلاح ليواصل جرائمه في غزة؟

لا نستطيع أن نُخفي مدى تأييدنا لدور وطننا الحبيب، عُمان، في إقناع الطرفين اليمني والأمريكي بوقف إطلاق النار، وإبرام اتفاق يُنهي أي عدوان أمريكي على الجار اليمني، بعد فترة طويلة من القصف الغاشم راح ضحيته الكثير من المدنيين. هذا التطور الكبير وصفه صاحب السُّمو السيد أسعد بن طارق في كلمة سلطنة عُمان بأنَّه "خطوات تاريخيّة نحو السّلام والاستقرار"، ساهمت في "إنهاء الصراع مع اليمن وعودة انسياب الملاحة الآمنة في البحر الأحمر"، وهو ما يدفعنا لأن نطلق أشرعة التفاؤل بأن يكون هذا الاتفاق تمهيدًا لسلام دائم وازدهار في جارنا الذي وصفته الكلمة العُمانية بأنه "البلد العربي العريق"، في تأكيد واضح على مكانة اليمن في السياسة الخارجية لعُمان؛ باعتباره الجار الجُنب الذي يجب دعمه لكي ينعم بالسلام والاستقرار.

الرسالة العُمانية إلى القمة الخليجية الأمريكية، تناولت مجمل الأوضاع الإقليمية، ومن بينها الملف النووي الإيراني، والذي تتوسط فيه كذلك بلادنا الحبيبة، عُمان، ما يبعث على التفاؤل بأن يتم التوصل لاتفاق يصرف شبح الحرب الإقليمية الشاملة في منطقتنا.

وقد وصلت هذه الرسالة في فحواها إلى ذروتها، عندما أكد سمو السيد أسعد بن طارق، على "استحالة تحقيق السلام الشامل، والأمن الدائم، والازدهار المنشود للجميع، إلّا من خلال قيام الدولة الفلسطينية المستقلة"، وهنا جوهر هذه الكلمة ورسالتها الأساسية؛ إذ لا سلام بدون فلسطين، ولا سلام في المنطقة وشعب فلسطين يُنكَّل به ويتعرض لأقصى الضغوط، ولا سلام وغزة تُباد وتُمحى من على وجه الأرض، ولا سلام وإسرائيل تمارس أبشع جرائم الحرب والإبادة بكل وقاحة.

ويبقى القول.. إنَّ الدبلوماسية العُمانية وإذ تضع دائمًا الخطوط العريضة لسياساتها الرصينة، فإنها تستند على قيم العدالة والحق والسلام، وترفض كل أشكال الظلم والعدوان، وتتطلع إلى الإسهام في بناء سلام شامل وعادل، يجني الجميع ثماره اليانعة، ويُنهي عقودًا من الحروب وسفك الدماء.. فهل وصلت الرسالة؟!

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • هذا هو التسقيط وهذه أدواته
  • عيد الأضحى ، واللحمة ، والمواطن ما معه اللي ترن
  • معتصم سالم: بيراميدز لم نتلقي أي رد من رابطة الأندية بخصوص طلب تأجيل مباراة سيراميكا
  • الرسالة العُمانية للعالم
  • موعد ومكان عزاء والدة زوجة الكاتب الصحفي هاني لبيب
  • بوخات استعراضية وفوحة لبلبي
  • الكاتب العام لولاية جهة مراكش يزور معرض “جسور” ويؤكد أنه يمثل عمق العلاقات الأخوية بين المملكة والمغرب
  • أكرم عبدالمجيد: تأخير لجنة التظلمات أضر بالزمالك وبيراميدز وأفقدهما التركيز
  • السجن 25 عاماً لمنفّذ الاعتداء على الكاتب سلمان رشدي
  • عبدالمجيد: تأخير قرار التظلمات تسبب في فقدان الزمالك وبيراميدز التركيز بالدوري