بوابة الوفد:
2025-06-03@16:28:22 GMT

عامان مرا.. وبيني وبينهما فريضة النسيان

تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT

يقولون إن الحزن وحده يبدأ كبيرا ثم يقل حتى يخبو بكرور الأيام وتوالي الهموم والانشغالات، ولأن الإنسان جبل على النسيان؛ فلا حزن يدوم ولا متعة تستمر، كلاهما إلى زوال...
وهو ما تؤكده رؤية نيتشه، حين قال: «لا سعادة، لا سكينة، لا أمل، لا فخر، لا متعة، تتحقق في اللحظة الحاضرة، من دون ملكة النسيان».
حيث يرى أن نسيان الماضي يخلق هدوءا وسكينة في الحاضر، بل هو شرط أساسي لتطوير كفاءات وملكات جديدة.

لهذا فمسح الطاولة وغسل الوعي من شوائب الماضي، أمر ملح لترك المجال لأشياء جديدة تتشكل. 
فمعنى أن تمتلك قوة النسيان، وأن تحرص على عدم التصاقك بذاكرتك، فهذا يعني أنك تخلق لذاتك رغبة أكيدة في أن تصير وأن تستمر؛ فيرى نيتشه أن الوحيد الذي يقول: «إنني أتذكر» هو الإنسان، وهو بذلك يقتل سعادته بيده، فحضور الماضي يمنعه من تذوق اللحظة الصافية، ويثقل كاهله ويسحقه، ويمنع مشيه السليم. 
وعلى منواله يسير فرويد، الذي يرى أن الإنسان لا يحمل في كيانه فقط ذاكرة واعية يمكن استحضارها، بل ذاكرة أخرى منسية هي اللاشعور، التي تعد خزانا ومقبرة ندفن فيها المكبوتات المؤلمة التي يصعب استحضارها إلا عن طريق التحليل النفسي؛ مما يعني أن الحياة النفسية للفرد، واعية كانت أم غير واعية، هي في الجزء الأكبر منها، مشكلة من الماضي، الذي ينبغي العمل على نسيانه إذا ما أصبح ثقلا جاثما علينا في الحاضر.
كلتا الرؤيتين تحققان ما ينادي به أحباؤنا والعارفون بما يسكننا من جراحات وانكسارات، الدعوة للنسيان جد منطقية، لا أنكر أهميتها بأي شكل، قد تؤتي أكلها بشرط، أن تحتل الذاكرة أحداث موازية وأكثر قوة، يمكنها ببساطة أن تزيح الماضي وتنتصر عليه، أو تتملكنا رغبة في التخطي إذا ما شعرنا بأن حياتنا وحياة من نحب تنسحق تحت وطأة الذكرى، والتمسك بأيام منحتنا سعادة كانت حينئذ أسمى ما نبتغيه. 
مشاهد كثيرة ومواقف ظلت عالقة بالذاكرة، إذا ما حاولنا نسيانها قد يغمشها مرورنا بمكان أو ترديد كلمة ما، أو تكرار موقف بعينه، أو حتى تنسم رائحة ما ارتبطت بمن رحل، لا أراهن على استمرار آثارها، أو عدمه، لكنها موجودة على كل حال، أوجدها من أخلص لمشاعره يوما، وجعلنا في مكان أنكره ومازال ينكره البعض، حتى ظنوا أن محاولات الإقصاء المتعمد من مشهد وحلم طالما سعيت لتحقيقه، قد يشفي غليل قوم لا يفقهون ولا يدركون للحب والأصول طريقا، لكنه الإخلاص لاسم مهما انتهت بيننا الحياة وسعت وسعيت معها للنسيان، ستظل فريضة الاحترام واجبة له، احترام لمن أكرمنا يوما وفضلنا على العالمين وكنا لديه من المصطفين المقربين حتى الرمق الأخير، وهو ما يجعل من النسيان محاولة بائسة لإنكار الفضل، لكنها الحياة، التي تفرض علينا أن نحقق مقولة نيتشه: «لا سعادة، لا سكينة، لا أمل، لا فخر، لا متعة، تتحقق في اللحظة الحاضرة، من دون ملكة النسيان»... والله عليم بذات الصدور.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نبضات الحزن النسيان

إقرأ أيضاً:

برفقة عمرو سعد وحمادة هلال.. أحمد السقا يستعد لأداء فريضة الحج

يتواجد الفنان أحمد السقا، في المملكة السعودية، لأداء فريضة الحج، وذلك بعد انفصاله عن زوجته الإعلامية مها الصغير.

ونشر أحمد السقا، عبر خاصية القصص القصيرة على «إنستجرام»، صورة تجمعه بالفنان عمرو سعد والفنان حمادة هلال، بملابس الإحرام استعدادًا لأداء فريضة الحج.

وفي وقت سابق، شارك الفنان أحمد السقا، جمهوره مقطع فيديو يحمل رسالة غامضة عبر صفحته الشخصية بـ«فيسبوك»، وهو الأمر الذي أثار حالة من الجدل خلال الدقائق الماضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد انفصاله عن الإعلامية مها الصغير مؤخرًا.

وعلق «السقا» على مقطع الفيديو عبر صفحته الشخصية بـ«فيسبوك» قائلا: «معنديش مانع تعمل عليا لقطة بس المهم تستحمل مني باقي الفيلم».

اقرأ أيضاًبعد انفصاله عن مها الصغير.. طارق الشناوي لـ أحمد السقا: «أنت فقدت عقلك»

بسمة وهبة: تعاطفت مع مها الصغير والآن أعاتب نفسي بسبب أحمد السقا

بسمة وهبة تكشف تفاصيل مكالمتها مع أحمد السقا حول حقيقة انفصاله عن مها الصغير

مقالات مشابهة

  • فلسطينيو العراق.. عشرون عاماً يحرمون من آداء فريضة الحج
  • الإحرام والسعي.. تعرف على مناسك ومبطلات فريضة الحج
  • هيئة كبار العلماء: صلاة الجمعة فريضة حتى لو صادفت يوم عيد الأضحى
  • للحوامل: نصائح وإرشادات أثناء أداء فريضة الحج
  • سيدة تلاحق مطلقها بسداد 1.6 مليون جنيه بعد تطليقها غيابياً
  • برفقة عمرو سعد وحمادة هلال.. أحمد السقا يستعد لأداء فريضة الحج
  • زوجان كفيفان يعبران عن سعادتهما بعد الوصول إلى مكة لأداء فريضة الحج.. فيديو
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • تسيير رحلات الحجاج الأفغان لأداء فريضة الحج
  • ديمبلي يدفع مبابي إلى «دائرة النسيان»!