مؤسفٌ ما يحصلَ من بعضِ الصغارِ من تصرُّفاتٍ داخلَ المساجدِ، وهي تصرُّفاتٌ تؤكِّدُ على (غيابِ) مكانةِ المسجدِ لديهم، ذلكَ الغيابُ الذي لا يعنِي أنَّهم لا يعرفُون، فما تقدِّمهُ المناهجُ التعليميَّةُ في مدارسنَا كفيلٌ بتعريفِهم بذلكَ، ولكنَّهم -بكلِّ أسفٍ- (يتعمَّدُون) القيامَ بتلكَ التصرُّفاتِ؛ لأنَّهم يعيشُون حالةً من (العزلةِ) بينَ ما يعرفونهُ وما يطبِّقونهُ.
وممَّا جدَّ من جانبِ بعضِ الأمهاتِ في هذا الشهرِ المباركِ أنَّ هنالكَ مَن تحضرُ للصلاةِ، وحتَّى تتخلَّصَ من إزعاجِ ابنهَا الصغيرِ، وتضمنَ جلوسهُ، أنْ تحضرَ معهُ (الأيباد)، حتَّى (تتفرَّغَ) هي للصَّلاةِ، دونَ أنْ تهتمَّ بما سوفَ يحدثهُ ذلكَ من إزعاجِ أصواتِ الألعابِ وخلافه على بقيَّةِ المصلَّياتِ، فهلْ جاءتْ لتصلِّي أمْ أنَّها جاءتْ لتستمطرَ الدَّعواتِ.
يتكرَّرُ ذلكَ رغمَ كثرةِ تنبيهاتِ أئمةِ المساجدِ، وممَّا يزيدُ الأمرَ غرابةً أنَّ بعضَ الآباءِ يكونُ موجودًا في المسجدِ، ومع ذلكَ كأنَّه لمْ يكنْ، في (تجاهلٍ) عجيبٍ لما يقومُ بهِ ابنهُ، وهو ما يمثِّلُ مقياسًا (صادقًا) كيفَ هُو في ميزانِ (التربيةِ) مع أبنائِهِ. فضلًا عمَّن يصطحبُ معهُ ابنهُ الصغيرَ جدًّا بحجَّةِ تعويدهِ على المسجدِ، ولكنَّه لا يهتمُّ بما سوفَ يترتَّبُ على ذلكَ على مَن يصلِّي بجانبهِ، وقسْ على ذلكَ من كلِّ تلكَ التصرفاتِ التي لا تتناسبُ مع روحانيَّةِ المسجدِ، ومكانتهِ.إنَّ بعضَ الآباءِ والأمَّهاتِ في أشدِّ حاجةٍ إلى مراجعةِ أولوياتِهم في تربيةِ أبنائِهم، فكمَا يُحمد لهُم سعيهُم إلى تأمينِ لقمةِ العيشِ لهُم، فإنَّ ذلكَ لا يعفيهِم من مسؤوليَّةِ (تربيتِهم)، حيثُ لا قيمةَ أبدًا لأجسادٍ غنيَّةٍ بمَا لذَّ وطابَ من الطَّعامِ والشَّرابِ، وفقيرةٍ حدَّ (الشفقةِ) عليهِم من مصيرِ غيابِ (التربيةِ)، تلكَ التربيةُ، التي إنْ غابتْ في (المسجدِ) فمن بابِ أولَى أنْ تغيبَ فيما سواهُ، وعلمِي وسلامتكُم.
خالد مساعد الزهراني – صحيفة المدينة
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
القبض على رجل قام بالاعتداء على ابنه أخيه
القاهرة
شهدت محافظة الجيزة بمصر جريمة مروعة، حيث قام فرد أمن بالاعتداء الجنسي على ابنة أخيه التي تبلغ من العمر 8 سنوات، أثناء وجود والديها في العمل.
وقدمت الأم بلاغًا تتهم فيه شقيق زوجها بهتك عرض طفلتها، مستغلًا تواجدها وزوجها في العمل وترك الطفلة معه بمفردها.
وأسفرت التحقيقات عن أن والدة الطفلة معلمة تترك ابنتها في رعاية عمها فرد الأمن لتواجد والدها أيضًا في العمل ، إلا أن الأم فوجئت بسوء حالة طفلتها الجسدية والنفسية، وعندما تحدثت إليها أصابتها الصدمة مما أخبرتها به ابنتها عن تعدي عمها على جسدها، ما دفعها لإبلاغ الشرطة.
وبمواجهة عم الطفلة اعترف بارتكاب الواقعة، فتم تحرير المحضر اللازم وأحيل للنيابة العامة للتحقيق.