لبنان ٢٤:
2024-07-27@05:12:38 GMT

الفاتيكان يتحرك لبنانيا وعين على مسيحيّي الجنوب

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

الفاتيكان يتحرك لبنانيا وعين على مسيحيّي الجنوب

بات معلوماً حجم الضغط الذي يمارسه الفاتيكان لتحييد لبنان عن الحرب الدائرة في غزة. فمنذ بداية الصراع، دخل الكرسي الرسولي على خط الاتصالات الجارية لوقف الحرب في غزة ومنع تمددها. ولا يزال البابا فرنسيس ودوائر الفاتيكان الديبلوماسية على تواصل دائم مع واشنطن وباريس وعواصم عربية بهذا الشأن، وكانت لافتة في هذا السياق زيارة أمين سر الفاتيكان للعلاقات مع الدول بول ريشار غالاغر إلى الأردن الشهر الفائت.

وفي ما يتعلق بلبنان، يأخذ الاهتمام الفاتيكاني مستويَين، الأول عام والثاني مسيحي بحكم موقع الكرسي الرسولي وعلاقته بمسيحيي لبنان.

وكتبت هيام قصيفي في" الاخبار": فإن ثمة حرصاً فاتيكانياً على عدم التخلي عن المساعي المبذولة، وفي الوقت نفسه حثّ لبنان على ملاقاة الفاتيكان وغيره في منتصف الطريق.
في الشق الثاني، لم يصل الفاتيكان بعد الى مرحلة تسمية موفد بابوي الى البلدات المسيحية الحدودية، على غرار عام 1985 عندما عيّن البابا يوحنا بولس الثاني موفداً بابوياً الى جزين أقام فيها هو المونسنيور سيلستينو بوهيغاز. لكن الكرسي الرسولي يحاول، منذ اندلاع حرب غزة، التعامل مع تطورات الجنوب من زاوية مشابهة، بالتعبير عن الاهتمام والقلق على وجود المسيحيين في المناطق الحدودية، وبالزيارات المتكررة للسفير البابوي بابلو بورجيا للمنطقة بإيعاز فاتيكاني وبمبادرة شخصية منه أيضاً، وبالمشاركة في لقاءات شعبية وفي معظم الاحتفالات الدينية الكبرى، بما يعادل الاهتمام الذي كان يوليه بوهيغاز لمسيحيي المنطقة في تلك المرحلة التي امتدت الى أواخر التسعينيات. والسفير البابوي الذي عرف لبنان في مراحل مختلفة، لا ينفك يبدي اهتماماً متزايداً بما يحصل جنوباً، وهو مدرك اليوم لحجم المخاطر حالياً، ولوضع مسيحيّي الجنوب، ومطّلع بشكل كافٍ ودوري على مشكلاتهم وملمّ بحاجاتهم الإنسانية التي ازدادت حدّتها مع الأزمة الاقتصادية.
وهذا الشقّ يأخذ حيّزاً من اهتمامه، فمعالجة هذه المشكلات المتفاقمة، عدا عن الوضع الأمني المتدهور وخطابه الداعي الى السلام في كل المناطق الحدودية، تساهم في تثبيت المسيحيين في مناطقهم. ودوره اليوم، الذي يحرص عليه، لا ينفصل عن رؤية الفاتيكان لدور مسيحيي لبنان وتأكيد حضورهم في أرضهم، وهو يعكس القلق المتزايد على مصير القرى التي بدأت تعاني منذ بداية المواجهة الحدودية، وستكون عرضة لخطر متزايد مع احتمالات توسع الحرب. والمناطق الحدودية تشكل، بالنسبة الى الكرسي الرسولي، واقعاً مأسوياً، لا يريد له أن يأخذ طابعاً أكثر دراماتيكية، في ظل أوضاع معيشية واجتماعية صعبة، يضاف إليها اليوم شعور بالقلق من المستقبل. وأهمية هذه المبادرات أنها تجد صدى إيجابياً لدى أبناء المنطقة، ممّن هم على تماسّ مع الحرب ويتعلّقون بطوق نجاة يمثّله اليوم السفير البابوي، ويرون خيط أمل في إمكان أن تنجح مساعي الفاتيكان في إبعاد الحرب عن لبنان وعن مناطقهم، فلا يضطرّون الى دفع أثمانها. وبقدر ما لا يجد الفاتيكان في لبنان سعياً مقابلاً يجعل تحقيق حياده عن الصراع أمراً ممكناً، فإن مبادرات الكرسي الرسولي في الجنوب خلال الأشهر الماضية تكشف مرة بعد أخرى الترهل المسيحي الداخلي الديني والسياسي، في مواكبة جدية لأوضاع مسيحيي الجنوب، بعيداً عن الشعارات والحملات السياسية الموسمية.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الکرسی الرسولی

إقرأ أيضاً:

نبش الحكايات الكبرى

المغيرة التجاني علي

mugheira88&gmail.com

(( أرجو أن اقترح الآتي : أن نقدم خطاب إلى معالي الحاكم العام بالنص التالي " نحن أعضاء مجلس النواب في البرلمان مجتمعاً نعلن باسم شعب السودان أن السودان قد أصبح دولة مستقلة كاملة السيادة ونرجو من معاليكم أن تطلبوا من دولتي الحكم الثنائي بهذا الإعلان فوراً " )) هذا نص الكلمة ( المقترح ) الذي قدمه عضو البرلمان السيد عبد الرحمن محمد إبراهيم دبكة , نائب دائرة بقارة نيالا غرب . بعدها طلب العضو مشاور جمعة سهل نائب دار حامد غرب ليقول (أقدَّر مدى الشرف الذي يناله مقترحه ومثنيه في جلسة كهذه سوف يسجلها في سجل الشرف تاريخ هذه البلاد المجيدة ، وسوف تكون حداً فاصلاً بين عهد الاستعمار وعهد الحرية الكاملة والسيادة التامة والانعتاق … أثَّنى المقترح وأهنئ زملائي النواب بهذا التوفيق وأهنئ الشعب السوداني بفجر الحرية الذي يطل اليوم من هذه القاعة)) و نال السودان استقلاله من داخل البرلمان في يوم الاثنين التاسع عشر من ديسمبر لعام 1955 ثم تكونت هياكل الحكم و صعد السيد سرسيو ايرو ممثلا للكتلة الجنوبية الي مجلس السيادة و منذ ذلك التأريخ ظلت الأوضاع في بلدنا تسير بالمشاركة الكاملة في السلطة و لكل اقاليم السودان , و لئن نظر البعض الي ضعف تمثيل الجنوب في هذا المجلس و في المجلس السيادي الذي أعقب ثورة اكتوبر المجيدة و مثل فيه السيد لويجي أدوك كتلة الجنوب ثم السيد جيرفس باك في مجلس السيادة الخماسي المعدل بعد اجراء الانتخابات في 1968م , فذلك يعود لمساحة السودان الشاسعة بأقاليمه الخمسة ,الشمال و الجنوب و الشرق و الغرب و الوسط . و حتي المجالس العسكرية التي جاءت بعد الانقلابات العسكرية قد مثل في تكوينها أفراد من جهات السودان المختلفة مما يدل علي أن المشاركة في السلطة التشريعية و التنفيذية لم تقتصر علي أبناء الشمال النيلي- كما يطلق بعض أصحاب الدعاوي المتهافته, و أن جهة بعينها تريد أن تستأثر بالسلطة علي جهات أخري , فذلك محض اتهام لا يسنده أي دليل , مع افتقاره الي تحديد المقصود بالمصطلح جغرافيا و اثنيا , هذا مع اقرارنا بأن صراع المركز و الهامش أمر موجود ومعترف به وأن الاستعلاء العرقي موجود حتي في داخل الهامش نفسه و في كل بطن وفخذ , كما هو موجود في كل مكان في العالم . و لعله من المؤسف حقا أن تختزل هذه الصفوة التي تثير هذه القضية تحديدا في باب واحد , هو باب الجهة والعرق و ينسبون كل ظلم موجه لها ,مثل غيرها , حتي في ظل الأنظمة الشمولية , التي يعارضها أهل النيل الشمالي أيضا , هو ظلم صادر عن ( الجلابة ) تجاه (عرق) معين .
ومن الناحية الاقتصادية , فقد أقر كثير من أصحاب هذه الدعاوي بان هناك مناطق في شمال السودان و شرقه هي أقل حظا في التنمية من مناطق أخري كثيرة في الجنوب أو الغرب و النيل الازرق و جبال النوبة , و خير دليل علي ذلك إفادات كثير من القادة من الجنوبين و من أبناء دارفور , مثال إفادات ارك طون و الحاج آدم و كثيرون غيرهم قاموا بزيارة مناطق في ولايات نهر النيل و الشمالية و قالوا بعد أن راءوا بأعينهم أن هذه المناطق لا تنقصها الا الغابات ليتمرد أبنائها ويحملوا السلاح لنيل حقوقهم , كما تمرد أهلنا لذات الأسباب , و حتي من وضعوا الكتاب الأسود المشهور الذي يتحدث عن مظالم أهل دارفور واثنيات محددة , قد استثنوا مناطق محددة في الشمالية و نهر النيل و شرق السودان من فريق المهمش الفاعل , تجاه المهمش و أقر بأنها تتعرض لذات الظلم الذي يشكون منه .فالشاهد اأن لا أحد همش أو تعمد تهميش أحد , سواء من مداخل الجغرافيا أو مدخل العرق , فالمشكل قائم كما هو و يحتاج لمعالجة شامله تشارك فيها كل الأطراف و لا أظن أن يتوفر ذلك , الا تحت حكم نظام مدني ديمقراطي لا مركزي تتكافي فيه فرص المشاركة و التعايش و توزع فيه السلطة والثروة بما يرضي الجميع .
أما علي مستوي فرص التعليم وما وفرته من امتيازات في الوظائف و الخدمات المصاحبة لفئات معينة, فذلك مرتبط و لا شك ببدايات التعليم الحديث تحت ظل النظام التركي ثم البريطاني من بعد , والذي اتخذ سياسات غير عادلة قصد منها كسب ولاء زعماء العشائر و رجالات الطرق الصوفية من كل الجهات و علي حساب باقي الطبقات الاجتماعية الموزعة في كل جهات و أعراق السودان . و يبقي السؤال المطروح قائما , من همش من ؟  

مقالات مشابهة

  • مراوحة بلا سقف زمني ولا أجوبة عن اليوم التالي لبنانيا وهوكشتاين يدعو لانهاء الشغور الرئاسي
  • الكنيسة الكاثوليكية بمصر تشارك في اليوم الأول من أعمال مؤتمر القانون الكنسي الحادي عشر للمحامين
  • نبش الحكايات الكبرى
  • جهات ستموّل إعادة الاعمار جنوبا وهذا حجم الخسائر
  • واشنطن: فصل كامل للرئاسة عن الجنوب
  • تحترب الخرطوم وجوبا تدفع الثمن
  • تاسك فور ليبانون للمسؤولين اللبنانيين: احتمال استبعاد لبنان عن التسوية المقبلة
  • خطاب نتنياهو مؤشر مواجهات مفتوحة في الجنوب.. والهدهد يخرق تكراراً
  • باسيل ناقش مع سفير مصر في لبنان واقع تطوّرات الجنوب
  • نتنياهو في واشنطن... الحرب في غزة والجنوب مستمرة