#الرصيف..
أ.د رشيد عبّاس
مفهوم البعض منا عن الرصيف بشكل عام سلبي وثابت لا يتغير, حيث أن هؤلاء الثابتون على هذا الاعتقاد يعتقدوا أن السائرون على الأرصفة هم اقل مكانة من السائرون على الطرق العامة, ربما تكون مشكلة هؤلاء تتمثل في (النقص) الزائد الذي خرج عن المألوف, وباتت عندهم حالة مرضية عن حالة الأرصفة يصعب معها التعافي والتخلص منها, في الوقت نفسه نرى أن كثير من القادة العسكريين رسموا خططهم من على الأرصفة المتهالكة, وكثير من الأدباء الكبار كتبوا رواياتهم العالمية من على حواف الأرصفة, وكثير من كبار التجّار انطلقوا بتجارتهم من على بسطات وصناديق الأرصفة.
أعتقد جازماً أن (التأمل العميق) يأخذه الجالسون أو ربما السائرون ببطيء على مثل هذه الأرصفة, وأن الماضون على الطرق العامة لا ينالوا نعمة التأمل العميق والذي يحتاجه الإنسان بين الفينة والاخرى, وذلك لانهماك هؤلاء في الوصول إلى ما رسموه في عقولهم المادية والهوائية قصيرة المدى.
يعتقد البعض منا أن النائمون على الأرصفة في وضح النهار لا يحلموا, ويعتقد البعض الآخر انهم في سبات عميق, لا.. لا.. هؤلاء يحلموا مثلنا أو ربما ليس لأحلامهم نهاية كما لأحلامنا نحنُ نهاية, وليسوا نائمون كما ننام نحنُ, هؤلاء في حالة من الاستراحة يقطفوا من خلالها ثمار ما سكبته لهم اشجار الأرصفة المنحنية من أجلهم.
مقالات ذات صلة العيد … والفرح وقت المصائب / د. نبيل الكوفحي 2024/04/03والشيء بالشيء يذكر, فبعد أن تمكن العلماء من تخطيط الدماغ البشري منذُ زمن بعيد, تبيّن لهم جلياً أن هناك طرق عامة وأرصفة للدماغ البشري في غاية الدقة والحساسية, وأن مستخدمو (أرصفة) الدماغ أكثر ذكاءً من مستخدمو طرق الدماغ العامة في التفكير والتحليل والربط, وأن علماء الذكاء الاصطناعي استعانوا بعلماء النفس لدراسة سلوك وتصرفات السائرون على الأرصفة من الناس البسطاء, وذلك من اجل تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي موضع اهتمام العالم اليوم, وما (الطائرات المسيّرة) اليوم والتي تُبرمج لتسير في رصيف خاص بها في الفضاء, إلا تطبيق عملي لبعض سلوك الأفراد السائرون باستمرار على الأرصفة.. ولنا في السائرون على الأرصفة أكثر من حكاية وحكاية, لعلنا نفهم من أين نبدأ.
لا اعتقد أن كل من جلس على الأرصفة متسول, فربما يكون جلوس هؤلاء على مثل هذه الأرصفة لقراءة ما في عيون المارة من قصص وحكايات ومآسي مستأصلة فيهم, كيف لا ولدينا قناعة مطلقة أن الأثرياء والأغنياء وربما المتكبرون منهم قلما يسيروا أو يجلسوا على الأرصفة وحوافها الجارحة.
وبعد..
لكل مدينة من مدن العالم أرصفتها الخاص بها, وتمثلُ هذا الأرصفة حالة اجتماعية بالغة التعقيد, والمقاربة الجميلة هنا أن هذا الأرصفة بشكل عام تعكس الطبقة الوسطى والدنيا من المجتمع فقط, وتغيب عنها الطبقة العليا, من هنا لا بد للدولة أية دولة كانت من دراسة واقع أرصفتها دراسة جيدة عند بناء برامجها التنموية.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الرصيف على الأرصفة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يرى فرصة لتوسيع اتفاقات السلام بعد الحرب مع إيران
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، إن ما وصفه بـ"الانتصار" على إيران يُتيح فرصا جديدة لاتفاقات سلام جديدة لا يجب على إسرائيل أن تُضيعها.
وقال -في بيان- إن ما سماه هذا الانتصار يُتيح فرصة لتوسيع نطاق اتفاقيات السلام بشكل هائل، مشيرا إلى أن حكومته تعمل على ذلك بحماسة.
وأضاف "إلى جانب تحرير المحتجزين وهزيمة حماس، هناك فرصة سانحة لا يجب تفويتها ولو ليوم واحد".
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم"، في وقت سابق اليوم عن مصدر لم تسمه، أن نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب اتفقا في مكالمة هاتفية هذا الأسبوع على إنهاء سريع للحرب في غزة، ربما في غضون أسبوعين.
وقالت الصحيفة إن الصفقة ربما تشمل توسيع اتفاقيات أبراهام مع جيران إسرائيل العرب، لكن مكتب رئيس الوزراء رفض التعليق على تقرير الصحيفة.
وقال نتنياهو يوم الأحد إنه بعد إضعاف إيران، فإنه يتوقع انضمام المزيد من الدول إلى اتفاقيات أبراهام.
وأضاف للصحفيين حينها "لقد كسرنا المحور.. هذا تغيير هائل ومكانة إسرائيل آخذة في الارتفاع، ليس فقط في الشرق الأوسط بل في العالم أيضا.. هذا تحول هائل".
وأردف قائلا "سنرى مستقبلا مشرقا جديدا، مستقبل الأمن والازدهار والأمل والسلام".
يشار إلى أن وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة أميركية قطرية بين إسرائيل وإيران وأعلن عنه الرئيس ترامب، أنعش آمال الفلسطينيين في إنهاء أكثر من 20 شهرا من الحرب في غزة التي دمرت القطاع على نطاق واسع وشردت معظم سكانه، وتسببت في أزمة صحية وغذائية غير مسبوقة.