إسرائيل لـحزب الله: نفضل التوصّل إلى اتفاق.. نصرالله يرسم مسار الرد على قصف القنصلية غداً
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
تتوجه الانظار الى الجنوب، حيث نذر الحرب تتصاعد، ولكن ضمن ضوابط (كانت تسمى قواعد اشتباك) لا تزال حتى تاريخه، تمارس من الطرفين، بدليل ان دعوة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالته امس، اقتصرت على "الثبات والصمود ومواصلة العمل"، فيما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت أن "بلاده تفضل التوصل إلى اتفاق لوقف التهديد من حزب الله في شمال إسرائيل.
واكد السيد نصرالله "الحاجة إلى الثبات، كما هو الحال قائم، ولكن بالتأكيد الثبات والصمود ومواصلة العمل، واليقين بأنّ النصر من عند الله سبحانه وتعالى آت إن شاء الله، وهذا الأمر يرتبط بغزة بالدرجة الأولى وبكلّ الساحات والجبهات الأخرى المساندة والمشاركة ثانيًا".
واعلن أنّ "بعض المثبطين في منطقتنا وفي عالمنا العربي والإسلامي وبعض المنافقين يركزون على حجم التضحيات ويتجاهلون حجم الإنجازات، أو يسفهونها خدمةً للعدو ولتثبيط عزائم المقاومين والمجاهدين، وكل الشعوب والبيئات الحاضنة والمؤمنة بخيار المقاومة".
وأكّد نصرالله أنّه على "كلّ المنابر و وسائل الإعلام التي تؤيد هذا المسار المقاوم أن تشرح وتبيّن وتوضح وبكل الأساليب المتوفرة هذا الأمر، وإلا فهم يسعون ويعملون ليحوّلوا صورة الإنجازات التاريخية للمقاومة اليوم، إلى صورة هزيمة للمقاومة وانتصار للعدو من خلال التزييف والتشويه وقلب الحقائق".
وكتبت" تداء الوطن": لم يتطرق الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله في كلمته أمس خلال فعالية «منبر القدس» الى الغارة الإسرائيلية التي دمرت الإثنين الماضي القنصلية الإيرانية في دمشق، علماً أنّ الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي، قال: «الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق لن يبقى من دون ردّ، وهو يدل على قمة فشل وضياع هذا الكيان». ورجّح المراقبون أن يعود التجاهل الى رغبة محور الممانعة في أن يعطي نصرالله الفرصة خلال إطلالته غداً في «يوم القدس» كي يكشف أوراق المحور حيال الردّ المرتقب على غارة القنصلية.
ويطلّ الأمين العام لحزب الله الجمعة المقبل في يوم القدس العالمي ومن المتوقع وفق معلومات «البناء» أن يرفع نصرالله لهجة التصعيد في الردّ على تهديدات المسؤولين الإسرائيليين ضد لبنان، والإعلان عن معادلات ردع جديدة تعكس استعداد حزب الله ومحور المقاومة لتثبيت قواعد الاشتباك ومعادلات الردّ ولو استدعى ذلك خوض الحرب الشاملة، لأن السماح للعدو الإسرائيلي بفرض قواعد اشتباك جديدة سيؤدي للمسّ بموازين القوى لمصلحة «إسرائيل»، لذلك هذا يُعدّ من الخطوط الحمر. وإذ يرجح خبراء عسكريون لـ«البناء» أن يقوم محور المقاومة برد جماعيّ كل جبهة بحسب ظروفها على العدوان على القنصلية الإيرانية في دمشق، اضافة الى رد إيراني متناسب والعدوان الاسرائيلي، لكون العميد محمد رضا زاده والضباط الشهداء لعبوا دوراً محورياً وكبيراً في دعم جبهات المقاومة لا سيما في فلسطين ولبنان. وتوقع الخبراء أن تنعكس التطورات الميدانية في سورية على الجبهة الجنوبيّة. وتشير مصادر مطلعة على موقف المقاومة لـ«البناء» الى أن حزب الله لن يتوانى عن الرد على الاعتداءات الإسرائيلية وسيكون جزءاً من عمليّة الرد على ضربة القنصلية الإيرانية واغتيال الضباط الإيرانيين.
وكتبت" اللواء": اتجهت البوصلة الاقليمية والدولية جنوباً، لمعرفة مسار الردّ على استهداف اسرائيل بالاغتيال من الجو والبحر قيادات الصف الاول في فصائل «محور الممانعة» في ضوء مؤشرات غير قاطعة، من ان الرد سيأتي عبر جبهات المساندة، لا سيما جبهة الجنوب، حيث ستبرز إبرة «البوصلة العسكرية» في ضوء استكمال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ما اعلنه امس لجهة حتمية النصر، الآتي بعد «طوفان الاقصى»، في كلمته غداً في احتفال يوم القدس العالمي، الذي يصادف في يوم الجمعة الاخير من شهر رمضان.
مع التذكير ان السيد نصر الله سبق له واشار انه سيتحدث عن المجريات العسكرية منذ عملية «طوفان الاقصى» في 7 ت1 2023 الى اليوم، لا سيما بعد الضربة الاسرائيلية ضد السفارة الايرانية في دمشق.
وكتبت" الديار": وكل الانظار موجهة غدا صوب الضاحية الجنوبية وما سيقوله سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في يوم القدس العالمي، وما سيعلنه ايضا الامام الخامنئي و الملك الحوثي وقادة الحشد الشعبي ردا على حرب الابادة واستهداف القادة الايرانيين في دمشق، ومن المتوقع نزول الملايين الى الشوارع في هذه المناسبة بعد الدعوات لاوسع مشاركة شعبية كونها تاتي هذه السنة وسط تطورات استثنائية عالمية محورها فلسطين والقدس والمقدسات، بالاضافة الى ان حصيلة المفاوضات في واشنطن وباريس وقطر والقاهرة بشان وقف اطلاق النار في غزة والافراج عن الاسرى وانسحاب اسرائيل من القطاع لم تحقق اي خرق جدي نتيجة رفض نتنياهو اي مقترح لا يتضمن القضاء على حماس وترحيل قياداتها وكوادرها العسكرية الى الجزائر وتفكيك كل اجهزة المقاومة واولها الاجهزة الامنية، ولهذه الغاية يتمحور العمل العسكري والسياسي الاميركي الاسرائيلي حاليا على دخول رفح، وتم الاتفاق مع الولايات المتحدة على بناء رصيف في البحر بحجة استخدامه لإنزال المساعدات الغذائية من البحر وصرف النظر عن نقلها برا عبر معبر رفح، لكن احد الاهداف الرئيسية لهذا الرصيف تهجير سكان قطاع غزة على دفعات لا تحدث ضجيجا سياسيا وهذا ما يسهل دخول المعقل الاخير للمقاومة، وتحاول اسرائيل كسب الوقت في المفاوضات حتى الانتهاء من بناء الرصيف البحري خلال شهرين ووضع اللمسات الاخيرة لاقتحام المدينة واحداث اكبر عملية تهجير في التاريخ منذ نكبة فلسطين عام ١٩٤٨ .
وفي شأن متصل، وفيما اعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي انه "وفق المعلومات المتوافرة لدى جيش الدفاع فالانفجار الذي وقع السبت الماضي (30/3) في رميش والذي أسفر عن إصابة مراقبين من بعثة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة ناجم عن تعرض دورية اليونيفيل لتفجير عبوة ناسفة كان قد زرعها حزب الله في هذه المنطقة سابقًا"، صرح الناطق الإعلامي باسم قوات "اليونيفيل" في لبنان أندريا تيننتي لـ"النهار" ان "التقارير الأولية بعد الحادث الذي تعرّض له المراقبون السبت الفائت تفيد بأن الانفجار لم يكن نتيجة إطلاق نار مباشر أو غير مباشر".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
كيف منعتنا صنعاء عن الكُفر بالعروبة؟
في زمنٍ طغى فيه الصمت الرسمي والخذلان العربي، ارتفعت من صنعاء صرخة الكرامة، لا بالشعارات وحدها، بل بالمواقف الفعلية والتحركات الميدانية.
منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” التي دشّنتها المقاومة الفلسطينية في أكتوبر 2023، وما تلاها من عدوان إسرائيلي غاشم، سجّلت صنعاء حضوراً عربياً نادراً، كسر قاعدة الصمت، ورسّخ معادلة جديدة في الصراع العربي الإسرائيلي، عنوانها: “من اليمن يأتي الرد”.
في لحظةٍ كاد فيها اليأس أن يبتلع الوعي العربي، ويكفُر الناس بجدوى الكرامة والنضال، وينحني الجميع لـ”السيد الأمريكي”، برزت حركة أنصار الله من اليمن، كضوءٍ في آخر النفق، تثبت أن العرب لم يُخلقوا للاستسلام، وأن في الأمة نبضاً لم يمت.
لم تكن صواريخها الموجهة نحو الكيان المحتل مجرد أدوات حرب، بل رسائل إيمان: أن المقاومة ممكنة، وأن العدو ليس أسطورة عصية على الهزيمة، وأن الدم العربي لا يزال قادراً على أن يُفاجئ العالم.
لقد أعادت صنعاء تعريف ما يمكن للعربي أن يكونه؛ لا تابعاً ولا مفرّطاً، بل فاعلاً وصلباً؛ وحين اختنق البعض تحت ثقل الهزيمة، فتحت صنعاء نافذة للأمل، ومنعت أمةً بأكملها من الكفر بذاتها وقدرها.
صنعاء تُطلق الصواريخ… والخليج يستقبل ترامب
في مشهد يكشف حالة الانقسام العربي، كانت صنعاء تطلق صواريخها على “إسرائيل”، بينما كانت دول الخليج تفتح أبوابها للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال جولته التي بدأها من الرياض بتاريخ 13 /5 /2025، إذ بدا المشهد وكأن هناك فُسطاطين عربيين: أحدهما يوقّع على الاستثمارات، وآخر يقاتل بالصواريخ.
خلال 24 ساعة، كانت المقاومة اليمنية قد أطلقت ثلاثة صواريخ باتجاه الأراضي المحتلة، مُستهدفة مواقع عسكرية بطائرات مسيّرة وصواريخ بالستية طويلة المدى، وقد أسفرت الهجمات عن تعليق لعمليات الهبوط والإقلاع في “مطار بن غوريون”، في أجواء مشحونة بالقلق والتأهب، خاصة بعدما تكررت العمليات العسكرية اليمنيّة خلال فترة زمنية قصيرة.
جرى ذلك في الوقت الذي كان يزهو فيه دونالد ترامب داخل قاعدة العديد، متباهياً بنجاحه في توقيع صفقات اقتصادية وعسكرية بمئات المليارات مع المسؤولين في السعودية والإمارات وقطر، وسط تجاهل واضح للعدوان على غزة.
في خطابه الأخير، لمناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية، قال قائد حركة أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي، أن القوات المسلحة اليمنية نفّذت تسع عمليات خلال أسبوعٍ واحد، تزامن بعضها مع كلمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقد استهدفت العمليات فرض حظرٍ جوي على العدو الإسرائيلي، إذ لا تزال عشرات شركات الطيران تُعَلِّق رحلاتها إلى مطار اللد (مطار بن غوريون).
اليمنيون لم يكتفوا بتعطيل الملاحة الإسرائيلية، وحظر أي سفينة يثبُت تعاونها مع دولة الاحتلال من المرور في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، بل استطاعوا فرض حظر جوي أيضاً على الإسرائيليين، عبر صواريخهم ومسيّراتهم التي تطير بشكل دوري لأكثر من 2000 كم، وتسقط في أهم المدن الإسرائيلية، بالشكل الذي أثّر سلباً على الاقتصاد الإسرائيلي، وأبكى عيون قادة أحزاب اليمين المتطرف، وهم يرصدون ملايين الإسرائيليين يفرّون إلى الملاجئ.
لماذا تختلف صنعاء عن العواصم العربية الأخرى؟
من البداية، نظرت صنعاء إلى قضية فلسطين باعتبارها معركة وجود، وليست مجرد قضية تضامن، لذا شرعت بتنفيذ عمليات عسكرية فعليّة ضد الكيان الصهيوني، في مشهد غير مسبوق على مستوى الوطن العربي منذ عقود؛ وفي مقابل الصواريخ اليمنية، أقصى ما قدّمه كثير من العواصم العربية لم يكن أكثر من عبارات عاطفية جوفاء، تُظهر الشفقة على أهالي غزة، وتلمز في الوقت ذاته من جهة المقاومة الفلسطينية، مُحمّلة إياها –ضمنيًا أو صراحةً– مسؤولية ما آلت إليه الأمور.
لقد بدا المشهد كأن هناك من يخجل من قوة الفلسطينيين، أكثر مما يغضب من بطش المحتل!، لكن الخطاب القادم من صنعاء، دوماً ما قلب الموازين، فلم يتردد في إعلان الدعم للمقاومة الفلسطينية، والدفاع عنها، وحثّ الشعب العربي على الالتفاف حولها، منذ اندلاع الحرب، وحتى الجمعة الماضية، التي شهدت خروج ألف وسبعٍ وستين مَسِيرةً يمنيّة حاشدة ومصغَّرة، بحسب المحافظات، بدءاً من ميدان السبعين، وصولاً إلى المديريات والأرياف.
رفضت صنعاء التطبيع، مؤكدة أن كرامة الأمة لا تُباع مقابل صفقات أو تحالفات سياسية، وأن الاعتراف بـ”إسرائيل”، هو خيانة كبرى، وارتداد كامل عن نصرة القضية الفلسطينية العادلة، كما فضحت الدور الأمريكي، عبر التأكيد أن علاقة واشنطن بالأنظمة العربية قائمة على الابتزاز، وأن الإسرائيلي هو شريكٌ في كل المكاسب الأمريكية سواء كانت مالية أم سياسية.
في المحصّلة، يمكن اختصار رسالة صنعاء التي حملتها طوال العامين الماضيين، بما يلي:
1. تعريف جديد للدعم العربي لفلسطين
لم تكتفِ صنعاء بالبيانات والتعاطف الإعلامي، بل انتقلت إلى فعلٍ ميداني مباشر، فأطلقت الصواريخ، وهددت مصالح العدو، مؤكدة أن الدعم الحقيقي يُقاس بالأفعال لا بالكلمات.
2. ترسيخ معادلة ردع إقليمية
أظهرت أن الاعتداء على الفلسطينيين لن يمر من دون تكلفة، وأن أي استهداف لفلسطين يعني اضطراباً في الممرات الدولية ومواجهة مفتوحة مع مناصري المقاومة.
3. كشف ازدواجية المواقف العربية
أظهرت المفارقة الحادة بين من يطبّع ويهادن، وبين من يقاوم ويدفع الثمن، ما جعل مواقف الخضوع والتطبيع تبدو عارية من أي مبرر أخلاقي أو استراتيجي.
4. إسقاط أسطورة التفوق الإسرائيلي
من خلال الصواريخ والطائرات المسيّرة، والقدرة على تعطيل الملاحة، أثبتت صنعاء أن الردّ العربي ممكن، وأنّ الردع لا يزال في متناول اليد بشرط توافر الإرادة.
5. القدرة على تحدي الولايات المتحدة
صمدت صنعاء في وجه الجيش الأمريكي الذي أبحرت حاملات طائراته حتى مضيق باب المندب لقصف أبناء اليمن، ولم تنجح القوات الأمريكية في إجبار القيادة اليمنية على التخلي عن واجبها في معركة إسناد فلسطين، وما كان من دونالد ترامب إلا أن أعلن، في نهاية المطاف، وقف عدوانه، منسحباً من المنطقة… لكن قبل ذلك، كان مجبراً على وصف أبناء حركة أنصار الله بالمقاتلين الأشداء.
6. تجسيد العروبة كهوية نضالية
قدّمت صنعاء النموذج الصحيح للعروبة: عروبة تُقاوم لا تساوم، تقف مع فلسطين لا ضدها، وتنحاز للمظلوم لا للمحتل. هذا النموذج أعاد إحياء شعور الانتماء في أمة كادت أن تفقد الثقة بنفسها.
صنعاء.. حين أيقظت أمة نائمة
اليوم تتجسد الكرامة العربية من صنعاء، لا من عواصم الرفاه. وبينما فُرِش السجّاد الأحمر منذ أيامٍ لرئيسٍ زوّد الاحتلال كل أسباب القتل والبطش، كانت صنعاء تردّ بالصواريخ والمواقف الصلبة. هناك، وُقّعت الصفقات، وهنا، كُتبت الرسالة بمداد النار: أن العروبة ليست زينةً للخطاب، بل مسؤولية تُحمَل حين تشتدّ المحنة.
في هذا السياق، يبرز قادة حركة أنصار الله كشموسٍ في سماء محور المقاومة، يخاطبون الأمة من صنعاء، بلغة العزيمة والبصيرة، تماماً كما كان يفعل السيد حسن نصر الله من بيروت، قبل ارتقائه شهيداً. جميعهم يُشكّلون أصواتاً عقائدية مقاومة، تنطلق من أرض مُحاصرة لتخاطب أمة محاصَرة بالتخاذل.
وبينما يُفتقد حضور كثير من الزعماء العرب على منابر الكرامة، يرى أنصار المقاومة في أبناء صنعاء عزاءً وتوازناً، وامتدادًا لخطّ السيد نصر الله في الصدق والبصيرة والارتباط العضوي بفلسطين، وفي وجه الردّة الجماعية، بات هذا الصوت مرجعًا للمقهورين، ولمن لم ينسَ بعدُ أن العروبة الحقّة لا تصافح اليد التي تلطّخت بدماء أطفال غزة.
كاتب مصري