لماذا يثير مرشح مستقل لرئاسيات أميركا قلق الديمقراطيين؟
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
يمثّل المرشح "روبرت إف كينيدي" الابن، صاحب اللقب الأكثر شهرة في عالم السياسة في الولايات المتحدة، ما تصفه تقارير بالخطر الواضح لمساعي الرئيس جو بايدن للفوز بولاية ثانية في البيت الأبيض.
ويخوض كينيدي (70 عاما)، "الناشط المناهض للقاحات والمدافع عن البيئة وصاحب نظريات المؤامرة"؛ السباقَ كمرشح مستقل بعد أن نافس بايدن في البداية على ترشيح الحزب الديمقراطي، ويحظى بتأييد بأرقام عشرية، وتشير الاستطلاعات إلى أنه "يؤذي" الرئيس أكثر من منافسه الجمهوري دونالد ترامب.
وقد يسحب كينيدي أصواتا من ترامب وبايدن، وفقا لأحدث استطلاع أجرته رويترز/إبسوس في 14 مارس/آذار والذي أظهر أن 15% من الناخبين المسجلين يدعمون كينيدي.
ويرى تقرير لوكالة الصحاف الفرنسية أن الديمقراطيين تعلموا التخوّف من الشخصيات "الدخيلة" على عالم السياسة والتي تبدو فرصها بالفوز ضئيلة بعدما فاز جورج بوش الابن ودونالد ترامب في انتخابات كانت نتائجها متقاربة عامي 2000 و2006، مدعومين بسحب مرشحي حزب الخضر الأميركي الأصوات من آل غور وهيلاري كلينتون.
وتنقل الوكالة عن المحلل السياسي لدى جامعة برمنغهام في نيويورك دونالد نيمان قوله إن "الاستقطاب المفرط هو السبب الذي يجعل من مرشح من طرف ثالث يحمل اسما معروفا؛ مصدرَ تهديد بهذا الشكل في هذا الوقت".
ويضيف نيمان: "لا توجد غير 6 أو7 ولايات تعد المنافسة فيها حقيقية، وسيحسم مجرّد 10 إلى 20 ألف صوت النتائج في هذه الولايات. لذا، فإن أي أمر يستقطب مجموعة من الناخبين الذين يمكن الاعتماد عليهم في الأحوال العادية قد يشكّل عاملا حاسما".
وتعقّد شعبية كينيدي الذي تشير الاستطلاعات إلى حصوله على نحو 10% من نوايا التصويت إستراتيجية حملة بايدن الساعية لتحويل انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني إلى خيار ثنائي بين الرئيس وترامب.
pic.twitter.com/iREWCauq5N
— Robert F. Kennedy Jr (@RobertKennedyJr) April 7, 2024
وما زال يتعيّن على كينيدي المشكك في اللقاحات والذي نشر معلومات وصفت بالمضللة وقللت من أهمية الهجوم على الكابيتول في 2021، تأمين القدرة على الوصول إلى صناديق الاقتراع في معظم أنحاء البلاد، غير أنه يؤكد امتلاكه ما يكفي من الدعم لخوض المنافسة في 6 ولايات ويهدف لجمع مليون توقيع للتأهّل في جميع الولايات الـ50.
ويفيد الخبير الإستراتيجي تشارلي كوليان أن المرشح كينيدي يمثّل "تهديدا حقيقيا" لحملة بايدن في ولايات متأرجحة رئيسية، في إشارة إلى الولايات التي تصوّت مرّة للجمهوريين وأخرى للمحافظين، لافتا إلى أن الاستطلاعات تشير إلى أن كينيدي يحظى بشعبية في أوساط المستقلين والجيل الأصغر سنا، وهما "مجموعتان صوّتتا تقليديا لبايدن".
كما أن تبني كينيدي ما يوصف بنظريات المؤامرة ومعارضته تقديم مساعدات لأوكرانيا، ربما جعلته شخصية مفضلة لدى حركة ترامب "أعيدوا لأميركا عظمتها" في حين كتب ترامب على منصته الاجتماعية مؤخرا "إنه منافس سياسي لجو بايدن "الفاسد"، ليس منافسي. يعجبني بأنه مرشح!".
وترافق ذلك مع تكثيف لجان العمل السياسي التقدمية واللجنة الوطنية الديمقراطية الهجوم على كينيدي، إذ أرسلت لوحات إعلانية متنقلة إلى تجمّعاته وبذلت جهودا قانونية لاستبعاده من الاقتراع، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
بداية ديمقراطية
بدأ كينيدي مسعاه للترشح إلى البيت الأبيض كديمقراطي، لكنه انسحب من الانتخابات التمهيدية بعدما اشتكى من توظيف حلفاء بايدن أساليب قائمة على "التنمر" لإبعاده عن المنافسة.
ويرى كيث ناهيغيان الذي كان مساعدا لبوش عندما هُزم الأخير أمام كلينتون بمساعدة "روس بيروت" عام 1992، بأن بايدن ارتكب "خطأ هائلا" عبر تهميش كينيدي، وهو مرشح كان بإمكان الديمقراطيين إزاحته عن الطريق في الانتخابات التمهيدية.
وقال ناهيغيان: "أعتقد أنهم قد يخسرون الرئاسية لأنهم لم يفكروا بشكل إستراتيجي منذ بدء هذا السباق"، ومع ذلك، يحذّر ناهيغيان من النظر إلى انتخابات 2024 على أنها تكرار لتلك التي جرت في 1992، مشيرا إلى أن بيروت تمكن من إنفاق أموال على حملته لا يملكها كينيدي.
وكينيدي (جونيور) هو نجل السيناتور الأميركي "روبرت إف كينيدي" الذي اغتيل عام 1968 أثناء حملته الانتخابية الرئاسية، وأثار إعلان مفاجئ خلال مباراة نهائي دوري كرة القدم الأميركية ركز على علاقته بعمه الرئيس السابق "جون إف كينيدي" غضب أفراد عائلته ودفعه إلى الاعتذار.
وأبدى كينيدي دعما قويا لإسرائيل وشكك في الحاجة لوقف إطلاق النار لـ6 أسابيع في الحرب على غزة، الذي يدعمه بايدن في وقت سابق. كما قال إنه ينظر إلى الوضع على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة باعتباره أزمة إنسانية ويعارض جدار ترامب الحدودي، إلى جانب تعهده بإلغاء بنود رئيسية في مشروع قانون المناخ الذي وقعه بايدن بشأن الإعفاءات الضريبية التي يقول إنها تساعد صناعة النفط.
وفيما يتعلق بالصحة، اتخذ كينيدي مواقف مختلفة بشأن الإجهاض. وقد تعرض لانتقادات بسبب تقديمه معلومات طبية مضللة على مدار سنوات بشأن اللقاحات، لكنه يقول إنه سيظل يسمح للأميركيين بالحصول عليها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات إلى أن
إقرأ أيضاً:
بعد فكّ "حظر بايدن".. شحنة ضخمة من جرافات "D-9" الأمريكية تصل إلى إسرائيل
وصلت إلى إسرائيل شحنة عسكرية ضخمة من الولايات المتحدة تشمل عشرات الجرافات من طراز "كاتربيلر D-9" ومعدات أخرى مخصصة لقوات البر في الجيش الإسرائيلي. اعلان
وأكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية، يوم الأربعاء، أن هذه الشحنة التي تم الإفراج عنها بعد أشهر من التأخير بقرار من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تبلغ قيمتها مليارات الشواقل.
وقد تم تفريغ الجرافات من سفينة الشحن في ميناء حيفا، حيث حضر المدير العام لوزارة الدفاع، اللواء (احتياط) أمير برعام، لاستلام الشحنة. وقد نُقلت الجرافات بعد ذلك إلى مركز لوجستي تابع للجيش الإسرائيلي لتجهيزها قبل توزيعها على الوحدات الميدانية.
وأوضح برعام أن هذه الشحنة هي جزء من عملية تسليح واسعة تشمل معدات عسكرية متنوعة تم شراؤها بتمويل أمريكي ونُقلت إلى إسرائيل عبر البحر والجو، مشيرًا إلى ضرورة مواصلة تعزيز البنية العسكرية "لدعم جميع احتياجات الجيش الإسرائيلي في الحملة الجارية، واستعدادًا للعقد المقبل"، وفق تعبيره.
وبحسب وزارة الدفاع الإسرائيلية، فإن الشحنة الأخيرة نُفذت ضمن عملية مشتركة قادتها بعثة المشتريات التابعة للوزارة في الولايات المتحدة، بالتعاون مع مديرية التخطيط في الجيش الإسرائيلي، ووحدة النقل الأمني الدولي.
ترامب يرفع القيودمنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وصلت إلى إسرائيل أكثر من 100 ألف طن من الأسلحة والمعدات العسكرية، تم نقلها عبر 870 طائرة شحن و144 سفينة، في ما وصفته الوزارة بأنه "أكبر عملية تبادل في تاريخ إسرائيل".
وكانت تقارير إعلامية قد أفادت بأن إدارة الرئيس السابق جو بايدن علّقت صفقة بيع الجرافات D-9، بسبب استخدامها من قبل الجيش الإسرائيلي في تدمير منازل في قطاع غزة، وهي منازل تزعم إسرائيل أن حركة حماس كانت تستخدمها لأغراض عسكرية، متهمة الحركة باستخدام المدنيين دروعًا بشرية.
Relatedفي ظل تصاعد الغارات.. غزة تودّع ضحايا القصف الإسرائيلي في جنازات جماعيةجدل في إسرائيل.. انتحار جندي بعد معاناة نفسية من آثار الحرب على غزة ولبنانغزة بعد هدنة الستين يوما: من يحكم القطاع في "اليوم التالي"؟في المقابل، تبنّت إدارة ترامب نهجًا مغايرًا، إذ ألغى في يومه الأول بالبيت الأبيض تدابير سابقة كانت تحدّ من مبيعات الأسلحة لإسرائيل، بما في ذلك العقوبات الأمريكية المفروضة على مستوطنين إسرائيليين.
ومنذ ذلك الحين، وافقت إدارته على صفقات سلاح بمليارات الدولارات، وأقام ترامب علاقات وثيقة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، متعهدًا بدعم إسرائيل "في حربها ضد حركة حماس".
وفي ظل هذا الدعم العسكري المكثّف، تتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مخلفة دمارًا هائلًا وخسائر بشرية فادحة. وبحسب آخر إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، بلغ عدد القتلى 57,680 شخصًا منذ السابع من تشرين، فيما أُصيب 137,409 آخرون بجروح متفاوتة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة