يمثّل المرشح "روبرت إف كينيدي" الابن، صاحب اللقب الأكثر شهرة في عالم السياسة في الولايات المتحدة، ما تصفه تقارير بالخطر الواضح لمساعي الرئيس جو بايدن للفوز بولاية ثانية في البيت الأبيض.

ويخوض كينيدي (70 عاما)، "الناشط المناهض للقاحات والمدافع عن البيئة وصاحب نظريات المؤامرة"؛ السباقَ كمرشح مستقل بعد أن نافس بايدن في البداية على ترشيح الحزب الديمقراطي، ويحظى بتأييد بأرقام عشرية، وتشير الاستطلاعات إلى أنه "يؤذي" الرئيس أكثر من منافسه الجمهوري دونالد ترامب.

وقد يسحب كينيدي أصواتا من ترامب وبايدن، وفقا لأحدث استطلاع أجرته رويترز/إبسوس في 14 مارس/آذار والذي أظهر أن 15% من الناخبين المسجلين يدعمون كينيدي.

كينيدي يُعرف عنه مناهضته للقاحات والدفاع عن البيئة وصاحب "نظريات المؤامرة" (الفرنسية)

ويرى تقرير لوكالة الصحاف الفرنسية أن الديمقراطيين تعلموا التخوّف من الشخصيات "الدخيلة" على عالم السياسة والتي تبدو فرصها بالفوز ضئيلة بعدما فاز جورج بوش الابن ودونالد ترامب في انتخابات كانت نتائجها متقاربة عامي 2000 و2006، مدعومين بسحب مرشحي حزب الخضر الأميركي الأصوات من آل غور وهيلاري كلينتون.

وتنقل الوكالة عن المحلل السياسي لدى جامعة برمنغهام في نيويورك دونالد نيمان قوله إن "الاستقطاب المفرط هو السبب الذي يجعل من مرشح من طرف ثالث يحمل اسما معروفا؛ مصدرَ تهديد بهذا الشكل في هذا الوقت".

ويضيف نيمان: "لا توجد غير 6 أو7 ولايات تعد المنافسة فيها حقيقية، وسيحسم مجرّد 10 إلى 20 ألف صوت النتائج في هذه الولايات. لذا، فإن أي أمر يستقطب مجموعة من الناخبين الذين يمكن الاعتماد عليهم في الأحوال العادية قد يشكّل عاملا حاسما".

وتعقّد شعبية كينيدي الذي تشير الاستطلاعات إلى حصوله على نحو 10% من نوايا التصويت إستراتيجية حملة بايدن الساعية لتحويل انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني إلى خيار ثنائي بين الرئيس وترامب.

pic.twitter.com/iREWCauq5N

— Robert F. Kennedy Jr (@RobertKennedyJr) April 7, 2024

وما زال يتعيّن على كينيدي المشكك في اللقاحات والذي نشر معلومات وصفت بالمضللة وقللت من أهمية الهجوم على الكابيتول في 2021، تأمين القدرة على الوصول إلى صناديق الاقتراع في معظم أنحاء البلاد، غير أنه يؤكد امتلاكه ما يكفي من الدعم لخوض المنافسة في 6 ولايات ويهدف لجمع مليون توقيع للتأهّل في جميع الولايات الـ50.

ويفيد الخبير الإستراتيجي تشارلي كوليان أن المرشح كينيدي يمثّل "تهديدا حقيقيا" لحملة بايدن في ولايات متأرجحة رئيسية، في إشارة إلى الولايات التي تصوّت مرّة للجمهوريين وأخرى للمحافظين، لافتا إلى أن الاستطلاعات تشير إلى أن كينيدي يحظى بشعبية في أوساط المستقلين والجيل الأصغر سنا، وهما "مجموعتان صوّتتا تقليديا لبايدن".

كما أن تبني كينيدي ما يوصف بنظريات المؤامرة ومعارضته تقديم مساعدات لأوكرانيا، ربما جعلته شخصية مفضلة لدى حركة ترامب "أعيدوا لأميركا عظمتها" في حين كتب ترامب على منصته الاجتماعية مؤخرا "إنه منافس سياسي لجو بايدن "الفاسد"، ليس منافسي. يعجبني بأنه مرشح!".

وترافق ذلك مع تكثيف لجان العمل السياسي التقدمية واللجنة الوطنية الديمقراطية الهجوم على كينيدي، إذ أرسلت لوحات إعلانية متنقلة إلى تجمّعاته وبذلت جهودا قانونية لاستبعاده من الاقتراع، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

بداية ديمقراطية

بدأ كينيدي مسعاه للترشح إلى البيت الأبيض كديمقراطي، لكنه انسحب من الانتخابات التمهيدية بعدما اشتكى من توظيف حلفاء بايدن أساليب قائمة على "التنمر" لإبعاده عن المنافسة.

ويرى كيث ناهيغيان الذي كان مساعدا لبوش عندما هُزم الأخير أمام كلينتون بمساعدة "روس بيروت" عام 1992، بأن بايدن ارتكب "خطأ هائلا" عبر تهميش كينيدي، وهو مرشح كان بإمكان الديمقراطيين إزاحته عن الطريق في الانتخابات التمهيدية.

وقال ناهيغيان: "أعتقد أنهم قد يخسرون الرئاسية لأنهم لم يفكروا بشكل إستراتيجي منذ بدء هذا السباق"، ومع ذلك، يحذّر ناهيغيان من النظر إلى انتخابات 2024 على أنها تكرار لتلك التي جرت في 1992، مشيرا إلى أن بيروت تمكن من إنفاق أموال على حملته لا يملكها كينيدي.

وكينيدي (جونيور) هو نجل السيناتور الأميركي "روبرت إف كينيدي" الذي اغتيل عام 1968 أثناء حملته الانتخابية الرئاسية، وأثار إعلان مفاجئ خلال مباراة نهائي دوري كرة القدم الأميركية ركز على علاقته بعمه الرئيس السابق "جون إف كينيدي" غضب أفراد عائلته ودفعه إلى الاعتذار.

وأبدى كينيدي دعما قويا لإسرائيل وشكك في الحاجة لوقف إطلاق النار لـ6 أسابيع في الحرب على غزة، الذي يدعمه بايدن في وقت سابق. كما قال إنه ينظر إلى الوضع على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة باعتباره أزمة إنسانية ويعارض جدار ترامب الحدودي، إلى جانب تعهده بإلغاء بنود رئيسية في مشروع قانون المناخ الذي وقعه بايدن بشأن الإعفاءات الضريبية التي يقول إنها تساعد صناعة النفط.

وفيما يتعلق بالصحة، اتخذ كينيدي مواقف مختلفة بشأن الإجهاض. وقد تعرض لانتقادات بسبب تقديمه معلومات طبية مضللة على مدار سنوات بشأن اللقاحات، لكنه يقول إنه سيظل يسمح للأميركيين بالحصول عليها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات إلى أن

إقرأ أيضاً:

محللون: ترامب ممثل ويضع مصالحه قبل مصالح أميركا

 

وفي حين يعتقد البعض أن خروج ترامب عن المألوف في السياسة الخارجية الأميركية قد يكون سببا في إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط يخشى آخرون أن ما يقوم به الرجل هو قلة خبرة قد تؤدي إلى نتائج سلبية، حسب ما ورد في حلقة 2025/5/22 من برنامج "من واشنطن".

ولعل أبرز ما وسم الشهور الأولى من فترة ترامب الثانية هو القرارات التي تتناقض مع تصريحاته أحيانا، والخطوات التي يصعب حتى على بعض مسؤولي إدارته توقعها كما تقول مراسلة الجزيرة في البيت الأبيض وجد وقفي.

فمثلا، أعلن ترامب خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الكندي التوصل إلى اتفاق مع أنصار الله (الحوثيون) في اليمن، كما أعلن عن فتح حوار مع إيران فيما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى جانبه وبجعبته خطط لضرب منشآت طهران النووية أو تفكيكها على الأقل.

ممثل في فيلم

وتعزو الإعلامية والمحللة الجمهورية جين هدسون كارد هذا الأمر إلى أن ترامب "يشبه رئيسا في فيلم تلفزيوني، لأنه يخالف كافة الرؤساء الذين تبنوا فكرة نشر القيم الأميركية وكانوا يمتلكون مشروعا عالميا يسعون إلى تنفيذه".

وخلال مشاركتها في حلقة "من واشنطن" قالت كارد إن ترامب "شخص لا مثيل له في السياسة، ويقدم نموذجا محببا للأميركيين، لأنه يتعامل كممثل، ويحب أن يكون مشهورا وغير متوقع".

إعلان

ووفقا لكارد، فإن ترامب يفاجئ الناس بقراراته، حتى إن شركاء أميركا لا يعرفون ما الذي سيفعله البيت الأبيض كل صباح.

أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عبد الله الشايجي فيرى أن الأمر يتجاوز كون ترامب ممثلا، ويرى أنه "رجل مثير للجدل، لأنه لا يمكن فهمه، ولا يمكن أن يكون محل ثقة حلفاء كدول الخليج مثلا".

والسبب في هذا -برأي الشايجي- أن ترامب قادم من خلفية غير سياسية على عكس أسلافه، وهو متجرد من كل ما تمليه الحياة الحزبية والدولة العميقة على من يشغل منصب الرئيس.

هذا التخفف من الميراث السياسي "يجعل ترامب متخففا من كل المخاوف التي كانت تمنع الرؤساء السابقين من اتخاذ قرارات بعينها، ويجعل بعض قراراته محفوفة بالمخاطر"، كما يقول الشايجي.

المحللة الجمهورية جين هدسون كارد: ترامب يشبه رئيسا في فيلم تلفزيوني (رويترز) غير جدير بالثقة

ويرى الشايجي أن فترة ترامب الأولى تبعث على عدم الثقة فيه، لأنه تخلى عن السعودية عندما ضُربت بعض مناطقها بمسيّرات إيرانية عام 2019، ولم يقدم لها أي دعم، وكذلك حديثه عن أنه رجل سلام في بداية فترته الثانية ثم توجهه لضرب اليمن.

والخلاصة من وجهة نظر الشايجي أن ترامب "رجل تحركه الصفقات، وهو يضخم في كل ما يقوم به، بدليل أنه يتحدث عن حصوله على 5 تريليونات دولار من دول الخليج خلال زيارته الأخيرة رغم أن هذا ليس صحيحا، كما أن هجومه على حلفاء مثل كندا وأوروبا يجعله غير جدير بالثقة".

واتفق الصحفي الفرنسي المتخصص في العلاقات الأميركية الأوروبية فلافيوس ميهايس مع الرأيين السابقين بقوله إن ترامب يفاجئ الجميع ويأخذهم على حين غرة.

واستند ميهايس في حديثه إلى مواقف ترامب تجاه أوروبا وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، والتي قال إن الأوروبيين لم يستعدوا جيدا للرد عليها، لأنهم لا يتكلمون بصوت واحد ومنقسمون في قضايا رئيسية، مثل أوكرانيا.

إعلان

يعمل لمصلحته الشخصية

أما رئيس مؤسسة "ناشونال إنترست" خالد صفوري فلا يعتقد أن ترامب يعمل لمصلحة الولايات المتحدة كما يقول، وإنما لمصلحته الشخصية بـ"دليل أنه طبخ موضوع البيتكوين قبل وصوله إلى البيت الأبيض بشهرين، وهذا فساد واضح".

ومن هذا المنطلق فإن الدور الأميركي في العالم يتضرر من ترامب -برأي صفوري- لأن العلاقات الدولية تحتاج استقرارا في العلاقات.

لذلك، فإن على أوروبا اليوم البحث عن حليف بديل للولايات المتحدة، لأن ترامب حاول تفكيك الناتو رغم أن هذا سيضر بالولايات المتحدة على المدى البعيد، برأي صفوري الذي يعتقد أن الرئيس الأميركي "يتعامل بمنطق الهجوم الدائم، ويصدر عشرات الأوامر التنفيذية، وهو يعرف أنها سترفض من المحاكم لأنها غير قانونية".

وحتى حديثه عن التريليونات التي حصل عليها من دول الخليج "غير صحيح"، وفق صفوري الذي قال إن حديث ترامب عن حصوله على تريليونات من السعودية في فترته الأولى "ثبت بالأرقام أنه ليس صحيحا".

وبناء على ذلك، يعتقد صفوري أن الرئيس الأميركي "يبحث عن العناوين الإخبارية، ويتصرف كرجل أعمال، ويستخدم أسلوب التسويق في التعامل مع الدول، وهذا لا يحقق مصالح أميركا على المدى البعيد".

22/5/2025

مقالات مشابهة

  • محللون: ترامب ممثل ويضع مصالحه قبل مصالح أميركا
  • “حماية أميركا” .. ترمب يعلن بناء الولايات المتحدة درعا صاروخية باسم «القبة الذهبية»
  • مجلس الشيوخ الأمريكي يعتزم التحقيق في هوية الشخص الذي أدار البلاد بدلا من بايدن
  • ترامب يعلن عن إنشاء قبة ذهبية مكلفة جدا ومغردون: لماذا تحتاجها أميركا؟
  • خيانة على أعلى مستوى .. ترامب يهاجم مساعدي بايدن
  • الأطباء مصدومون من عدم اكتشافه مبكرا لديه.. تعرف على سرطان البروستات الذي أصاب بايدن
  • ترامب يلمح إلى إخفاء بايدن إصابته بالسرطان خلال مدة رئاسته
  • تعليق مثير من ترامب بعد إعلان إصابة بايدن بـالسرطان
  • ترامب لـCNN: مندهش من عدم إبلاغ الجمهور منذ فترة طويلة بإصابة بايدن بالسرطان
  • هل أخفى بايدن إصابته بالسرطان عن الأمريكيين؟ ترامب يجيب