تتشدق قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي و تنسيقية حمدوك بذكرى (6 أبريل)، في محاولة لنيل تعاطف الشعب السوداني ، لزيادة رصيدها النافد بعد اتفاق اديس ابابا مع المليشيا المتمردة حين جددت البيعة لـ(حميدتي) الذي ساعدته في الوصول إلى السلطة بعد سقوط النظام البائد ، وقامت بتوفير الحماية القانونية له من دماء شهداء ثورة ديسمبر.
التاريخ الذي تسعى تنسيقية حمدوك لتزويره لايزال يضجر بالدماء فشهداء القيادة العامة خانهم حزب الأمة القومي عندما رفع خيمته الشهيرة ، في خيانة تاريخية لن تغتفر الا بالمحاسبة و المحاكمة الجنائية لان رفع الخيمة دليل واضح على معرفة الحزب بنية المليشيا المتمردة قتل الثوار .
اما تشدق الأحزاب المدنية الاسفري بالثورة لن يحرك ساكن ، فالكل يعلم أن مجموعة (لا للحرب) هي من هددت الشعب وقالت (الإطاري او الحرب) وهي نفسها بقيادة حمدوك في ظل الحكومة الانتقالية تركوا جثث ضحايا القيادة العامة في المشرحة لسنوات دون ان يتحرك احدهم ، و الجرحى والمصابين الذين ظلوا معتصمين لسنوات أمام مباني مجلس الوزراء في شارع الجامعة دون أن ينزل الوزير السابق خالد سلك زجاج سيارته المظللة حتى للتصدق عليهم ،و كل ذلك لأن حليفهم العسكري (قائد المليشيا) سوف يحاكم بالإعدام لفعلته.
لذلك لم يكن مستغرب أن تنسيقية حمدوك تكرر التاريخ باتفاق أديس أبابا لحماية المليشيا من المحاسبه و منحها الحصانة السياسية الدولية ، بعد شهادة العالم اجمع على الإبادة الجماعية و الجرائم و الاغتصابات والقتل والنهب التى ارتكبته مليشيا الدعم السريع ضد الأبرياء من الشعب داخل منازلهم و طرد الملايين من العاصمة الخرطوم و الجنينة و نيالا و زالنجي والضعين و ام روابة و القطينة، و اخيرا ود مدني و قرى الجزيرة ، لتتربع تنسيقية حمدوك على عرش أكبر خائن للشعب رفضت حتى (ادانة الإمارات) التى تدعم المليشيا بالسلاح !!.
الثورة الحقيقة لا يجب أن تكون ذكرى لإنهاء حكم الكيزان فقط ، بل تشمل ثورة للشعب لمحاكمة الخونة اولا و تطهير البلاد من دنسهم حتى نتمكن من المضى قدما ، و بناء السودان المدني الديمقراطي بشفافية حقيقة غير مزورة ، يستطيع فيها الشعب انتخاب من يريده بارادة حرة بعد عودتهم لمنازلهم بكرامة و استلامهم فاتورة تعويضهم ، ثم اختيار الاحرار الذين ظلوا مع الشعب في أحلك ظروفه ، و ليس من هربوا من الحرب و استقروا في فنادق وشقق نيروبي و اديس أبابا و ابوظبي وكمبالا الفاخرة على حساب المليشيا و المنظمات الدولية و تركوا شعبهم يواجه التطهير العرقي و الإبادة !!.
ثم يريدون العودة بعد الحرب لتولى المناصب الحكومية العليا ، ليشكلوا حكومة أجنبية عميلة لدولة الإمارات مرة أخري بوجوه سودانية ، لكن ذلك لن يحدث الا بعد محاكمة عادلة لكامل أعضاء التنسيقية مع المليشيا يكشف فيه القحاته للشعب اين ذهبت أموال كرونا و القومة للسودان والبنود الأخرى و مصادر تمويلهم طوال السنوات الماضية وتنقل على التلفزيون القومي !!.
#السودان #حرب_السودان #تقدم
#المليشيا_الإرهابية
#6أبريل
بشير يعقوب
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: تنسیقیة حمدوک
إقرأ أيضاً:
السرديات المضللة في حرب السودان… حكاية الغزو الأجنبي
السرديات المضللة في حرب السودان… حكاية الغزو الأجنبي
فيصل محمد صالح
في إطار التحولات المستمرة لسرديات الحرب في السودان تغيّرت التسميات من مقاومة تمرد الميليشيا، إلى محاولة الانقلاب، وإلى حرب الكرامة… وانتهت إلى حكاية الغزو الأجنبي. فالقول الجديد الآن أن السودان يتعرض لغزو أجنبي ينبغي حشد كل الإمكانات والموارد للتصدي له، وكل من لا يسهم في هذا الاتجاه إما أنه متآمر وإما ساكت على الغزو الأجنبي ومؤيد له بطريقة ما.
ليست هذه هي المرة الأولى في حروبات السودان المتعددة أن تُطلق الحكومات على الحروب الأهلية تسميات تحاول أن تحشد بها الناس، وترفع الحرج عن عدم قدرتها على المواجهة بالقول إن ما يحدث هو مؤامرة كونية ضد السودان، وغزو أجنبي يفوق قدرات البلاد.
حدث هذا في حرب الجنوب الأولى «1955-1972»؛ حيث كانت تُسمى مؤامرة استعمارية كنسية من تدبير الدوائر الغربية المسيحية، تستهدف ثقافة السودانيين ودينهم، ثم انتهى الأمر بتفاوض تحت رعاية مجلس الكنائس العالمي، تم على أثره توقيع اتفاقية أديس أبابا في 27 فبراير (شباط) 1972، وتم تعيين زعيم المتمردين الجنرال جوزيف لاقو في عدة مناصب، من بينها نائب رئيس الجمهورية.
ثم جاءت حرب الجنوب الثانية «1983-2005»، وهي أيضاً كان يتم توصيفها بأنها مؤامرة صهيونية وأميركية على السودان وسيادته، وحين تقدّمت قوات «الحركة الشعبية» بقيادة الدكتور جون قرنق في بعض المحاور تمت تسمية ذلك بالغزو الأوغندي الإثيوبي، وشهدت تلك المرحلة عمليات الحشد والتجنيد تحت شعارات الجهاد لمواجهة الغزو الأجنبي الذي «يستهدف دين الأمة وعقيدتها»، وكان يتم تصوير جون قرنق صوراً مشينة. خاضت الحكومة مفاوضات مع «الحركة الشعبية»، برعاية أميركية غربية، وانتهت بتوقيع اتفاق السلام الشامل في نيروبي يناير (كانون الثاني) 2005، وأيضاً انتهت المرحلة بالدكتور جون قرنق نائباً أول لرئيس الجمهورية، ثم خلفه سلفا كير.
ثم تكرر الأمر مع حركات دارفور المسلحة، التي يتولّى أحد قادتها الآن وزارة المالية، والآخر حكم إقليم دارفور، ويتحالفون مع الحكومة ويقاتلون مع الجيش الذي سبق أن قاتلوه.
هو تقليد قديم إذن، أن نتجنّب الاعتراف بحقيقة الحروب الأهلية التي تتقاتل فيها أطراف سودانية لأسباب متعددة، ونحول الأمر كأنه غزو أجنبي، وهناك ظنٌّ أن في الأمر فوائد آنية، منها حشد الطاقات الوطنية، واستقطاب الدعمين الإقليمي والدولي، وإيجاد التبرير المناسب في حالة عدم القدرة على المواجهة، بحجة وجود إمكانات كبيرة لدى الطرف الأجنبي، ثم إلقاء اللوم على الآخرين بالتسبب في الحرب بدلاً من لوم النفس.
هذه حرب سودانية بين أطراف سودانية، ومن انتهكوا وارتكبوا الجرائم وقتلوا وذبحوا المدنيين هم، مع الأسف الشديد، مواطنون سودانيون، ومن قصفوا المنشآت المدنية ومحطات الكهرباء والأسواق العامة هم أيضاً سودانيون، ولن تُغير نسبتهم لبلاد أجنبية من هذه الحقيقة، ولن تُفيد محاولات الإنكار وإلقاء اللوم على الآخرين.
هل يعني هذا الأمر نفي وجود تدخل أجنبي في الحرب الحالية وحروب السودان السابقة…؟
الإجابة بالتأكيد لا كبيرة… وكبيرة جدّاً، فالتدخلات الإقليمية والدولية لم تغب يوماً عن الشأن السوداني، بل في كل البلاد التي تشهد صراعات ونزاعات داخلية. ومن المؤكد أن البلاد تتدخل وفقاً لمصالحها هي أولاً، ثم تأتي بعد ذلك العوامل الأخرى التي يمكن أن تُشكل مبررات موقفها. لكن الفرق كبير بين التدخل عبر مساعدة طرف ودعمه بالسلاح وبالتأييد السياسي، والغزو الذي يستلزم دخولاً مباشراً في الحرب بعناصر أجنبية مقاتلة.
لو استمرت الحرب الحالية بما يملكه الطرفان من أسلحة وذخائر لما استمرت ثلاثة أشهر، بعدها لن يملك طرفا الحرب ما يتقاتلان به غير السلاح الأبيض، لكن الإمداد الخارجي، الذي هو شكل من أشكال التدخل، وهو الذي تسبب في استمرار الحرب. ولم يأتِ هذا السلاح والإمداد لأي من طرفي الحرب حبّاً وكرامة، وإنما هو جزء من استراتيجية التدخل والتأثير في مجريات الأوضاع، ومحاولة الاستفادة من أوضاع الحرب ومآلاتها ونتائجها.
الأفضل للسودانيين أن يبدأوا من حقيقة مسؤوليتهم عن الحرب واستمراريتها، وأن يعرفوا أن عملية وقف الحرب يمكن أن تتم إذا توفرت إرادة وطنية حقيقية، عندها فقط يمكن قفل الباب أمام التدخل الدولي الضار والخبيث، أما غير ذلك من التوصيفات والتسميات فلن يفعل شيئاً غير ذر الرماد في العيون..
نقلاً عن الشرق الأوسط
الوسومالحركة الشعبية الحروب الأهلية السرديات المضللة جون قرنق حرب السودان... الغزو الأجنبي مؤامرة صهيونية