تشهد شركة غوغل تنامي حركة "احتجاجية" تضم موظفين من مختلف الاختصاصات، ضد مشروع يربط الشركة بإسرائيل قيمته  1.2 مليار دولار، وفق مجلة "تايم".

وتضم المجموعة الاحتجاجية التي تسمي نفسها ""لا تكنولوجيا للفصل العنصري" (No Tech for Apartheid)، الآن أكثر من 200 موظف يشاركون بشكل وثيق في التنظيم، وفقا لأعضاء، تحدثوا للمجلة قائلين إن مئات العمال الآخرين متعاطفون مع موقفهم.

 

وتحدثت مجلة تايم مع خمسة موظفين حاليين وخمسة سابقين في الشركة، وقد وصف أغلبهم شعورا متزايدا بالغضب من احتمال مساعدة غوغل لإسرائيل في غمرة حربها في غزة. 

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس، في 7 أكتوبر، إثر هجوم نفّذته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1170 شخصا وفق السلطات الإسرائيلية.

وخُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات إسرائيلية.

وردت إسرائيل بهجوم اسف حتى الآن عن مقتل أكثر من 33 ألف شخص، وفق وزارة الصحة في غزة.

ما القصة؟

في 4 مارس الماضي، وقف إيدي هاتفيلد (23 عاما)، وهو مهندس برمجيات في "غوغل كلاود" ، في مؤتمر Mind the Tech، وهو مؤتمر سنوي يروج لصناعة التكنولوجيا الإسرائيلية، وصرخ "أنا مهندس برمجيات غوغل كلاود، وأرفض المساهمة في التكنولوجيا التي تدعم الإبادة الجماعية أو الفصل العنصري أو المراقبة!" 

وبعد ثلاثة أيام، قامت غوغل بإقلة هاتفيلد، بينما قال اثنان من الموظفين السابقين إنهما استقالا من الشركة الشهر الماضي احتجاجًا على مشروع "نيمبوس" (Nimbus). 

ولم يتم الإبلاغ من قبل عن هذه الاستقالات، ولا حتى إقالة هاتفيلد.

A Google Cloud engineer just interrupted Google Israel managing director Barak Regev at Israeli tech industry conference MindTheTech this morning in NY.

“I refuse to build technology that powers genocide!” he yelled, referring to Google’s Project Nimbus contract pic.twitter.com/vM9mMFlJRS

— Caroline Haskins (@car0linehaskins) March 4, 2024 ما هو مشروع "نيمبوس"؟

ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في أحد أعدادها سنة 2021، أن عقد المشروع ينص  على قيام غوغل وأمازون بتوفير خدمات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية للحكومة الإسرائيلية، وفقا لوزارة المالية الإسرائيلية، التي أعلنت عن الصفقة في عام 2021.

وبحسب ما ورد تتضمن شراكة "نيمبوس" قيام غوغل بإنشاء مثيل آمن لـ "غوغل كلاود" (Google Cloud) على الأراضي الإسرائيلية، الأمر الذي من شأنه أن يسمح للحكومة الإسرائيلية بإجراء تحليل للبيانات على نطاق واسع، والتدريب على الذكاء الاصطناعي، واستضافة قواعد البيانات، وأشكال أخرى من الحوسبة القوية باستخدام تكنولوجيا غوغل، مع القليل من الإشراف من قبل الشركة. 

وتشير مستندات غوغل، التي أبلغ عنها موقع "إنترسبت" لأول مرة في عام 2022، إلى أن خدمات الشركة المقدمة لإسرائيل عبر سحابتها تتمتع بقدرات مثل اكتشاف الوجه المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والتصنيف الآلي للصور، وتتبع الكائنات.

وتقول مجلة تايم إنه لا يوجد مزيد من التفاصيل حول العقد، "وكثير من إحباط العمال يكمن في ما يقولون إنه افتقار غوغل للشفافية حول ما يستلزمه مشروع نيمبوس والطبيعة الكاملة لعلاقة الشركة مع إسرائيل".

ولم تصف غوغل ولا أمازون ولا إسرائيل القدرات المعروضة على إسرائيل بموجب العقد. 

Google’s internal protest group, called No Tech for Apartheid, now has around 40 employees closely involved in organizing, according to members, who say there are hundreds more workers sympathetic to their goals https://t.co/GRmYJtRMHE

— TIME (@TIME) April 8, 2024

وفي بيان، قال متحدث باسم غوغل إن عقد نيمبوس ذو صبغة تجارية مع وزارات الحكومة الإسرائيلية مثل المالية والرعاية الصحية والنقل والتعليم. 

وتابع "عملنا ليس موجهًا إلى المناحي العسكرية الحساسة أو السرية التي تتعلق بالأسلحة أو أجهزة المخابرات".

من جانبه قال متحدث باسم أمازون إن الشركة "تركز على جعل فوائد التكنولوجيا السحابية الرائدة عالميًا متاحة لجميع عملائنا، أينما كانوا"، مضيفًا أنها تدعم الموظفين المتضررين من الحرب وتعمل مع الوكالات الإنسانية. 

وقال إنه يجب على جميع عملاء "غوغل كلاود" الالتزام بسياسة الخدمة الخاصة بالشركة. 

وتحظر هذه السياسة استخدام خدماتها لانتهاك الحقوق القانونية للآخرين، أو المشاركة في "أعمال عنف يمكن أن تسبب الوفاة أو الأذى الجسيم أو الإصابة". 

ما الدليل؟

تقول مجلة تايم إنه لا يوجد أي دليل على استخسدام تكنولوجيا غوغل أو أمازون في قتل المدنيين خلال الحرب في غزة. 

في المقابل، يقول موظفو غوغل إنهم يبنون احتجاجاتهم على ثلاثة مصادر رئيسية للقلق وهي: البيان الصريح الصادر عن وزارة المالية الإسرائيلية لعام 2021 بأن وزارة الدفاع ستستخدم نيمبوس؛ وطبيعة الخدمات التي من المحتمل أن تكون متاحسة للحكومة الإسرائيلية ضمن سحابة غوغل؛ وعدم قدرة غوغل الواضحة على مراقبة ما قد تفعله إسسرائيل بتكنولوجيتها. 

ويشعر العمال بالقلق من إمكانية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية القوية من غوغل في المراقبة أو الاستهداف العسكري أو أشكال أخرى من الأسلحة. 

تقارير أثارت قلقا دوليا.. هل استخدمت إسرائيل الذكاء الاصطناعي في حرب غزة؟ تثير تقارير عن استخدام الجيش الإسرائيلي للذكاء الاصطناعي في حربها في غزة "قلقا" أمميا، من أن تصبح "قرارات الحياة والموت" مرتبطة "بحسابات تجريها الخوارزميات" على ما قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش الجمعة.

وبموجب شروط العقد، لا تستطيع غوغل ولا أمازون منع أذرع معينة تابعة للحكومة، بما في ذلك الجيش الإسرائيلي، من استخدام خدماتهما، ولا تستطيعان إلغاء العقد.

وتشير تقارير أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن تنفيذ الغارات الجوية الإسرائيلية يأتي بدعم من نظام استهداف الذكاء الاصطناعي؛ لكن ليس من المعروف إن كانت تلك القدرات تعتمد بأي شكل من الأشكال على الخدمات السحابية التي توفرها غوغل.

ويشير العاملون في الشركة إلى أنه لأسباب أمنية، غالبا ما يكون لدى شركات التكنولوجيا رؤية محدودة للغاية، حول ما يحدث على الخوادم السحابية السيادية لعملائها الحكوميين. 

وقال محمد خاتمي، مهندس برمجيات في غوغل: "إن إنشاء بنية تحتية سحابية محلية ضخمة داخل حدود إسرائيل، يهدف في الأساس إلى الاحتفاظ بالمعلومات داخل إسرائيل تحت إجراءات أمنية مشددة".

وتابع "لكننا نعلم  أن هذا يعني أننا نمنحهم الحرية في استخدام التكنولوجيا الخاصة بنا لأي شيء يريدونه، بما يتجاوز أي إرشادات نضعها".

HAPPENING NOW:

Protest at Google’s London HQ in Pancras Square, demanding Google ends its Project Nimbus contract with Israel to provide cloud computing services, used for surveillance and oppression of Palestinians. No tech for apartheid! @NoTechApartheid @Workers4Pal???????? pic.twitter.com/TbNzgMC7vk

— Lukas Slothuus (@lslothuus) February 13, 2024

ويقول جاكي كاي، مهندس الأبحاث في مختبر DeepMind للذكاء الاصطناعي التابع لشركة غوغل "ليس لدينا كثير من الرقابة على ما يفعله عملاء السحابة، وذلك لأسباب مفهومة تتعلق بالخصوصية". 

وتابع متسائلا "ما هو الضمان الذي لدينا بعد ذلك بأن العملاء لا يسيئون استخدام هذه التكنولوجيا لأغراض عسكرية؟".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی غوغل کلاود فی غزة

إقرأ أيضاً:

أوبن إيه آي تحل فريق التخفيف من المخاطر وتتجه نحو توسيع نطاق تقنيات الذكاء الاصطناعي

أعلنت شركة "أوبن إيه آي"، المعروفة بتطويرها لبرنامج "شات جي بي تي"، عن حل فريقها المختص بالتخفيف من المخاطر طويلة المدى للذكاء الاصطناعي الفائق الذكاء. وقد تم دمج أعضاء مجموعة "superalignment" المعنية بهذه المهمة في مشاريع وأبحاث أخرى ضمن الشركة، وفقاً لما أعلنته الشركة التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها.

أثارت هذه الخطوة بعض التساؤلات داخل وخارج الشركة، خصوصاً في ظل الدور الذي كان يلعبه الفريق في الحفاظ على سلامة التطبيقات التكنولوجية المتقدمة. إيليا سوتسكيفر ويان ليكه، القائدين المشاركين للفريق، أعلنا مغادرتهما الشركة، مما ينبئ بتحول محتمل في سياسة "أوبن إيه آي" نحو تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

من جانبه، شدد سام ألتمان، الرئيس التنفيذي للشركة، على التزام "أوبن إيه آي" بتوسيع آفاق الذكاء الاصطناعي واستخداماته. ووعد بمناقشة هذه القضايا بشكل أوسع في الأيام المقبلة، مؤكداً على أهمية السلامة والفائدة في تطوير التكنولوجيا الجديدة.

تأتي هذه الأحداث في أعقاب إعادة ألتمان إلى منصبه بعد إقالة قصيرة العام الماضي، وهو ما يعكس التوترات الداخلية والتحديات التي تواجهها الشركة في إدارة مسارها التكنولوجي. ومع تقديم نسخة محسنة من "شات جي بي تي" للجمهور، تظل "أوبن إيه آي" في مركز التحولات الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي.

مقالات مشابهة

  • غوغل تعلن عن معالجاتها الجديدة للذكاء الاصطناعي
  • غوغل تتطلع لتعزيز العلاقة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي
  • كاتب صحفي: الانقسامات في إسرائيل تعكس مدى هشاشة التحالف الحكومي
  • 7 أشياء أعلنت عنها جوجل تستحق مراقبتها عن كثب
  • جوجل على وشك تغيير الإنترنت بالكامل
  • مديرية الأمن تكشف عن إعتماد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للحد من الجريمة
  • أوبن إيه آي تحل فريق التخفيف من المخاطر وتتجه نحو توسيع نطاق تقنيات الذكاء الاصطناعي
  • اعتراف إسرائيلي: الحملة ضد قناة الجزيرة فاشلة.. عززت مكانتها الإعلامية
  • مقال بموقع بريطاني: المشروع الإسرائيلي في أزمة والدعم له ينهار
  • خطر على الصحافة.. الناشرون مرعوبون من ميزة جديدة للذكاء الاصطناعي