لا تزال عادات وتقاليد الزواج الخاطئة منتشرة وبصفة خاصة فى الريف، حيث أصبح الزواج «خراب ديار»، فالمبالغة فى التجهيزات والشبكة والمهور كلها عادات بالية، ما زال العديد من أبناء المحافظات متمسكين بها، ويعتبرونها نوعاً من الفخر الذى لا يمكن التنازل عنه، متجاهلين أن الزواج أساسه المودة والرحمة، وليس تجهيز بناتهن بشكل مبالغ فيه للفت الانتباه والتباهى أمام أبناء القرية، وبرغم ارتفاع الأسعار والظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد، إلا أن أغلب أهل القرى ينقلون الجهاز فى موكب من السيارات يتراوح عدادها بين 10 و12 سيارة، تجوب أنحاء القرية ليشاهد الجميع الجهاز الأسطورى للعروس، فضلاً عن كتابة قائمة منقولات مبالغ فيها التى تتسبب فى العديد من المشكلات التى تصل فى بعض الأحيان لإلغاء الزواج نفسه بسبب الخلافات التى تحدث بين الطرفين، والتى قد يساء استخدامها بعد الزواج، بالإضافة إلى التكاليف الباهظة للجنة وحفل الزفاف وما يتطلبه من فستان بعدة آلاف وفوتو سيشن وميكب ارتيست وكلها أشياء مبالغ فيها، وتكون النتيجة أزمات وديوناً على الآباء والأمهات ومن يعجز عن سدادها يجد نفسه من الغارمين خلف قضبان السجون.
ورغم أن الأزهر الشريف أطلق العديد من المبادرات التى دعت لتخفيف أعباء الزواج وتوعية المواطنين بخطورة هذه المبالغات ورفض مثل هذه العادات والتقاليد السيئة، إلا أن هذه العادات ما زالت راسخة تتحدى كل المبادرات، وتهدد الرباط المقدس الذى عظمه الله عز وجل.
ولأن الأعياد دائماً هى موسم الزواج فى كل محافظات مصر تقريباً، لذلك تفتح «الوفد» هذا الملف لترصد أهم هذه العادات الخاطئة.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
"ألف ليلة وليلة".. بين الحُب والأدب والسياسة
أنيسة الهوتية
زرعتَ في قلبي قصة ألفِ ليلةٍ وليلة
جئتَ بما لا يُروى، وأخذتَ قلبي ومضيت
أتيتَ مثل الخريف،
لم تُزهِر في أيامي، بل بعثرتني
وعُدتَ لتصير نبعًا،
فجعلتني أكثر عطشًا، أكثر تيهًا
ادعُ لقلبٍ ما عرف السلام
ادعُ لي… إن كنتَ تذكرني، إن لم تنسَ اسمي
كن فانوسًا في عتمة روحي
وارتدِ قميص حضني الدافئ
فأنا من ينتظرك تحت نافذة المعشوق
أيا ريح الحب، إن مررت من هناك
بلّغه عني…
قل له: ما زال قلبي يُحب، وما زال ينتظره…
رغم غيابه، رغم الخريف الذي جاء به
قل له: كل ليلةٍ من لياليّ هي ألف
وكل دعائي هو عودته…
بهذه الروح الرومانسية، تنبض كلمات الأغنية الإيرانية "هزار ویک شب" (ألف ليلة وليلة) بصوت عرفان طهماسبي، الأغنية التي تحوّلت إلى "ترند" في الأدب المُغنّى، لا تقل شاعرية عن الحكايات التي ألهمت اسمها.
و"ألف ليلة وليلة" ليست مجرد عنوان أغنية رومانسية. أو واحدة من أعظم أساطير الأدب العالمي، وُلِدت في الشرق، وتربّت على ألسنة الحكواتيين؛ حيث الحكمة تسير جنبًا إلى جنب مع الحب، وحيث الحكاية قد تنقذ حياة امرأة، أو تؤجّل موت أمة.
الحكايات التي بدأت بشهرزاد، وانتهت بملكٍ تغيَّر قلبه بهذه الحكايات. وبين البداية والنهاية، تسكن العبرة، ويتكرّر السؤال: ما الذي يُمكن لحكاية أن تغيّره؟
"ألف ليلة وليلة" الحالية توسعت، وأصبحت روايات مُمتعة جغرافيًا.. وسياسيًا.. وناريًا.
فبينما كانت إيران تُطلق أغنيتها، كانت تُطلق أيضًا صواريخها. وبين مشهدين لا يفصل بينهما إلا صوت، تقف الحكاية من جديد: بين لمعان العيون بسماع كلمات شهرزاد ورواية الصواريخ، بين العاشق والمقاتل، بين صوت الناي.. وضجيج القصف.
كانت "ألف ليلة وليلة" تُروى لتنقذ الأرواح، والآن كذلك تُروى لتُنقِذ الأرواح المُستهدَفة مستقبلًا.
لكنَّ إيران، هذه المرة، تكتبها على طريقتها:
ليلةٌ.. فليلة.. فقصف.. فسكوت.
وعلى ما يبدو، أنها لن تُنهي قصة القصف بألف ليلة وليلة؛ بل بالمزيد من الليالي، إلى أن تنتهي صفحات إسرائيل، ولا يبقى شيء للكتابة عليه.. سوى الرماد!
ثم يقال: رُفعت الصواريخ مع الأقلام والصحف!
رابط مختصر